|
في ذكرى الثورة المغدورة..خصومها مازالوا لليوم ينتقمون من العراق!؟
محمود حمد
الحوار المتمدن-العدد: 3063 - 2010 / 7 / 14 - 16:41
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
في ذكرى الثورة المغدورة..خصومها مازالوا لليوم ينتقمون من العراق!؟ محمود حمد لسنا من دعاة نبش قبور الماضي..رغم انها مازالت تنزف ( ثغيباً ) بأرواح أهلنا الى اليوم! بل اننا من الساعين بثبات الى قبر الماضي الكامن موتاً وفناءً في حاضرنا ويهدد مستقبلنا! لكن ذلك (الماضي) مازال يُبدِدُ حياتنا ويُدمي أيامنا بـ: • مشاريعه الاستلابية والابتزازية..المتخلفة..! • شخصياته الانانية ( التاريخية!) المعصومة.. المخضرمة او الوارثة..! • تياراته العرقية والطائفية والعقائدية..المتطرفة..! • نواياه التفتيتية المغلفة بالشعارات الانكفائية..المريبة..! • أفكاره النظرية والتطبيقية..الرجعية..! • عقائده الإكراهية المتشددة..الحجرية..! • أوهامه المتوعدة بإفناء المخالفين له..! • فتاواه التكفيرية..المتواترة..! • نمط علاقاته القروية البدائية..! • مكائده السياسية..الخفية والمفضوحة..! • دوَله البعيدة والمحيطة..الطامعة..! • سفاحيه المدججين بالكراهية وخدمة الاجنبي..! • شوفينيته القومية الاستعلائية والاستئثارية..! • طائفيته العدوانية الإقصائية للآخر..! • ضحاياه من فقراء العراق وعقلائه..! ****** فالماضي مازال يحكُمُنا.. ويَطحن حاضرنا.. ويُقرر مصيرنا..!! وثورة تموز.. اليتيمة في محيطها الاقليمي.. الفَتيَّة بطاقتها الذاتية.. المتفردة برؤيتها.. الثورة التي دفعت رأسها ثمنا لـ (وطنيتها) في: • وضع دولي يحارب ( الوطنية) كتيار يساري معاد للغرب!.. • نظام عربي يُحَرِّم ( الوطنية)..رغم كونه منقسم الى تيارين متصارعين فيما بينهما.. لكنهما إتفقا على الغدر بثورة تموز!! الاول يخنقها لانها (شيوعية!) و(كفر والحاد!)... والآخر تآمر عليها حتى الاغتيال في 8 شباط لانها (شعوبية) ـ ترفض الاذعان للشعارات (القومية) الإلحاقية المُجوفة ـ !!.. • تيار داخلي عرقي طائفي يسعى للاستقواء بالنظام العربي المتشدد والطائفي المتطرف لتصفية المخالفين معه من شركاء الوطن. • لقد افتقدت ثورة تموز المغدورة بعد مايقرب من نصف قرن.. كل منجزاتها وأحلامها..وأنتصر خصومها عليها؟!!! فـ: 1. بعد ان نشأت الثورة من إضطرام الوعي الوطني..واجهتها العقائد ( القومية!) المتطرفة بقسوتها الشوفينية ، وأحبطت سعيها لإقامة (الدولة الوطنية الحضرية المستقلة القوية الغنية) ، التي يمكن ان تكون حجر الزاوية لدول وطنية اخرى تأتلف في اتحاد يرتقي بحياة مواطنيه الى التمدن والرخاء الفردي والمجتمعي.. ( كما اثبتت تجربة دول اوربا القوية والغنية المؤتلفة في الاتحاد المُنتج للخيرات والمحتضن لملايين العراقيين الهاربين من جور الانظمة المستبدة المتخلفة المتلاحقة!). فيما كان المشروع الآخر ( القومي الطائفي!) يريد فرض الدولة القومية البوليسية التي يقتات مركزها على اطرافها..ككل الامبراطوريات الغابرة في التاريخ.. ذلك المشروع ( الوهمي!) الذي اثبتت الوقائع على مدى اكثر من نصف قرن..انه قد: • جَلَب الهزائم للبلدان! • كَرَّس التخلف في الحياة المادية والعقول! • رَسَّخَ الإستبداد في الانظمة! • جر الى إفقار الشعوب! • أنتج الدول الفاشلة! • أفشى الإحباط المُعَطِّل في نفس لفرد! • خَلَّف أكثر الانظمة عداء لـ(الوحدة العربية) التي بإسمها طُعِنت ثورة تموز ( الوطنية)!! 2. اقامت ثورة تموز دولتها ( الوطنية) مُمَثلِة لكل العراقيين.. دون ان تتلوث بيئتها السياسية بجرثومة (المحاصصة)..التي تفشت في الحياة السياسية اليوم! 3. خرجت قواعدها الشعبية المليونية البائسة متطلعة للحرية..رغم ظلام قرون من استبداد الاقطاع ومستنقعات التخلف..مسترشدة بوعي ( وطني) عفوي لبناء وطن متمدن بسواعد الفقراء..ورؤية العقلاء!.. واليوم تُغيَّب ذات القواعد الشعبية المليونية وقوداً لحرائق التعصب الطائفي والعرقي..وتُقحم في تيارات غوغائية لتكفير التمدن..وتمجيد التخلف..والإرتداد الى انماط بدائية من العلاقات والتقاليد والاعراف! 4. تشكلت حكومتها من شخصيات وطنية أغنت الوظائف التي شَغلتها..وظلت الى اليوم مثالا للنزاهة والكفاءة والعمل المُنتج.. واليوم ترتعد الوظائف خجلا من العديد ممن يشغلونها! 5. حررت الأرض من عبودية الاقطاع ..وسارت بإتجاه انقاذ الثروات من استلاب الشركات الاجنبية..وانتزعت النقد الوطني من هيمنة الاقتصاد الرأسمالي.. رغم اصطخاب التآمر عليها.. ونحن اليوم نعيد الاعتبار لنمط العلاقات الاقطاعية بمسميات جديدة..ونستغيث باللصوص الدوليين لحماية ثرواتنا النفطية..ونرفع القبعات بهجة لان الدينار العراقي ثابت على (0000% من قيمة الدولار) بعد ان اوصله ( أعداء ثورة تموز) الى قاع العملات في العالم..وهو الذي كان (العملة العالمية ـ الصعبة ـ في السوق) التي تقف راسخة على رأس الدولار ايام تموز الذي قرع الناقوس وأُستشهد! 6. واذ ازدهرت (الثقافة) بعد الثورة ..ومازلنا لليوم نرتشف من ينابيع اولئك المثقفين الوطنيين العراقيين بكل ابجدياتهم.. نعيش اليوم إنحدارا بالثقافة نحو غبار الكهوف المهجورة مرغمين على الاصغاء لعناكبها!.. وجعلوا العراقيين يتخبطون في الغيب الغامض بحثاً عن بصيص ضوء في الثقب الاسود الذي اقحموا العقول فيه!.. في اعقاب اربعة عقود من( ثقافة الزيتوني والمسدس) التي فرضتها الدكتاتورية على العقل العراقي! 7. وتألق العراق إثر (الثورة) كـ(دولة متمردة على التخلف والوجود الاجنبي) ، فرضت موقعها الطبيعي والطليعي في الأسرة الدولية.. واليوم وضع السياسيون المتناحرون العراق في ذيل المُلتاذين بالأجنبي، وفي مقدمة المُبررين لاحتلال الوطن والإرادة..وجعلوا منه كياناً هزيلا يستخف به حتى سفهاء الساسة ومندوبي الدويلات الهامشية! 8. واستعصت ـ بعد الثورة ـ حدود العراق على الطامعين الكبار والصغار بيقظة ووطنية فتيان الفقراء في شمال العراق وشرقه وغربه وجنوبه.. واليوم تُستباح حدود العراق من ذات الدول التي كانت بالامس تخشى غضبة أهل العراق او تحترم جيرتهم..فصار مستوطنة لـ(لارهاب والجواسيس واللصوص والخاطفين ) بحصانة أمراء الطوائف والأعراق وتجار السياسة المتجولين..بعد ان مهدت لذلك الدكتاتورية عقودا من الارهاب والفساد الاداري والمالي والفكري!! 9. وتفجرت طاقات قوى المجتمع الواعية وانتظمت في النقابات والجمعيات والهيئات المهنية والعلمية والادبية والفنية التي انبثقت من من حاجة المجتمع للمشاركة في بناء الوطن ، ومَوَّلَها عَرقُ الكادحين وإبداع المثقفين..وإستهدفت ضمان حقوق المنتجين الحقيقيين.. واليوم يَخبو ويُخنق صوت تلك النقابات والجمعيات والمنظمات الشعبية..وتطفح على سطح المحاصصة منظمات وهيئات ومراكز ترضع من ضرع المحتل..ويتفشى فيها الفساد المالي..ويُعشعش بها الانتهازيون من سكراب الدكتاتورية والمأجورون للدول الطامعة بالعراق! 10. وتغيرت بعد (الثورة) خارطة التحضر التي امتدت للريف بعد عزلة تاريخية مظلمة.. فيما تنحدر وتتراجع المدن الى الريف بشكل متسارع اليوم لطغيان العقلية الريفية على مقدرات المدن العريقة..وتهوى معايير ومفاهيم التمدن الى قاع الحاجات البدائية للفرد والمجتمع..وتتردى المستلزمات الاساسية للحياة العامة للسكان الى الحضيض. • وحيث يقتتل اليوم..الساسة من اجل المغانم والامتيازات والصفقات على حساب الانسان والوطن العراقي.. • نستذكر ذلك العراقي القادم من بين اكواخ الصويرة..الذي تولى المسؤولية بعد قرون طويلة من حكم الاجانب للعراق..وأُخرج عنها مثلما دخلها فقيرا زاهدا..مجتهدا كي لايتردى الفقراء ولايسقط الوطن! • نستذكر ذلك ( الوطني) العراقي القريب من الثقافة والبعيد عن النهب!؟ ..واعني الشهيد عبد الكريم قاسم.. • وندعو الى إضاءة تجربته وحكومته ( بكل انجازاتها وعثراتها واخفاقاتها وتحولاتها!) لتبديد الغمامة التي تلبدت على بصيرة العديد من العراقيين منذ اختراق رصاص (خصوم ثورة تموز) لصدره بعد ظهر يوم السبت 9 شباط 1963 بغرفة تسجيلاات صالة الموسيقى في مبنى الاذاعة والتلفزيون ببغداد..والى يومنا هذا!! • وندعو الى تقييم تلك التجربة التغييرية ( الوطنية) والى الكشف عن هوية جميع الذين غدروا بثورة تموز منذ ايامها الاولى.. الى ساعة قبرها ومباركة انظمة النهب الدولي والنظام العربي الرسمي (على رؤوس الملأ المستضام!).. • لأن من غدر بثورة تموز قبل اكثر من نصف قرن..هم أنفسهم ( في الداخل والخارج) الذين يغدرون اليوم بحاضر العراق ومستقبله!! 14/تموز/2010
#محمود_حمد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
بعد فشل (المتحاصصين)..بايدن يشكل الحكومة العراقية؟!
-
(تداول) المالكي وعلاوي..يَقلِبُ طاولةَ المتحاصصين المستديرة!
...
-
ضرورة نبذ(الإقصاء التعسفي)..ومقترح ل(تشكيل الحكومة الجديدة)؟
...
-
مغزى (إنتفاضة الضوءعلى الظلام) التي أطلقتها البصرة الفيحاء؟!
-
المُهَجَّرون العراقيون..من سيوف الذبّاحين الى فِخاخ المُغيثي
...
-
تَرَدّي المفاهيم وتَدَنّي المعايير..بعض ما وراء فشل الحكومة
...
-
رحلة الصحفيين العراقيين..تَقليب الجَمرِ بأيدٍ عارية!!
-
حذار أيها العراقيون..( الدكتاتور) عائدٌ اليكم من تحت جلودكم.
...
-
العراق بحاجة دستورية الى(مدير تنفيذي)لا الى(زعيم تأريخي)؟!
-
مغزى الإحتفال برحيل (الخميني) عند حافات (مقبرة السلام) بالنج
...
-
( أبو مُخلص )..مُخلصٌ على الدوام!؟
-
سقوطُ ( دولة الرجل المستبد!)..وعُسر ظهور ( رجال دولة ديمقراط
...
-
العراقيون يترقبون بخوف..ولادة (حكومة الخوف)؟!!!
-
تَخَلُّفْ - دويلات الطوائف - وخطورتها..وتَحَضُّرْ - دولة الم
...
-
من هو - المدير - او - القائد الضرورة - للحكومة العراقية المق
...
-
( إدارة ) أزمة التخلف..( أزمة ) الحكومة المقبلة المتفاقمة!!؟
...
-
- حكومة الشراكة -..تَجويفٌ للديمقراطية!؟
-
ايها الصديق الفنان عبد الرحمن الجابري..وداعاً..و- متى نعود-!
...
-
اما السلطة أو الموت بُكاءاً على السلطة!؟
-
.هل التعذيب سلوك فردي طارئ..ام احد خصائص السلطة المستبدة!؟
المزيد.....
-
واشنطن -تشعر بقلق عميق- من تشغيل إيران أجهزة طرد مركزي
-
انهيار أرضي يودي بحياة 9 أشخاص في الكونغو بينهم 7 أطفال
-
العاصفة -بيرت- تتسبب في انقطاع الكهرباء وتعطل السفر في الممل
...
-
300 مليار دولار سنويًا: هل تُنقذ خطة كوب29 العالم من أزمة ال
...
-
زاخاروفا ترد على تصريحات بودولياك حول صاروخ -أوريشنيك-
-
خلافات داخل فريق ترامب الانتقالي تصل إلى الشتائم والاعتداء ا
...
-
الخارجية الإماراتية: نتابع عن كثب قضية اختفاء المواطن المولد
...
-
ظهور بحيرة حمم بركانية إثر ثوران بركان جريندافيك في إيسلندا
...
-
وزارة الصحة اللبنانية تكشف حصيلة القتلى والجرحى منذ بدء -ا
...
-
-فايننشال تايمز-: خطط ترامب للتقارب مع روسيا تهدد بريطانيا و
...
المزيد.....
-
الانسان في فجر الحضارة
/ مالك ابوعليا
-
مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات
...
/ مالك ابوعليا
-
مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا
...
/ أبو الحسن سلام
-
تاريخ البشرية القديم
/ مالك ابوعليا
-
تراث بحزاني النسخة الاخيرة
/ ممتاز حسين خلو
-
فى الأسطورة العرقية اليهودية
/ سعيد العليمى
-
غورباتشوف والانهيار السوفيتي
/ دلير زنكنة
-
الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة
/ نايف سلوم
-
الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية
/ زينب محمد عبد الرحيم
-
عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر
/ أحمد رباص
المزيد.....
|