مروان المغوش
الحوار المتمدن-العدد: 3062 - 2010 / 7 / 13 - 17:52
المحور:
الادب والفن
حمَـل َ الحقيبة وتوشح
بأحداق الجراح
قبَّلَ الأم َ التي
كم قلبها أنَّ وصاح
لا يا بُني
حبس الدموع
وهي تشده إلى الضلوع
لا يا بُني
أُمّاه تعُبَتْ ركبتاي
من الخشوع
أمّاهُ غصت حقائبي
بأسمال الخنوع
لا يا ولد
أبعدها عنهُ وابتعد
حمل َ الحقيبة وتوشح
أحزان الرياح
أمّاهُ سأشتاقُ أليكِ
هِبيني بالله السماح
ثغر ُ المدى يا أمُ ضاق َ بغصتي
والعمرُ ملَّ من تراتيل النواح
أمّاهُ لا تنسي الدعاء
حدثي تلك السماء عن غيابي
لا لن أفرط َ في عذابكِ أو عذابي
قالها والدمعُ يجري في سخاء
غمرَ الجبين َ بتمتماته ثم سار
وخطاهُ تأبى أن تطيعه فاستدار
أمّاهُ يكفيني العناء
كان الصوت مرتجفاً
والقلب يسكنه البكاء
حمل َ الحقيبة وتوشح
بأكوام المحن
وتزاحمت صور الأحبة
في حدق الشجن
وكأني بهِ من فرط لوعتهِ
كان يتمتم تباً وتباً للزمن
الله كم كان يعاني
كيف تُختصرُ السنون إلى ثواني
لم يكن محض افتراق
كانت العبرات تهمس ُ للروح
أصداء احتراق
هكذا كان الوداع
والمسافر لوّحَ
من خلف الدموع للضِياع
عزائي يا أبتي رحيلي
كي يغادرنا الضَياع
ستبقى حكمتكَ دليلي
ومناكَ أحلام اليراع
حمل َ الحقيبة الحَمَلت
ما للحكايا من أنين
مسافرٌ يا أختُ أُوْدِعكُ انتظاري
أباً وأمّاً ووردةً تبكي بداري
مسافرٌ يا أختُ أُوْدِعكُ الصغار
وجرةً ملئ ا بأنفاس الحنين
اسقهم منها كأساً مسائياً حميماً
واسقهم فيروز كلما ابتسم النهار.
#مروان_المغوش (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟