أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - مصطفى حقي - أللهم لاحسد ...؟














المزيد.....

أللهم لاحسد ...؟


مصطفى حقي

الحوار المتمدن-العدد: 3069 - 2010 / 7 / 20 - 14:49
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


عبر متاهات عشق القيس ليلية ، وأساطير العناترالعبسية ، والهراقل الهيتشكوكية ، ومروراً بمسارح الخيال ، والخرافة ، وبطولات هزلية وصولاً إلى واقعنا المترف بقطار سريع في قمة البذخ ، والرقي ، وإبداعات تسبق الزمن ، وتتعداه في كافة المجالات العلمية ، والاقتصادية ، والاجتماعية ... وفي النصف الآخر من واقعنا المقرف يبدو نهاية الذيل الذي لايرى يعود بقطار أخر متهالكاً عكس الاتجاه عبر دهاليز مزمنة من الجهل والتخلف ، والضياع في صحراء قاحلة ، يفخر بسلطة أولياء الأمور وعصا الراعي القائد وقطيع الرعية المنصاع المسيّر ، وبإبداعات سخية ، وبالمجّان ، حبة البركة ، وبول البعير ، وجناح ذبابة ، والحجاب ، والأدعية ، واوبرا رقصة الدراويش...؟ ..يسأل الأب المتقاعد ابنته المتزوجة مستهلاً ..: اللهم وبلا حسد .. من أين حصل زوجك على نصف مليون ليرة قيمة سيارته الجديد .. أيضاً بلا شماتة ولا حسد ، وتقولين ياابنتي انكم تنفقون في الشهر الواحد بما يوازي ثلاثة أمثال راتب بعلك ..! وأنا أمضيت عمري عاملاً لدى الدولة ، وتقاعدت ، ولم أستطع توفير قيمة دراجة عادية ، وليست نارية ... ولولا بعض ما ورثته من والدي وما استقرضته من المصرف العقاري على أقساط لعشرين عاماً من التقشف المضني ، لما استطعت أن املك هذا المنزل الصغير والمتواضع ... أيضاً اللهم لا حسد ولا غِيرة ، ويستمر الأب متسائلاً : وان زوجك صهري العزيز ، وبراتبه المتدني ملك منزلاً بحجم ثلاثة أمثال منزلي ، وبأثاث فاخر بينما داري خالٍ إلا من الضروريات ، وبأدنى المستويات ... وتدافعين عن زوجك من انه إنسان نظيف ومحبوب جداً من جميع زملائه ، وحتى رؤسائه يشيدون بأخلاقه ، ونزاهته ، وانه يصلي ويصوم وينوي أن يحج قريباً ، وان الله هو الرازق ، ولولا رضا الخالق عنه أيضاً لما وفقه ، وانه كريم على عباده الصالحين ...وان الهدايا برضاء المهدي ليست حراماً ؟ ويرد الأب الذي يكاد ينهزم : ولكن يا ابنتي الإله الذي لم نراه بأعيننا ولكننا بالعقل عرفناه .. وبالعقل هل يرزق الله الناس عن طريق الرشوة ، والتي تطلقين عليها اسم الهدية ، وهي هنا لتحقيق مصلحة ، والهدية بين الطرفين تكون بالمجان ،وبدون مصالح ، ولولا أن زوجك في موقع حساس ، والموافقة من عدمها تكون عبر إرادته ، والناس يدفعون تلك الهدية ليس من أجل عيون زوجك ، بل انهم لم يكونوا ليتعرفوا عليه لولا حكم عمله الوطيفي..؟ وتحتج الإبنة ... : بابا لا تؤاخذني .. انك تحمل على زوجي كثيراً ، وهو لم يقصر من طرفكم ، ومنذ أيام سدد قسط الجامعة لأخي أحمد ابنك الصغير آخر العنقود كما سدد عنكم فواتير الماء ، والكهرباء عن ستة أشهر ، ولا تؤاخذني يا أبي وتذكر جيداً ، ومن باب الواجب دفع مصاريف دخول، وخروج ، ومعالجة والدتي في المستشفى ، وكذلك ... وهنا انتفض الأب وطلب من ابنته الصمت ، فانسحب إلى غرفته ، وأخرج لفافة تبغ فاخرة وشم رائحتها بتلذذ ’ ثم تناول قداحة ثمينة من جيبه ، وأشعل السيكارة ، وسحب منها نفساً عميقاً ملء رئتيه ، ونفخ الدخان الكثيف في غاية المتعة والنشوة ، وهو يردد : قال هدية قال ..؟ ثم أدار التلفاز الجداري الحديث ( البلازما) يتنقل بين أخبار العالم ، وقد أراح جسده على كرسي وثير ماداً قدميه ، وفي أرج نشوته ، وسروره ، وفجأة أحس بوخزٍ حاد في كل أنحاء جسده ، وهو يتذكر أن السيكارة الفاخرة التي يدخنها ، والتلفاز( المودرن) الذي يتفرج عليه ، والكرسي الوثير الذي يتمدد فوقه كلها هدايا من صهره العزيز زوج ابنته ... وعندما هم بإطفاء التلفاز كانت أم كلثوم تشدو ، هل رأى الحب سكارى مثلنا ....وأللهم لا حسد ولا غِيرهْ ، ولا شماتة...!؟



#مصطفى_حقي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا إكراه في الدين ما بين النص والواقع ...؟
- مقرات للرفاهية خمس نجوم وتسمى سجون، صدق أو لا تصدق ..؟
- التخلف العصري مستورداً....؟
- ألعلمانية مساواة في المواطنة واحترام الأديان والقوميات خارج ...
- هل البرقع أوالنقاب زي اختياري أم إلزامي ...؟
- هل النقد الجارح ينفع في إزالة لصقة التوارث الديني المزمنة .. ...
- مهاجرون خارج سرب الحضارة ..؟
- الإنسان أولاً ...؟
- القرضاوي وتحكيم الشريعة والتكفير ...!؟
- من يسرق رغيفاً تقطع يده ومن يسرق حرية إنسان يكرّم سيداً...؟
- حرية العمال في عيدهم العالمي ...؟
- الحرامي والحمار ...؟
- واهجروهن واضربوهن ويكرم الإسلام المرأة ،وشكراً دكتوره فوزية ...
- الإصلاح في الإسلام مابين الشعار والواقع ... ؟
- الصلوات تزيد من مياه الأنهار والملاهي تُشحها.. ولله في خلقه ...
- الحجاب فرض طقسي بيئي سابق للأديان ..؟
- ونسأل من أين تأتينا البلاوي ومبدأ المساواة يرفضها القرضاوي . ...
- الاعتدال في الإسلام حقيقة أم وهم ..؟
- أين هي الديمقراطية في الوطن العربي ...؟
- الوطن أولاً وأخيراً...؟


المزيد.....




- رقصت بالعكاز.. تفاعل مع إصرار هبة الدري على مواصلة عرض مسرحي ...
- هل باتت فرنسا والجزائر على الطريق الصحيح لاستعادة دفء العلاق ...
- الجزائر تعلن إسقاط طائرة درون عسكرية اخترقت مجالها الجوي من ...
- من الواتساب إلى أرض الواقع.. مشاجرة بين المسؤولين العراقيين ...
- قفزة بين ناطحتي سحاب تحول ناج من زلزال تايلاند إلى بطل
- قراءة في تشكيلة الحكومة السورية الانتقالية : تحديات سياسية ...
- قناة i24 الإسرائيلية: ترامب يعتزم لقاء الشرع خلال زيارته للس ...
- إعلام أمريكي: دميترييف وويتكوف يلتقيان في البيت الأبيض
- الخارجية الألمانية تعلن إجلاء 19 مواطنا ألمانيا مع عائلاتهم ...
- الولايات المتحدة توسع قوائم عقوباتها ضد روسيا


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - مصطفى حقي - أللهم لاحسد ...؟