أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - فاضل عباس - الليبرالية المتوحشة














المزيد.....


الليبرالية المتوحشة


فاضل عباس
(Fadhel Abbas Mahdi)


الحوار المتمدن-العدد: 3059 - 2010 / 7 / 10 - 15:31
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


لا أجد أن مصطلح الليبرالية المتوحشة مثار شك بالنسبة لي لان الليبرالية كمفهوم يطلق الحريات السياسية والاقتصادية لا مشكلة معه من حيث الشكل ولكن إذا كانت الليبرالية السياسية مطلوبة لتعزيز الحرية في المجتمع ونشر مفاهيم الديمقراطية والتعددية الفكرية والسياسية فان الليبرالية الاقتصادية هي محطة من محطات التوحش تعزز أنانية الإنسان وتفرغ التضامن والتكافل والتشارك بين أفراد المجتمع من مضمونه.
فالاقتصاد القائم على الفكر الليبرالي له مظاهر عديدة يمكن استخلاصها في تلك المشاهد المزرية للمواطنين الأمريكيين الذين اضطروا لترك منازلهم لأنهم لا يستطيعون دفع الإرباح للبنوك ليجدوا أنفسهم في الشارع وعلى الأرصفة دون أن يكون هناك معيل لهم فلا الدولة تعتقد أن لها مسؤولية هنا ولا الثقافة المجتمعية الناشئة بين المواطنين الامريكيين تسمح هكذا مساعدة في ظل التربية الليبرالية التي تعزز الانقضاض على الآخر وليس الرأفة به.
كما الدولة لا يمكنها إنقاذ المواطنين فهي في ظل النظام الليبرالي تعمل كمصفٍ للتركة داخل العائلة فهي تنظم توزيع الثروة بين الأغنياء و الأقوياء وتضبط قواعد اللعبة والتقاسم للاقتصاد ولا تسمح بالصعود أو الهبوط لذلك تدخلت وتخلت عن مفهوم الاقتصاد الحر وأنقذت شركات متعثرة كان من المفترض لها أن تنتهي كما يقول نظام السوق الحر ولكن لان هذا دورها فهي تحمي وتسهل وتساعد في السيطرة وتقاسم الثروة وأموال دافعي الضرائب ولكن هذا لا يمثل العدالة؟
ولكون الولايات المتحدة الأمريكية والعديد من الدول الأوروبية قد حولت الدولة لجهاز لحماية أصحاب رؤؤس الأموال بما يتنافى مع الاقتصاد الحر فأصبحت هذه الأنظمة الاقتصادية كاشتراكية الأغنياء فقط والفقراء والمفلسون لهم الأرصفة ولا حماية لهم لذلك يكون من العدالة أن نطالب باشتراكية الإنسان والتي تحمي الإنسان وتوزع الثروة بين الجميع في المجتمع.
إن الشكل الحالي لليبرالية في شقه الاقتصادي قد وصل لدرجة من التوحش أصبح معها وجوده مفروضاً على الإنسان فلا هو اقتصاد حر كما يدعي المنظرون ولا هو توزيع عادل للثروة بين أفراد المجتمع بل هو قوانين اقتصادية ودولة لحماية طبقة ثرية في المجتمع ولا يسمح بسقوطها بل تفرض إجراءات تمنع الحراك الطبقي وهو ما يحول الاقتصاد الليبرالي إلى اقتصاد غير عادل وغير حر ومتوحش يكون ضحاياه الفقراء ومن هو خارج هذه الطبقة المهيمنة، لذلك فان حفاظ الليبرالية الاقتصادية على توحشها عن طريق سلطة الدولة ومنع الحراك الطبقي مؤقتاً يؤكد ما ذهب إليه كارل ماركس عندما أكد أن الثورة الاشتراكية هي من تنتزع الحقوق وتقيم سلطة العمال وتحقق العدالة الاجتماعية.



#فاضل_عباس (هاشتاغ)       Fadhel_Abbas_Mahdi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دماء الحرية
- حماية السودان
- وحدة مصروسوريا
- تنظيم سيد قطب
- مسيحيو الشرق والمصير المجهول
- سوق الفتاوى
- قانون محاكمة الوزراء في البحرين
- القرار العربي المستقل
- جماعة الاخوان في مصر
- صفقات الاخوان المسلمين
- جهاد أم أغتيال ؟؟
- التقارب السعودي - السوري
- اوباما بين خطابين
- إصلاحات القذافي
- في ذكري رحيل عبدالناصر
- كذب بن لادن
- هدوء نسبي ولكن ...
- تجفيف تمويل الارهاب
- المؤتمر السادس لفتح
- البنطلون ينتصر !!


المزيد.....




- النسخة الإليكترونية من جريدة النهج الديمقراطي العدد 583
- تشيليك: إسرائيل كانت تستثمر في حزب العمال الكردستاني وتعوّل ...
- في الذكرى الرابعة عشرة لاندلاع الثورة التونسية: ما أشبه اليو ...
- التصريح الصحفي للجبهة المغربية ضد قانوني الإضراب والتقاعد خل ...
- السلطات المحلية بأكادير تواصل تضييقها وحصارها على النهج الدي ...
- الصين.. تنفيذ حكم الإعدام بحق مسؤول رفيع سابق في الحزب الشيو ...
- بابا نويل الفقراء: مبادرة إنسانية في ضواحي بوينس آيرس
- محاولة لفرض التطبيع.. الأحزاب الشيوعية العربية تدين العدوان ...
- المحرر السياسي لطريق الشعب: توجهات مثيرة للقلق
- القتل الجماعي من أجل -حماية البيئة-: ما هي الفاشية البيئية؟ ...


المزيد.....

- الاقتصاد السوفياتي: كيف عمل، ولماذا فشل / آدم بوث
- الإسهام الرئيسي للمادية التاريخية في علم الاجتماع باعتبارها ... / غازي الصوراني
- الرؤية الشيوعية الثورية لحل القضية الفلسطينية: أي طريق للحل؟ / محمد حسام
- طرد المرتدّ غوباد غاندي من الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي ) و ... / شادي الشماوي
- النمو الاقتصادي السوفيتي التاريخي وكيف استفاد الشعب من ذلك ا ... / حسام عامر
- الحراك الشعبي بفجيج ينير طريق المقاومة من أجل حق السكان في ا ... / أزيكي عمر
- الثورة الماوية فى الهند و الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي ) / شادي الشماوي
- هل كان الاتحاد السوفييتي "رأسمالية دولة" و"إمبريالية اشتراكي ... / ثاناسيس سبانيديس
- حركة المثليين: التحرر والثورة / أليسيو ماركوني
- إستراتيجيا - العوالم الثلاثة - : إعتذار للإستسلام الفصل الخا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - فاضل عباس - الليبرالية المتوحشة