أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - فاضل الخطيب - أوربا في الاتجاه الصحيح...















المزيد.....

أوربا في الاتجاه الصحيح...


فاضل الخطيب

الحوار المتمدن-العدد: 3067 - 2010 / 7 / 18 - 23:18
المحور: كتابات ساخرة
    


أوربا في الاتجاه الصحيح...

أوربا بعد عشرٍ ترى البِشر عشرة/عشرة، وتعتبر التجارة والاستبداد شطارة، وحقوق الإنسان مِلك السلطان..
بعد ترددٍ استمر عقوداً طويلة وربما قروناً، وبعد ضياع في تلّمس الطريق الأكثر سعادة. بعد اهتلاك الجميل من الجَمال والأغنية وحرية الكلمة، وبعد عودة الروح والهداية. بعد الكثير من "بعد" الدراسة، تَخرُج أوربا من الكهف تاركة العناكب والخفافيش ورطوبة الكلمة وضبابيتها، لتُيمّم الشطر الأفضل في القِيَم والأجمل في ملاقاة المستقبل وكرامة الإنسان. من زحمة أفران الخبز المُدعّم أحياناً بالرمل، ومن تناول الأطعمة الفاسدة على العتم لغياب الكهرباء، ومن بعض العطش والجوع الكافر(ة). من نعيم الفردية السياسية وغريزة القطيع وثقافة الترضيع وسياسة الممانعة والتركيع، ومن دراكيولا وأتيلا ومحاكم التفتيش والسحرة. من هذه العجوز المحافظة التي تسمى أوربا ومباشرة إلى الشابة المنفتحة سوريا، سوريا التي تعكس حالياً عكس كل ما عاشته العجوز أيام عجزها، وقبل أن تلِد العالم الحاقد حسداً على ناقة أم المؤمنين وجِمال الصحابة وزرافات الأحبة رضي الله عنهم أجمعين. الجمل أو الناقة التي مازلنا نتبرك ونعيش بفخرٍ على خبط عشوائها والذي تدلّ عليه بعرات البعير من بشار إلى البشير، وتاريخ الفتوحات والتسكيرات وعودة خِراج الغيوم السائرات بإذن الله!.
المهم أن أوربا وجدت نفسها وطريقها ومستقبلها في جِمالنا، ولم نستخدم تعبير الناقة لأن الجمل قوّام على الناقة، وربما يكون حظه مثل حظ الناقتين. وللعلم أن الجمل –ويُسمى أحياناً بالبعير- المهم أن البعير يبوّل للخلف، والتزاماً بالحشمة والتكريم الذي هبط على الأنثى، لن نتحدث عن كيفية بول الناقة، لأن في ذلك فاحشة وإثارة للفتنة عند البعير. وللمعرفة أيضاً لا تُسمى الناقة بعيرة كمذكّر للبعير، ولهذا البعرة تدلّ على البعير فقط! –ولله في خلقه شئون-. وربما يقوم الأوربيون بتطوير بعض المصطلحات النوقية بعد الاهتمام البعيري المتزايد في صالونات الجِمال التي تتكاثر في كل المدن الجَمَلية الجميلة، حيث يزداد الطلب على منتجات وبر الإبل للاستغناء عن استيراد سجادات الصلاة والمايوه الشرعي وغيره من الإكسسوارات اللازمة للصراط المستقيم من الصين الملتوية –نرجو عدم التفكير بأي مستقيمٍ آخر منعاً للفتنة والفاحشة خصوصاً أن السلف الصالح(ة) المستقيم(ة) لم تستخدم المايوه الصيني ولا التدليك التايلاندي على شواطئ الرُبع الفاضي!..
أعتقد أن هذه المقدمة صارت أطول من الموضوع أو المتن –ليس منطقة متن بيروت-. لكنها كانت ضرورية لفهم نظرية اكتشفتها الآن وتقول أنه يتم تسرب الهواء من المكان ذو الضغط العالي إلى المكان ذو الضغط المنخفض، وعندنا في القرية كانوا يُسمون ذلك تنفيساً –أخشى أن يكون أحد اكتشف هذا قبلي، ومع الأسف غالباً ما أجد أكثر اختراعاتي أنه كان قد سبقني إليها آخرون-..
المهم، أوربا تنتقل إلى سوريا الأسد والإيمان! وأبدأ بأهم شيء إلى قلبي كذكر -زلمي شرقي، وهو أنه قريباً سيَعجّ سوق الحميدية بالشقراوات الطويلات ورشيقات القامة، ورغم أنهن منقبات لكن الدائرة المغناطيسية حول الشقراء تدوّر الرؤوس حولها حتى لو كان غلافها من الشيت السميك المحلي. وخبرٌ مُفرح للصبايا أيضاً، أنه سيكون في سوق البزورية القريب من سوق الحميدية، سيكون الكثير من الشباب الأشقر اللابس شورتات الصيف وعلى عضلاتهم القوية دقات الوشوم الجذابة لرائحة الأنثى حتى لو كانت في المول الحريمي المُغطّى بإحكام. ولا نريد الحديث عن شواطئ السباحة الشرعية على البحر الشرعي وفي عصر الرفيق الشرع، البحر الذي يربط غزة باسكندرون والريفيرا العثمانية، لكنه سيتم تحديد صحراء خاصة لسباق الإبل وأخرى لسباق النوق، أو ما يُمكن قوله واحد للجَمَل وآخر للجَمَلة! وهناك دراسة مشروع وطني شامل للطب، عكسته تجربة "النائبة" حيث قالت: صارت امراضي كثيري اليوم، واسم الله قديش تطور الطب، وقت كنت صبية كان لازم إتزلط إذا بدو الطبيب يفحص عيني، اليوم صار بيكفي إذا بقول للطبيب آخ ـ صار بيعرف شو مرضي وبس! لهذا سيتم تحريم علاج الأطباء الذكور للإناث، ومنع علاج الطبيبات الإناث للذكور، كما يُحرّم حضور الوزيرات اجتماعات فيها رجال وبدون محرم. أو سيكون هناك وزارة للذكور وأخرى –بضم الهمزة وليس فتحها- للإناث تداركاً للفاحشة ومنعاً الفتنة، لكننا لا نحتاج إلى رئيسة أنثى للبد حتى لو كانت تستطيع إصلاح ما أفسده الدهر. يكفينا الذَكَر مقدّس الذِكِرْ والعطر.
كل هذا دون نسيان شعب غزة والصومال ولو لحظة واحدة، ومقاومتهم الصهيونية والليبرالية وأبناء وبنات القردة والخنازير –باستثناء أبو سعيد سعدون كورنيلياس والذي سيساهم في تعزيز دولة القانون والشبّابة والربابة..
المهم أنه لا يُمكننا الهروب من العولمة. وكما أنه من الصعب إيقاف الكوكاكولا عند الحدود –إلاّ إذا كانت فارغة، صار من الأصعب إيقاف المهاجرين الذين سيبتكرون كل وسيلة من البعير إلى الجَمَل والناقة وحتى على الزرافات ومن كل فجٍّ عميق للدخول إلى دار السلم والعلم والبحبوحة يا دارنا، وستجدهم يدخل(و)ن زرافات ووحدانا وبشكل قانوني ونصف، أو من فوق الأساطيح –كما نقلت صحيفة "وجَمَلي يُحبّ ناقتها". وأشار رئيس دائرة القادمين الجدد في إرشاداته الأولية قائلاً: "الناقة من ورائكم والأسد من أمامكم، وليس لكم إلاّ الروح والدم أو الشهادة". ويعود الصليبيون الجدد مع الصليبيات. وسيتم خلط الصليبيات مع الهلاليين، والصليبيين مع الهلاليات عند باب ساروجة كمنطقة محايدة بين الحميدية والبزورية، وهو تعبير عن تحالف الهلال مع الصليب، ونكاية بنجمة أولاد داوود -ولا أحلى من هيك نكاية بأولاد الـ....كة!.
أعتقد أنه صارت الشتائم بمقدار حِمل جَمل أخو أختو، لأنني حتى الآن لم أدخل في الموضوع، وكي نريح جملاً جديداً أو ناقة من حِمل الشتائم من جديد، لذا أدخل الموضوع مباشرة وبلا مقدمات ولا مؤخِرات –بكسر الخاء وليس فتحها إلاّ إذا كانت مفتوحة أصلاً-!.. المهم –هذه آخر مهم- أنه نقَلَت العديد من الصحف ووسائل الإعلام السورية، وخاصة ذات النهج القومي الفحولي الصامد، نقلت خبراً يقول "طالبَ المواطن الهولندي كورنيلياس فان أرمسفورت السلطات السورية المختصة بمنحه الجنسية السورية"!.. بعد قراءتي هذا الخبر أحسست أن رأسي يدق في رقبة السماء السابعة اعتزازاً، وشعرت وكأنني أكلت كل خميرة النفش التي يستخدمها كل حلونجية بودابست. وبعد قراءتي الخبر ثانية لجارتنا نصف الصليبية، قامت تتوسل باكية أن أساعدها بطلب الجنسية السورية، لقد هداها الله –ونفعت روشيتة الضرب غير المبرح وقانون الجنس مقابل الخبز الأفغاني والتي طبقها زوجها المؤمن، ولمَسَت نقصان عوراتها بعد أن ستر خليلها واحدة بالشيت الطبيعي-. وراحت تنشط لتشكيل جمعية مدنية لمناشدة الحكومة السورية تسهيل معاملات المئات من المفترشين والمفترشات الرصيف أمام السفارة السورية في بودابست، وذلك بعد أن امتنعت سفارة الصومال عن إعطاء الجنسية لأكثر من سبعين امرأة أوربية في الأسبوع. الذكور صاحبة العيون الزرق والشعر الأشقر تتوجه مباشرة إلى سفارة سلطنة السلطان بقصد التجنس. وكتب على باب السفارة توضيحاً للتفريق بين معاملات الجنسية والعلاقات الجنسية..
والسبب الرئيسي هو المواطن الهولندي كورنيلياس فان أرمسفورت، والذي قال عن قراره ورغبته في المجيء إلى سورية "أنه كان يعيش في حالة قلق وتوتر بسبب المهنة التي يعمل بها". ولكون الرفيق الجديد يعرف قراءة الزمن السوري بشكل جيد، وبهدف التأقلم بسرعة، لذا جاء وبيده دفتر خطابات القَسَم والقِسِم وأهم الفتاوى التي يجب أخذها بعيون ونقاقيع الاعتبار، وفي مقدمتها فتوى ظل الله على الأرض الإمام الخميني قدّس الله سرّه، والتي تتحدث عن تحريم الوطء قبل بلوغ الأنثى العاشرة من عمرها وتحليل المفاخذة شرعاً للرضيعة! وهناك فصلٌ خاص في كتاب الثقافة التاريخية عن لورنس العربي وميوله "التجنسية"! ويخشى المساعد أبو محمود مسئول العلاقات الصليبية في القيادة القومية، أن يجدوا كورنيلياس في أحد الصباحات بالقرب من سفارة سلطنة الغلمان حيث المهنية هناك مشهودٌ لها في القضاء على التوتر والقلق. ولهذا وضعت القيادة القطرية دراسة للمنافسة في استبضاع البضاعة الأوربية وأن نكون مستقراً وليس ممراً نحو أنصاف الرجال وأرباع النساء وأسباع الغلمان...
وقد بدأ كورنيلياس فوراً بدورة تأهيل لغوية روحية، وكان الهمّ الأول فهم عقيدة "الروح والدم" ودراسة كتب التفسير الملحقة بها، وترتيلها كل سبع ساعات سبع مرات من ورا لقدام، وبالعكس، ومن تحت لفوق، وبالعكس..
وبعد زواج كورنيلياس من بنت حلال "اوريجينال" بحوالي سبعة شهور، وبينما هو في مرابع الإبل في البادية المقدسة يتابع مونديال طواحين سرفانتس الأندلسي، ويدرس "معجزات الرضاع في عِلم الممكن والاستبضاع" من كتاب "الدين يُسرٌ وليس عُسر"، تصله الرسالة التالية من زوجته:
"زوجي العزيز سعدون كورنيلياس:
بسعادة أخبرك بأنه جاء ثمرة حبنا الشرعي وبإذن الله، وولّدت صبياً أسميته سعيد، ومع الأسف لم أستطع إرضاعه، لذا اضطررت إلى طلب مساعدة جارتنا الصومالية السوداء وقامت هي بإرضاعه، وبسبب لونها وتأثير حليبها صار ابننا سعيد أسود (زنجي، وبالعربي الفصيح عبد)..
أنا لست مسئولة أنه لم يكن عندي حليب..... زوجتك المحبة المخلصة المؤمنة السعيدة أم سعيد."
وفوراً بعث أبو سعيد كورنيلياس برسالة إلى والده يزف إليه الخبر السعيد عن ولادة سعيد..
"والدي العزيز:
قبل قليل استلمت رسالة من زوجتي الغالية تخبرني أنه رُزقنا بمولود وأسميناه سعيد، ولكون زوجتي لم تستطع إرضاعه استعانت بامرأة صومالية سوداء (زنجية) لإرضاعه، ومن الرضاعة تأثر سعيد وصار أسود اللون.
طبعاً لم تكن مسئولية زوجتي الغالية عن ذلك..... ولدك المحب المؤمن أبو سعيد سعدون (بالهولندي كورنيلياس)."
وجاء رد الوالد سريعاً..
"ولدي العزيز سعدون كورنيلياس:
يوم وُلدت أنت كذلك لم تستطع أمك إرضاعك، لذا استعنا بحليب البقرة.."!.



#فاضل_الخطيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مرايا التجميل وخميرة -النفش-...
- أسئلة على ضفاف غابات الهوبرة...
- بانتظار سندويشة خالية من لحم الخنزير...
- الثالوث غير المُقدّس للأواني المستطرقة...
- ملاعق الجنة متساوية الطول
- من قاسيون أُطِلُّ يا وطني...
- المعرفة والاعتراف بها...
- غزوة قلم الحبر الناشف...
- ثقافة السباحة والتسبيح...
- الطبقة العاملة عائدة من الجنة!..
- شطارة ملء الفراغات بفراغات أكثر!...
- بانتظار الجلاء.!..
- وارسو توّدع ونحن نبتهل!..
- خبز الرئيس وملح النائب!..
- الماضي والمستقبل وعِلم جهاد بينهما.!.
- أن تذهب متأخراً خيرٌ من ألاّ تذهب.!.
- هل يعتذر الوليد من الوالد بلا -تخلّ-؟!..
- متى يعتذر الأكراد؟!..
- وجوه المرأة: الحُبّ ثم الحُبّ ثم الحُبّ.!.
- المأساة والملهاة والكامخ بينهما.!.


المزيد.....




- -البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو- في دور السينما مطلع 2025
- مهرجان مراكش يكرم المخرج الكندي ديفيد كروننبرغ
- أفلام تتناول المثلية الجنسية تطغى على النقاش في مهرجان مراكش ...
- الروائي إبراهيم فرغلي: الذكاء الاصطناعي وسيلة محدودي الموهبة ...
- المخرج الصربي أمير كوستوريتسا: أشعر أنني روسي
- بوتين يعلق على فيلم -شعب المسيح في عصرنا-
- من المسرح إلى -أم كلثوم-.. رحلة منى زكي بين المغامرة والتجدي ...
- مهرجان العراق الدولي للأطفال.. رسالة أمل واستثمار في المستقب ...
- بوراك أوزجيفيت في موسكو لتصوير مسلسل روسي
- تبادل معارض للفن في فترة حكم السلالات الإمبراطورية بين روسيا ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - فاضل الخطيب - أوربا في الاتجاه الصحيح...