داليا علي
الحوار المتمدن-العدد: 3069 - 2010 / 7 / 20 - 20:29
المحور:
الادب والفن
أقراء كثير هنا وهناك عن محمد... البعض يأت بقصص والأخر يكتب تعليقات وتحليلات... البعض صاحب علم أو مطلع والبعض صاحب اجتهاد قد يكون به القصور هنا أو هناك... ولذلك عندما جاءني لميل الذي يتكلم عن محمد النبي في عيون الآخرين زادني فضول لأعرف كيف يري الآخرين محمد وبالتالي لأبحث جديا في هذا الموضوع لأعرف كيف يري الآخرين محمد وهل يروه بمثل ما يكتب عنه بعض من تركوا دينهم من العرب... وآنا اقصد هنا بالآخرين من هم ليسوا بالمسلمين بالطبع ... ومن ليسوا بالعرب... من ليسوا بالأتباع للدين الإسلامي ان كنت اخص بالقول هنا أصحاب الفكر والرأي ومن يحترم لهم الرؤية من يقرءا الآخرين لهم الكتابة والفكر الخاص بهم ويكاد لا يختلف علي فكرهم وتحليلهم وصدقهم الجميع لأنهم من الشخصيات المعروفة علما وتاريخا والتي يجتمع علي احترامها الآخرين ... بمعني إنهم إما أصحاب علم او رسالة هامة في الحياة من لهم تأثير في الآخرين ولو قارن أي باحث عن الحقيقة بين قولهم وما يقف وراءه من موسوعية العلم ومصداقية الفكر ورجاحة العقل لاختار تصديقهم وبالتالي البعد عن عبث بعض الآخرين المغرضين واقصد بهؤلاء الآخرين من يختار الخوض في مجال لا قبل له به ولا علم له به مدعي المعرفة من ناحية وفاقد المصداقية من ناحية أخري من يتكلم بدون رصيد من المعرفة تثري كلماته وتعطيها البعد ألتوثيقي السليم الذي يبني عليه طالب المعرفة الحق ومن يبحث عن الحقيقة ويجد للمعرفة ولا يستسلم لإغواء مغرض بجد عندهم ما يريد بدون العبث به وتضليله ...
وبالتالي بحثت حتى تحققت من المعلومات وجئت بها من المصادر الفعلية خاصة مع تعدد المصادر وتعدد الكتابات التي قد لا تحمل الحقيقة وخاصة عندما نتكلم عن أسماء يعرفها الجميع كان من الواجب تحري اعلي درجات الصدق حتى لا أكون ممن يكرر أكاذيب ويضلل آخرين ,,,ها وهذا ما وجدت في بحثي عن كيف يري الآخرين محمد...
قال لامارتين... الكاتب الفرنسي الشهير.. في كتابه عن تاريخ تركيا في عام 1854 ص 276-277 "أن كانت عظمة الأهداف, وصغر المعاني, والنتائج المذهلة هي الثلاث عناصر التي يقاس عليها عظمة الإنسان ونبوغه.. فمن يجرؤ علي مقارنة أي إنسان في العصر الحديث بمحمد.... فهو الرجل الأشهر الذي إنشاء جيوش وقوانين وإمبراطوريات ... وان كان كل شيء مادي يزول أمام أعين صاحبه فهذا الرجل لم يحرك كل تلك الجيوش والقوانين والإمبراطوريات والأفراد والقوميات والسلالات الحاكمة فقط ولكن ملايين من البشر يمثلوا ثلث البشرية في ذاك الوقت أو أكثر حتى في غير وجوده فقد زعزع عقائد ومقدسات وأرباب وديانات وأفكار ومعتقدات وأرواح فأصبحت ترافقه أينما كان محققه طموحه الذي ما كان طموح دنيوي ولكنه لفكرة واحدة جعلت جهاده كله ليس نحو الملك ولكن نحو أرثاء عظمة الرب فقد كان كل جهاده وصلواته المطولة وكلماته الصوفية كلها لربه في حياته وبعد مماته فقد امتدت قوه كل هذا ليس فقط في حياته ولكن بعد مماته وكل هذا يشهد له بأنه ليس فقط ابعد ما يكون عن الدجل ولكنه يؤكد دون شك وبصفة قاطعة صدقه الذي أمده بكل هذه القوة والتي استطاعت ترسيخ عقيدة والتي ضاعف من قوة هذه العقيدة هي إنها كانت ثنائية القوة فهي توحد الله وتخلده,,, فالآخرين عندما أرادوا إظهار الأرباب استخدموا السيف بينما استخدم هو الكلمة فقد اعلي كلمة الله بالكلمة هو الفيلسوف الخطيب الرائد المشرع المحارب المنتصر للفكر والعقل باعث العقيدة الرشيدة والذي لابد أن يعجب به الآخرين بدون رؤية له فهو المؤسس والموحد لأكثر من 20 إمبراطورية وأمة متفرقة قام بتجميعها تحت لواء واحد وقلب واحد وروحانية واحدة
فان أردنا أن نقيس بأي معيار إنساني نضعه أخلاق البشر فهل يعقل أن يتم مقارنة أي إنسان به فهل هناك بشر اعلي منه أخلاقيا
في الموسوعة البريطانية المجلد 12 نجد ما يلي"كل الدلائل تشير إلي انه كان رجل صادق وأمين وانه اكتسب احترام وولاء الآخرين ممن هم مثله صادقين أو أمناء"
عذرا أليس في هذا دلالة ومعني ومغزى
وقال جورج برنارد شو في كتابة عبقرية الإسلام المجلد الأول " يجب أن يلقب بمنقذ البشرية . وآنا اعتقد أن لو كان هذا الرجل بيننا اليوم لاستطاع أن يقود كل تلك الديكتاتوريات الحالية ولكن قدير علي حل مشاكلها بطريقة تعود بالرخاء والسعادة علي الجميع... ما أحوج العالم اليوم لرجل مثل محمد"
أما المهاتما عندي فقال "كنت أريد أن اعرف الرجل أكثر سيطرة علي وجدان الملايين من البشر حيث إنني أصبحت أكثر من مقتنع بأنه ليس السيف ما زرع هذه العقيدة في وجدان هذه الملايين من البشر واكسب الإسلام هذا الموقع في القلوب ولكن البساطة الشديدة والإنكار التام للذات لهذا الر سول المتفاني والمخلص للعهود والمواثيق ,,, فتفانيه التام لاصدقاءه وأتباعه وجرأته وعدله وإيمانه المطلق بربه ورسالته هي سر عظمته وهي وليس السيف هي من فتحت له العالم وقلوب البشر وأزالت كل المعوقات أمامه"
كما قال غاندي عند إغلاقه الكتاب الثاني لسيرة محمد "كنت كنت نادم وحزين علي عدم وجود المزيد لإقراء عن هذا الرجل"
و أما عن Simon Ockly & Edward Gibbon قالوا عن حرفية الإسلام "نعتقد أن أكثر شيء يمثل الإسلام حقا بحرفيته هو كلمة "لا اله إلا الله محمد رسول الله" فهو يمثل الربوبية في أبهي صورها كما يمثل هذا الرسول بأخلاقه والتزامه وعدم تعديه أو انتهاكه للفضائل الإنسانية في حياته مثال عظيم قام علي ترسيخ العرفان بالنظم والدين,, فلم يكن محمد غير إنسان مثل الآخرين ولكنه يمثل الكثير فهو صاحب رسالة نبيلة وهي توحيد الإنسانية حول وحدانية الله وما كان متعال فهو يصف نفسه دائما بأنه عبد الله وكانت تصرفاته تعكس هذا القول حقا
وقال prof Hurgronye "أن محمد يمثل احد عواميد الرسالة وان الإسلام وضع أسس الوحدة الإنسانية العالمية والإخوة في الإنسانية وتوحيد الأمم وهي ما تمثل الشموع لغيرها من الأمم لتحقيق الوحدة بين الناس
وقال Prof Ramakrichna Rao من الصعب معرفة كل جوانب حياة محمد كلها ومن معرفته التي تعد جزء مبسط لها كلها أستطيع أن أقول انه يمثل دراما فاتنة ورائعة فهناك محمد الرسول, ومحمد المحارب, محمد رجل الإعمال, ورجل الدولة, الخطيب, المصلح, الهارب, اليتيم, حامي ومخلص العبيد, محرر المرأة, القاضي, محمد القديس فهو كل هؤلاء وتري فيه كل هذه الأدوار الرائعة في كل الإعمال الإنسانية والنشاطات الإنسانية هو ممثل للبطل والمنقذ ... واليوم بعد 14 قرن من الزمان نري تعاليم وحياة محمد نحيا بدون أن تفقد أي شيء حتى ولو بسيط منها تعيش بدون تبديل أو تعديل لها أو التواء فهي تعطي الأمل لمعالجة كل مساوئ ومعالجة جميع أمراضها البشرية العديدة وهذا ليس ادعاء من تابعي محمد ولكنه الاستنتاج الذي لا مفر من الوصول له الاستنتاج الذي يبرره ويؤكده التاريخ وما لم يحور منه
وقال Hockman & Ejahunt ومن يقرءا خطبة محمد الأخيرة لوجد أن حقوق الإنسان التي تمت كتابتها من 40 عام فقط هي ما حوته خطبته من 1400 عام وما يعتبر أساس وملخص الإسلام كله وجوهره حيث نجدها تنص علي
1- الحرية للجميع
2- القداسة للحياة والرفاهية فيها
3- المساواة لجميع الأعراق
4- الكل سواسية أمام القوانين وأمام الله
5- حقوق المرأة وواجباتها والنص الصريح علي أن الرجل عليه معاملتها معاملة الشريك ولا تعامل كمتاع
6- لا تحزب ولا احتكار وان هناك الغني والفقير والغني والفقر ليس بالمال فقط
7- علي الإنسان احترام حقوق الآخرين ويحافظ علي ممتلكاتهم
8- التأكيد علي اخذ هذه النقاط علي مأخذ الجد والعمل بها ونقلها والتوصية للآخرين بالعمل بها علي الجميع حمل هذه القيم والتعاليم في كل مكان مع الحرص علي طهارة النفس والحفاظ علي طهارتها وقداستها ومراعاة حق الآخرين
9- كما أعلن مرارا وتكرارا في هذه الخطبة الأخيرة وأكد علي حماية الآخرين أرواحهم وممتلكاتهم وأبنائهم كما نصت علي تأكيد حقوق المرأة ومعاملتها معاملة الشريك وكرر الطلب علي معاملة الزوج للمرأة معاملة حسنة ومراعاتها وأكد علي إنها شريكته وحدد الواجبات والحقوق لكل منهما فحدد أن الرجل يعد راس العائلة فهو العقل والمرأة هي قلب العاقلة هي العاطفة
وقال عنه جورج ويلز انه أعظم من أقام دولة للعدل والتسامح
وقال تولستوي "شريعة محمد هي الشريعة التي ستسود العالم لانسجامها مع العقل والحكمة"
وقال الانجليزي جون أن الإسلام الذي نص علي الجهاد قد تسامح مع أتباع الديانات الاخري وبفضل تعاليم محمد لم يمس عمر بن الخطاب مسيحي بيت المقدس حين فتحت القدس
وقال المؤرخ الفرنسي جوستاف لوبون أن محمد هو أعظم رجال التاريخ
وقال ميل ديوربنت من كتب موسوعة قصة الحضارة " إذا ما حكمنا علي أعظم من اثر في الناس لقلنا أن محمد هو أعظم العظماء"
تري بعد كل هذا هل اصدق هؤلاء العظماء وما يختلف علي معرفتهم وقدرتهم وعلمهم وخلقهم احد ونصدق من لا نعلم له أي خلفية علمية تعطينا أي نوع من التأكيد المعقول حتى لسلامة معلوماتهم وأقوالهم.... هل في تصديق هؤلاء والشك في الآخرين البعض ممن يأت بقصص غريبة ويعيد فهم التاريخ بمنظوره الخاص جدا وللأسف دونما خلفية معرفيه حقيقية ويترك لخياله المنهك الملوث بتجارب شخصية بحته يترك لهذا الخيال التطاول علي شخصية اجمع علي فكرها بعد دراسته دراسة حقيقية رجالات مثل من ذكرنا هل من يأت بمثل لإرهاصاتهم يعتبر مرجعية قابله للتصديق والنقل عنهم مثلما ينقل عمن تكلمت عنهم اعتقد صعب فكلماتهم تموت معهم بينما تعيش كلمات أصحاب الفكر الحق وبالتالي يكون عملهم مثل كثير من الأعمال تذروها الريح فلا يبق منها اي اثر وان بقي يبقي وصمه تلحق بهم مثل منا وصم بها كثيرين لا يذكرهم التاريخ ولكن يجمعهم تحت عنوان المكذبون دونما اسم ودونما اثر فقد ذكروا من 1400 عام في القرآن ومازالوا يعملوا ومازالوا أطياف لا وجوه ولا أسماء لها ولكن لها صفه معروفة ووظيفة معروفة وهدف معروف الا وهو إثبات انه مهما زاد المكذبون والمدعون تبقي الحقيقة... فطوال 14 قرن ما توقف عملهم وبرغم كل هذا كان حكم ورؤية كل هؤلاء الذي نقلناه كما رأينا صافي جميل ويقول الحق ويرفع من شأن الرجل بالرغم عن كل شيء فشكرا لمن ينفذ قول الله من وجود من يشوه ومن بقاء القرآن والإسلام ومحمد علي مر السنين وبرغم أعمالهم عظيم وقوي في قلوب أتباعه وجميل وحق في عيون الآخرين
#داليا_علي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟