أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - جدعون ليفي - في الطريق اليك؟














المزيد.....

في الطريق اليك؟


جدعون ليفي

الحوار المتمدن-العدد: 3068 - 2010 / 7 / 19 - 16:23
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


هآرتس 18/7/2010:قد لا تكون هذه المقالة مخصصة للجميع. يستطيع القومانيون، والعنصريون وطالبوا الحياة العسكرية والفاشية، الاستمرار على الرضا عن تطورات الشهور الأخيرة. فهم يرون الديمقراطية لاتعني سوى انتخابات واحدة كل بضع سنين، وطغيان الأكثرية ووطىء الاقلية، ووحدة الآراء، والدولة فوق الجميع، واليهودية قبل الديمقراطية، مع وسائل اعلام مجندة وأجهزة رقابة شلاء، وحياة أكاديمية تحت الرقابة ومواطنين يمتحنون امتحان الاخلاص – ولتذهب للجميع جميع القيم الأساسية التي توطأ واحدة بعد أخرى إزاء نواظرنا. وليست هذه المقالة مخصصة للوطنيين المزيفين، والجهلاء ومغسولي الأدمغة، اولئك الذين يريدون رؤية كنيست يهودية، نقية من العرب، ومجتمعاً يهودياً نقيا من الاجانب، ودولة بغير محكمة العدل العليا وبغير بتسيلم.
لكن المجتمع الاسرائيلي ليس مؤلفاً من هؤلاء فحسب. فما يزال يوجد فيه عنصر ذو شأن آخر. ما يزال معنا الجموع التي خرجت للتظاهر على المجزرة في صبرا وشاتيلا. يوجد ها هنا كثيرون يعرفون التاريخ، ويفهمون فصلاً من الديمقراطية، من اولئك الذين يفترض أن يشفقوا مما يحدث هنا في المدة الأخيرة.
أهم مشفقون؟ كلا. فهم يصنعون ما الذي أحدثه بعضو الكنيست حنين الزعبي ويصمتون؛ وهم يسمعون أعضاء الكنيست من المركز واليمين يتحدثون في زعارة لا تطاق الى نظرائهم العرب ويتجاهلون؛ وهم يقرأون عن طوفان اقتراحات القانون الخطرة ويغفرون؛ وهم يشهدون الحصار المكارثي الذي يقع على الروابط والمنظمات، وأعضاء الكنيست والمحاضرين ويبقون وادعين. وهم يدركون ان شيئا خطرا لا مثيل له يجري له، اكثر تهديدا من كل الاخطار الخارجية، الحقيقية والموهومة التي تترصد اسرائيل ويظلون مع ذلك كله على عدم اكتراثهم.
تعلموا من التاريخ ان نظم الحكم التي تبدأ بهذا السلوك تنتهي الى أن تصبح ظلامية، وأن المنزلق الذي تنزلق فيه اسرائيل دحض، ولا سيما أن أجهزة الرقابة قد خصيت كلها، وهم لا يفتحون فما. انهم يشعرون بأن شيئا ما سيئا جدا يحدث، لكنهم يوهمون أنفسهم بأن هذا "لن يحدث لهم"، ولهذا لا يهمهم ذلك. انهم يسمعون كل يوم عن تفاقم الخطر، وهم يفرقعون بألسنتهم، ويتنهدون، ويعيبون ويتخلون عن الساحة. هذه المقالة مخصصة لهم.
الزعبي مطاردة، وأحمد الطيبي مهدد لكنهما عربيان أصلا. ومسمعو الآراء الشابة يتهمون بأنهم خونة، والمبادرون الى القطيعة سيغرمون، والمشاركون في قافلة الاحتجاج البحرية عوقبوا، ومراقبو الجيش الاسرائيلي ونشطاء حقوق الانسان سيخرجون خارج القانون. واكثر الاسرائيليين يظنون أنه لن يحدث لهم أي سوء. إنهم يظنون أنه يكفي من أجل مواطنة جيدة أن تكون مؤيدا لجلعاد شليت. لو كانت في العالم جماعة يهودية محاصرة لنظموا قافلة بحرية مشايعة لها، لكن الزعبي، التي فعلت فعل مشايعة أساسية لابناء شعبها، عاقبوها لأنها عربية – ولا يهمهم ذلك.
وهم يسمعون بمنشورات الحاخامات في مقاومة مؤاجري الشقق للأجانب، وبصيد متسللي العمل، وبطرد أبناء اللاجئين، وهم يسمعون أيضا بعنف الشرطة الذي يطغى، وهم يعتقدون أن كل هذا غير حسن حقاً لكنه لن يحدث لهم. وهم يرون ممثلي حزب أملهم، كاديما، يشاركون في حملة الاغراء الهوجاء هذه، وهم يرون ممثلي "المركز" الكاذب هذا يصبحون أكثر ليبرمانية من افيغدور ليبرمان، وهم يرون زعيمتهم، تسيبي لفني، تلف نفسها بصمت آثم – وهم لا يحتجون على أن هذا الحزب المخادع قد خدعهم. لماذا؟ لأنهم على ثقة من أنه لا ينتظرهم أي خطر. كل شيء عندهم على ما يرام.
إنه قد حان الوقت أن نقول لهم وهم منطوون على أنفسهم مشغلون فقط بحياتهم الخاصة، هذا في الطريق اليكم. فبعد قليل سيحدث هذا لكم أيضا. لن يقف هذا عند اعضاء الكنيست العرب ولا عند الروابط ولا عند الجامعات والمتظاهرين – بل لن يقف عند مداخل بيوتكم. سيبلغ حياتكم اليومية. هل الشرطة عنيفة؟ ستبلغ الى أبنائكم أيضا. أهي شرطة أفكار؟ ستبلغ اليكم أيضا. ستبدو صحيفتكم وتلفازكم على نحو مختلف، والجامعة والمحكمة والمدرسة ستتغير حتى لا تعرف. حدث هذا أكثر من مرة في التاريخ وسيحدث هنا أيضا إن لم يكن اليوم فمن الغد. إن الغول رفعت رأسها، وقد أخذت تقترب منا جميعا ولا يوجد من يقفها، وعندما تصل سيكون الوقت متأخرا، متأخراً جداً.



#جدعون_ليفي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفزاعة
- نتنياهو أعمى يقود طائفة من العميان
- الديمقراطية الوحيدة
- لو كنت عنات كام
- التجار من القدس
- شكرا يا رفيق
- مفاوضات اللاشيء
- كل شيء شخصي
- شهادة وفاة لحزب العمل
- أيام الظلام - وجهة نظر صحفي من ها آرتس حول الحرب


المزيد.....




- -لقاء يرمز لالتزام إسبانيا تجاه فلسطين-.. أول اجتماع حكومي د ...
- كيف أصبحت موزة فناً يُباع بالملايين
- بيسكوف: لم نبلغ واشنطن مسبقا بإطلاق صاروخ أوريشنيك لكن كان ه ...
- هل ينجو نتنياهو وغالانت من الاعتقال؟
- أوليانوف يدعو الوكالة الدولية للطاقة الذرية للتحقق من امتثال ...
- السيسي يجتمع بقيادات الجيش المصري ويوجه عدة رسائل: لا تغتروا ...
- -يوم عنيف-.. 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية على ...
- نتنياهو: لن أعترف بقرار محكمة لاهاي ضدي
- مساعدة بايدن: الرعب يدب في أمريكا!
- نتانياهو: كيف سينجو من العدالة؟


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - جدعون ليفي - في الطريق اليك؟