أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نضال نعيسة - النقاب والعبودية والاستبداد














المزيد.....


النقاب والعبودية والاستبداد


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 3071 - 2010 / 7 / 22 - 10:59
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


مهما قيل ومهما تعددت الآراء في موضوع النقاب، فهو نمط من عبودية المرأة المشرعنة والمقوننة، وشكل من أشكال الاستبداد الشرقي الأزلي والمقيم، وهو استعباد للمرأة وإلغاء لهويتها، وانتقاص من كرامتها وطمس لشخصيتها، وتهميشها اجتماعياً وإخراجها عملية من معادلة التفاعل والتواصل مع الحياة، وهو زي طبقي وعنصري وتمييزي اختصت به حرائر قبيلة قريش دون غيرها، والأهم والأنكى هو تسليها وتبضيعها والنظر إليها باعتبارها موضوعاً جنسياً مجرداً من أية قيمة واعتبار آخر، وهذا طبعاً دون أن تكون فرضاً دينياً بل عادة بدوية قبلية نشأت بفعل ظروف الصحراء التي فرضت على الحرائر لبس النقاب كي لا يعرفن حين كن يقضين حاجتهن الطبيعية في العراء، وكان بنو البدو يتلصصون على عفتهن، ومن هناك كان الحل السحري من أحد خلفاء الإسلام وبعبقرية نادرة، طالباً منهن ستر وجوههن، وكان نفس هذا الخليفة العادل قد ضرب إحدى الإماء بسبب وضعها النقاب لأن النقاب خاص بالحرائر، وهذا ما يبعد عنه المبادئ العليا والمثلى والفضلى التي يلهج بها مؤيدوه وطالباته وطالبوه. كل هذه الصفات التي تجتمع فيما يسمى بالنقاب تلقي بكل الصفات السلبية عليه، وتجعل من مقاومته والتصدي له، ولانتشاره، أمراً مطلوباً مجتمعياً وقانونياً، ووطنياً باعتبارع عادة بدوية دخيلة على مجتمعاتنا، والمرأة التي تقبل بالنقاب، فهذا يعني أنها تقبل بعبوديتها، وقهرها، وإلغاء شخصيتها وهويتها، ودفنها بالحياة ووأدها بالسواد.

فالمنقبة امرأة مسلوبة الإرادة والقرار وخاضعة لعملية غسل دماغ وتزييف وعي واحتيال عقلي يجعل منها أداة طيعة لفكر وسلوك مفروض عليها لا إرادة لها فيه مطلقاً، وهذه كلها أشكال من الاستبداد والقهر المعنوي والجسد والتعذيب المستمر الذي تعيشه المنقبة مدفونة في هذا السواد. وتصور أن العفة هي في إخفاء معالم الجسد فيه الكثير من التسذيج والتبسيط لقضايا كبرى، فحين تعجز المرأة عن التصدي لذئبية المجتمع الذكوري وشبقه إلا بهذه الطريقة غير الفعالة، فهذا يعني بأن هذا المجتمع، المفترض أنه مؤمن وورع وتقوي، قد وصل إلى مناطق حرجة من الانحلال وفي طريقة تعامله ونظرته للمرأة. بمعنى أن النقاب هو حصن للمرأة، وليست أخلاقها أو أخلاق المجتمع المؤمن، وهذا نسف من الجذور للدول الدينية والمجتمعات المتدينة، التي لا تستطيع أن تتمالك نفسها، لا ذكوراً ولا إناثاً حين ترمي هذه القطعة من القماش، المسماة بالبرقع أو النقاب الإسلامي، وهي ليست من الإسلام في شيء كما قال فضيلة الشيخ محمد سيد طنطاوي، شيخ الأزهر، والإمام الأكبر الراحل، حيب توصيفه الرسمي وأمر إحدى الفتيات بخلع نقابها.

والسؤال الأهم ما الفرق بين الاستبداد الديني والاستبداد السياسي، وأيهما أسبق، وأحق بأن يقاوم أولاً؟ ألم يفض الاستبداد الديني التاريخي في المنطقة المسماة بالشرق الأوسط إلى كل هذا الكم من الاستبداد السياسي الفجر الذي لم تعرف المجتمعات مثيلاً له؟ ولماذا مقاومة الاستبداد الديني ممنوعة وتتعلق باحترام الخصوصيات الثقافية والمعتقدات الفكرية، وومقاومة الاستبداد السياسي عملاً مشروعاً كما يفترض ويلهج بعض المراكسة والبلاشفة العظام التي منـّت بهم علينا حقبة الظلام العربي الطويل؟ أليس الاستبداد السياسي ها هنا خصوصية ثقافية وفكرية أيضاً وموروث شبه ديني ومقدس حين احتكر "خلفاء" اله المال والثروة والسلطان، والكلأ والماء والنار كما النسوان والغلمان. هل استبداد واستعباد النساء وتشييؤهن وتسليعهن عبر النقاب مسموح، واستعباد الرجال وتشييؤهم وإلغاء هويتهم، وطمس وجودهم، وإلغاء كيانهم، وسلبهم حرياتهم، وشطبهم من معادلة الحياة عبر الاستبداد السياسي ممنوع، ما الفرق بين هذا وذاك، لماذا النقاب حرية وخيار شخصي، وقبول الرجل باستعباده واستسلامه أمام قوى الاستبداد الشرق أوسطي ليس خياراً شخصياً وموروثاً ثقافياً، ودينياً، ومجتمعياً؟ إن المدافعين عن النقاب هم نفس أولئك المدافعين عن الاستبداد بشقيه السياسي والديني، فكلاهما صنو الآخر. ولا نقاب لولا الاستبداد الديني والاستبداد المجتمعي، وحين ينتفي الاستبداد الديني فلن يكون هناك مكان للاستبداد السياسي، فهل أدرك الجهابذة من البلاشفة صعوبة التغيير، وأن التغيير ليس بالكلمة السهلة، فهناك قوى تناهض وتقاوم أي نوع من التغيير لأن مصلحة لها في بقاء الاستبداد، أما أن يقاوم التغيير البلاشفة وأهل اليسار والمراكسة السوريين، تحديداً، فهذا هو العجب العجاب؟

ثمة أسئلة بسيطة وساذجة نطرحها مع تداعيات الحرب على النقاب الجارية الآن على قدم وساق، والتي ننظر إليها، على أنها محاولات جرئية وصادقة وهامة من أجل حرية المرأة التي يستعبدها النقاب، والتمظهرات الدينية الأخرى التي يعتبرها بعض الجهابذة نوعاً من الحرية والاختيار الشخصي وهي بالقطع ليست كذلك لأنها مفروضة بفعل قوة زخم مجتمعي فكري وثقافي وسلوكي لا ترحم، والدليل الحث والحض عليها إعلامياً ووعظياً وفرضها بالإكراه على النساء، وهذه كلها ليست إلا الاستبداد بعينه، وإذا لم تكن استبداداً فما عساها أن تكون يا أولي الألباب؟



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وهم الاستثمار واستثمار الوهم: لا لتوطين الوهابية في سوريا
- سورية: ضربة جديدة ضد ظاهرة النقاب
- ]لماذا لا يوجد حزب علماني في سوريا؟
- هل بدأ شيوخ الأزهر ببيع صكوك الغفران؟
- دعوى قضائية عاجلة ضد جميع إجراءات الفصل الجنسية في سورية
- بانتظار هيئة الأمر بالمعروف والمنكر في سورية
- العلم السوري
- إرضاع الكبير: ومجتمع الدواويث
- ماذا لو كانت إسبانيا عربية وإسلامية؟
- حضارة لصوص الخراج
- لا للنقاب، لا لثقافة التصحر والغباء
- رئاسة الاتحاد العام للطلبة العرب: من ندرة الفعل إلى قلة الأص ...
- بلاغ عاجل إلى محكمة الجزاء الدولية- لحجب نايل وعرب سات
- كلهم يصلّون ويصومون ويقرؤون القرآن
- حق العودة للمسيحيين واليهود إلى جزيرة العرب
- إسرائيل والتطبيع الرياضي
- يا بخت هنود الخليج
- لماذا لا يقاطع العرب كأس العالم؟
- هل نرى يهودياً عربياً زعيماً لحزب قومي عربي؟
- تعقيب على مقال الوطن القومي للمسيحيين


المزيد.....




- الأوقاف الفلسطينية: الاحتلال اقتحم المسجد الأقصى المبارك 21 ...
- ” أغاني البيبي الصغير” ثبت الآن تردد قناة طيور الجنة بيبي عل ...
- زعيم المعارضة المسيحية يقدم -ضمانة- لتغيير سياسة اللجوء إذ أ ...
- 21 اقتحامًا للأقصى ومنع رفع الأذان 47 وقتاً في الإبراهيمي ا ...
- 24 ساعة أغاني.. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 على النايل ...
- قائد الثورة الاسلامية:فئة قليلة ستتغلب على العدو المتغطرس با ...
- قائد الثورة الاسلامية:غزة الصغيرة ستتغلب على قوة عسكرية عظمى ...
- المشاركون في المسابقة الدولية للقرآن الكريم يلتقون قائد الثو ...
- استهداف ممتلكات ليهود في أستراليا برسوم غرافيتي
- مكتبة المسجد الأقصى.. كنوز علمية تروي تاريخ الأمة


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نضال نعيسة - النقاب والعبودية والاستبداد