ابراهيم هيبة
الحوار المتمدن-العدد: 3068 - 2010 / 7 / 19 - 16:01
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
لا يقع الإنسان في الحب لأنه حيوان رومانسي، بل لأنه يخاف الوحدة. عندما تنظر إلى زوج يعشق بعضهما بعضا، فاعلم أن القصة بينهما تتعلق بكائنين وحيدين يحاول كل واحد منها نسيان ذاته عبر الغرق في ذات الآخر. خواء الوحدة خواء قاتل والاكتفاء بالذات أمر مستحيل؛ لذلك لا يوجد رجل واحد لا يهرع إلى الارتماء في أحضان المرأة.
وحده خفقان الأفئدة ينتشل المرء من ربقة الضجر الكوني؛ فيضفي على الوجود بعض المعنى ويؤثث زواياه الفارغة. ولولا الطابع الحزين للوجود لما تجاوز الحب مستوى كونه تمرينا جنسيا؛ فالحب لا يكتسب عمقه إلا من كونه نوعا من الشفقة المتبادلة. لماذا يجب علي أن أحب شخصا يسير في الحياة بخطى ثابتة؟ هل هو بالفعل في حاجة إلى دعم الحب ودفئ العاطفة؟ المرأة الجميلة والناجحة تثير إعجابي، لكنها لا يمكن أبدا أن تخترق قلبي؛ فكلما كانت المرأة جميلة وتثير اهتمام الآخرين، كلما انغلق قلبي تجاهها. أنني لا أحب المرأة إلا إذا كانت وحيدة أو كانت من أولئك اللواتي ظلمتهن الطبيعة بمنحهن وجوها ذميمة، فأصبحن يعشن على هامش دائرة الرجال.
الحب إما أن يكون ممارسة عزائية أولا يكون. ففقط عندما نمارسه لأجل مواساة الآخر ومسح دموعه، يتفوق الحب، عندئذ، على تكتيكات الطبيعة وميول الجنس، فيتوج نفسه بالتضحية والإيثار.
#ابراهيم_هيبة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟