أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - عماد الدين رائف - -الأهداف الإنمائية للألفية- بين الأمم المتحدة والمجتمع المدني















المزيد.....

-الأهداف الإنمائية للألفية- بين الأمم المتحدة والمجتمع المدني


عماد الدين رائف

الحوار المتمدن-العدد: 3064 - 2010 / 7 / 15 - 18:19
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


لم يعد لتقرير "الراصد الاجتماعي" السنوي ذلك الأثر الإيجابي المنتظر مع التراجع الكبير في الآمال التي كانت معقودة مطلع القرن على ما سمي بـ "الأهداف الإنمائية للألفية". فالتقرير الذي يفترض به أن يترجم بالأرقام والرسومات البيانية جانباً من حركة التطور الإيجابي في مؤشرات التنمية العالمية، بما يجسد تلك الأهداف التي أخذت الأمم المتحدة على عاتقها تنفيذها بحلول العام 2015، نراه بات يعكس مستويات الانحدار والابتعاد المضطرد عن الوصول إليها. بات تقرير ازدياد مسافة الابتعاد عن تحقيق الأهداف المعلنة.
تلك الأهداف التي كانت سبعة، وهي القضاء على الفقر المدقع والجوع، تحقيق تعميم التعليم الابتدائي، تعزيز مساواة الجنسين وتمكين النساء، خفض وفيات الأطفال، خفض وفيات الأمهات، مكافحة الأمراض، الاستدامة البيئية. ثم أضيف إليها هدف ثامن رأت منظمات المجتمع المدني الدولي فيه أهمية كبيرة وهو تطوير شراكة عالمية من أجل التنمية، بما يضمن تعاون المجتمع الدولي بشكل فاعل على التنفيذ.
وكان قد سبق إطلاق تقرير "الراصد الاجتماعي - 2009"، الذي أطلقته "شبكة المنظمات العربية غير الحكومية" و"الراصد الاجتماعي، الجمعة الماضي من بيروت، نعي آخر لمسار التنمية من الأمم المتحدة نفسها الشهر الماضي بعد إطلاق "تقرير الأمين العام للأمم المتحدة عن الأهداف الإنمائية للألفية لعام 2010"، بعد انقضاء مدة عشر سنوات على إعلانها، تمهيداً لاجتماع جديد قادة العالم في أيلول المقبل "لاستعراض التقدم المحرز وسدّ الفجوات التي تعترض الأهداف الإنمائية للألفية".
وفيما يتضح من أرقام المنظمة الدولية ازدياد "نسبة السكان الذين يعيشون في فقر مدقع، أي الذين يعيشون على أقل من 1.25 دولار في اليوم، زيادة كبيرة بين عامي 1990 و2005، من 2 بالمئة إلى 6 بالمئة، مما يجعل منطقة غربي آسيا (كمثال) ضمن مناطق العالم الثلاث التي تعد خارج المسار الصحيح"، فيما يتعلق بـ "القضاء على الفقر المدقع والجوع"، يبدو أن "الوفاء بالعهد" مرتبط بتحقيق "إقامة شراكة عالمية من أجل التنمية"، وهو بعيد المنال إذ تشير نسب الأمم المتحدة إلى أن "نسبة مدفوعات خدمة الدين الخارجي بالنسبة إلى التصدير قد انخفضت بشكل ملحوظ بين عامي 1990 و2008".
أما تقرير "الراصد الاجتماعي – 2009"، أي "تقرير الظل الملامس للواقع"، الذي يعكس حصيلة "أكثر من 75 تقريرا وطنيا من بينها سبعة تقارير عربية بما فيها تقرير عن لبنان، ويتضمن أيضاً تقريراً اقليمياً يتوقف عند انعكاسات الأزمة على المنطقة العربية ككل"، كما يقول المدير التنفيذي لـ "الشبكة"، زياد عبد الصمد، فقد "تناول الأزمة المالية والاقتصادية العالمية وانعكاساتها على سياسات التنمية وحقوق الإنسان". وأفضى إلى تقرير ثان أعدته الشبكة "عن أهداف الألفية للتنمية في المنطقة العربية ينقسم إلى ثلاثة أجزاء وقد تناول السياسات المعتمدة لتمويل التنمية في المنطقة العربية، ويشير بشكل أساسي إلى ضعف التمويل المستمد من الموارد والمصادر الذاتية محلياً وإقليميا".
وأشار عبد الصمد إلى "أن بعضهم اعتبر أن طريق الخروج من الأزمة إنما يتم من خلال بعض الإصلاحات الشكلية في النظام العالمي وفي ادوار المؤسسات المالية الدولية وعبر ضخ الأموال في بعض أسواق الاقتصاد العالمي، وهو ما يحصل بالفعل منذ عامين تقريبا". فأين نحن من أهداف الألفية للتنمية والمفروض تحقيقها بحلول العالم 2015؟. فعدد "الفقراء يتزايد في العالم ويتضاعف عدد العاطلين عن العمل، وعلى الرغم من التحسن الكمي في مؤشرات الصحة خصوصا في مجال صحة الأم والطفل، وفي مجالات التعليم، لاسيما لجهة إزالة التفاوت بين النساء والرجال، إلا أننا نشهد تزايدا في أعداد الفقراء والأميين، بالإضافة إلى التحديات التي تمليها الأمراض المتفشية والمعدية". ورأى عبد الصمد "أن تحقيق أهداف الألفية للتنمية يتطلب استراتيجيات اقتصادية وطنية وسياسات اجتماعية شاملة تأخذ في الاعتبار إعادة توزيع الدخل بشكل عادل على المجتمع وتخفف من تمركز الثروات في أيدي نسبة محددة من المؤسسات والأفراد وتؤدي إلى المزيد من تهميش الفئات الاجتماعية الأخرى. وهي بالتالي لن تتحقق الأهداف من خلال اعتماد عدد من برامج التدخل المباشر".
أما في العالم العربي، حيث تتكثف هذه الأزمات وتتداخل في ما بينها، فتغيب الرؤية الاقتصادية الوطنية والسياسات التنموية الشاملة التي تحدد الأهداف الوطنية وتواجه التحديات الراهنة التي تتمثل بمعدلات البطالة المرتفعة ونسب الفقر المتزايدة والمؤشرات المتدنية للتنمية، في وقت باتت الأزمة المالية والاقتصادية العالمية تلقي بظلالها وتضاعف من أخطار تفاقم الأزمات الوطنية والإقليمية. ورأى عبد الصمد أنه "يخشى في ظل غياب مراجعات جدية للخيارات والأولويات أن يكون المستقبل أكثر صعوبة، وهو ما يجعلنا نؤكد، مرة ثانية، ضرورة إشراك المجتمع المدني في تقويم المرحلة الراهنة التي تتصف بالهشاشة، وبالتالي المساهمة في الخفض من حدة هذه التحديات والدفع نحو الانتقال إلى وضع أفضل".
ولعل المثال الأكثر وضوحاً في ذلك، هو أبرز الغائبين عن "تقرير الأمين العام للأمم المتحدة عن الأهداف الإنمائية للألفية لعام 2010"، المشار إليه، يتمثل في "مؤشرات فئة الأشخاص ذوي الإعاقات"، وهي من أكثر الفئات فقراً وتهميشاً، والتي تتخطى نسبة عشرة بالمئة من سكان العالم، فلم تدرج قضاياهم تحت عنوان "هدف" كون الحراك المدني الذي خاضته حركة الإعاقة العالمية مطلع الألفية مصحوباً بدعم "المقرر الخاص للإعاقة في الأمم المتحدة" السابق، الشيخة حصة بنت خليفة لم يكتب له إضافة هذا الهدف، كما أن التقرير الأممي لم يلحظ هذه النسبة في توزيع هذه القضايا على الأهداف الثمانية، وألمح إليهم في "تعميم التعليم". وأشار "رئيس شعبة التنمية الاقتصادية والعولمة في الاسكوا" نبيل صفوت أن قضايا الإعاقة ستدرج في ورقة ترفع في اجتماع أيلول المقبل.
على الجانب الآخر، وإشراك المجتمع المدني المحلي في أكثر من 75 تقريراً وطنيا وإقليمياً، حفظت حقوق الفئات المهمشة، التي أهملها عن غير قصد تقرير المنظمة الدولية. فإن كانت هذه إحدى الإيجابيات، أي القياس الأكثر دقة لعدم نيل الحقوق، فعلام يمكن التعويل فعلاً في تحقيق التنمية المرجوة في بلداننا، ونحن على بعد خمس سنوات من "الوفاء بالعهد"؟ هل سنعول على قادة العالم الذين سيجتمعون في نيويورك خريف هذا العام في "تجديد الالتزام بهذه الأهداف" لتنفيذها!



#عماد_الدين_رائف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حول السجين الأكثر سرية في العالم
- في الترويج لمستقبل اليسار عبر -المجتمع المدني-!
- الهرويين الأفغاني يقضي على 80 روسياً يومياً
- الانتخابات العراقية شأن عراقي.. لهذه الأسباب
- حول الإصلاح الانتخابي المفقود في لبنان
- مقاربة صحافية ل -التمييز المزدوج تجاه المرأة العربية المعوقة ...
- اليساريون ونعمة التنظير على الطابق الثاني
- بين الحزب الشيوعي اللبناني وأبي حبيب.. نقدان ذاتيان انتخابيا ...
- -الجنسية- إحدى أكبر معارك الحركة النسائية اللبنانية
- حول الانتخابات اللبنانية وقضايا المرأة
- لبنان: ما قبل أزمتي الغذاء والاقتصاد العالميتين.. وما بعدهما
- متى ننصف المرأة.. ولو على الورق؟!
- حول أهمية التكييف الوظيفي في دمج الأشخاص المعوقين اقتصادياً. ...
- نساء لبنانيات يروين قصص تعرضهن للعنف والتعذيب
- التمييز القانوني ضد المرأة في لبنان
- بين المجتمع المدني العربي وقمة الكويت القادمة
- ستون عاماً على انتهاكات الإعلان العالمي لحقوق الإنسان
- تشي غيفارا يحتفل في بيروت بألوان عربية
- في يوم الغذاء العالمي: دعوة الى الاستيقاظ دعماً للجياع حول ا ...
- زيادة أجور هزيلة تقدم كإنجاز حكومي


المزيد.....




- الحزب الحاكم في كوريا الجنوبية: إعلان الأحكام العرفية وحالة ...
- عقوبات أميركية على 35 كيانا لمساعدة إيران في نقل -النفط غير ...
- كيف أدت الحروب في المنطقة العربية إلى زيادة أعداد ذوي الإعاق ...
- لماذا تمثل سيطرة المعارضة على حلب -نكسة كبيرة- للأسد وإيران؟ ...
- مام شليمون رابما (قائد المئة)
- مؤتمــر، وحفـل، عراقيان، في العاصمة التشيكية
- مصادر ميدانية: استقرار الوضع في دير الزور بعد اشتباكات عنيفة ...
- إعلام: الولايات المتحدة وألمانيا تخشيان دعوة أوكرانيا إلى -ا ...
- نتنياهو: نحن في وقف لاطلاق النار وليس وقف للحرب في لبنان ونن ...
- وزير لبناني يحدد هدف إسرائيل من خروقاتها لاتفاق وقف النار وي ...


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - عماد الدين رائف - -الأهداف الإنمائية للألفية- بين الأمم المتحدة والمجتمع المدني