طلال محمود
الحوار المتمدن-العدد: 3072 - 2010 / 7 / 23 - 16:54
المحور:
القضية الفلسطينية
إسرائيل تدرك أن ثمة خطر كامن في وجود حماس الحاكمة في قطاع غزة.
وتدرك أيضا أن هذا الخطر يكمن في أن ممارسات حكم حماس بالغة القسوة في إدارة شؤون سكان قطاع غزة لن يكون قادرا في قادم الأيام على السيطرة على مقاليد الأمور في هذه المنطقة.
وتدرك إسرائيل أن قطاع غزة تحت حكم حماس أصبح مرتعا للمنظمات متطرفة، ولإسرمية منها بالذات.
وتدرك أن قطاع غزة تحت حكم حماس قد يصبح مرتعا لشتى أصناف السلاح وتهريبه والمتاجرة فيه، مما يشكل تهديدا جديا لأمننها.
كل هذه الأخطار الكامنة في حكم حماس لقطاع غزة تدركها، ولكنها تدرك أيضا أن ثمة خطر محدق يشكل التهديد الأكثر إلحاحا لها، والأبلغ تأثيرا فيكيانها كدولة صهيونية، هذا الخطر يتمثل في في عملية سياسية جارية في المنطقة قطعت شوطها الأكبر في الوصول إلى الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من حزيرا لعام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية. هذه النهاية التي بات كافة الأطراف، عدا إسرائيل، تراها النتيجة الوحيدة التي ستؤول العملية السياسية إليها. هذه الدولة الفلسطينية القادمة بفعل العملية السياسية ترى فيها إسرائيل الخطر الداهم الذي ينبغي أن تقطع الطريق عليه.
وكأني بحكماء إسرائيل استعانوا بخبرة الإخوان المسلمين في باب فقه الموازنات، إختارت أن تدرأ الخطر الداهم بالخطر المؤجل، فاستخدمت شهوة حماس للسيطرة والحكم فأعطتهخا فرصة السيطرة على قطاع غزة، لتتخذ من هذه السيطرة ذريعة كبرى للتنصل من مقتضيات العملية السياسية، وعرقلة سيرها، والتشكيك في قدرة القيادة الفلسطينية على إدارة شؤون المناطق الفلسطينية،وصولا إلى الإجهاز على العملية السياسية برمتها.
#طلال_محمود (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟