أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - هشام القروي - ضم اسرائيل الى اوروبا ؟














المزيد.....

ضم اسرائيل الى اوروبا ؟


هشام القروي
كاتب وشاعر وروائي وباحث في العلوم الاجتماعية

(Hichem Karoui)


الحوار المتمدن-العدد: 930 - 2004 / 8 / 19 - 10:00
المحور: القضية الفلسطينية
    


قبل أيام قليلة , لا أذكر أين قرأت أن الاتحاد الاوروبي يدرس امكانية ضم اسرائيل اليه. لم أستغرب الأمر, على الأقل لأن اسرئيل ممثلة في أوروبا على مستوى القمم الرياضية, حيث تكاد لا تخلو مباراة لبطولة أوروبا من حضور الرياضيين الاسرائيليين. هذه واحدة. والثانية أن اسرائيل – بعد كل حساب ليست دولة اسلامية كتركيا مثلا , يخشى أن تلعب دور "حصان طروادة" في القلعة الاوروبية , وإن لا يوجد حقا أي جيش يهدد أوروبا. ولكن سذاجة البعض أو نفاقهم يجعلهم يعتقدون أن الاسرائيلي أقرب الى قلب المواطن الاوروبي من العربي. طبعا, لم يكن بين اسرائيل واوروبا حروب, هذا ما حدث فقط مع العرب. ولكن ألم تشتعل الحروب بين الاوروبيين أنفسهم؟ إذن, فحتى ما إذا صح خبر وجود هذا التوجه الى ضم اسرائيل الى أوروبا, فينبغي أن يبحث المرء عن أسبابه في غير المبررات العرقية أو الدينية. أعتقد شخصيا أن أوروبا الحديثة قائمة على قيم العلمانية والعقل, وكذلك هو حال العالم الغربي كله. إلا أن ذلك لا يمنع استثناءات وانفلاتات, فليس هناك ما يقيد السياسة في مجتمعات مفتوحة, سوى القانون. والقانون مجال واسع وقابل للتأويل. ولا ننسى أنه لا العقلانية ولا العلمانية ولا القيم الحديثة منعت ظهور النازية والفاشية في قلب أوروبا المعاصرة.
من ناحية أخرى, أذكر بأن الصهاينة نشيطون جدا في مجال تذكير الاوروبيين بذنوبهم القديمة: أي اللاسامية. إن بعض الاحداث الاستفزازية التي وقعت مؤخرا في فرنسا كانت كافية لاثارة عاصفة دبلوماسية بين شارون وشيراك, واضطر هذا الاخير الى الرد على التدخلات الصفيقة للوزير الاول الاسرائيلي بالقول انه غير مرغوب الحضور الى فرنسا. وهو كلام لم يقله أبدا أحد لرئيس حكومة اسرائيلية. طبعا, اعتذر شارون بعد ذلك. ولكن سبق السيف العذل.
ينبغي أن أعترف أنني لا أعرف الى الآن مدى صحة الخبر الذي يقول ان أوروبا تدرس امكانية ضم اسرائيل الى اتحادها. تبدو المسألة سخيفة بعض الشيء. فقد كنا نعتقد أن كل ما تريده اسرائيل هو الاندماج في المنطقة التي أقيمت فيها: أي أن يقبلها العرب قبل كل شيء. بيد أنه من المستبعد طبعا أن يقع ذلك قريبا, لا سيما وأن شارون أغرق زورق السلام الصغير في محيط من الدماء والدموع والحقد. فهل توجه اسرائيل الى أوروبا ( أو توجه أوروبا الى اسرائيل) هو اعتراف مسبق بفشل المشروع الاسرائيلي في الاندماج بالشرق الاوسط؟
الأمر المؤكد , هو أنه لا انضمام اسرائيل الى أوروبا ولا حتى انضمامها الى الولايات المتحدة يمكن أن يضمن لها القبول لدى العرب. برأينا أن هذه المسألة ( اي القبول) كانت ممكنة – وربما لا تزال – في حالة واحدة , هي: أن تكف اسرائيل عن هذيان العظمة والاضطهاد وأن تقلب سياستها من الضد الى الضد. لا نقول أن الذئب يصبح شاة. هذا لا يحدث للدول طبعا, ولكن التاريخ المعاصر يثبت لنا أن بعض الدول قلبت سياستها ونجحت : ألمانيا النازية (عدو الاسرائيليين الابدي ) أصبحت بعد سقوط الرايخ الثالث مقبولة تماما في محيطها, وكذلك هو حال ايطاليا الفاشية...الخ.
لا يمكنك أن تعيش بالقوة وتشكو من أن الناس لا يقبلونك. فالسياسة هي أيضا فن اجتذاب البشر , وهي لا تتحول الى فن ابعادهم الا للحمقى والديكتاتوريين والفاشيين على أنواعهم. ومن يزرع الريح يجني العواصف.
كذلك, فإن أوروبا لا تقدم خدمة للاسرائيليين ولا للعرب ولا للسلام بضمها اسرائيل الى اتحادها. فهو استفزاز العالم بأسره في غنى عنه. وهي حركة لن تشجع اسرائيل على المضي نحو السلام وانما فقط على ترسيخ مفاهيم القوة والجمود والتكبر لديها, وهي المفاهيم التي أدت الى المآسي التي نرى.



#هشام_القروي (هاشتاغ)       Hichem_Karoui#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- باكستان والقنبلة
- دارفور مرة أخرى
- توصيات حول دارفورللمقارنة
- الجدار سيبتلع نصف الضفة
- ايران والعراق
- أزمة دارفور
- نقل السيادة
- تنازل أمريكي لبن لادن
- حوار مع برهان غليون حول القضايا العربية
- هل علموا واعوزهم الوقت؟


المزيد.....




- العراق يعلن توقف إمدادات الغاز الإيراني بالكامل وفقدان 5500 ...
- ما هي قوائم الإرهاب في مصر وكيف يتم إدراج الأشخاص عليها؟
- حزب الله يمطر بتاح تكفا الإسرائيلية ب 160 صاروخا ردّاً على ق ...
- نتنياهو يندد بعنف مستوطنين ضد الجيش الإسرائيلي بالضفة الغربي ...
- اشتباكات عنيفة بين القوات الروسية وقوات كييف في مقاطعة خاركو ...
- مولدوفا تؤكد استمرار علاقاتها مع الإمارات بعد مقتل حاخام إسر ...
- بيدرسون: من الضروري منع جر سوريا للصراع
- لندن.. رفض لإنكار الحكومة الإبادة في غزة
- الرياض.. معرض بنان للحرف اليدوية
- تل أبيب تتعرض لضربة صاروخية جديدة الآن.. مدن إسرائيلية تحت ن ...


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - هشام القروي - ضم اسرائيل الى اوروبا ؟