دولة التنوير ودولة التهويل

حميد المصباحي

الحوار المتمدن-العدد: 3065 - 2010 / 7 / 16 - 23:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

afficher les détails 13/05/09

دولة التنوير ودولة التهويل

الدولة أنتجها الفكر البشري،هي إبنة المثقف والفيلسوف،تبناها العسكري ليورثها للسياسي،وقد تصالحت مع داتها عندما أنصتت للمثقف الدي سرعان ما انقلبت عليه،لتغتاله أو تنفيه،أو تتجاهله،فهو من كان يقدم أسمى النماذج لها ويسومها أقسى الإنتقادات،هدا الحدر المتبادل كانت له نتائج غيرت مجرى التاريخ البشري،فقد أبدع المثقف نمادج بديلة للدول المستبدة،فكان هو صوت الحرية الدي تحول إلى قوة بالمقتنعين به،فدكوا أسوار الطغيان وتحرروا من قبضة مستعبيدهم،مشكلين دولا جديدة،سرعان ما تناست غاياتها وقيم وجودها،فكان المثقف لسان الساخطين،وموجه فكرهم وتمرداتهم للدفع بالدولة إلى حماية داتها بالإمتثال إلى ما اتفق حوله.أدركت هده الدول ضرورة المثقف،فجعلته صوتها،ينبهها من داخلها،معدلا اعوجاجاتها،ومعاقبا حتى لرجالاتها،تلك كانت هي دول التنوير،نشرت الثقافة ودعمت الفنون ومثلت حضارة بازدهار العلوم ومختلف الأنشطة الحضارية،وتصدت للخرافات والجهل وكل أشكال التعصب الديني والعرقي،ولم تكن ضد المعرفة بنشرها للتبجيل
التهويل
اعتمدته دول خوفت الناس من التفكير،وكرهتهم للسؤال،إما باعتبار الثقافة إلحادا،أو مروقا وزندقة،وهو خطاب مستصاغ ولا يتطلب مجهودا دهنيا،فالناس لشدة قهرهم في الدنيا ازداد حرصهم على عدم التفريط في الآخرة،ولدك يكرهون لأجلها ويموتون أيضا،والدولة بدلك تصرفهم عن المعرفة والثقافة،بل حتىالعلم تحاول إبعادهم عنه،والتهويل من النتائج التي توصل إليها،ليبدو بحوثه وطموحاته،وكأنه تطاول على سلطات الله،تنفث هده السموم على الكثير من القنوات،المدعومة رسميا من طرف هده النمادج لتخويف المستهلكين من كل ماهو مصنع أو غربي،إد تبدو كل إنتاجات الحضارة المعاصرة غايته هي تدمير وجودهم وكياناتهم الربانية والطبيعية،إ، هده الآلية تقصي العقل،وتؤجج عواطف الرفض،وتخلق شروط انتشار الفكر الظلامي،الدي يواجهها بعد أن يستقوي بها في معركته ضد العلم والثقافة والفن،وعندما تستشعر خطورته،تمارس التهويل ضده باعتباره إرهابا،أو تشيعا،كما مارسته من قبل ضد الآخر باعتباره شيوعيا أو قوميا،دون تمييز بين الثقافي في الفكر الشيعي والحركات السياسية فهي مرجعيات ثقافية ليس جرما الإطلاع عليها كما كان حال كتاب رأسمال المال لكارل ماركس الشيوعي.
حميد المصباحي عض

#حميد_المصباحي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات