|
الاضاءة والعرض المسرحي
عدنان منشد
الحوار المتمدن-العدد: 3073 - 2010 / 7 / 24 - 01:20
المحور:
الادب والفن
مرة اخرى، اعود للكتابة عن فن الاضاءة في عروض المنصات والمنتديات والورش المسرحية المتعددة، لان هذا الفن في تقديري مزيج من الخبرات العملية والدراسات الاكاديمية، شأن التخصصات المسرحية المرافقة، من اخراج وتمثيل وصوت وموسيقى وسيناريو (مدونة عرض) وانتاج ومونتاج وديكور وتصميم ملابس وتمثيل.
مرة ثانية،اكتب عن هذا الفن الذي يرافق عروضنا المسرحية بامتياز معلن وملموس، كأنني اجد فيه منطلقات خمسة، سار على هديها العديد من التقانيين المسرحيين في هذا الفن، منذ ثورة المخرج السويدي الشهير (ادولف ابيا) في اواخر القرن التاسع عشر، وحتى اشتغالات فناني المسرح العراقي، امثال كاظم حيدر وفاضل قزاز وعبدالله حسن وكنعان علي وجبار اللامي، واخرين وخلاصتها ما يلي: *التعريف، او التوكيد بفن الاضاءة كشكل فني، وليس اسلوبا اضافيا فقط على عروض المسرح. *اكتشاف الطبقة الفيضية في الضوء ــ باشتغالات المخرج الالماني الشهير بريتولد بريشت، وما تبعه من المخرجين الذين ساروا على خطى هذا المخرج الملحمي حتى مرحلة الثمانينيات من القرن العشرين المنصرم. فمن المعلوم ان اشتغالات بريشت بعد سنوات التسعينيات من القرن الماضي اصبحت اثرا بعد عين، حال نهاية المعسكر الاشتراكي في اوروبا الشرقية. *دخول اللون كعنصر اساس في فن الاضاءة المسرحية بتدرجات لونية متعددة، ضمن درجات الابيض والاسود، وما يتبعهما من تدرجات لونية بفعل عامل (الجيلاتين) الكيمياوي الذي احدثته الثورة الصناعية الجديدة في القرن العشرين. *دراسة خاصة للكشف الاضائي والمنطقة الخاصة التي يعمل فيها الممثل المسرحي، بفعل حالتي الكشف والاخفاء للمنظر المسرحي بفعل كشاف صغير (SPOT) الذي ينسرح في العادة لعناصر مختلفة من وجود الممثل كالمكياج وتسريحة الممثل وتشريح الوجه، ثم درجات اللون والزوايا. *اخيرا.. تحديد عناصر لغة الضوء على مدونة العرض المسرحي، وتحديد دور كل عنصر، والقواعد والعناصر العملية التي يستخدمها كل مدير اضاءة في تكوين جمل ضوئية لها قدرة التعبير عن الموضوع والتأثير في المتلقي، كما ينظم عملية التفكير وعملية الابداع الفني، وكيفية تحويل الرؤية الفنية الى واقع عملي. اخلص من كل ذلك، ان فن الضوء في المسرح هو فن من فنون الدرجة الاولى، وهذا يعني انه ارقى انواع الفنون، مثل الفن التشكيلي والموسيقى والشعر، خاصة وان الادراك البصري عند الانسان لا تستطيع ان تبصر بدون الضوء، فهو الشرط الاساسي لكي يدرك الانسان بصريا العالم المحيط به، وكذا انسان المسرح العادي الذي يحصل على 70 ــ 90 % من اغلب المشاهدة المسرحية التي يتلقاها عن طريق البصر. ولانني رجل مسرح منذ زمن بعيد، فان الاضاءة المسرحية هي مصدر الجمال والكمال في عروض المسرح، ففيها الابهار والفن والكمال، ضمن طاقة فريدة لا تشبه خصائص ضوء الشمس او نور القمر. فمن خصائص الضوء الشمي: اضاءة مباشرة تسقط في خطوط مستقيمة من المصدر الى الجسم فضلا عن اضاءة مركزة مصدرها اشعة محددة لا يوجد حائل يعمل على تشتتها فتكون مركزة على الجسم، مع تباين شديد في مناطق الضوء والظل، مع ظلال حادة تنتج الاضاءة المركزية ومساحات ضوئية ضيقة لا يعرف اضاءة الجزء الساقط فيها. اما خصائص نور القمر، فتتحدد كما يقول الفلكيون باربع اضاءات: ــ اولهما اضاءة منعكسة نتيجة سقوط ضوء الشمس على القمر، في اضاءة منعكسة من سطح ما، وليست مباشرة من المصدر. والثانية اضاءة عريضة (BROAQ LIGHT). والثالثة اضاءة ناعمة (SOFT LIGHT ) شبيهة بنورانية او هالة القديسين القدامى. والرابعة تباين منخفض (LOW CONTRAST) حتى وان وفد فيها المخلص او المسيح المنتظر. احسب في الاخير، ان عروض المسرح تعتمد في سرد الموضوع على البنية الدرامية وللاحداث والشخصيات.. وهذه البنية تتكون من مجموعة من العناصر المرتبة ترتيبا خاصا، يضعها المؤلف والمخرج والدراماتوك وفقا لفعل جمعي، بهدف احداث التأثير في عقل ووجدان المتلقي.. ومرحى في النهاية، لمنهج فنان الاضاءة المسرحية، ان كان له ثمة منهج مثابر، فالمنهج في الخلاصة العامة ــ مجموع الخبرات لجميع الفنان، التي قد يستخدمها في التعبير عن فكرته الضوئية للصورة المسرحية، وحتى وان قصد لملمة هذا البناء، وتجميعه في جميع مراحلة الفنية.
#عدنان_منشد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مخرجون عراقيون في دائرة الغربة
-
الفنان فاضل عواد : لافرق بين هندوسي ومسلم وسيبقى شلالنا الاب
...
المزيد.....
-
فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة
...
-
جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس
...
-
أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
-
طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
-
ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف
...
-
24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات
...
-
معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
-
بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
-
بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في
...
-
-الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
المزيد.....
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
-
السيد حافظ أيقونة دراما الطفل
/ د. أحمد محمود أحمد سعيد
-
اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ
/ صبرينة نصري نجود نصري
-
ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو
...
/ السيد حافظ
المزيد.....
|