|
- العامرية*... بكائية وتر -
سعد سامي نادر
الحوار المتمدن-العدد: 3059 - 2010 / 7 / 10 - 20:43
المحور:
الادب والفن
أهم ما يميز مهازل فضائيات الطوائف الممولة من خارج عراقنا المنكوب، يكمن في ندواتها الفنية والثقافية ومحاوريها الأفذاذ..! غالبيتهم، لا همَّ لهم سوى انتزاع تصريحات أو مواقف سياسية من أفواه من يستقبلوهم على الشاشة من غير السياسيين، بالأخص، الطيبين ذوي النوايا الحسنة!!. وهذا ما وقع فيه فعلا، مع شديد الأسف ، عازف العود فناننا العراقي الموهوب، "الحاج"* نصير شمّة. آلمني حين أكل طعم محاوره، مستسلما من دون أن يدري. ومسترسلا بتحويل حواره الفني الى عزف ثنائي سياسي على نفس أوتار ومفردات "حملة الفضائية الايمانية!* والعربية!* والوطنية!*، في "مقاومة المحتل"*..!!". تأريخ المقابلة علي ما أذكر عام ( 2007) . حينها، كانت "المقاومة الشريفة"* للاحتلال الامريكي، تذبح وتفجر العراقيين متذرعة بنفس حجج ومفردات الوتر الوطني!! الذي عزف عليه بنية لا أشك في سوئها أبدا، شيخ "النوايا الحسنة"، فناننا القدير الساحر نصير شمّة. أزعجني نسيانه، ان تهجيره من عراقه الحبيب، كان نتاج بطش الدكتاتورية التي حلمِنا سوية معه..! برحيلها.. آملين معاً! ببديل آخر، لم يكتب! له النور. كرهي لاسطوانة التخوين المشخوطة بـ"العمالة"*، جعلني في حينها أكتب له رسالة مطولة حول الموضوع. مرفق معها نص شعري كنت قد كتبته قبل ايام لساحري نصير، بعد دندنة لا تطرب على عودي القديم التعبان وأوتاره المتهرئة .. حينها، لم انشرهما خوفا من متطرفي ذوي القمصان السود (من الطرفين)، مرعبي الناس بأسلحتهم، وراعين شارعنا الطائفي بذات مفردات الشعارات الجنائزية وعلى نفس"ايقاع" المقابلة المتلفزة التي حكت لنا انصاف الحقائق، وما زالت تذبحنا لحد الآن، بنصفها الآخر. اليوم.. تذكرت مقطع رسالتي الأخير.. أقول فيه: " حافظ على خفة كفيك وسحر أناملك وصوت الموسيقى الملتاع في روحك أيها الحاج الرقيق.. أناملك ليست ملكك وحدك. يقينا، أنها ما تبقى لنا من بهجة وفرح وطني نتباهى به يذكرنا بألق العراق. حافظ على نقاء روحك السامية.. لا تغرك شعارات الضلالة ايها الحاج الورع. الظلاميون، أعداء الموسيقى والنور وعشاق العتمة،.. سوف لا يغفروا لك حجيجك لبيت الله، حين تنقصهم الحجة لقطع كفيك الساحرتين... عسى ان لا يغيب عن بالك أو تنسى: ان كفـّي " فكتور جارا"** ساحرتا عشاق تشيلي وفقراء امريكا الجنوبية.. ستبقى نجمتان داميتان حمراء تذكرنا بعهر وآثام أمريكا. يقيناً.. إننا نعرف كل قاطعي الأكف وذابحي البشر وصانعي ألم وجوع وجهل وموت الشعوب.. وننحني شاكرين لراسمي فرح وبسمة الفقراء.. لك مني حبي وقصيدتي.. مع الاعتذار.
(*) - المفردات التي تكررت!!! في المقابلة المتلفزة. ** فكتورجارا: مغني وملحن وشاعر وعازف كيتار. يساري من تشيلي. قطعت كفيه وأنامله، ومات تحت تعذيب جلاوزة "بينوشيه". أثر الانقلاب العسكري المدعوم من الولايات المتحدة عام 1973. *************
- العامرية*.. بكائية وتر -
قيثارتي يعوزُها أناملٌ، ينقصُها وتر ملهمة المفتونِ بالوطنْ أناملٌ ملتاعةً يسكنها الجنّ يأسرها في ساعة الوجد وتر يشدّني وتر.. يصعد بي، سحرُ قراره الوتر مراقصاً "سولافَ" في حلّتها تعانقُ القمرْْ يقطِرُ من هضابِ خدها الندى لألئٌ تنثرها الوديان والشجرْ تنساب والربيع، يحاصرُ "الحدباء" في عناق.. على ربى العراق، مئذنةٌ هناك.. ..ناقوس ناسك يدق.. يدق معلناً صباحنا الحزين وزورقٌ يختال في سكون.. ينشدُ بالحنين: لعلهُ.. "زريابنا" القديم!! يطوف من جديد، يوحِّدُ البلاد والعبادَ، في نغمٍ حزين. يهدهدُ الجياعَ في منامِهِم وينشدُ الصلاةَ والأملْ في قصرِه المنيف، يغط في أحلامه هبلْ يوزع الفتات ..والهبات والرغيف ويشحذ الجهاد والعمل حيّ على الجهاد.. حيّ على العمل الخوف والجوع ورهبة الضياع في أنين: لبيك يا هبل..لبيك يا هبل ويعزفُ السلام ..ويقرأ النشيد، بالنصرِ والظفر. يغط في أحلامه هبل، يغط في أوهامه هبل.. ****** "جيكور"*1 .. قيثارة الأحزانِ والالم ترتلُ لبؤسها كي يهطلَ المطر: (( مطرٌ مطرْ..مطرٌ مطرْ ))*2 تصاعد الترتيل والايقاع في نشيجه منهمر بضربة الوتر أناملٌ وترْ .. قنابلٌ مطرْ: صفـّارة الإنذار تزعق بالخطر ملأ المدى، أزيز طائراتهمْ.. قنابلٌ صدى يخترق الآفاق مدخنة الموت هنا حرائق خرائبٌ دمار يختزل العراق والشمس، حتى الشمس يا "جيكور" في أفول.. يحجبها الدخان والمغيب، ما زلت تحلمين بالنهار.. وفي يقين تنشدين: (( الشمس أكبر في بلادي من سواها والظلام.. حتى الظلام أجمل حين يحتضن العراق ))*2 حيكور .. بين ارتيابٍ واليقين مآرب الشيطان حبائل يلفها الموت.. أبتْ أن ينعمَ الإنسان في سكون وأن ينام في قراره الوترْ أناملٌ وتر أنامل ملتاعةٌ تلتهبُ من لسعة الوتر ينام في سحر أديمها وتر.. يذوب في سحر أديمها الوتر ********* *ملجأ العامرية: قصف الملجأ من قبل الامريكان في 13 شباط 1991 . قتل فيه اكثر من اربعمائة مواطن عراقي. هناك مقطوعة لعزف منفرد على العود بنفس الاسم "ملجأ العامرية، تتجلى فيه روح وابداع نصير شمه وتكنيكه العالي. *1- جيكور: قرية مسقط رأس الشاعر بدر شاكر السياب . *2- من قصائد للسياب.
#سعد_سامي_نادر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
كيّات وحكايات المنبر الديمقراطي – أنا كردي.. ومام جلال!!-
-
من أين لنا من قديس يشبه -مانديلا-؟؟
-
كيّات وحكايات –نظرية المؤامرة-
-
--كيّات- وحكايات المنبر الديمقراطي-
-
نوافذ- .للحب. للذكرى. .للغربة -
-
يوميات هولندية 13 - حكايتي مع -هُبل العظيم- -
-
يوميات هولندية 12- آداب الحمام بين السياسة والدين_
-
يوميات هولندية11 -حذاري من البصرة!.السبب ليس الكهرباء!!
-
يوميات هولندية 10 -تعزية!!.. أم تهنئة؟؟-
-
يوميات هولندية -9 -أيها العراقيين: هلهلوا، تفوقت -يُوويَهْ--
-
يوميات هولندية (3)*- في الطريق الى أمستردام-
-
- رحمة الله الواسعة من الجهل والجاهلية!!-_
-
يوميات هولندية-8 - سوبرانو الحي الذي لا يطرب -
-
الى أخي..- شيخ العارفين -
-
يوميات هولندية-7
-
قصة قصيرة- اعتداد -
-
نوافذ الفنار
-
يوميات هولندية -5: - نحيب من الجنة -
-
يوميات هولندية- 6 - دون كيخوت وطواحين الدم -
-
يوميات هولندية -4 : - حديث في السياسة والنار -
المزيد.....
-
-الهوية الوطنية الإماراتية: بين ثوابت الماضي ومعايير الحاضر-
...
-
بعد سقوط الأسد.. نقابة الفنانين السوريين تعيد -الزملاء المفص
...
-
عــرض مسلسل البراعم الحمراء الحلقة 31 مترجمة قصة عشق
-
بالتزامن مع اختيار بغداد عاصمة للسياحة العربية.. العراق يقرر
...
-
كيف غيّر التيك توك شكل السينما في العالم؟ ريتا تجيب
-
المتحف الوطني بسلطنة عمان يستضيف فعاليات ثقافية لنشر اللغة ا
...
-
الكاتب والشاعر عيسى الشيخ حسن.. الرواية لعبة انتقال ولهذا جا
...
-
“تعالوا شوفوا سوسو أم المشاكل” استقبل الآن تردد قناة كراميش
...
-
بإشارة قوية الأفلام الأجنبية والهندية الآن على تردد قناة برو
...
-
سوريا.. فنانون ومنتجون يدعون إلى وقف العمل بقوانين نقابة الف
...
المزيد.....
-
تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين
/ محمد دوير
-
مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب-
/ جلال نعيم
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
المزيد.....
|