أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - محمد قانصو - المحبس !..قراءة تأملية في الزواج المبكر














المزيد.....

المحبس !..قراءة تأملية في الزواج المبكر


محمد قانصو

الحوار المتمدن-العدد: 3075 - 2010 / 7 / 26 - 03:09
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


ولما لا ؟ وصديقتاها الحميمتان قد سبقتاها, ولها أن تتألّق بدورها على بقية الصديقات .. أليس دليل على جمالها وجاذبيتها وجدارتها أن تدخل عالم الزوجية في سن الرابعة عشر, ويا للفرحة العارمة فهي الآن الحدث! ومحور اهتمام الجميع ومحطّ أنظارهم , وغداً رحلة الأحلام السعيدة تبصر النور في غمرة الفرح والهناءة, وعندها لن يكون مُحزناً فراقها النهائي لمقاعد الدراسة وأيام العناء والتعب.
تجول تلك الأفكار بخاطرها, فتزداد إقتناعاً بصواب خيارها, ولم يكن لديها ما تراه سوى رابط الزوجية ـ ما يسمونه مغالطة (المحبس) ـ الذي سيزين أصبعها الصغيرة بُعيد لحظات. ولا أخفي عليكم حينها شعوري الآثم بذنب لم أتعمّد ارتكابه, وربما كان سيل الكلمات والنصائح وما يزيّنها من جميل الوحي السماوي محاولة صادقة لإسكات صوت الضمير المؤنّب, ومحاولة لرفد تلك الطفلة بوعي الخطوة الذي أجزم أنّها لم تصادفه.
لم تفاجئني زيارتها بعد عامين, متأبّطة طفلةً في شهورعمرها الأولى , وبعيداً عنها جلس مَن خاَلتهُ فارس أحلامها , وكأنّما بعد المكان صريح البيان عن حياة هشّة صارعت كثيراً لكنّ أمواج القدر لفظتها جثة هامدة على شواطئ الأحلام المحفورة برمال هجينة ..
ساعات من المحاولات المستميتة مضت , خلتُ نفسي حينها طبيباً يتفانى جاهداً لحفظ حياة سِلّيمٍ يصارع سكرات الموت .. ولكنّها مشيئة العقل قضت ..
خالجني في صعوبة الموقف شعور بالحزن والسخط , زاد وطأته ابتسامة بريئة ارتسمت على ثغر الطفلة الضحية, ولعلها تبسّم من يستصّعب البكاء ويستنظر الألم ..
معذرة يا أصدقائي إن كنت أخالفكم الرأي في الموقف المؤيّد بالمطلق للزواج المبكّر, ولكنني أيضاً لست ممن يرفضونه بالمطلق, فأنا من المتعبّدين بالنصوص الشريفة, ولكنني حينما أدرس المرحلة التي نعيش, وخصوصية زماننا الذي يتمايز عن غيره من الحقبات التاريخية, ويفوقها دقّة وصعوبة والتباساً, عندها أجرؤ على القول إنَّ الزواج الذي لا ينطلق من حالة فهم وإدراك ودراية كاملة لمتطلّبات المرحلة ومسؤولياتها, واستيعاب دقيق جداً لتفاصيلها واستثناءاتها, هو زواج محكوم بالفشل خصوصا إذا كان في سنّ مبكّرة لا يكاد الطرفان يخرجان معها من صخب المراهقة وضوضائها. ولهذا فإنني أخاطب المشجعين اليوم على الزواج المبكّر وأناشدهم بأن لا ينظروا إلى تلك الخطوة المصيرية التي يتوقف عليها حفظ النسل وتماسك المجتمع من زواية واحدة, ولا يكن همّهم من الدعوة إلى التزويج المتعجّل مراعاة الجانب الغرائزي فقط على أهميته وأولويته, لأنه في حساب المصالح والمفاسد يكون حفظ المجتمع وحماية الأسرة من التفكّك والضياع أهمّ وآكد, ونحن نعاين بحسرة التزايد الهائل في معدلات الطلاق في العالم العربي والإسلامي كنتيجة لإنعدام الوعي الزوجي ولاستبدال الأسس الإسلامية والقيم النبيلة بمستوردات العادات والتقاليد القادمة إلينا من مجتمعات وثقافات مختلفة.
إنني أتفهّم بشدة ما يعانيه شبابنا اليوم من ضغط هائل وموجّه يستهدف دينهم وعقيدتهم كمقدمة لإستهدافهم في حريتهم وأوطانهم, ويحاول أعداء الأمة إسقاط الشباب من خلال الترويج المنظّم للإباحية والفساد عبر القنوات الفضائية, ووسائل الإعلام وشبكة الإنترنت, ما يجعل من التحصين الذاتي بالاستعفاف والكفاية مطلباً ملحّا, ولكن مجدداً فإنَّ هذا لا يلغي أهمية مأسسة الوعي الزوجي خصوصاً في السّن التي يحتاج معها كلا الزوجين لوصاية مجتمعية يتعاون في ترجمتها الأهل الجديرون, ورجال الدين والإجتماع, والوزارات المختصة بالجانب الإجتماعي, والأندية والجمعيات ذات الاهداف الإنسانية, في إطار خطّة وقائية محكمة ترتدّ إيجابياتها على المجتمع كلّه .



#محمد_قانصو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أحلام ..
- لا طبقية في الإسلام
- كُسفت شمس الفكر .. يا سيدي الإنسان !!.
- العدل أساس الحكم !..
- الموسيقى في قراءة علمية إسلامية
- أنسنة الجنس في التصور الإسلامي
- أحلامهم الفقيرة !..
- عذراً يا أمِّي .. من قَدرٍ أُميٍّ ..
- الخرس الزوجي
- الخصوصية بين الإحترام والإقتحام ..
- إنتخب وعيك
- هل المهر حبرٌ على ورق ؟!..
- قراءة في مشروع قانون لحماية النساء من العنف الأسري ..
- التخطيط الأسري في المجتمع الإسلامي
- مسرحية العريفي
- شلال الضوء
- الحب من منظور إسلامي
- الحوار
- عقوبة الإعدام .. رؤية إسلامية
- نعم ولا واخواتهما


المزيد.....




- فرحة عارمة.. هل سيتم زيادة منحة المرأة الماكثة في البيت الى ...
- مركز حقوقي: نسبة العنف الأسري على الفتيات 73 % والذكور 27 % ...
- نيويورك تلغي تجريم الخيانة الزوجية
- روسيا.. غرامات بالملايين على الدعاية لأيديولوجيات من شأنها ت ...
- فرنسا: مئات المنظمات والشخصيات تدعو لمظاهرات مناهضة للعنف بح ...
- السعودية.. إعدام شخص اعتدى جنسيا على أطفال بالقوة وامرأة هرب ...
- تطبيق لتوزيع المهام المنزلية وتجنب الخلافات داخل الأسرة
- -دعت إلى قتل النساء الفلسطينيات-.. أستراليا ترفض منح تأشيرة ...
- مشهد يحبس الأنفاس.. شاهد مصير امرأة حاصرتها النيران داخل منز ...
- السعودية.. الداخلية تعلن إعدام امرأة -تعزيرا- وتكشف عن اسمها ...


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - محمد قانصو - المحبس !..قراءة تأملية في الزواج المبكر