حسين آل سعودي
الحوار المتمدن-العدد: 3061 - 2010 / 7 / 12 - 11:51
المحور:
الادب والفن
رائحة الأرض
الجبال النائمة منذ الأزل
بظهورها المحدودبة الجرداء
تنتظر الأعشاب المتقصفة عند أقدام الجبال
تنتظر
الناس
العواطف المتيبسة
وحوش البر
الأرصفة التي أذلتها شمس الظهاري
تنتظر
الطلائع المبعثرة لغيمات المتوسط
تقترب
الحقول المحروقة تتنهد
الأرض المشققة تتطامن
الغيمات المكتنزة تتقدم
متقمصة روح البحر
وبقوة الخريفُ نشر اولى زخاتها
زخاتها الباذخة
التي تنشر رائحة الأرض
على المنطقة
***
العـَــوْد الأبدي
في القمة العالية للرهافة الحسية المتطورة
يتدحرج كطفل بقميص ممزق
فوق حواف غابة حجرية مسننة
يدور في الظلمة اعزلاً من كل شيء
إلا من خيال شاسع
رغبته المتأصلة في عناق الكون
تسامت
من رغبة متوحشة إلى رغبة رقيقة آسرة
لم تعد مشاعره
مشاعرَ بشرية عادية
بل حساسية نبوئية لكائن متميز
مع عاطفة صاعقة
كألق قلب ملتهب
ومع هذا
يبدو بارداً كتمثال من الصقيع
أي تدافع هذا
أي عذاب هذا
أقول هذا عن الطفل
سيتلاشى انفجاراً كأي كوكب
تتناثر أجزاؤه في سديم الكون
محققاً الرغبة الجامحة
في العَــوْد الأبدي
***
الجدار
قدماي في شق الجدار
ويداي لاهثتان ممسكتان بالرمل المشكّل في نتوء
الحيّةُ الرقطاء يفضحها الفحيح
تتدافع الحلقات من ثقب وتسبقها الذرار
نحوي تسيل
وكنت ُ لا حولٌ--- فكيف لي البقاء
يسيح ذرُّ الرمل تحت يديَّ أنسابُ فيسندني الرجاء
وقبل أن تستنفد النبضات في القلب المُراع
لمحت أسراب العصافير تدور
تضرب في الأفعى تغير كالنسور
والزقزقات كأنها صيحات هستيريا القتال
من بين أهداب يرعشها اضطراب
لمحت أسراباً مدمّاةً ترفرفُ في السماء
حسين آل سعودي
تواريخ مختلفة
#حسين_آل_سعودي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟