أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رواء الجصاني - الجواهري ... هموم ولواعج بلا حدود














المزيد.....

الجواهري ... هموم ولواعج بلا حدود


رواء الجصاني

الحوار المتمدن-العدد: 3068 - 2010 / 7 / 19 - 20:03
المحور: الادب والفن
    


مواجهات وخصومات ولواعج بشكل شبه دائم من الحياة والمجتمع والسلوكيات والمواقف الثقافية السياسية، وغيرهن كثير، وسمت ديوان الجواهري، على مدى سبعة عقود... ونزعم ان في الغالب الأعم من قصيده الوطني والسياسي والوجداني، ثمة وقفة، أو محطة، أو بيت قصيد، يشير ويوثق لتلكم الحال، التي ما برحت ترافق الشاعر العظيم حتى أعوامه الأخيرة...
وإذ جاء العديد من قصائده مكرس بالكامل لما نحن بصدد التوثيق عنه، من لواعج وهموم عاشها، أو اعتقدها، الجواهري، حفل عديد آخر، بصراحة حيناً، أو تلميحاً احيانا اخرى، عن غدر ٍ تعرض له، أو هضيمة لحقت به، أو واقعة مؤذية مرت عليه...

أنا عندي من الأسى جبل ... يتمشى معي وينتقلُ
أنا عندي وإن خبا أمل ... جذوة في الفؤاد تشتعل
أيه يا احبولة الفكر ... كما هفا طير ولم يطرِ
ِ
... وسألت الجـواهـري ذات ليلـة من عام 1985 في بـراغ، وكان فيهـا مهموماً - كالعادة – ومستفزاً من مواقف محبين وأصدقاء وخلافهم: انك لا تشبع من النقد والانتقاد والتألم والهضيمة، ولا تكفّ عن الشكوى والتخاصم والمواجهات وتلك هي اشعارك الدليل الأبلغ... فأجاب عاصفاً: وماذا يراد مني، أقل من ان أواجه عشرات التجاوزات ببضعة أبيات فحسب؟ فهل ذلك كثير على المتطاولين؟... ثم أنهى الحوار السريع، وهو يغلي، ليسمعني في اليوم التالي مطلع قصيدة جديدة أكملها بعد أيام رداً على بعض ما حسبه تجاوزاً وكان أول أبياتها:


وقائلة أأنت تُسب جهراً ، ألست محج شبان ٍ وشيب
ألست خليفة الأدب المصفى ألست منارة البلد السليب
أيسرح شاتموك بلا حسيب، وتنبذ في العراء بلا رقيب
فيا لمؤله ٍ فذ ٍ غريبٌ ، ويا لتعاسة البلد العجيب
وكما أسلفنا، لم تكن حالات الجواهري الناقده، ولواعجه وهمومه، المعبرُ عنها في عشرات القصائد لتقف عند حدود: سياسية او اجتماعية او وجدانية... بل كان الغضب العارم يشمل أحياناً كل أهل البلاد، وهو غضب المحبين بالطبع، بهدف الاثارة الانهاض، والتحريض الشمولي العام.

أقول اضطراراً قد صبرت على الأذى،
على انني لا أعرف الحر مضطرا
وليس بحر من اذا رام غاية،
تخوف ان ترمي به مسلكا وعرا
وما أنت بالمعطي التمرد حقه،
إذا كنت تخشى ان تجوع، وان تعرى

ولغرض التأشير ليس إلا، نقول: ان الديوان العامر، ذا الأكثر من خمسة وعشرين ألف بيت، ينبئنا بأن الجواهري قد نظم ونشر تلكم القصائد الغاضبة، الباثة للهموم واللواعج منذ انطلاقته الشعرية في عشرينات القرن الماضي، ومنها: الليل والشاعر، الشاعر المقبور، شكوى وآمال... وهكذا دامت الحال عقوداً وعقود، حتى التسعينات، ولربما حتى قبيل رحيله عام 1997 بأعوام قليلة، ونستشهد حول ذلك بقصائده "ماذا أغني" (1981) و"يا ابن الثمانين" (1982) و"صاح قلها ولا تخف (1987).
بماذا يخوفني الأرذلون ، وممن تخاف صلال الفلا
أيسلب منها نعيم الهجير، ونفح الرمال وبذخ العرا
بلى ! ان عندي خوف الشجاع ، وطيش الحليم، وموت الردى
متى شئت أنضجت نضج الشواء، جلوداً تعاصت فما تشتوى

أخيراً دعونا نثبت هنا ان ثمة الكثير مما يُفترض، بل ويجب ان يرصد ويوثق، عن هموم ولواعج الجواهري، ليس بدوافع التأرخة للشاعر الكبير فقط، بل لأن الأمر يعني تأرخة لواقع مجتمع وبلاد وشخصيات وإطارات سياسية وثقافية... وما بينها كثير ومتعدد...



#رواء_الجصاني (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجواهري عن جمهورية الرابع عشر من تموز
- الجواهري في نقد التخلف وتبجيل التنوير
- أيضاً …عن خمسينات الجواهري والعراق
- أيضاً عن خمسينات الجواهري
- في خمسينات الجواهري والعراق
- الجواهري الكبير في المَقامة اليونانية
- رؤيتان عن الجواهري
- عن بعض عراقيات الجواهري.. ووطنياته
- الجواهري بلا حدود
- من مكاشفات الجواهري ..وثوابته
- -أربيلياتٌ- جواهريةٌ راهنة...
- ايضا... عن بعض البغداديات الجواهرية الراهنة
- الجواهري في بغداد اليوم - 1
- في بعض ثمانينات الجواهري ... والعراق
- حينما يصبحُ الأرقُ وحده ، نديمَ الشاعر ِ ورفيقَه الخلوص
- الجواهري هائماً في حب الحياة والجمال
- عن بعض -دمشقيات- الجواهري.. وسورياته
- أشباح الغربة تؤرق الجواهريّ
- عن بعض محطات الجواهري اللبنانية
- الجواهري وكارثة الثامن من شباط


المزيد.....




- كفن المسيح: هل حسم العلماء لغز -أقدس- قطعة قماش عرفها التاري ...
- الإعلان عن سبب وفاة الفنان المصري سليمان عيد
- الموت يغيب النجم المصري الشهير سليمان عيد
- افتتاح الدورة السابعة والأربعين لمهرجان موسكو السينمائي الدو ...
- السوق الأسبوعي في المغرب.. ملتقى الثقافة والذاكرة والإنسان
- مبادرة جديدة لهيئة الأفلام السعودية
- صورة طفل فلسطيني بترت ذراعاه تفوز بجائزة وورلد برس فوتو
- موجة من الغضب والانتقادات بعد قرار فصل سلاف فواخرجي من نقابة ...
- فيلم -فانون- :هل قاطعته دور السينما لأنه يتناول الاستعمار ال ...
- فصل سلاف فواخرجي من نقابة فناني سوريا


المزيد.....

- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رواء الجصاني - الجواهري ... هموم ولواعج بلا حدود