عهد صوفان
الحوار المتمدن-العدد: 3063 - 2010 / 7 / 14 - 18:49
المحور:
الادب والفن
طغاةُ العصر المتمردْ..
شربوا دماء الأطفالْ..
ذبحوا الحقّ وقالوا:
هذا قربانُ الأجيالْ..
حجروا علينا أنْ نحكي..
أنْ نكتب عن كلّ الآمالْ..
ذبحوا الصوت بخنجرْ.
كتموا نبلَ الأقوالْ..
خافوا الحرفَ أنْ يحكي.
أنْ يصنعَ من شعبي أبطالْ.
فأقرّوا دســـتورَ المنعِ..
دســتورَ الحجرِ والإذلالْ..
*******
ممنوعٌ أنْ يصدحَ صوتٌ..
أنْ ننطقَ بعضَ الكلماتْ..
أنْ نقرأَ تاريخاً عَبَرَ..
فيه من كلّ السَقَطاتْ..
دســتورُ المنع يقولُ:
احذرْ من كلّ الهفواتْ.
احذرْ غضبَ السلطان..
احذرْ مسَّاً بالعاداتْ..
احذرْ تاريخَ الأقداس..
من أيامِ عزةَ واللاتْ..
لا تكتبْ حرفاً, قدْ يأتي.
عليكَ بكلّ الويلاتْ..
لا تكتبْ, فالكلمة سيفٌ.
يرتدُّ عليكَ بالطعناتْ..
لا تقربْ من كتبِ الله..
من كتبٍ صارتْ حُرماتْ.
دوّنها اللهُ جميعاً..
سجّلها بلوحِ المحفوظاتْ.
لا تسألْ عنها فهي..
أساسُ كلّ التشريعاتْ.
طلبوا منّا أنْ نصمتْ..
أنْ نقبلَ كلّ التعليماتْ..
فَمُنا للأكلِ خُلقَ..
لنطلبَ فيه التبريكاتْ.
نطيعُ الله ونشكر..
ونصلّي كلّ الركعاتْ..
وننامُ نحلمُ بالحورِ..
بالموتِ لأجلِ الحسناواتْ.
*******
أمواتُ الزمنِ الماضي..
جاؤوا من كلّ الأنحاءْ..
أقاموا سورَ مدينتا..
وسجنوا حتى الأبناءْ..
صرنا عبيداً للماضي.
موتاهُ عادوا أحياءْ..
صاغوا دســتورَ المنعِ.
وعلينا صاروا الأمراءْ.
في سجنِ مدينتا جلاّدْ..
يعرفُ كلّ الأسماءْ..
يراقبُ منْ يحملُ قلماً..
أو يقرأ شعرَ الشعراءْ.
فالقلمُ جريمته كبرى..
إنْ كتبَ بعضَ الأشياءْ.
والحكمُ: أنْ تكسرَ قلماً..
صارَ صوتاً للشرفاءْ..
أن تُسكتَ منْ بدأ يحكي..
تكلّم باسمِ الفقراءْ..
أن تقتل حرفاً كُتبَ..
دخلَ أعماقَ البسطاءْ..
ماذا نفعل والسيف؟..
يقطع من يكتب أشلاء.
يفترسُ كلماتِ الحبّ..
يجعلها أنهارَ دماءْ..
*******
هلْ يصمتُ قلمٌ كان..
صوتاً يسمعه الأحرارْ..
كانَ درباً نســـلكه..
كانَ النورُ وكانَ الغارْ..
هلْ يصمتُ صوتٌ نطقَ.
وقالَ الحقَّ ليلَ نهارْ..
الحقُّ أنْ نبني وطناً..
بيتاً تحرسه الأزهارْ..
حقلاً نزرعه حبَّاً..
تسقيه, ترويه الأنهارْ.
لنْ نخشى سوطَ الجلادْ.
لنْ نخشى أشباحَ الأوكارْ
للماضي لا لنْ نركعْ..
حتى لو صارَ الإعصارْ
أحلامٌ تنمو في القلبِ.
أخشى عليها أنْ تنهارْ
*******
#عهد_صوفان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟