أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - كامل النجار - شيخ الأزهر الجديد وتربيع الدائرة 1-2













المزيد.....

شيخ الأزهر الجديد وتربيع الدائرة 1-2


كامل النجار

الحوار المتمدن-العدد: 3064 - 2010 / 7 / 15 - 11:20
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


هناك مثل إنكليزي يقول A New Broom Sweeps All أي أن المكنسة الجديدة تكنس كل شيء أمامها. وعندما توفي شيخ الأزهر السابق الشيخ محمد سيد طنطاوي وعيّن الرئيس حسني مبارك الشيخ أحمد الطيب، رئيس جامعة الأزهر، مكانه، كنت أعتقد أن الدكتور أحمد الطيب الذي تعب من السفر إلى أوربا وأمريكا لحضور مؤتمرات حوار الأديان، ورأى بأم عينيه تسامح الأوربيين والأمريكان مع المسلمين الذين بنوا جامعاً في كل شارع من شوارع العواصم الأوربية، في حين تغيب الكنائس في العواصم العربية، كنت أعتقد أنه سوف يضع خطاً تحت تردد شيخ الأزهر السابق في الاعتراف بالغير، ويبدأ بتنقيح مقررات مدارس وجامعة الأزهر حتى يُخرّج لنا شباباً يعرف التسامح مع المختلف ويعتمد على العقل بدل النقل من كتب الأزهر الصفراء.
ولكن للأسف بدأ شيخ الأزهر الجديد يتتيع خطى سلفه، كما تتبع سلفه خطى الذين سبقوه، وحاول منذ البدء تربيع الدائرة بدل أن يحاول توسيعها لتحتوى الآخر المخالف. ويبدو أن الدكتور أحمد الطيب لا ينوي تنقيح التراث العتيق بل ينوي طلاءه بلون جديد، ربما يكون أكثر جاذبية لعامة الناس. وهاهو في مقابلة مطولة مع مكرم محمد أحمد بصحيفة الأهرام، يعجن ويلت نفس الكليشهات القديمة عن صلاحية الإسلام لكل زمان ومكان، نفس الكليشهات التي رددها شيوخ الدولة العباسية، دون الاتيان بأي جديد يتناسب والقرن الحادي والعشرين الذي نعيش فيه.
سأل السيد مكرم شيخ الأزهر الجديد: (فضيلة الإمام الأكبر‏,‏ بعد تعيينك شيخا للأزهر‏,‏ قلت إن هناك ثوابت أساسية تحكم الأزهر وتحكم من يتقلد منصب الإمام الأكبر‏,‏ أهمها وسطية الأزهر واعتداله‏,‏ وعالميته باعتباره المرجعية الصحيحة للإسلام‏,‏ ما هو المقصود بالضبط من الوسطية وهل هي نقطة هندسية في مكان وسط بين الغلو في التطرف والغلو في التفريط؟)
السؤال واضح وضوح الشمس ولا يحتاج لفاً ودوراناً، بل أن السائل نفسه قد أجاب عليه بقوله هل الوسطية نقطة هندسية بين الغلو في التطرف والغلو في التفريط؟ ولكن شيخ الأزهر يلف ويدور ويهاجم اليهودية والمسيحية، ثم يدّعي بدون أي دليل أن الأزهر هو الذي يمثل الإسلام الصحيح، فيقول: ((وفيما يتعلق بتعريف الوسطية فإني أري أن الإسلام يساوي الوسطية‏,‏ والوسطية تساوي الإسلام‏,‏ وهذه الحقيقة ليست أمرا مستنبطا صدر عن أذهان العلماء أو استقراء جاء به نفر من الشراح‏,‏ وإنما هو أمر منصوص عليه نصا واضحا في القرآن في الآية الكريمة‏ (‏ وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء علي الناس‏)‏ سورة البقرة آية‏143‏ والوسطية هي العدل‏.‏ والرسول عليه السلام قال‏:‏ أوسطكم أكثركم عدلا‏,‏ ومن هنا تستطيع أن تقول وأنت مطمئن إما أن يكون المسلم وسطيا أو لا يكون مسلما‏,‏ لأن المسلم صحيح الإسلام لا يستطيع أن يتزحزح عن الوسطية لا إلي اليمين ولا إلي اليسار‏.‏ ووسطية الإسلام ليست وسطية أرسطو الذي يعتبر الفضيلة وسطا بين رذيلتين‏,‏ ولا هي وسطية رياضية أو حسابية‏,‏ وإنما هي وسطية أخلاقية اجتماعية كونية‏,‏ تنظر إلي الكون بمعيار المفاضلة العادلة بين نقيضين متضادين أن تكون ماديا حسيا كما كان بنو إسرائيل في التوراة‏,‏ يحلون قتل الآخر وخداعه بل وسرقته إن كان علي غير دينهم من الأغيار أو تكون روحانيا تعطي للآخر خدك الأيمن إن صفعك علي خدك الأيسر‏,‏ وإذا طلب أحد رداءك تتركه حتي لو كنت محتاجا إليه‏,‏ كما تقول المسيحية أما الإسلام فيتبني قاعدة مغايرة‏(‏ وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به‏)‏ سورة النحل آية‏126,‏ والحقيقة أن وسطية الإسلام هي اعتراف بالفطرة الإنسانية السوية التي ترفض العبودية والرق التي كانت جزءا من النظام الاجتماعي في عهود اليهودية والمسيحية‏,‏ كما ترفض فكرة وجود منبوذين بين البشر بحكم أقدارهم‏,‏ كما تقول عقائد الهنود‏,‏ ففي الإسلام يتحدد موقف المسلم بأن يكون وسطا بين المادة والروح‏,‏ يعمل لدنياه كأنه يعيش أبدا ويعمل لآخرته كأنه يموت غدا‏,‏ وليس مقبولا من المسلم أن يغفل عن دنياه لصالح آخرته أو العكس‏,‏ وهذه الوسطية هي التي صنعت حضارة الإسلام ونشرت الدين الإسلامي‏,‏ وجعلت أقواما عديدين يتقبلونه باعتباره دين الفطرة وطوق النجاة الذي ينقذ البشرية من جاهليتها‏.‏)) انتهى
هذه لا شك أطول إجابة لسؤال بسيط لتعريف الوسطية. شيخ الأزهر هنا يتبع الحكمة التي تقول "خير وسيلة للدفاع هي الهجوم" فلكي يُعرّف بوسطية الأزهر المزعومة، كان لابد له أن يهاجم اليهودية، فيقول إنهم كانوا يقتلون المخالف ويخادعونه ويسرقونه. وطبعاً لا يخطر ببال شيخ الأزهر أن المسلمين، منذ بدء الإسلام، ارتكبوا وما زالوا يرتكبون كل هذه المثالب التي ذكرها عن بني إسرائيل. وعلى الأقل يكفي بني إسرائيل أن القرآن نفسه يقول (من أجل ذلك كتبنا على بني إسرائيل أنه من قتل نفساً بغير نفس أو فساد في لأرض فكأنما قتل الناس جميعاً ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً) (المائدة 32). بينما يقول للمسلمين (فإذا لقيتم الذين كفروا فضرب الرقاب) (محمد 4). وكذلك (فإن تولوا فخذوهم واقتلوهم) (النساء 89). وتاريخ الإسلام مليء بالقتل والسلب وحز الرؤوس وإرسالها بالمئات إلى خليفة المسلمين. أما سرقة المخالف وتحليلها فما على شيخ الأزهر إلا أن يسأل أي إمام جامع في النرويج أو أي إمام جامع في أي دولة أوربية ليسمع منهم تحليل سرقة السوبرماركت الأوربي لأن مال الكافر مباح. وقد قال أحد الشيوخ في النرويج إن السرقة من السوبرماركت ليست سرقة وإنما استرداد حقوق مسلوبة.
وكان لا بد لشيخ الأزهر أن يهاجم المسيحية لأن يسوع طلب من أتباعه أن يديروا الخد الآخر لمن يصفعهم، وهذه قمة التسامح ونبذ الأخذ بالثأر الذي اشتهرت به المجتمعات العربية قبل وبعد الإسلام. ولكن يبدو أن شيخ الأزهر لا يعجبه العجب ولا الصيام في رجب. فهو في مرات سابقة هاجم المسيحية لأن يسوع قال (لا تظنوا أني جئت لألقي سلاماً على الأرض. ما جئت لألقي سلاماً بل سيفاً) (إنجيل متى، الإصحاح 10)، وهو الآن يهاجمهم لإدارة الخد الآخر والصفح عن الجاني. والجدير بالذكر هنا أن الدكتور أحمد الطيب عندما تحدث في مؤتمر في روما عن "صورة أوربا في مرآة العالم العربي" في عام 2004، قال (إن الحوار يجب أن يقوم على أساس الاعتراف بالآخر والابتعاد عن محاولات تذويب الهويات وتحقير الثقافات واعتماد منطق الاستعلاء والتفوق والإملاء وادعاء امتلاك الحقيقة في مشاريع الإصلاح.) فأين حديثه هذا من إجابته هذه التي تُحقّر الثقافات الأخرى وتستعلي على الأديان الأخرى بدون أي سبب واضح؟
وبدون أي احترام للحقيقة أو لعقل القاريء، يقول شيخ الأزهر الجديد " والحقيقة أن وسطية الإسلام هي اعتراف بالفطرة الإنسانية السوية التي ترفض العبودية والرق التي كانت جزءا من النظام الاجتماعي في عهود اليهودية والمسيحية‏,‏ كما ترفض فكرة وجود منبوذين بين البشر بحكم أقدارهم‏,‏ كما تقول عقائد الهنود‏". انتهى.
ألا يستحي هذا الرجل من شيء؟ ما هي وسطية الإسلام التي ترفض الرق والعبودية؟ ومتى رفض الإسلام فكرة المنبوذين؟ الرق كان يمثل العمود الفقري للاقتصاد الإسلامي بعد أن حرّم محمد الربا. وما قتل أبو لؤلؤة عمر بن الخطاب إلا لأن أبا لؤلؤة اشتكى لعمر من سيده المغيرة بن شعبة لأنه كان يأخذ أغلب ما يكسبه أبو لؤلؤة من النجارة، فقال له عمر إن لسيده عليه حقاً وهو لا يرى أن المغيرة قد بالغ في ذلك الحق، فقتله أبو لؤلؤة. بل إن محمداً نفسه امتلك العبيد والإماء طيلة حياته وأعتق في مرضه الأخير قبل أن يموت أربعين شخصاً (المنتظم في التاريخ لابن الجوزي، ج4، ص 17). فلماذا احتفظ محمد بكل هذا العدد من العبيد والإماء إلى ما قبل وفاته بقليل؟ بل كان يتبرع بالعبيد والإماء لمن يريد، فيوم أن قدمت عليه الشيماء بنت الحارث بن عبد العُزى بعد موقعة هوازن وقالت له إنها أخته في الرضاعة، وهب لها (ثلاثة أعبد وجارية، ونعما، وشاءً، وسماها حذافة) (زاد المعاد لابن قيم الجوزية، ج3، ص 254). فهو هنا يهدي العبيد والإماء كما يهدي الشخص ساعةً في وقتنا هذا. ولا يخفى على شيخ الأزهر عدد العبيد والجواري في قصور خلفاء بني العباس وقصور سلاطين بني عثمان في أيام الخلافة العثمانية. بل ما زال العبيد والإماء يتجرعون كاسات الذل في اليمن، وموريتانيا. ولا يخفى كذلك على شيخ الأزهر عدد أبواب الرق في كتب الفقه العديدة التي تمتليء بها مكتبات الأزهر، وأحاديث رسول الإسلام التي تقول "إيما عبد أبق من سيده لا تقبل صلاته حتى يعود لسيده". حتى إله الإسلام ينحاز إلى السيد ضد العبد الآبق. فأين وسطية الإسلام التي تأبى الرق والعبودية؟
أما هجوم الشيخ على العقيدة الهندوسية لأنها قبلت بطبقة المنبوذين، فعلى الأقل يملك الهندوسيون الشجاعة الأدبية التي تمكنهم من الجهر بما يؤمنون به على عكس المسلمين الذين يمارسون التفرقة العنصرية ثم يقولون لنا "لا فرق بين عربي وعجمي إلا بالتقوى". فكتب الفقة تقول لنا (لا يجوز زواج العربية من الموالي) (بداية المجتهد ونهاية المقتصد لابن رشد القرطبي، ص 349). وكذلك (لا يجوز للحر زواج الأمة إلا إذا كان معدماً) (المدونة للإمام مالك بن أنس، ج 3، ص 205). وإذا تزوج الرجل أمة على زوجته الحرة (فمن حق الحرة أن تطلب الطلاق، وإن اختارت أن تظل معه فلها الثلثان من ماله ووقته وللأمة الثلث) (المدونة، ج3، ص 204). وما زالت المحاكم السعودية تطبق تكافؤ النسب بين الرجل وزوجته، ويمكنها أن تطلق المرأة من زوجها إذا وجدت أن النسب غير متكافيء. فأيهما أفضل، الهندوسية التي تبوح بمعتقداتها أم الإسلام الذي يخبي مشايخه عيوبهم في جوف الكتب الصفراء ويمارسون ما يخفون؟
وكان بإمكان شيخ الأزهر الجديد أن يكتفي بتعريف وسطية الإسلام على أنها (وسطية أخلاقية اجتماعية كونية‏,‏ تنظر إلي الكون بمعيار المفاضلة العادلة بين نقيضين متضادين) كما ذكر في أول إجابته، والنقيضان المتضادان هما الغلو في التطرف والغلو في التفريط، كما ذكر السيد مكرم محمد أحمد الذي أجرى المقابلة. ولكن شيخ الأزهر الجديد أراد أن يزج بالمسيحية واليهودية والهندوسية في رده بدون أي مبرر غير تبخيس تلك الأديان ليثبت، كما يعتقد، وسطية الإسلام، ويالها من وسطية تقول "من بدل دينه فاقتلوه" و "من يتولى النصاري واليهود فإنه منهم". (يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم) ( المائدة 51)
ثم سأل السيد مكرم محمد أحمد شيخ الأزهر الجديد (فضيلة الإمام‏:‏ هناك في الغرب من يصر علي أن الإسلام انتشر بحد السيف‏,‏ وهناك بين المسلمين من يري أن السيف هو الرمز الصحيح للإسلام)
وكان هذا هو رد شيخ الأزهر (ليس صحيحا أن الحضارة الإسلامية فرضت نفسها علي العالم بحد السيف‏,‏ الإسلام انتشر في العالم لأنه دين الفطرة ودين العقل الذي خاطب عقول الناس وقلوبهم‏,‏ وساوي بين البشر ودعا إلي العدل‏,‏ ولا يصلح السيف رمزا للإسلام لأن الإسلام رحمة وعدل‏,‏ والمسلم لا يحمل سيفه عدوانا علي الآخرين‏,‏ وإنما يحمله للدفاع عن الأرض والوطن والعقيدة والإسلام يحض المسلم علي أن يكون قويا قادرا علي الدفاع عن وطنه ودينه ونفسه‏,‏ لكنه لا يحرضه علي العدوان علي الآخرين) انتهى.
أولاً الفطرة ليس لها دين أو ثقافة. الفطرة هي تصرف عفوي زرعته الجينات في الإنسان والحيوان للحفاظ على الجنس. فالجنين أول ما يولد يصرخ ليملأ رئتيه بالهواء ثم يبحث عن الثدي ليرضع. وإذا امتلأت مثانته بال. هذه هي الفطره. خذ مولوداً كهذا وضعه في غابة مع حيوانات أليفه، فهو لن يتكلم عندما يكبر ولن يعرف إله المسلمين من غيره لأنه لم يُلقن تلك الأشياء كما نلقن أطفالنا الكلام والمعتقد. ولو كان هناك دين بالفطرة لما احتاج إله السماء، إن وُجد، أن يبعث رسلاً للناس. فإله السماء لا يرسل رسلاً لتعلّم صغار الأسماك كيف تسبح. هي تسبح بالفطرة لحظة فقسها من البيضة.
يقول شيخ الأزهر إن الإسلام لم ينتشر بحد السيف، ولكن هناك فتوى من الجامع الأزهر تؤكد انتشار الإسلام بالسيف. تقول الفتوى: (الرد على من يقول إن الجهاد في الإسلام للدفاع فقط: ويجدر بنا في هذا الصدد الرد على من قال إن الجهاد في الإسلام للدفاع وإن الإسلام لم ينتشر بالسيف، وهذا قولٌ باطلٌ ردده عدد كبير ممن يبرز في مجال الدعوة الإسلامية، والصواب يجيب به رسول الله (ص) عندما سئل أي الجهاد في سبيل الله؟ قال من قائل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله. فالقتال في الإسلام هو لرفع كلمة الله في الأرض، سواء هجوماً أو دفاعاً. الإسلام انتشر بالسيف ولكن في وجه أئمةِ الكفر الذين حجبوه عن البشر، وبعد ذلك لا يُكره أحدٌ. فواجب على المسلمين أن يرفعوا السيف في وجوه القادة الذين يحجبون الحق ويظهرون الباطل وإلا لن يصل الحق إلى قلوب الناس. وفي رسالة الرسول إلى أهل نجران: أما بعد فإني أدعوكم إلى عبادة الله من عبادة العباد وأدعوكم إلى ولاية الله من ولاية العباد، فإن أبيتم فالجزية، فإن أبيتم فقد آذنتكم بحرب والسلام) (فتاوى الأزهر لمئة عام، باب أحكام متفرقة، 1326 الفريضة الغائبة والرد عليها). فهاهو صوت الأزهر الرسمي يقول إن الإسلام انتشر بالسيف، ويأتي الآن الشيخ أحمد الطيب، شيخ الأزهر الجديد، فيحاول تجميل صورة الإسلام وطلاءه بألوان زاهية عله يخدع الغرب، وكما قال رسولهم: الحرب خدعة، والشيخ صرح عدة مرات أن الغرب يشن حرباً على الإسلام، وهذا يبيح له الكذب والخداع لأنه في حالة حرب.
وإذا رجعنا إلى أمهات كتب الحديث، نجد الحديث النبوي الذي يقول: "يُعثت بالسيف بين يدي الساعة حتى يُعبد الله وحده لا شريك له وجُعل رزقي تحت ظل رمحي" وحتى لا ينبري أحد المعلقين ويقول إن هذا الحديث ضعيف، نورد هنا بعض المصادر: فقد رواه أحمد في مسنده، وذكره ابن تيمية في السياسة الشرعية للراعي والرعية، الباب الثاني، الأموال. وكذلك في الفتاوى الكبري لابن تيمية، ج8، فصل في قدرة الرب. وذكره ابن كثير في مختصر السيرة، ج3، سورة الحديد، الآية 25. وفي المبسوط للإمام السرخسي، ج5، كتاب السير. وكذلك في النهاية في غريب الحديث والأثر، للإمام ابن الأثير، ج4، حرف اللام.
فهاهو رسول الإسلام يقول إنه بُعث بالسيف حتى يسلم كل شخص، وجعل الله رزقه تحت ظل رمحه، ومع ذلك يأتي شيخ الأزهر الجديد لينكر أن الإسلام انتشر بالسيف. وفي المصادر الإسلامية الأخرى نجد: (قال عبد الرزاق عن معمر، عن قتادة: كانت العرب لا دين لها، فأُكرهوا بالسيف. ولا يُكره اليهود ولا النصارى ولا المجوس إذا أعطوا الجزية) (العجاب في بيان الأسباب، لشيخ الإسلام ابن حجر العسقلاني، ص 432).
ويقول ابن قيم الجوزية (إن الله سبحانه افتتح غزو العرب بغزوةِ بدر، وختم غزوهم بغزوة حُنَيْن، ولهذا يُقْرَنُ بين هاتين الغزاتين بالذكر، فيقال: بدرٌ وحُنَيْن، وإن كان بينهما سبعُ سنين، والملائكة قاتلت بأنفسها مع المسلمين فى هاتين الغزاتين، والنبىُّ صلى الله عليه وسلم رمى فى وجوه المشركين بالحصباء فيهما، وبهاتين الغزاتين طُفِئَت جمرةُ العرب لغزو رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمين، فالأُولى:خوَّفتهم وكسرت مِن حَدِّهم، والثانية: استفرغت قواهم، واستنفدت سهامَهم، وأذلَّت جمعهم حتى لم يجدوا بُداً من الدخول فى دين الله.) (زاد المعاد، ج3، ص 256). فالعرب لم يجدوا بداً من الدخول في الإسلام بعد أن دوختهم سيوف محمد.
ويقول ابن القيم كذلك في هداية الحيارى، ص 9 (والسيف إنما جاء منفذا للحجة مقوما للمعاند، وحدا للجاحد، قال تعالى: لقد أرسلنا رسلنا بالبينات وأنزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد ومنافع للناس وليعلم الله من ينصره ورسله بالغيب إن الله قوي عزيز . فدين الإسلام قام بالكتاب الهادي ونفذه السيف.)
ولو قرأ شيخ الأزهر تاريخ المغازي، وغزوات رسول الله ومن أتى بعده ودمر فارس والعراق والمغرب ومصر والسند، لعرف كمية الدماء التي سفكها المسلمون من أجل نشر الإسلام ومن أجل سبي الصبايا البيض (بنات الأصفر). ولا أظن أن هناك تاريخاً بشرياً أكثر نتانةً من تاريخ الإسلام. وهاهي الدولة السعودية حيث أتى محمد بدينه، تضع السيف على علمها القومي لتذكرنا بسيوف محمد الذي كان يمتلك منها تسعة أسياف. وجماعة الإخوان المسلمين بمصر ما زالت تضع سيفين فوق صورة المصحف، كرمز للجماعة الإسلامية الإخوانية وتكتب تحت السيفين "وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة". فالإسلام لولا السيوف التي جندها محمد أولاً ثم أبو بكر بعد موت محمد، لما قامت له قائمة.
يتبع



#كامل_النجار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نساؤهم ونساؤنا
- لماذا يزداد تخلفنا
- مقارنة بين البوذية والإسلام
- كيف خلقنا الآلهة والأديان 2-2
- كيف خلقنا الآلهة والأديان 1-2
- البطريرك إبراهيم وميثولوجيا الشرق 2-2
- البطريرك إبراهيم وأساطير الشرق 1-2
- طول اليوم الإلهي
- القرآن وبنو إسرائيل 4-4
- القرآن وبنو إسرائيل 3-4
- القرآن وبنو إسرائيل 2-4
- يهود الأندلس
- في استراحة القراء 1
- القرآن وبنو إسرائيل 1-4
- في معية القراء
- القرآن ونساء النبي
- في رحاب القراء 4
- تأملات في القرآن المكي 4-4
- في رحاب القراء 3
- تأملات في القرآن المكي 3-4


المزيد.....




- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
- إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة
- “ألف مبروك للحجاج”.. نتائج أسماء الفائزين بقرعة الحج 2025 في ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - كامل النجار - شيخ الأزهر الجديد وتربيع الدائرة 1-2