أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - آرام كربيت - رسالة إلى صديقي














المزيد.....


رسالة إلى صديقي


آرام كربيت

الحوار المتمدن-العدد: 3073 - 2010 / 7 / 24 - 15:21
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مملكة الضرورة والحرية موضوعان مستقلان موضوعياً عن الواقع, لهما شروطهما, مرحلة نضوجهما التأريخي. ما زلنا نعيش منذ صدر التاريخ وإلى الأن في مملكة الضرورة, لم نتجاوزها إطلاقاً, لهذا قلت لك أن البشرية تفتقد إلى الفضاء المفهومي للانتقال إلى مملكة الحرية والابداع. أننا مكبلون بالضرورة, الواقع جد قاس, ما زلنا نعيش فيه بعمق. ويزداد شرخ حياتنا يوماً بعد يوم. الواقع فضاء مستقل عن البشر رغم مشاركتهم الفعلية فيه, لأنه ينزح نحوتامين شروط رأس المال.
صديقي
في مملكة الضرورة علينا ان نبحث عن مخارج عملية, نستطيع من خلالها أن نحسن شروط حياتنا, فن الممكن كما يقال, أن لا نرفع سقف توقعاتنا ونضالاتنا حتى لا يأخذنا التيار. أعرف أننا كعرب محاصرون من كل الجهات, المشروع الصهيوني, الامبريالية, النظام العربي الحقير, لكن كيف يمكننا أن نخرج من هذا الواقع القاسي جداً. هذا ما قلته سابقاً, اننا بحاجة إلى فضاء مفهومي مختلف. كيف سنناظل ضد قوى شريرة قوية جداً, ونحن نعيش في مملكة الضرورة.
المنظومة العقلية والفكرية, التي تحملها انت, والتي احملها أنا هي منظومة غيبية, ماضوية شئنا ام ابينا. انها تعشعش في لا شعورنا الجمعي حتى لو كنا نعتقد أننا تحررنا منها. نحن نعيش في الماضي. نعم يا صديقي, نحن صدى تغيير, وصدى عمل غير فاعل وحقيقي. قبل ان نغير من الخارج علينا أن نغير من الداخل. كلنا يريد أن تزول اسرائيل كمشروع استعماري, لكن لم تسأل نفسك من هي القوى التي ستزيلها, وما هي بدائلها. إذا ازلنا هذا المشروع, كفرض, إلى أين سيأخذنا عالمنا الجديد. بالتأكيد ستكون قوى همجية, قوى دينية مدججة بفكر غيبي يعيدنا عشرات المئات من السنين إلى الوراء. لهذا أقول أن مشروع التغيير يجب بالضرورة أن لا تقوده قوى غيبية, طائفية, ضيقة الأفق سواء مسيحية او اسلامية. أننا بحاجة إلى مشروع عقل عربي, مشروع إنساني, فضاء مفهومي مغاير, ينفض الواقع ويقلبه, ويقلب الفكر الإنساني برمته, فكر ينقلنا إلى مملكة الحرية وغيرهذا لا يمكن ان يغير عالمنا الضيق. أما إزالة اسرائيل, والتحرير من النهر إلى البحر فهو مشروع خيالي لا يمكن أن نحققه في ظروفنا الحالية, لأننا سنصطدم بألف الف قوة ليس أقلها الولايات المتحدة والامريكية وأوربا واسرائيل, لكننا سنصطدم في شكل قوى غيبية الذين سيمحون كل أخضر وجميل من الحياة ولونها. / أرجو أن لا تفهم من كلامي أنني أتمنى بقاء اسرائيل, بالعكس, أنا أريد أن نعرف ماذا نريد وماذا نفعل, حتى لا يأتي مشروع طالبان كبديل عن اسرائيل وتضيع كل ثمرة نضالاتنا في سلة هؤلاء الحثالة/
بعد الحرب العالمية الأولى, خرجت الولايات المتحدة واليابان منتصرتان, رغم أنهما لم يشاركا في الحرب, لكنهما باعا السلاح والمعدات والمواد الغذائية للاطراف الاوربية المتنازعة, وقتها طرح الرئيس الامريكي وورد نيلسون مشروعه حول حق تقرير المصير للشعوب الملغوم, المقصود من هذا المشروع هو تفتيت ما يمكن تفتيته من اجل سهولة هضمه. على اثر ذلك تفككت امبرطوريات عملاقة, العثمانية, الروسية, النمساـ المجر, الألمانية. وبعد الحرب العالمية الثانية, قادت الولايات المتحدة حركات الاستقلال في بلدان العالم المتخلف, كالهند ومصر واندونيسيا وأفريقيا, والباكستان وسوريا وغيرها, وساهمت في تمزيق الاتحاد السوفييي ويوغسلافيا والحبل على الجرار. عملياً كانت هذه الاستقلالات هشة وشكلية ولم ينتج عنها إلا المزيد من الاندماج في المشروع الامبريالي. هل كانت مصر, أقل سوءاً أيام الملك فاروق أم الأن, هل كانت سوريا أقل سوءاً أيام الاستعمارالفرنسي أم الأن. علينا أن نكون واقعيين.
حكام العالم الثالث ومنهم الدول العربية مجموعة همج, ليس في وجوههم ذرة خجل, أو ذرة من الوطنية. هل تعتقد أن نضالاتنا دون نضوج المرحلة ستوصلنا إلى النجاح أم ستنتج مبارك جديد, او صدام جديد أواسد جديد أو جعجع جديد أو جنبلاط أو حريري جديد. أرجو أن نقرأ الواقع جيداً , القوى, فكرها, قدرة هذا الفكر على حمل قواها, أو قدرة هذا القوى على حمل هذا الفكر وتجسيده على الواقع. معرفة الواقع ضروري, وعكسه فكرياً ضرورة أخرى حتى ننضال. لا اريد ان نكون تجريبيين وندفع أثمان غالية تصب في النهاية في طاحونة التخلف وقواها.
السياسة فاعل مستقل عن المجتمع, بالرغم من ممارستنا الفعلية له, انه فاعل نخب. التجارب السابقة علمتنا أن كل الحركات السياسية التي ناضلت ضد الاستعمار المباشر سرعان من التحمت به. أما قولك أن حركات التحررالوطني لم تنته, فهذا القول يحيلنا إلى بحث عميق جداً. اعتقد أنك تريد أن تقول أننا سنعمل على تغيير المعادلة الدولية برمتها. لكن لدي سؤال, هل هذه النقالة سيتبعها نقلة في تغيير قانون السوق, كيف؟ هل لديك رؤية مختلفة في هذا الجانب, عما هو سائد! الاقتصاد هو المحك لكل شيئ يا صديقي. حركات تحرر وطني وفق قانون السوق أم وفق قانون آخر. لقد ناقش الماركسيون كثيراً هذا الموضوع, موضوع السلعة واغتراب العامل عن الانتاج, وقانون السوق في ظل علاقات الانتاج الاشتراكية. هل نستطيع أن نحل موضوع اغتراب العامل عن المنتج, كيف؟ السياسة وحدها لا يمكن أن تكون رافعة للتحررالإنساني, هكذا علمتنا التجارب.
لقد قال ماركس في السابق أنه كلما تجدرالنظام الراسمالي كلما دق نعشه, وهناك أقوال لماركسيين معاصرين يقولون أن علاقات الانتاج في المراكزلا يمكن أن تنقلنا إلى علاقات جديدة, لا يمكن كسر نمط الانتاج الرسمالي في المراكز لانه متماسك وصلب ومتجذر, انما يمكن أن تنكسر هذه العلاقات الانتاجية في المناطق الهشة, الضعيفة, البلدان المتخلفة, التي من خلالها يمكن الانتقال إلى نمط انتاج أخر يكون أقل قسوة وأكثر انسانية. الحياة لم تجب على هذه الاسئلة, ولا اعتقد انها ستجيب في المدى المنظور...



#آرام_كربيت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الملك السويدي إيريك الرابع عشر
- الأرض المحرمة النهاية
- الأرض المحرمة الفصل الخامس عشر
- الأرض المحرمة الفصل الرابع عشر
- الأرض المحرمة الفصل الثالث عشر
- الأرض المحرمة الفصل الثاني عشر
- الأرض المحرمة الفصل الحادي عشر
- الأرض المحرمة الفصل العاشر
- الأرض المحرمة الفصل التاسع
- الأرض المحرمة الفصل الثامن
- الأرض المحرمة 6
- الأرض المحرمة الفصل السابع
- الأرض المحرمة الفصل السادس
- الأرض المحرمة 5
- الأرض المحرمة الفصل الخامس
- الأرض المحرمة 4
- الأرض المحرمة الفصل الثالث
- الأرض المحرمة 3
- الأرض المحرمة الفصل الثاني
- الأرض المحرمة


المزيد.....




- المدافن الجماعية في سوريا ودور -حفار القبور-.. آخر التطورات ...
- أكبر خطر يهدد سوريا بعد سقوط نظام الأسد ووصول الفصائل للحكم. ...
- كوريا الجنوبية.. الرئيس يون يرفض حضور التحقيق في قضية -الأحك ...
- الدفاع المدني بغزة: مقتل شخص وإصابة 5 بقصف إسرائيلي على منطق ...
- فلسطينيون يقاضون بلينكن والخارجية الأمريكية لدعمهم الجيش الإ ...
- نصائح طبية لعلاج فطريات الأظافر بطرق منزلية بسيطة
- عاش قبل عصر الديناصورات.. العثور على حفرية لأقدم كائن ثديي ع ...
- كيف تميز بين الأسباب المختلفة لالتهاب الحلق؟
- آبل تطور حواسب وهواتف قابلة للطي
- العلماء الروس يطورون نظاما لمراقبة النفايات الفضائية الدقيقة ...


المزيد.....

- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - آرام كربيت - رسالة إلى صديقي