هل يحتاج الفلسطينيون الى التسول؟

خالد عبد القادر احمد

الحوار المتمدن-العدد: 3064 - 2010 / 7 / 15 - 20:28
المحور: القضية الفلسطينية
    

حتى نجيب على هذا السؤال, علينا اولا ان نعرف معنى التسول؟ انه عبيء المعاق عن اعالة نفسه يلقيه على السليم القادر على اعالة نفسه, ومن اجل تحقيق ذلك يلجأ المعاق الى استدرار شفقة السليم واستعطافه لقبول ان يتخلى عن بعض مكتسبه الشخصي لصالح المعاق.
المجتمع الفلسطيني ليس مجتمعا معاقا,لا, انه مجتمع يرفض ( العمل ) على استعادة حقوقه, وقد سبق له التخلي عن الادوات والوسائل اللازمة لاستعادة هذه الحقوق, ليس الان بل منذ سبعينات القرن الماضي, انه مجتمع ( اهبل ) يقوده من اذنيه معسول الكلام عن الاخوة والشقائقية ووحدة المصير.........الخ.
ان مسئولية القيادة السياسية الراهنة عن هذه الحال هي مسئولية الاستمرار بالخطأ والتمادي فيه, اما مسئولية بدء الوقوع في هذا الخطأ فقد بدأته ( القيادات التاريخية والرموز المبجلة المقدسة) عند الفصائل الفلسطينية, التي ( ترعي ) قياداتها كوادرها ما ترى انه الاصلح لتسمينها قبل الذبح,
انها مسئولية ياسر عرفات وجورج حبش واحمد جبريل ونايف حواتمة .... ومن لف لفهم من القيادات التاريخية التي اؤلهت في ديننا السياسي الفلسطيني. ولم تقدست عن النقد. وهي مسئولية كادرنا المستلقي في حضن القيادة يلعب بذقنها ويتشوق لنظرة رضا وحنين من محمود عباس ومشعل وجبريل وحواتمة وسعادات وغيرهم.
هل نريد حقوقنا ؟ اذن لنبادر لاخذها بيدنا لا بالتسول, ولنبدأ باخذها من هؤلاء اولا, اما الاشقاء والاخوة فلنضعهم امام حقيقة ان شرعية الفلسطيني لها الاولوية وان شرعياتهم تلي ذلك, وبذلك نجيب على تاريخ شرعيتهم السابق الذي تامر على المجتمع الفلسطيني ومزقه واخذ كل منها نصيبه من حقوقنا قهرا وعهرا.
سيغضب الله الاسلامي والمسيحي واليهودي منا, فليغضب, ولنصل جهنم الحياة الدنيا بجهنم الاخرة, لا فرق. فمن المعروف ان الفلسطينيين كما تقول النكتة الشهيرة سيقيمون في مخيمات حينها ايضا, فنحن لسنا اكثر ايمانا من الصحابي الذي قال فليفعل الله بي بعد ذلك ما يشاء.
اصوات واقلام التسول في ازدياد. ولائحة مطالبنا في اتساع, وبات حجم اللعب السياسي على الالم الانساني الفلسطيني في لبنان وغير لبنان في اتساع. الى ان بلغ حد اعلان طلب التوطين والتجنيس الوقح, مطلبا ( وطنيا ) فلسطينيا, تماما كما هو مطلب مساواة الفلسطيني في وطنه مع ( الاسرائيلي ) مطلبا وطنيا فلسطينيا؟
ان المدخل لحل المشاكل الانسانية للشتات الفلسطيني يبدأ من اعلان الدولة الفلسطينية المستقلة, فهو الذي سيجسم فعليا المسئولية القيادية عن الشعب الفلسطيني ويحدد التخوم الفعلية للعلاقات السياسية مع الاخوة والاشقاء, وينير المناطق المظلمة في علاقتنا بالعالم. حينها يمكن ان نطلب من هؤلاء الاخوة والاشقاء معاملة حامل جواز السفر الفلسطيني ( المستقل) كما يعاملون باقي حملة جوازات سفر الجنسيات الاخرى.
ان المشكلة في مواجهة المهمة الفلسطينية لا تكمن فقط في مواقف الاطراف الاخرى ونهجها بل ايضا في موقفنا ونهجنا نحن الفلسطينيون, فنحن لا نطرح على هذه الاطراف تكليفات سياسية تعيق الانتشار والتوسع الصهيوني في المنطقة بل نمارس حالة انكماش متزايدة فحسب, وعلى حسابها يزداد التوسع الصهيوني.
ان اعلان الدولة الفلسطينية هو من الامكانيات المتاحة للقيادة الفلسطينية التي تحجم هي نفسها عن اللجوء اليها. فلماذا اذن تمتنع دول الخليج عن عقد اتفاقيات (عسكرية) مباشرة مع اسرائيل كما حدث اخيرا؟
ان عملية التحرر الوطني والديموقراطي عالية الكلفة, لكنه لا يمكن انجازها بدون دفع هذه الضريبة اما اللذين يريدون التحرر بالتسول فليضطجعوا مبكرا في قبورهم.

#خالد_عبد_القادر_احمد (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات