جميل السلحوت
روائي
(Jamil Salhut)
الحوار المتمدن-العدد: 3071 - 2010 / 7 / 22 - 10:59
المحور:
حقوق الانسان
جميل السلحوت:
بدون مؤاخذة-
على أعواد المشانق
تناقلت وسائل الاعلام أن المحاكم العراقية أصدرت منذ العام 2005 وحتى الآن اثني عشر حكما بالاعدام، وكانت الأنباء قد تناقلت أن اكثر من مليون مدني عراقي قتلوا منذ الغزو الأطلسي للعراق في آذار 2003، وأن في العراق مليون أرملة واربعة ملايين طفل يتيم، وأن المهجرين والمشردين من أبناء الشعب العراقي يزيدون عن اربعة ملايين شخص، وأن هناك عشرات آلاف المفقودين الذين أصبحوا في حكم المؤكد من نزلاء المقابر الجماعية، وأن مئات آلاف الأطفال ممن هم في عمر الدراسة الالزامية خارج المدارس، وأن ملايين العراقيين يعيشون تحت خط الفقر، ويشربون مياها ملوثة، ولا يجدون أيّ رعاية صحية، وأن الكهرباء أصبحت أمنية كل مواطن عراقي، وأن أبطال"التحرير" الذين عادوا الى العراق على ظهور دبابات الاحتلال، واستلموا مناصب رفيعة هم مجموعة من السراق واللصوص، جزء منهم نهب واختلس الملايين وهرب خارج البلاد، وأن من نجا ما التدمير من تراث وحضارة العراق عبر العصور تم نهبه من المحتلين وأعوانهم وتهريبه خارج العراق.
وليس خافيا على أحد ما جرى ولا يزال يجري من تغذية للطائفية الدينية البغيضة، وللتعصب القومي الكريه، مما يهدد وحدة العراق وينبئ بتقسيمه الى دويلات ضعيفة وهزيلة كي لا يعود العراق الى سابق عهده كقوة حضارية واقتصادية وعسكرية اقليمية قيادية.
والكل يذكر كيف تم غزو العراق وتدميره وقتل شعبه بناء على أكاذيب اختلقتها الاستخبارات الغربية الاستعمارية، وفي مقدمتها الاستخبارات الأمريكية والبريطانية، وكيف رفعوا شعار "التحرير"بدل الاحتلال، وشعارات براقة مثل الديموقراطية، وحقوق الانسان، ونشر العدالة.
فاذا كانت هذه جزءا من نتائج "التحرير والديموقراطية والعدالة وحقوق الانسان" فكيف سيكون الاحتلال؟
ان ما يجري في العراق من تدمير وتخريب وقتل ونهب وسلب، وخرق للقوانين الدولية، ولوائح حقوق الانسان في ظل الاحتلال الأمريكي، يصل الى درجة جرائم الحرب التي لا يجب أن يفلت المسؤولون عنها من العدالة.
واذا كان العراق تحت الاحتلال قد أصبح مرتعا للقوى الظلامية التي تستهدف المدنيين العراقيين، والجرائم التي يرتكبها المحتلون، والشركات"الأمنية" التابعة لهم، مثل سيئة السمعة والصيت"بلاك ووتر" وغيرها، فمن حق الانسان أن يتساءل عن أحكام الاعدام التي تصدر وتنفذ بحق آلاف العراقيين، خصوصا وأن غالبية دول العالم قد ألغت عقوبة الاعدام، وكذلك الأمر بخصوص السجون العلنية والسرية والتي يتعرض فيها المعتقلون المشتبهون الى ابشع انواع التعذيب الجسدي والنفسي، التي تصل الى درجة التصفية الجسدية والانتهاكات الجنسية، وليست فضيحة سجن ابو غريب ببعيدة.
ان ما يجري في العراق من انتهكات خطيرة ضد العراق وطنا وشعبا جريمة يجب عدم السكوت عليها، بل العمل عل فضحها وتعريتها وايقافها.
22-7-2010
#جميل_السلحوت (هاشتاغ)
Jamil_Salhut#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟