أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - مصطفى محمد غريب - الشادور الإيراني والنقاب تقاليد غريبة وعادات مكتسبة














المزيد.....

الشادور الإيراني والنقاب تقاليد غريبة وعادات مكتسبة


مصطفى محمد غريب
شاعر وكاتب

(Moustafa M. Gharib)


الحوار المتمدن-العدد: 3068 - 2010 / 7 / 19 - 19:59
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


ان قناعة الإنسان وحريته الشخصية فيما يختار من أديان ومعتقدات وأفكار هي مستلزمات تؤكدها لوائح حقوق الإنسان المشرعة دولياً ولا يمكن الإخلال بها إلا من قبل قوى غاشمة ومضطهِدة للآخرين، والاضطهاد وممارسة الضغط والتهديد ووسائل العنف الجسدي والنفسي عبارة عن ممارسات لا إنسانية وتندرج في خانة العنصرية والدكتاتورية والظلامية الفكرية وهي مدانة من قبل المجتمع الدولي ويجب الوقوف بالضد منها وتعريتها، أما اضطهاد المرأة المزدوج فيدل عن تدني القيم الأخلاقية والاجتماعية ومخالفة لجميع التعاليم والقوانين الوضعية.
حملات فرض الحجاب الإيراني ( الشادور، الجادر ) ظهرت بعد الاحتلال وسقوط النظام واتخذت أشكالاً عديدة البعض منها حضى ويحضى بدعم من قبل بعض المسؤولين في قيادة الدولة ومنظمات وأحزاب الإسلام السياسي التي تشارك في العملية السياسية، أو التي خارجها، ويوعز المسؤولون عن هذا التوجه تطبيق الشريعة الإسلامية مع العلم أن العباءة العراقية التقليدية هي المتعارف عليها والمعمول بها منذ عشرات السنين، والدعوة إلى الشادور الإيراني وغطاء الوجه أو الإعلان عن مجموعة " سيف الحق " التي تأسست حسب المصادر في محافظة الانبار وتسعى إلى تطبيق " الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر " مقلدة فيها الجماعات في السعودية التي تسمى بهذا الاسم ، ونهج الأحزاب والمنظمات والمليشيات التابعة لإيران أو المتحالفة معها، ومن اجل تطبيقها اتخذت إجراءات عنفية وممارسات لا إنسانية تجاه النساء وبالأخص السافرات وقد عمدت أعمالهم الإجرامية بملاحقة الحلاقين أو الذين لا يطيلون لحاهم ودور السينما ومحلات بيع المشروبات الروحية وغيرها من الأعمال المخالفة للقوانين، وقد مارسوا عمليات الاغتيال والقتل والجلد أمام المواطنين محاولين بث الرعب والخوف في القلوب مثلما حدث في الفلوجة والبصرة والبعض من محافظات الوسط وفي بغداد .
وتشتد الحملات العنفية بين فترة وأخرى تحت واجهات إسلامية طائفية سياسية فكل جهة ترى نفسها أحق من غيرها لتطبيق الشريعة وتتهم الآخرين بالخروج عن التعاليم وتضع قوانينها الخاصة بالعقوبات والتهديدات وولوج بيوت المواطنين ومحلاتهم وأماكن عملهم مهدديهم بأقصى أنواع العذاب فضلاً عما ينتظرهم من عذاب جهنم في الآخرة، ولا يتورع أي طرف منهم من ممارسة أبشع أنواع الأساليب النفسية والجسدية بما فيها الخطف والتعذيب والقتل ونشر ملصقات تنبذ العباءة العراقية وتدعو إلى ارتداء الشادور الإيراني الذي يشبه " الجادر" وبجانبها آيات قرآنية تخدم توجههم اللاإسلامي، وكلما وجد هؤلاء الإمكانية والفرصة فتراهم يعيثون فساداً بالشريعة والإسلام بحجة حمايتهما ومعاقبة الخارجين المتهمين بالفسوق والفجور .
الملاحظ بعد مرور أكثر من أربعة شهور والحكومة العراقية الجديدة راقدة مثل أهل الكهف واستغلال الفراغ الأمني أعيدت " قوانة " قضية الحجاب الشرعي والقتل على الشبهة وملاحقة الذين لا يتفقون معهم حتى لو كانوا علماء أو رجال الدين، وفرض الشادور أو النقاب الذي يصفونه بالشرعي في بغداد والانبار والناصرية وبعض المحافظات في الجنوب والوسط تعيدنا للتذكر بتوجهات جماعات جند الله وطلبان وحماس العراق وسيف الحق والقاعدة وغيرهم، ففي وجهة الجميع السعي لقيام دولة دينية وكلنا يعرف أن أحزاب الإسلام السياسي من كِلا الجانبين لديهم قاسم مشترك في موضوعة الدولة والد أعدائهم الذين يطالبون بفصل الدين عن الدولة وتحديث المجتمع والقوانين وإقامة الدولة المدنية على أرضية ديمقراطية وبالضد من النظام الثيوقراطي الذي تتبناه أحزاب الإسلام السياسي.
إن التوجس والتخوف من ظهور نوازع متطرفة أكثر في مجال تضيق الحريات الشخصية والعامة بحجة الشرع والدين وانسياق أحزاب الإسلامي السياسي الذي لا يوجد خلاف بينها عن قيام الدولة الدينية وان اختلفت الطرق والأساليب، بدأت تأخذ حيزاً من اهتمام القوى الوطنية والديمقراطية وجماهير غفيرة التي تسعى إلى قيام المجتمع المدني بما له من خصائص معروفة في مجال سن القوانين التي تراعي مصالح المواطنين وتحافظ على حقوقهم وحرياتهم ومعتقداتهم وأفكارهم، فضلاً عن مواقفها من حقوق المرأة وحريتها وعدم تقيدها بعادات وتقاليد بالية هدفها إبقائها كتابعة ورفض خروجها من ظلامية القرون القديمة إلى مواقع العلم التنويري الحضاري لتضعها في مكانها الطبيعي، وما الدعوة إلى فرض النقاب أو الشادور الإيراني بالقوة وبالعنف وإرهاب الناس إلا دليل على التوجهات التي تحاول الامتثال لبعض الدول الإسلامية التي تنتهج شكلياً هذا النهج بينما نجدها من اشد أعداء الحريات والديمقراطية والذين يختلفون معها فكرياً.
انه ناقوس الخطر وان كان صوته خافتاً أو عالياً في بعض الأحيان، يظهر هنا وهناك بأشكال ومسميات وشعارات وملصقات التهديد والوعيد وإرهاب العائلات وخاصة في المناطق الشعبية الفقيرة، فله من يساعده ويوسعه ويلجأ إليه إذا اقتضت مصالح الاستحواذ والتفرد وإلغاء الآخرين وله من يغذيه ويطبخه على نار هادئة في الوقت الراهن ولكن إلى حين، لأن ذلك لن يدوم إلى الأبد.






#مصطفى_محمد_غريب (هاشتاغ)       Moustafa_M._Gharib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صرح أكاديمي علمي وثقافي في الدنمارك
- أوضاع مزرية وقرارات ستكون وبالاً على الفقراء
- الرابع عشر من تموز التغيير والجلسة الدستورية
- فضيحة المواد السامة المرسلة هدية لأطفال العراق
- لنضمن حق المرأة العراقية في جميع مناصب الدولة
- تشكيل الحكومة وجر الحبل الممطوط
- عراق جريح لحين الشروق
- حملة إيمانية بدون الكهرباء والماء والخدمات
- ارض العراق بعد المقابر الجماعية مقابر للنفايات السامة
- هل يتعظ المهيمنين على السلطة من تكرار جرائم الإرهابيين؟
- التسول والاتجار بالبشر آفات اجتماعية لإهانة إنسانية الإنسان
- نظام إيران - هذه المرة لن تسلم الجرة -
- كفى انتظاراً يا عراق
- يا صبر أيوب على الحكومة العراقية القادمة
- القصف الإيراني للقرى العراقية جريمة يجب إيقافها
- سرقة الأصوات كسرقة قوة عمل الآخرين!
- التشابه في الاستحواذ
- هل التحالف السياسي زواج إسلامي بدون طلاق ؟
- جريمة إعدام المعتقلين السياسيين في إيران
- لن.. ولن تتغير النتائج في كل الاحوال


المزيد.....




- فرحة عارمة.. هل سيتم زيادة منحة المرأة الماكثة في البيت الى ...
- مركز حقوقي: نسبة العنف الأسري على الفتيات 73 % والذكور 27 % ...
- نيويورك تلغي تجريم الخيانة الزوجية
- روسيا.. غرامات بالملايين على الدعاية لأيديولوجيات من شأنها ت ...
- فرنسا: مئات المنظمات والشخصيات تدعو لمظاهرات مناهضة للعنف بح ...
- السعودية.. إعدام شخص اعتدى جنسيا على أطفال بالقوة وامرأة هرب ...
- تطبيق لتوزيع المهام المنزلية وتجنب الخلافات داخل الأسرة
- -دعت إلى قتل النساء الفلسطينيات-.. أستراليا ترفض منح تأشيرة ...
- مشهد يحبس الأنفاس.. شاهد مصير امرأة حاصرتها النيران داخل منز ...
- السعودية.. الداخلية تعلن إعدام امرأة -تعزيرا- وتكشف عن اسمها ...


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - مصطفى محمد غريب - الشادور الإيراني والنقاب تقاليد غريبة وعادات مكتسبة