أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عدنان حسين أحمد - باب الشمس ليسري نصر الله: فيلم يجسّد مأساة الشعب الفلسطيني طوال نصف قرن














المزيد.....

باب الشمس ليسري نصر الله: فيلم يجسّد مأساة الشعب الفلسطيني طوال نصف قرن


عدنان حسين أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 933 - 2004 / 8 / 22 - 10:00
المحور: الادب والفن
    


إحتفى مهرجان السينما العربي في دورته السابعة في باريس بعرض فيلم " باب الشمس " ليسري نصر الله ضمن الأفلام المُصنفة خارج المسابقة، كما سبق لمهرجان " كان " في دورته السابعة والخمسين لهذا العام أن أحتفى بعرضه تحت محور " نظرة ما " وخارج لائحة المسابقة أيضاً. وقد تآزر في كتابة سيناريو الفيلم كل من المخرج يسري نصر الله، والكاتب إلياس خوري، والمخرج والناقد السينمائي اللبناني محمد سويد. والفيلم مُستمد من رواية " باب الشمس " ذائعة الصيت للكاتب اللبناني إلياس خوري الذي أصدر ثماني روايات مهمة من بينها " عن علاقات الدائرة، الجبل الصغير، أبواب المدينة، الوجوه البيضاء، ومملكة الغرباء ". وحينما قرأ يسري نصر الله رواية " باب الشمس " بعد صدورها مباشرة، وهو متابع جيد للمنجز الروائي والقصصي لخوري، قال في دخيلته " من المستحيل تحويل هذه الرواية إلى فيلم سينمائي. " لكن تأمله العميق لهذه الرواية، وإطالة النظر فيها حرّضه على تحويلها إلى فيلم ملحمي بعد أن حصل على دعم مادي كبير من قناة " Arte " الفرنسية- الألمانية، و " Soread 2M " المغربية، وأفلام جيماج، وأفلام مصر العالمية. وبالرغم من الملاحظات والإنتقادات العديدة التي وُجهت إلى الفيلم إلا أنها تظل محصورة في إطار التطويل والإسهاب المُتعَمدين لأن مدة الفيلم وصلت إلى " 4.39 " أربع ساعات وتسع وثلاثين دقيقة، فضلاً عن الإستراحة التي تخللت بين الجزء الأول والثاني. يرتكز الفيلم، كما في النص الروائي ذاته، على بُعدين فني وتاريخي، وقد أمسك بهما المخرج في آنٍ معاً. الفيلم يمتد إلى مساحة زمانية ومكانية واسعة. فقد عاد بنا المخرج " ومن قبله مؤلف النص " إلى أوئل الأربعينات من القرن الماضي " 1943 "، ثم توقف عند حرب الـ " 1948 "، مروراً بالوحدة المصرية- السورية عام 1958، والحرب الأهلية في لبنان، ومجازر صبرا، وشاتيلا، وإنتهاءً بنزوح الفلسطينيين من بيروت عام 1982، آخذين بنظر الإعتبار أن الفيلم يبدأ في شتاء 1994 حيث يتزامن مع توقيع إتفاقية أوسلو ليعود عبر تقنية الإستعادة الذهنية متوقفاً عند الأحداث الدامية التي تعرض الشعب الفلسطيني عبر نصف قرن من الزمان أو يزيد. أما المساحة المكانية للفيلم فقد توزعت بين سوريا ولبنان، فقد أُختيرت مواقع التصوير في قلعة الحصن، ونهر طاحون، ومعلولا السورية، وفي دوما، وتل الزعتر، وعين الحلوة، ومار الياس، وشاتيلا، وميّة وميّة، والجميزة اللبنانية. وقد إشترك في هذا الفيلم أكثر من ثلاثين ممثلاً معروفاً من ستة بلدان عربية وهي لبنان وفلسطين وسورية والأردن وتونس، ومصر، ومن بين هؤلاء الممثلين نذكر ريم تركي، أروى نيرابيه، هيام عباس، باسل خيّاط، هالة عمران، نادرة عمران، ماهر عصام، محتسب عارف، حنان الحاج علي، باسم سمرا، دارينا الجندي، فضلاً عن الممثلة الفرنسية بياتريس دال. كما إشتركت قوات نظامية من الجيشين السوري واللبناني، إضافة إلى المئات من الشخصيات القروية التي أدت أدوار النزوح والعودة في أطول فيلم في تاريخ السينما العربية على الإطلاق.

مأساة فلسطين عبر الذاكرة الفردية
في أكثر من حوار صحفي أكد المخرج يسري نصر الله بأنه معني بالذاكرة الفردية للفسلطينيين أكثر من عنايته " بالقضية الفلسطينية نفسها التي تحبها الأنظمة، وتكره الفلسطينيين! ". فعبر المصائر الفردية، وما تنطوي عليه من أحلام وطموحات، ونجاحات وإخفاقات، وإنكسارات ولحظات إسترخاء يختصر فيلم " باب الشمس " تاريخ الشعب الفلسطيني، ويجسد جانباً منه " عبر الآلية التي تفترض بأن الجزء يفضي إلى الكل " من خلال قصتي حب آسرتين ومعقدتين في آنٍ معاً وهما قصة حب يونس، المناضل القديم في المقاومة الفلسطينية، والوالد الروحي للدكتور خليل، الذي يتزوج من نهيلة " ريم تركي "، وقصة حب الطبيب خليل " باسل خياط " من شمس " هالة عمران ". إن الذي ساعد على تماسك هذا الفيلم، وأبرز حبكته الفنية المتينة هو الترابط القوي بين الدكتور خليل والبطل يونس الذي سقط في غيبوبة داخل مخيّم شاتيلا، حيث يمارس خليل فضلاً عن مهنته الطبية، دور الراوي الذي يبذل قصارى جهده كي يحث يونس على الإستفاقة من غيبوبته، ويستعيد وعيه، ويسترد ذاكرته المفقودة وهو راقد على سريره يتأرجح بين الحياة والموت. من خلال تقنية الفلاش باك يذكرنا الرواي بفترة شباب يونس، وحبه لنهيلة، وهربه من الجليل إلى لبنان حيث تتداخل هذه القصة مع سيرته الذاتية وحبه الملتاع لشمس " هالة عمران "، ثم تتفجر قصص وحكايات أُخر تتناول المصائر الفردية لأناس فلسطينيين عانوا نكبة 1948، والحرب اللبنانية، والمجازر المؤسية التي تعرضوا لها في أكثر من بلد عربي! لقد رفضت أغلب الدول العربية، بإستثناءات محدودة، دعم هذا الفيلم، أو المساهمة فيه مقدمين حججاً واهية، بل " أن بعض المسؤولين حاولوا إقناعه " أي المخرج " بالتراجع عن إخراج فيلم يساند هؤلاء الفلسطينيين الذين باعوا أرضهم!". كما يذهب نصرالله. وبالرغم من الدعم الهائل الذي قدمته جهات فرنسية إلا أنها لم تقيّد المخرج أو كُتّاب السيناريو بأية شروط تُذكر. إذ قال نصر الله " لم يتدخلوا إطلاقا في توجهات وأفكار الفيلم، ولا في السيناريو الذي كتبه مع مؤلف الرواية إلياس خوري والمخرج اللبناني محمد سويد، وأنهم الثلاثة كانوا مقتنعين بعدم التعامل مع القضية على أساس مفهوم الضحية.". حرص نصر الله على ترسيخ الدلالات الرمزية فضلاً عن الدلالات الواقعية للفيلم. ففي المشهد الإفتتاحي للفيلم يقول أحد المحاربين " إذا كانت فلسطين برتقالة، دعونا نأكلها قبل أن تأكلنا " بينما تظهر خلل الأسماء والعناوين كومة من البرتقال المقشّر في لقطة شديدة الدلالة والتعبير. تكمن جرأة المخرج نصر الله في أنه تعاطى مع كائنات بشرية لها أحلامها، ونزواتها، وأخطاؤها بعيداً عن الصراخ السياسي، والزعيق اللامُبرر. وقليلون هم الذين عملوا ضمن هذا السياق الذي يركز على الشخصية الإنسانية للفسلطيني، كما يؤكد نصر الله، بإستثناء عدد محدود من المخرجين أبرزهم إيليا سليمان وميشيل خليفة وتوفيق صالح.



#عدنان_حسين_أحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سينما الموضوع في فيلم- ما يطلبه المستمعون- لعبد اللطيف عبد ا ...
- صورة البطل الشعبي في فيلم - المنعطف - لجعفر علي
- فهرنهايت 11/9 لمايكل مور آلية التضليل عنوان مسروق ورؤية مشوه ...
- أهوار قاسم حول بين سينما الحقيقة واللمسة الذاتية ومحاولة الإ ...
- رصد الشخصية السايكوباثية في فيلم - الخرساء - لسمير زيدان
- المخرج خيري بشارة: من الواقعية الشاعرية إلى تيار السينما الج ...
- المخرج الجزائري- الهولندي كريم طرايدية نجح فيلم العروس البول ...
- المخرج التونسي الطيب لوحيشي السينما فن مرن أستطيع من خلاله أ ...
- حياة ساكنة - لقتيبة الجنابي الكائن العراقي الأعزل وبلاغة الل ...
- المخرج السينمائي سمير زيدان
- الفيلم العراقي- عليا وعصام
- فيلم - الطوفان - لعمر أميرالاي
- يد المنون تختطف النحات إسماعيل فتاح الترك
- ندوة السينما العراقية في باريس
- المخرجة هيفاء المنصور أنا ضد تحويل الممثل إلى آلة أو جسد ينف ...
- برلين- بيروت لميرنا معكرون: مقاربة بصرية بين مدينتين تتكئ عل ...
- على جناج السلامة للمخرج المغربي عزيز سلمي إستعارات صادمة وكو ...
- بنية المفارقة الفنية وآلية ترحيل الدلالة في - أحلى الأوقات - ...
- فيلم - عطش - لتوفيق أبو وائل ينتزع جائزة التحكيم في بينالي ا ...
- الصبّار الأزرق ) بين مخيلة النص المفتوح وتعدّد الأبنية السرد ...


المزيد.....




- خريطة التمثيل السياسي تترقب نتائج التعداد السكاني.. هل ترتفع ...
- كيف ثارت مصر على الإستعمار في فيلم وائل شوقي؟
- Rotana cinema بجودة عالية وبدون تشويش نزل الآن التحديث الأخي ...
- واتساب تضيف ميزة تحويل الصوت إلى نص واللغة العربية مدعومة با ...
- “بجودة hd” استقبل حالا تردد قناة ميكي كيدز الجديد 2024 على ا ...
- المعايدات تنهال على -جارة القمر- في عيدها الـ90
- رشيد مشهراوي: السينما وطن لا يستطيع أحد احتلاله بالنسبة للفل ...
- -هاري-الأمير المفقود-.. وثائقي جديد يثير الجدل قبل عرضه في أ ...
- -جزيرة العرائس- باستضافة موسكو لأول مرة
- -هواة الطوابع- الروسي يعرض في مهرجان القاهرة السينمائي


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عدنان حسين أحمد - باب الشمس ليسري نصر الله: فيلم يجسّد مأساة الشعب الفلسطيني طوال نصف قرن