أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - سعد سامي نادر - الجزء الأول- شيعة العراق...شيعة لبنان –














المزيد.....

الجزء الأول- شيعة العراق...شيعة لبنان –


سعد سامي نادر

الحوار المتمدن-العدد: 3067 - 2010 / 7 / 18 - 11:13
المحور: كتابات ساخرة
    


كان أبي في كل المناسبات يعبر عن حبه وإعجابه لكل ما هو لبناني. كنت لا أعرف السبب!!. يحب اللبنانيون جملة وتفصيلا. وكونه قد عاش لاجئً سياسيا فيها زمن أربعينيات القرن الماضي. كان يحب ويعاشر كل سياسييها ومن كل الطوائف والملل وصولا لملحديها. مرات، كان يلقى لوما ومعارضة من والدته العلوية الهاشمية الأصل. كانت جدتي تعتز بتلك الشجرة وتفخر بانتماءها إليها. ودائما ما تحمل خريطتها مع مصحفها الشريف أينما ذهبت. أذكر ذات يوم، حين كانت اخبار أزمة الكونغو ساخنة وفي أوجها. وجريمة اغتيال رئيسها الشاعر باتريس لومامبا تهز وتشغل العالم بأسره. سألت أبي سؤالا سخيفاً: "صدك بابا بالكونغو ياكلون أوادم؟".
لم أنس سخطه أبد الدهر: "إنجَب..هِجَم بَيتهَ للباميه.. بس إنتو بالعراق تاكلون أوادم".
مرت أربع عقود على وفاة أبي. سَلِم ومات ولم ير طواحين الدم. عرفت سرّاللـخمة التي عالجت بلاهتي. وتيقنت من حقيقة رؤيته الثاقبة. لكني لم أتعرف على سرّ عشق وتعلق أبي بلبنان، وحبه للشعب اللبناني؟؟.
أنا لا أعتقد ان أبي كان يحب السيد موسى الصدر لوسع عيناه الخضراوات التي تشبه عينيه. ولا تسبيلتها الجميلة السمحة التي تريح الأعصاب وتشرح القلب. أذكر.. كان من عادة السيد موسى الصدر رحمه الله، ان يأكل في مطعم يملكه مسيحي. حاول احد المسلمين الملتزمين بالشرع! إحراج السيد (كونه مرجع شيعي كبير). أسمعه أن ما يأكله من يد أصحاب الكتاب من غير المسلمين، حرام!!. كصفعة أبي لي، صعقه السيد الصدر حين إستفسر منه بأدب: "أعنـّي بربك بنص!.. أو حديث يمنع ذلك".
عام 2002 في بغداد. كان لدى أخي صحن (ساتللايت) مخفي في قفص مموه فوق سطح داره. مجازفة كبيرة،هذا لا يهم. شاهدنا معاً من خلاله لأول مرة، لقاء مع المرجع الشيعي اللبناني المرحوم محمد حسين فضل الله. بث حسب ما اذكر، على قناة ( ANN) التابعة لرفعت الاسد. دافع السيد في أحد أسئلة تحريك رتابة الجلسة، عن كونه محبوبا من الطوائف أجمع دون استثناء، وانه بلا أعداء. لكن! بعد تنويهات محاوره الذكية حول ما أثارته آراءه وفتاويه الجديدة من ردود افعال مضادة في الوسط الشيعي خارج لبنان، وبالتحديد إيران. أجاب بأدب ودبلوماسية: "لا أخفيك. لا يكرهني إلا عوام الشيعة الجهلة!!".
حينها، كنا مبهورون لسعة أفقه السياسي وخاصة بالشأن العراقي. ومعرفته الواسعة ببواطن وصغائر ما يجري وما نعانيه من قهر الدكتاتورية. أنعشنا لقائه وسحر لغة أدبية ونقدية شرحت لنا بهدوء ماذا يجري من حوارات وتجاذبات وتجديد وفتوي لتحريرالفكر والفقه الشيعي من روزخوناته غير العقلانية.
( إن وسطية السيد قضل الله دعته الى تحرير المساحات المشتركة بين المسلمين وإخلائها من الالتباسات الضارة والدغل القاتل والمعوق للتوحيد في تجليه بالوحدة )*.
.. قلت مع نفسي، ان حب أبي للبنان في مكانه!! كل شئ جميل في لبنان حتى الدين!!.
****************
*- من مقالة للمفكر والكاتب اللبناني السيد هاني فحص.



#سعد_سامي_نادر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كيات وحكايات المنبر الديمقراطي – عَلَم النجوم الثلاث -
- - عمو الزعيم نريد جسر..عبد الكريم: حاضر من عيوني!!-
- لماذا كل هذا السكوت عن تبريرات الموت المجاني؟؟
- - العامرية*... بكائية وتر -
- كيّات وحكايات المنبر الديمقراطي – أنا كردي.. ومام جلال!!-
- من أين لنا من قديس يشبه -مانديلا-؟؟
- كيّات وحكايات –نظرية المؤامرة-
- --كيّات- وحكايات المنبر الديمقراطي-
- نوافذ- .للحب. للذكرى. .للغربة -
- يوميات هولندية 13 - حكايتي مع -هُبل العظيم- -
- يوميات هولندية 12- آداب الحمام بين السياسة والدين_
- يوميات هولندية11 -حذاري من البصرة!.السبب ليس الكهرباء!!
- يوميات هولندية 10 -تعزية!!.. أم تهنئة؟؟-
- يوميات هولندية -9 -أيها العراقيين: هلهلوا، تفوقت -يُوويَهْ--
- يوميات هولندية (3)*- في الطريق الى أمستردام-
- - رحمة الله الواسعة من الجهل والجاهلية!!-_
- يوميات هولندية-8 - سوبرانو الحي الذي لا يطرب -
- الى أخي..- شيخ العارفين -
- يوميات هولندية-7
- قصة قصيرة- اعتداد -


المزيد.....




- رشيد مشهراوي: السينما وطن لا يستطيع أحد احتلاله بالنسبة للفل ...
- -هاري-الأمير المفقود-.. وثائقي جديد يثير الجدل قبل عرضه في أ ...
- -جزيرة العرائس- باستضافة موسكو لأول مرة
- -هواة الطوابع- الروسي يعرض في مهرجان القاهرة السينمائي
- عن فلسفة النبوغ الشعري وأسباب التردي.. كيف نعرف أصناف الشعرا ...
- -أجواء كانت مشحونة بالحيوية-.. صعود وهبوط السينما في المغرب ...
- الكوفية: حكاية قماش نسجت الهوية الفلسطينية منذ الثورة الكبرى ...
- رحيل الكوميدي المصري عادل الفار بعد صراع مع المرض
- -ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - سعد سامي نادر - الجزء الأول- شيعة العراق...شيعة لبنان –