أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمود عبد الرحيم - رجال مبارك وعباس والتطبيع الديني















المزيد.....

رجال مبارك وعباس والتطبيع الديني


محمود عبد الرحيم

الحوار المتمدن-العدد: 3060 - 2010 / 7 / 11 - 02:33
المحور: القضية الفلسطينية
    


من يحرض من على الإجهاز على القضية الفلسطينية، وخدمة الأجندة الصهيونية، وإحراق ورقة مناهضة التطبيع الشعبي عربيا وإسلاميا؟
رجال مبارك أم رجال عباس أم الاثنان معا ؟ وهل يفعلونها عن غباء سياسي، أم عن قصدية، كجزء من متطلبات دورهم، وثمنا لمقاعدهم الوثيرة، والمكاسب اللامحدودة، التى تتطلب أن يكون في مقدمة الأولويات، الإعتراف بالوجود الصهيوني، والإسهام في الحفاظ عليه، وكسر حاجز المقاطعة، وتسهيل الإختراق العدواني الإسرائيلي للمجتمعات العربية والإسلامية؟
هذه الأسئلة جديرة بأن تُطرح بشكل مباشر، وبلا مواربة، بعد أن تعددت دعوات رجال رئيس السلطة الفلسطينية الصهيوأمريكية محمود عباس، لنظرائهم المصريين بزيارة الأراضي المحتلة تحت السيطرة الإسرائيلية، التى كان أخرها دعوة وزير الأوقاف الفلسطيني محمود الهباش، لنظيره المصري محمود حمدي زقزوق، الذي لم يدع الفرصة تمر، ليعلن قبول الدعوة بكل ترحيب وحماس.
ورغم الجدل الواسع، والإعتراضات القوية المتواصلة، على مدى أكثر من أسبوعين، يصر عليها، ويرفض أن يتراجع.
الأكثر من هذا أنه راح يبحث عن مبررات دينية، ومقاربات تاريخية من عهد الرسول، تحفظ له،عبثا، ماء وجهه، وتمادى في غيه، بأن دعا جموع المسلمين إلى الحج إلى القدس، أو بالأحرى إلى إتباع دعوته إلى التطبيع الديني، والسفر جماعات وليس فرادى إلى إسرائيل، لذا لا نستغرب من إحتفاء التليفزيون الإسرائيلي به، وبدعوته ،وإعتبارها خطوة تاريخية على طريق إنهاء المقاطعة الشعبية لإسرائيل.
وأنا أتابع الوزير المصري في برنامج بالتلفزيون الحكومي قبل أيام، والذي أفسحوه له لتبرير موقفه المهترئ ، أشفقت عليه كثيرا، لأكثر من سبب، منها أنه رغم كونه وزيرا قديما بالحكومة، لم يمتلك بعد حنكة سياسية، تجعله يقدر لخطواته ويحسبها جيدا، ويختار التوقيت الجيد لتسويق مثل هذه الدعوات المستهجنة شعبيا، ففي ظل إشتداد الصلف، والعدوان الإسرائيلي، وتواصل المخططات الصهيونية، خاصة بحق القدس وسكانها العرب، إلى جانب إتساع موجة الغضب العام دوليا ضد هذا الكيان، المتواكبة مع الهجوم البربري، على أسطول الحرية، ونشطاء رفض الحصار على الشعب الفلسطيني في غزة، يسير زقزوق في الإتجاه المعاكس، على نحو يضعه في خانة "الموظف"، وليس "السياسي"، الذي عليه أن يتبع التعليمات الواردة إليه ،بصرف النظر عن خطورتها، ودون تقدير ردود الفعل، وحسابات المكسب والخسارة.
ومن المؤسف، أن يكون زقزوق أستاذا للفلسفة الإسلامية، ولا يملك منطق الحجة والإقناع، وأنما يقف عاجزا أمام قوة منطق معارضيه، وعندما يحاججه أحدهما حتى بلين ، يتلعثم في الرد، ويبحث عن كلمات، فلا تستقيم على لسانه، فليجأ إلى ترديد عبارات بلهاء لرجال محمود عباس ،عن أن زيارة الأراضي المحتلة، لخدمة القضية الفلسطينية ونصرة الفلسطينيين، وأن الزيارة ليست للتطبيع، لأنها للسجين وليست للسجان، وكأنهم لا يعلمون أن السجان هو ممثل القانون، وأن القبول بالذهاب إلى الأراضي المحتلة بتأشيرة إسرائيلية، هو إعتراف بسيادة الكيان الصهيوني، وشرعيته، وإضعاف للموقف الفلسطيني، سواء المقاوم أو المفاوض، فضلا عن أن دعم الفلسطينيين له ألف وجه لو أرادوا، وليس بالضرورة أن يكون بإختراق جدار التطبيع، والعمل على إسقاطه.
ثم يصر زقزوق على إنكار أن دعوته لا تعبر عن موقف رسمي، وأنما مبادرة منه كمواطن، ولا أعرف هل يمكن في بلادنا أن يطلق مسئول تصريحا مناقضا للسياسة العامة للحكومة، وهل خلع الرداء الرسمي فقط حال تمرير دعوات مشبوهة، ليتحمل وحده النقد، وموجة الرفض العام؟، وهل هذه الحجة الهزيلة، والتنصل من رسمية موقفه، ذات معنى، فيما التطبيع إلتزام سياسي معلن لنظام مبارك، الذي هو جزء منه؟.
ثم أنه يذهب إلى القول في خفة وضيق أفق: "إن زيارة وفود إسلامية غفيرة إلى القدس، لتثبيت الحق العربي والإسلامي، وإذا ما رفضت إسرائيل دخولهم، سنكون قد حققنا مكسبا آخر، يتمثل في إحراجها في المجتمع الدولي"، هل هذا منطق، أم كلام العاجز،الذي يصب في خدمة المشروع الصهيوني، فمثل هذا الطرح يمنح إسرائيل إعترافا شعبيا بسيادتها، على المستوى الإسلامي، وبالمجان، ومبررا للإحتفاظ بالأرض، طالما توفر حرية العبادة والزيارة للعرب والمسلمين.
كما أنه يسقط الحرج عن المسيحيين العرب للذهاب إلى الحج لبيت المقدس الذين يؤجلونه، حتى تتحرر الأرض المحتلة، ويذهبون مع المسلمين، تفاديا للتشكيك في عروبتهم.
ومن غير المستبعد أن ترفض إسرائيل هذا الحل الذهبي ،الذي تسعي إليه بإستماته على مدى سنوات، الذي لن يمنحها مكسبا سياسيا كبيرا فحسب، وأنما سيمتد إلى دعمها بعائد إقتصادي وافر، حال تحقق هذه الدعوة.
ولو سلمنا جدلا أنها سترفض، هل لهذه الخطوة قيمة، كما يدعي الوزير، أم أنها ضرب من العبث، والرهانات الخاسرة الأخرى، فهل تبالي إسرائيل بالإحراج، أصلا، أو تعمل حسابا للمجتمع الدولي، وهي المحمية من أقطابه، خاصة الولايات المتحدة الأمريكية، ولا ينالها أية ملاحقة أو عقاب.
وهل تثبيت الحق العربي ودعم القضية الفلسطينية، يكون بالإرتماء فى أحضان الكيان الصهيوني، وخلخلة موقف الرفض، ومنح رخصة لضعاف النفوس والمترددين للتطبيع، أم بالمواجهة بكافة أشكالها السياسية والإقتصادية والثقافية والإعلامية والعسكرية؟ وبالمقاطعة والحصار له، وللقوى الداعمة لعدوانه؟
ثم لا يخجل الوزير من نفسه، ومن دعوته المنكرة، فيلجأ إلى حيلة دفاعية ساذجة،
بأن يهاجم معارضي التطبيع مع الكيان الصهيوني، ويعتبر موقفهم الوطني والعروبي والأخلاقي، من رفض القبول بالكيان المغتصب والعدواني، ومقاطعته شعارات، حسب وصفه" لا بتودي ولا بتجيب"، فى قراءة خاطئة للواقع السياسي، وتقليل غير واع من قيمة ورقة الرفض الشعبي، على نحو يكشف عن مستوى وعى أقل من رجل الشارع العادي، وهذا ليس غريبا على رجال مبارك، الذي على ما يبدو أنه يفضلهم هكذا، دون خلفية سياسية، أو ثقافية عميقة، ليسمعوا ويطيعوا الأوامر كالجنود الجهلاء، مهما كانت العواقب.
وخطورة مثل هذه الدعوات، التى تصدر من قلب العروبة وبلد الأزهر مصر، وتعززها، أو تتواطأ معها جهات رسمية فلسطينية، من المفترض أنها صاحبة القضية الأولى، التى تحرص عليها، لا تعمل ضدها، أنها تحول قضية التطبيع من دائرة المحرمات، إلى قضية جدلية، قابلة للأخذ والرد، وأنها إن كانت من وجهة نظر البعض خطأ ، فمن منظور أخر صواب، أو مبررة، وليست أمرا محسوما.
بالإضافة إلى إكساب مثل هذه الدعاوى الشريرة الإختراقية شرعية، بإعتبارها إجتهادا من باب المصلحة، والحرص على المقدسات الإسلامية والحقوق الفلسطينية، يأتي من مؤسسة ذات طابع ديني، ومع الوقت والإلحاح تجعل مقاطعة إسرائيل خطابا ماضويا متطرفا، فيما " فقه الواقع والمصلحة، والإعتدال يدعو للتحاور معها، والتسليم بوجودها، والإعتراف بها "، ولو تمت تصفية القضية الفلسطينية، وضاعت الأرض كلها، وحل سلام الجبناء ،أم لم يحل؟؟!!.
*كاتب صحفي مصري
Email:[email protected]



#محمود_عبد_الرحيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صراحة ليبرمان وتناقض عباس وفياض
- حرب فرنسا الصهيونية على المقاومة
- حين يلون -خان الهندي- صورة السوداء لأمريكا
- تجريع الفلسطينيين السم بالعسل
- لا عزاء للفلسطينيين ولا للشعب العربي
- تجليات الهم الانساني وحكمة العجائز
- العدو الاول للعرب الذي نراهن عليه
- مأزق عباس وسلة البيض الامريكية
- الإنسان حين يصارع ذاته ويحتج بالإنتحار أو الهروب
- العرب والعودة ل-لعبة العبث- الامريكية الصنع
- والعرب و-لعبة العبث- الأمريكية الصنع
- نوستالجيا رومانسية وثرثرة جنسية وتباكي طبقي
- تهنئة مبارك ل-اسرائيل- والاعتذار الواجب للفلسطينيين
- انتهت-ازمة التطبيع الفرنسي-وبقى غبار الانتهازين
- -مهرجان الصورة الحرة-:الخديعة والمتاجرة والهزيمة
- -عرب المشرق-و-عرب المغرب- والمسافة الفاصلة
- الجدار والحصار والتقصير الشعبي المصري
- -مهرجان الصورة- والوجه الصهيوني لفرنسا
- العرب بين-الايراني فوبيا- و-الصهيوماسوخية-
- رسالتا العراق وموريتانيا الى قمة سرت..استيعاب ام تجاهل؟!


المزيد.....




- الجمهوريون يحذرون.. جلسات استماع مات غيتز قد تكون أسوأ من -ج ...
- روسيا تطلق أول صاروخ باليستي عابر للقارات على أوكرانيا منذ ب ...
- للمرة السابعة في عام.. ثوران بركان في شبه جزيرة ريكيانيس بآي ...
- ميقاتي: مصرّون رغم الظروف على إحياء ذكرى الاستقلال
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 150 عسكريا أوكرانيا في كورسك ...
- السيسي يوجه رسالة من مقر القيادة الاستراتجية للجيش
- موسكو تعلن انتهاء موسم الملاحة النهرية لهذا العام
- هنغاريا تنشر نظام دفاع جوي على الحدود مع أوكرانيا بعد قرار ب ...
- سوريا .. علماء الآثار يكتشفون أقدم أبجدية في مقبرة قديمة (صو ...
- إسرائيل.. إصدار لائحة اتهام ضد المتحدث باسم مكتب نتنياهو بتس ...


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمود عبد الرحيم - رجال مبارك وعباس والتطبيع الديني