أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - باسم محمد حبيب - (الحلقة الثالثة ) يوميات سكين














المزيد.....

(الحلقة الثالثة ) يوميات سكين


باسم محمد حبيب

الحوار المتمدن-العدد: 3072 - 2010 / 7 / 23 - 18:49
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


كان الذهاب إلى بيت الشيخ مرهقا بعض الشيء فهو يسكن في مدينة أخرى تبعد مسافة لا باس بها عن المدينة التي اقطن فيها و خلال الطريق لم يكن بإمكاني التحدث مع أخي لأنه فور جلوسه في السيارة اخذ يغط في نوم عميق وكأنه لم ينم أبدا ليلة أمس فهل يا ترى كان يفكر في قضية السكين والكوابيس التي تنتابني من جرائها ؟ أم هو لم ينظر للأمر مثلما انظر إليه لأنه لم يشعر أن في الأمر شيء مهم فقد كان في ابعد ما يكون عن المبالاة فيما يجري لي على غير عادته بالطبع ومن حقه أن يشعر أن ما يحصل لي هو ابعد ما يكون عن المعقول وهو اقرب إلى الأوهام منه إلى الحقيقة لكنه لا يعلم أني أعاني من ذلك معاناة كبيرة إلى درجة لم اعد أطيق حتى النوم أو السكون لبرهة .
لفت انتباهي وأنا في تلك الحالة منظر أثار عواطفي وأجج مشاعري وذكرني بما كنت عليه عندما كانت والدتي على قيد الحياة رجل يضع إحدى يديه مسندا لامرأة عجوز عرفت فيما بعد أنها أمه ويده الأخرى لفتاة شابة حسبتها زوجته لكني علمت بعد ذلك أنها أخته فهو منظر ذكرني بأمي وأسرتي التي أحبها حبا جما لكن الكوابيس لم تتركني حتى في غمرة اهتمامي بذلك المنظر ففي لحظة شعرت إنني أقف مع مجموعة من الملثمين عند احد الطرق حيث أوقفنا سيارة يستقلها شاب مع أسرته المكونة من أم وبنتين حيث أنزلنا الشاب وطلبنا من النساء ترك المكان لكن النساء رفضن رفضا قاطعا وأخذت العجوز تتوسل بنا للإبقاء على ولدها ماذا لو كانت أمي هي التي تتوسل ؟ أارتضي لها ذلك ؟ أليست كل أم ستفعل مثلما تفعل هذه المرأة المسكينة التي قررنا أن نثكلها بولدها ؟ تعلقت المرأة بولدها الذي بدا ثابت الجنان حتى لا يفزع أمه فيما البنتين كانتا تبكيان بصوت واطئ وهو أمر ذكرني بأخواتي كأني أراهن في هذا الموقف حاولت أنا الذي لا ادري ما الذي جمعني بهؤلاء التدخل لصالح الشاب لكن دون جدوى فقد أصروا على تنفيذ ما عزموا عليه ولو أمام ناظري الأم وبنتيها ، كلم احدهم العجوز :
- اذهبن بسلام ليس على النساء جناح
- وولدي
- سننفذ به حكم الله
- وما هو حكم الله
- الموت
- اقتلوني معه
- لم يأمرنا الله بذلك
- وهل أمركم بقتل ولدي
- انه مارق ولابد من إنزال العقاب به
- انه لم يقترف أي أثم
- أثمه انه ضال عن السبيل
- وما أدراك انك لست كذلك
صمت الرجل بعد أن سمع هذه العبارة كأنه استرجع ذاته لكن رجلا آخر بدا أكثر عدوانية عندما هدد المرأة وابنتيها بالقتل أن لم يغادروا المكان لكن المرأة ردت
- سأموت مع ولدي
- ألا تخشي على ابنتيك
- سنموت معا
تقدمتا البنتين نحو أمهما كأنهما قبلتا بهذا المصير الذي اختارته لهما الأم التي كانت متشبثة حتى النهاية بولدها فيما بدا الملثمون مصرون على موقفهم كل الإصرار فجأة تكلم الشاب :
- افعلوا بي ما شاتم ولكن اتركوا أمي وأخواتي لا تلمسوهن بسوء
- لك ذلك أيها الشاب هذا عزمنا منذ البداية أقنعهن بالمغادرة
ثم توجه الشاب بالكلام إلى أمه :
- أمي أرجوك خذي أخواتي واذهبي فإذا كان لابد من الموت دعيني أموت وأنا مطمئن عليكن
- لن أتركك سأموت معك
ثم اعتنقت ولدها في منظر مؤثر وأجهشا بالبكاء تأثرت كثيرا بهذا الموقف العاطفي وتمنيت أن يعيد الملثمون النظر بقرارهم بشان الشاب لكن هذا الأمر كان بعيد المنال فقد صمت الملثمون برهة حتى بدا لي للحظة إنهم يفكرون في هذا الأمر وهم في الحقيقة يعدون أنفسهم لقتل الشاب حتى وان اضطروا أن يفعلوا ذلك أمام أنظار النساء وفعلا سحب احدهم الشاب الذي اخذ يقاوم مقاومة شديدة حتى انه طرح مهاجمه أرضا ما دفع الآخرون إلى إعانة زميلهم حاولت الأم وابنتيها التدخل لكن احد الملثمين كان لهن بالمرصاد حتى انه ضرب احد البنتين وأوقع المرأة العجوز أرضا تكاثروا على الشاب والقوه أرضا حيث أطبقوا على يديه ورجليه صرخوا بي :
- ماذا تفعل عندك تعال وانظم لنا
وكان علي أن أنفذ رغبتهم فقد كنت كالأسير بينهم أكاد لا أقوى على مخالفتهم سحبت سكينا كانت في حزامي كانت نفس السكين التي أثارت لي كل هذه الكوابيس قربت النصل من رقبة الشاب وأنا مثل المخدر لا أقوى على المعارضة فيما كانت صرخات المرأة العجوز تدوي في أذني وبكاء ابنتيها يملئ سمعي ويشق قلبي نصفين وبينما كنت على تلك الحال أواجه هذا الموقف الصعب سمعت صوت أخي وهو ينادي علي :
- لقد وصلنا
- هل وصلنا فعلا
- ما بك هل كنت نائم ؟
- يبدوا ذلك
ثم ابتسمت لأخي وقلت :
- كدت اذبح شخصا وأنا في الحلم
- ماذا ؟ .. كدت !
- ولكنك خلصتني من هذا الموقف كما تفعل زوجتي دائما
- يبدوا أن الكوابيس لا تفارقك
ثم غادرنا السيارة ومضينا سيرا إلى بيت الشيخ الذي استقبلنا بترحاب كبير ولم يقبل أن يسمع منا قبل أن نتناول الطعام الذي اعد على شرفنا .


يتبع



#باسم_محمد_حبيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يوميات سكين ( الحلقة الثانية )
- يوميات سكين
- من اجل حملة وطنية لمواجهة الفقر في العراق
- هل تعتذر الامم المتحدة عن الحصار الاقتصادي الذي شهده العراق ...
- حتى تدوم نعمة الديمقراطية
- تفخيخ العمارات السكنية تكتيك ارهابي جديد
- إذا كان النفط ملك الشعب العراقي لماذا هذا التفاوت في دفع الأ ...
- هل نطلب من دول الجوار انتخاب الحكومة العراقية !
- زيارة الأربعينية والعراق الجديد
- أل التعريف في اسم الإله المقة اله السبئيين
- النبي محمد ( ص ) : هل كان يعرف اليونانية ؟
- صوت الفقراء
- لماذا لا ينظر في دعوة رئيس الوزراء لتبني النظام الرئاسي ؟
- الإعلام في العراق سلطة مع وقف التنفيذ !
- الشعب مدعو لمقاضاة أعضاء البرلمان العراقي
- لنناضل من اجل حد أدنى عالمي للمعيشة
- سكة حديد برلين – بغداد
- العراق : هل يستطيع أن يحلم بالانضمام للاتحاد الأوربي ؟
- مشروع تقييم أداء البرلمان العراقي ورفع دعوى ضده
- الإخوة اليمنيين : احذروا الفتنة الطائفية


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - باسم محمد حبيب - (الحلقة الثالثة ) يوميات سكين