أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - عذري مازغ - النيوليبرالية المتوحشة (2)














المزيد.....

النيوليبرالية المتوحشة (2)


عذري مازغ

الحوار المتمدن-العدد: 3071 - 2010 / 7 / 22 - 19:08
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


قلت في المقال السابق واستنادا إلى أكبر نقابة للمقاولين (COAG)أن أكثر الملاكين الصغار والمتوسطين وهم يمثلون 16 الف مقاول مدينون للوكالات البنكية، أي أن كل واحد مدين بأكثر من 120 ألف يورو على شكل نقد، وطبيعي أن هذه الديون يعود جانب كبير منها إلى بداية المشروع الإستثماري: التوفر على مساحة أرضية يسمح بالإستدانة لأجل تطويعها وبناء مشتل فإذا علمنا أن بناء المشاتل يكلف 26 يورو للمتر المربع ومعناه أن بناء مشتل بسعة هكتار يكلف260 الف يورو ناهيك عن شراء البقعة الأرضية أو كلفة اللوازم الأخرى منها على سبيل المثل تكلفة البذور المستهجنة للزراعة وهي كلها مستوردة من هولاندا أو إسرائيل أو انجلترا (تشكلت أخيرا بعد المعاهد التي تتكلف بالأبحاث في هذا الميدانكما تشكلت أيضا بعض الشركات المنتجة لهذه البذور إلا أنها في غالبها شركات تنتمي بنسب معينة إلى هذه البلدان)، أو كلفة اليد العاملة التي تمثل 40 في المئة من قيم قوة الإنتاج المستعملة إضافة طبعا إلى تكلفة الماء والمواد المستهلكة في عملية الإنتاج (النقل ، مواد المعالجة وتكنولوجية التكييف البيئي لهذه المزروعات) لاشك أن الجميع يعرف سهولة سيولة تكييف رؤوس الأموال من طرف المؤسسات المالية خصوصا في دولة “ديموقراطية راسمالية تقدس شروط الملكية الخاصة وفق قوانين تنقلها من يد إلى أخرى دون مشاكل، وهي الضامن الفعلي في الإستثمار الرأسمالي وهي عمليا الشروط التي تتبناها الدول التي تراهن على جلب الإستثمارات، بمعنى: أن تكون في ملكيتك بقعة أرضية وتريد تطويعها وفق شروط انتاجية تضمن مردودية معينة استنادا إلى طبيعة الإستغلال المتكيف عمليا مع المردودية المضمونة والإستمرارية ووفق شروط التسويق، في إطار هذه الشروط تستطيع أن تستدين من الوكالات البنكية ماتريد، في حالة عدم التسديد تنزع منك ممتلكاتك ببساطة مشرعنة قانونيا ومتوافق عليها من طرفك، ومعنى ذلك أيضا ان الرأسمال المستعمل في كل هذ البناء من الإنتاج والذي تفوق قيمته قيمة الرأسمال العيني الذي في يد الملاك( في المقال السابق أوردت ثمن الارض بالمتر المربع كيف كان سابقا وكيف أصبح ومع ذلك ورغم ان المتر المربع في قيمة المتر نفسه الذي يتطلبه بناء المشتل أي حوالي 26 يورو)، إنها مراهنة قمارية، أغلب هؤلاء المقاولون المستدينون دخلوا هذه المقامرة السحرية، بضمانة عقارية أستدانوا من الوكالات البنكية، أنشؤوا مشاتلهم، اشتروا منازلهم، اشترووا كل التكنولوجيات التي تساهم في المردودية، وعاشوا كل حياتهم مدينين، إنها دورة الإنتعاش الإقتصادي على حد قول روزا لوكسامبورغ، وهي أيضا : دعه يعمل حسب بيرنشتاين رائد الإشتراكية الديموقراطية في ألمانيا والذي تتبناه الآن بعض فحول التيارات الستالينية العربية التي أعلنت موت الصراع الطبقي المنحرف عن سياق الثورة الإشتراكية،كما أعلنت موت الرأسمالية، وهي بذلك أعلنت وفاءها للنهج الستالني الذي عبر عنه خروتشوف بسذاجة حين صرح بجرائمهم تجاه رفاق الثورة.
لماذاهي مقامرة؟ ببساطة لأن قيمة البناء الإقتصادي في مثال المشاتل أكثر من قيمته الحقيقية، هذه القيمة ، في شروط معينة، تخضع لمنطق المردودية والفعالية الإنتاجية المفترضة ضمنيا والمستصاغة من خلال الدراسات التقنية(المجال الجغرافي والبيئي للمنتوجات، الإحتياط المائي إضافة إلى ضمان تسويق المنتوجات وهي ظروف تضمن استمرارية في الإنتاج وبالوفرة المعهودة في مثل هذه المشاتل)، إلا أنها تخضع لشروط اقتصادية أكثر تعقيدا مما حاولنا طرحه حتى الآن، وذلك راجع إلى تداخل عدة عوامل منها علاقة المنتجين بالموزعين، علاقة المنتجين أيضا بالمؤسسات المالية، فإذا علمنا أن فائض الأرباح بلغ قبل عشر سنوات 16 في المئة بينما انحصر معدله في السنوات الأخيرة في 2 في المئة وذلك راجع حسب إستير أوليفا(Esther Oliva) مديرة التسويق في معهد (CASI) التي تقول بان ثمن تسويق المنتوجات بقيت على حالها كما كانت منذ عشر سنوات بينما تكلفة المواد المستعملة في عملية الإنتاج ارتفعت بمعدل ثلاث مرات عما كانت عليها عشر سنوات قبلا، وحسب أنطونيو دونياس(Antonio Doñas) :”تكمن المشكلة التي نعانيها في التسويق، الموزعون يوغلون في إغراق الأثمنة” وبالنظر إلى المنتوجات التي تصل إلى الأسواق وبالتالي إلى المستهلكين يمر بمرحلة بسيطة من تنقله من المزارع إلى الموزع بثمن 45 سنتيم وفي ظرف وجيز يصل إلى سوق مدريد مثلا ب 1,80 يورو، في أسواق أوربا 3 يورو او اكثر، ومعنى ذلك أن احتكار المنتوج يعود بالأساس إلى شركات التسويق، وبالعودة إلى الدين الذي به ابتدات عملية الإنتاج والذي يؤديه المزارع بالتقسيط، تنضاف أيضا في كل موسم انتاجي ديون الإنفاق على عملية الإنتاج التي تصل إلى 23 ألف يوروا، معنى ذلك أن المزارع الصغير والمتوسط في المطاف الأخير يلعبان دور السخرة وإصال البضاعة إلى أهلها سالمة فهما بين سندان العمل المضني ومطرقة الديون.
يتبع



#عذري_مازغ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اشراقات أمازيغية
- النيولبرالية الجديدة: الزراعة المكثفة نموذجا، إلخيدو (ألميري ...
- إعلان عن احتجاج عمال مهاجرين بألميريا (إسبانيا)
- العمالة المهاجرة: ودور التنسيق النقابي
- مدخل لفهم نمط القطاع الخدماتي
- سلام لذاكرة المعتوهين
- هل حقا انتفت الطبقات
- الإجماع الوطني، أو ميتافيزقا الجلاد المغربي (دفاعا عن الجمعي ...
- يوميات مغارة الموت: إضراب 1990
- يوميات مغارة الموت: تداعيات الأزمة
- يوميات مغارة الموت: تجربة الحلم
- سفر الخروج.. إلى أين ؟-2-
- سفر الخروج .. الخروج إلى أين؟
- حكايا من المهجر -لاموخنيرا-
- أوهام ماوراء المتوسط: -الحريك-
- أمة التستر
- أوهام ما بعد المتوسط 2
- أوهام ما وراء المتوسط
- سبحة الضفادع
- الحكومة المغربية وقضايا الهجرة


المزيد.....




- الجبهة المغربية ضد قانوني الاضراب والتقاعد: ضع استثنائي يطبع ...
- -يحابي الأثرياء-.. بايدن يسارع بالهجوم على -نائب ترامب-
- من اليمين واليسار.. كيف انتشرت الشائعات عن محاولة اغتيال ترا ...
- القطاع الطلابي لحزب التقدم والاشتراكية: إشادة بالطالبة المتف ...
- -صدمة اليسار-.. هل تحتاج أوروبا إلى مراجعات أيديولوجية؟
- شبيبة النهج الديمقراطي العمالي تدين السلوك الأرعن لعميد كلية ...
- بيان احتجاجي: المكتب المركزي للجمعية المغربية لحقوق الانسان ...
- «انقطاع الكهرباء».. بين تخفيف الأحمال وبيزنس الطاقة المتجددة ...
- كرم الأغنياء وإيثار الفقراء.. تنافس قبلي في موريتانيا لدعم ا ...
- «أمن الدولة» تقرر حبس 70 شخصًا على خلفية دعوات «ثورة الكرامة ...


المزيد.....

- المعركة الكبرى الأخيرة لماو تسى تونغ الفصل الثالث من كتاب - ... / شادي الشماوي
- ماركس الثورة واليسار / محمد الهلالي
- تحديث. كراسات شيوعية (الهيمنة الإمبريالية وإحتكار صناعة الأس ... / عبدالرؤوف بطيخ
- لماذا يجب أن تكون شيوعيا / روب سيويل
- كراسات شيوعية (الانفجار الاجتماعي مايو-يونيو 1968) دائرة ليو ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مقدّمات نظريّة بصدد الصراع الطبقيّ في ظلّ الإشتراكيّة الفصل ... / شادي الشماوي
- ليون تروتسكى فى المسألة اليهودية والوطن القومى / سعيد العليمى
- كيف درس لينين هيغل / حميد علي زاده
- كراسات شيوغية:(الدولة الحديثة) من العصور الإقطاعية إلى يومنا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- كراسات شيوعية:(البنوك ) مركز الرأسمالية في الأزمة.. دائرة لي ... / عبدالرؤوف بطيخ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - عذري مازغ - النيوليبرالية المتوحشة (2)