علي الزاغيني
(Ali Alzagheeni)
الحوار المتمدن-العدد: 3063 - 2010 / 7 / 14 - 00:06
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
من اجل الفقراء والمظلومين قاد ثورته ليخرج العراق من قوقعة الفقر والجهل والتخلف الذي كان يسيطر عليه عقود طويلة من الزمن , فمن رحم المدن الفقيرة ولد هذا الزعيم الأسطوري الذي منح العراقيين الحرية والأمل وأزاح عن كاهلهم كوابيس الرعب والجوع والإقطاع وجبروته المهين .
الزعيم الراحل من من مواليد 1914 في إحدى محلات بغداد الفقيرة ( محلة المهدية ) والده كان يعمل نجارا , وانتقل والده فيما بعد الى الصويرة وعاد مرة الى بغداد وسكن في محلة قنبر علي .
كان يحلم بان يصبح ضابطا في الجيش العراقي فعمل معلما لفترة من الزمن الى ان قبل في الكلية العسكرية وتخرج منها برتبة ملازم سنة 1934.
لم تغريه السلطة ولا الحياة الرغيدة التي كان يتمتع بها الزعماء والأمراء في زمانه كان همه ان يسعد شعبه ويوفر لهم سبل الحياة الكريمة فهو لا يمتلك دارا للسكن على الرغم من بنائه عدة مدن في بغداد والمحافظات العراقية الا انها لم تحمل اسمه قط , الشعلة والثورة من اكبر هذه المدن التي بناها الزعيم الراحل للفقراء في بغداد فقد حول صرائفهم الى دور حقيقية تقيهم حر الصيف وبرد الشتاء .
رحل عن الدنيا وديونه لم تسدد على الرغم من انه رئيس الوزراء ولم يملك دار يسكن فيه ,كان إنسان بسيطا يتجول في شوارع بغداد ويرتاد مطاعمها دون حماية ولا موكب يرافقه في جولاته وكان دائما ما ينام في مكتبه .
هل هناك وجه للمقارنة بينه وبين زعماء العراق اليوم ؟
وهل سيولد عبد الكريم قاسم اخر ليخرج العراق من عنق الزجاجة ؟
ايها القادة العسكريون لا تغركم المناصب والأموال فانها زائلة فانها فقاعات ولا تجدون لكم صفحة بيضاء في تاريخ العراق وسترحلون كما رحل قادة الأمس دون ان يترحم عليهم احد .
ليكن الزعيم الراحل قدوة لكم لأنه قائد عسكري فذ لا يكرره التاريخ ورئيس وزراء لا يمكن لأمة ان تنجب بعده احد يحب الوطن اكثر من حبه لذاته .
أحب الشعب وأحبه الشعب لأنه ثار لأجلهم وطوي صفحة الظلم والجهل والفقر التي كانت تسيطر على العراق وقضى على آفة الإقطاع وأعاد حرية شعب مضطهد بعد ان كان الظلام يخيم منذ قرون طويلة
سلام عليك ايها الزعيم رحلت عن الدنيا منذ حوالي نصف قرن ولازالت صورتك خالدة في ذاكرة العراقيين .
علي الزاغيني
#علي_الزاغيني (هاشتاغ)
Ali_Alzagheeni#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟