أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - حسن إسماعيل - حكومة بلا شعب .. وشعب بلا حكومة . تبقى أنت أكيد في مصر














المزيد.....

حكومة بلا شعب .. وشعب بلا حكومة . تبقى أنت أكيد في مصر


حسن إسماعيل

الحوار المتمدن-العدد: 3063 - 2010 / 7 / 14 - 16:29
المحور: كتابات ساخرة
    


حدث في مثل هذا اليوم ..
في تلك السنين الغبرا الأسود من قرن الخروب على شعب مصر الحبوب
في حكومات ما قبل وما بعد بإذن الله نظيف
إن قطنة أبلة نظيفة ما بتكدبش
وكان هذا الحدث المفاجيء الساعة اتنين بعد منتصف الليل بتوقيت جرينتش
أصاب نيزك من نيازك لوسيفر الحزب الوطني كوكو الأرض
وبالذات ولاية من ولايات السعودية التي تسمى مجازاً مصر
أصابها بحالة عجيبة من عجائب الدنيا الـ 9 ونص
نتيجة تسرب آشعة تحت الحمرا
فصنعت جدار عازل لا يرى بالعين المـُجردة ما بين الحكومة والبرج العاجي والشعب
فأصبح الاثنان لا يروا بعضهم البعض
كل منهما يحيا في عالمه الخاص دون أن يدرى أن هناك كائنات موجودة على الضفة الأخرى
على نفس الخريطة التي تسمى مجازاً مصر
فالحكومة لا ترى الشعب إلا من خلال تقارير أمن الدولة والمخابرات والأجهزة المعنية المنوط بها زرع مخبر في كل مسام الشعب ، فتصبح نوايا الشعب وهمس الشعب ولعب الشعب ونكت الشعب وجوع الشعب وفقر الشعب وظلم الشعب وسواك الشعب وفضائيات دقن الشعب يا ابن الشعب على الهواء مباشرة .

والشعب لا يرى من الحكومة غير وزارة الداخلية الموجودة في كل مكان حيثما تولي وجهك ، فجهاز الأمن يمد يديه في كل مكان والقادم أخطر – مظفر النواب .

وقد قالت المؤسسات المتخصصة في رصد إخصاء الشعوب في تقريرها السنوي : أن هذا العمى هو المسئول الرئيسي عن حالة الالتباس والتضبيب والتضليل ما بين تقارير الحكومة المصرية ورجال الأعمال والنخبة الرأسمالية القابعة في الملكوت الصناعي المعقم من جهة ، وما بين تقارير المنظمات الحقوقية ومنظمات المجتمع المدني والإضرابات والفقر المدقع والأمية والتعليم الأجوف والمد الوهابي وارتفاع معدلات الجريمة من جهة أخرى ، إن هذا الالتباس وهذا الانفصام نتيجة حتمية للجدار العازل الذي سببه النيزك اللوسيفري ، ومن توابع هذه الآشعة الحمرا ( حمرا .. قصدنا الطاحونة يعني ) ، أنها أصابت أحزاب المعارضة فأصبحت أحزاب لذيذة ومهضومة موت . والإضرابات التي تثور وتتمرد وتندد وتشجب وفي النهاية تـُفض وتـُحل وتبرد وترحل بطبق كشري أو 5 جنيه علاوة .

وما بين الكومباوندات التي لا يدخلها غير المطهرون من أوحال الوطن ( ولاد الناس ) ، وبين العشوائيات وسكان المجاري وشاربي الصرف الصحي ( الناس البيئة ) ، وما بين المليارات المصروفة في العلاج على نفقة الدولة للوزراء والأغنياء في بلاد الفرنجة ، وبين المستشفيات والوحدات الصحية حيث الداخل مفقود والخارج مولود لأطباء مسجونين مع مرضاهم تحت خط الفقر وخط اليأس .

وبين شباب رجال الأعمال الطموحين إلى درجة المالا نهاية لكل الغايات التي تبررها كل الوسائل ، وبين شباب مقهور محبط يتم تفشيله بكل الصور ليصبح مسخ وأداة طيعة للحكومة الذكية والثيوقراطية الوهابية .

وما بين جرائد قومية وحكومية تطبل وتزمر إلى درجة الضوضاء بكل فجاجة بكل بجاحة لراقصة لا تجيد إلا رقصة الجراد ، وبين جرائد مستقلة على النقيض مباشرة ، حيث السواد الذي لا شريك له ( قلب الضلمة مضلم جداً )

وتعلن تقارير الخرافة أن هذا الوضع المأساوي الذي نحيا فيه لا حل له غير الطاعة العمياء ، ويقول العلم أن لكل بداية نهاية تصحبها بداية جديدة ، وأن رحم المخاض هو الذي يلد الأشياء وأن التناقض والصراع يصنع التطور .
ولأني لا أثق في الخرافة مهما كانت متفائلة لأنها بلا منطق وغير واقعية وغير وجودية ، لأنها غير حداثية ، لكني اثق في العلم لأن ما يقوله يفعله ، ما يريده يحققه ، ما يحلم به يجسده .
فأنا لست من هواة شعوذة التفاؤل أو التشاؤم ولا من حاملي جراب الحاوي للإحتمالات السحرية التي بلا أسباب نزول ، ولا من القابعين داخل الأوطان الموازية المنتظرين السعادة الأبدية بلهفة جائع وعطش الحواس للمحسوس ، حيث جهل العيان وعيان الجاهل .

العلم انتصر هناك ولأن المسافة قد قصرت بين هناك وهنا ، فالعلم آت لا محالة ، والحداثة آتية لا محالة وحقوق الإنسان ركب قطاره ومتجه إلينا ، فلا مفر من أن نحرث في الأرض وكلنا ثقة ليست عمياء في العلم وفي التحضر وفي الرقي وفي دولة القانون حيث المساواة في تكافؤ الفرص ، حيث العدالة للجميع ، حيث الحرية للجميع ، حيث الحقوق للجميع ، والواجبات على الجميع .

أخيراً زئير أسد الخرافة فارغ ، أنياب الديكتاتورية وقتية ينخرها السوس والصدأ ، وكهف الماضي وهمي ، وكل نبؤاته سرابية ووعوده رمال متحركة .



#حسن_إسماعيل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اكتمال نصف كأسي الفارغ
- فخ جنة الكمال
- ممنوعة وجدتها .. وراغبٌ وجدتني
- أطول .. أمة أخرجت للناس !!
- حرف بجوار حرف .. بجوار حرف
- لنختلي ...
- أنا الرئيس القادم ! ايه رأيك في البرانويا دي ؟!
- أضيء ظلمتي بظلمتي
- إصغاء مُحرض
- دينونة وحيك
- معادلات بالبله المغولي
- آلهة وأتربة
- عشتار آلهتي .. مجدلية آلهة الجبال
- الأُمة المشروطة !!
- الدين لله والوطن ل - إياه - !
- الدين لله والوطن ل - إياه - !!
- قبح تعودنا عليه إلى درجة السجود !
- قطة سودا .. وكرسي رئاسي فارغ
- أهلاوي ولا بهائي .. ولا تبع أضراب إسراء
- نحلم ...........


المزيد.....




- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - حسن إسماعيل - حكومة بلا شعب .. وشعب بلا حكومة . تبقى أنت أكيد في مصر