|
مذكرات رجل قتله المجد - الحلقة الأولي
مختار العربي
الحوار المتمدن-العدد: 930 - 2004 / 8 / 19 - 09:58
المحور:
الادب والفن
مشهد أول: - البحر - الأمواج العاتية - الشتاء - المسافرون أبحر في ذلك اليوم من شتاء السنة مفرداً أجنحته بالرغم عن غضبة و جفوة الأيام الباردة وتحدياً للأمواج العالية العاتية وليرسل نفسه هناكّ فوق عنان السماء دون أن يكترث بالبقية الباقية المتقوقعة داخل محار المحيط ، وذبابة تحط على أنوف أسياد الشاطئ وقراصتنه وهم على قدر المواجهة ، في تلك الومضات كان العمال يعملون في حماس من يعرف أنه لن ينال أجره إلا ممزقاً ولكنها الحيوية اللإرادية ، وكان ان ارتفعت الأشرعة [أصدقكم القول: بقي الرجل المستند في ركن السفينة هو من اتهم مقدمة مذكراتي عنه بالعجز اللغوي والسذاجة الفكرية وعدم امتلاك مصطلحات تجذب القراء ، وقد كان يريد [أقول صادقا] أن يجني ثروة وفيرة عندما يطبع مذكراته ويبيعها للجمهور المتعطش فضولاً!] انه يرتدي قبعة كبيرة تشبه قبعة سكان قرية ميدلين [التي لم نشاهدها إلا ماركيزياً] في كولومبيا ويضع عدسات سوداء قاتمة ويغطي فؤديه الشيب الأبيض المرسوم بعناية فائقة في تموج يهزأ من أزياء البحارة فبدا لهم كأنه قرصان جديد سوف يحملهم على العمل عنده إذا ما وصلت الرحلة إلى منتصف المحيط! (قال أحدهم: لقد شاهدته البارحة له رجل واحدة وقلب ميت وأسنان مرصوصة بعبث !ولكنه سيغادر! إلى أين؟ ولماذا؟ لا شأن لكم بهذا! فقط الشتاء وكاتب المذكرات سيئ النوايا الذي يمارس الكتابة شذوذاً ! لكنه سيسافر ! ولو جهلت دوافعه! مشهد ثان:- طفل خبيث - أم مرهونة للزمن والذكريات - شاب غني - حارة فقيرة. طفل يختبئ في حجر أمه ! قال لها : [أماه] ألا تشعرين بالبرد ؟ وكان يلبس كل ما في وسع صرة أمه وصندوق مدخراتها ، يلبس قميص غائر الأزرار مخاط بخيط أصفر بالي ، ولكنه ما نستطيع بني!. فمنذ أن غادرنا أبوك لغير رجعة بدأت حياتنا تكتسي بالسواد وتتحول إلى اللون الرمادي في كل شيء! وها نحن نحارب وحدنا!، ولكن [يا أماه] لماذا فعل ذلك؟ [قالها همساً بخبث لا يتأتي لطفل] - هنا زجرته ! لم؟؟؟ لم تكن تضع المساحيق على وجهها لتبدو عجوزاً في نظر المسافرين والمارة الذين كانوا يرمقونها بنظرة عطف وهي جالسة هنالك! قرب بدروم المطبخ في اسفل السفينة وتحتضن طفلها في خوف من لا شيء سوى أعين الناس وهمساتهم رغماً أنها لم تكن بلغت الثامنة والعشرين بعد! وتذكرت!! مشهد أول من ثان: - [ بيت من أفقر وأوحش أحياء برازيليا حيث الجوع والفاقة والعوز والمتسولين يعيشون الحياة شظفاً َويتقاسمون ما يجمعه أبناءهم المنتشرين في الطرق العامة ] - فلهذه المدينة أوجه كثيرة يمكن للمرء أن يقرأ بها العالم الذي يسكنه هؤلاء وهكذا كل العالم! هنالك يمكنك أن تشاهد رجلاً يضرب طفلة دون الثامنة لأنها قضت النهار كله تلعب مع صديقاتها ولم تجمع له ما يكفيه ليذهب به إلى حانة Fancy Women حتى يسهر ويحتسى النبيذ رخيص الثمن مر المذاق ، يمكنك أن تري صبية تصرخ جنوناً لأنه آلمها وهو يحشر شيئاً [ما؟] تشاهده يومياً وتتمناه ولكنها لا تريد ذلك اغتصاباً وعنف وابتذال، وهناك بعيدأً ليس بعيداً جداً وفي الداخل : بيت أو لنقل قفص إذا أردنا الدقة كانت تصحو مبكراً لتغسل ملابس زوجها المبتلة فهو يعود كل ليلة من عمله في مصنع للاحذية يمتلكه شيخ جبان (لنسميه نوراني!) يهرج خوفاً ضميرياً إذا سمع أصوات سيارات الشرطة تريد أن تقتحم المكان [فيعتصم ويقراً مصادر الفتن لأهل النتن!- لصاحبها عربي بن الفجأة] فيتمثل الجوع في صغار جاؤا إلى هذا العالم ولا يريدون! ولو قرروا أن يغادرونه يلحدون! في ذلك اليوم وهي ذاهبة حاملة رضيعها وقتذاك فاجأها شاب مفتول العضلات يضع وشماً تبينت ماذا يعني (كان يعني! فلا كعب بلغت ولا كلاب! ومالنا نحن والطوطمية العربية!!) طلب منها أن ترشده إلى دار المومسات المقدسات القارئات طالع الأتقياء المتنبئات بمزاج عالي في الوحـــ... ،الذي سمع به عند شيخ المحلقين (لنسميه بلبل!) فهو من الذين يخضعون لسطوة صاحب المال والعيال! ، أخرج لها رزمة متعفنة من جيبه ظني بها كانت تسكن الجيب لسنوات! ولكن هذه النقود ستمنحها حياة جنسية جديدة ففي رأيها أنه بإستطاعتها أن تشتري لطفلها طعام جيد وملابس جديدة تقيه البرد وتشتري لنفسها فستاناً جميل يجعل من زوجها يقبل أن يقبلها ، فأخر مرة لامست شفتاها لماها كان في صيف الغازين (الفاتحين !! أسف) العرب لشمال أفريقيا ومنها انتقلوا لأسبانياً (أكتم السر: يقولون أن قائد الحملة العربي كان يعاشر فتاة من البربر ولذلك أعدم رجال قبيلتها لأنه اكتشف أن بها ذ...ر!، وأخذت المال ، قال لها: أسمعي يا خضيراء أنتِ! أن لكي عينان جميلتان وأنف مدبب وردفين لا بأس بها: سوف تحصلين على الوح....ـي!، إذا أرشدتني براءة على الطريق الصحيح! فوعزت جبال أبائي المكهربين بالحريق، إذا خدعتني ! لأقيمن عليك الح....! ولا شيء أخر... توطدت العلاقة بين الخضيراء والشاب المترف الأموي الجيب! فقد كان يزورها ليعلمها كيف تقلم أظافر الاعتراض إذا ما احتدم الوغى بينها والشرق! مشهد ثان من أول: نبتت فكرة العدو الخفي وحقيقة وجوده في الرأس ذات صباح فذهب الرأس يبحث عنه في الداخل والخارج ويجعل منه عدواً قومياً يتربص به أينما حل وكلما أفاق صبحاً ذاهباً نحو المدينة . صار يتخيل ويصنع وجهه من حزمات الضوء الساقط وفجأة خرج الراديو بصوت جعل الرأس يتدفق مخاطاً لذيذ! حطم الرأس الراديو بأن خنق الصوت وغير مسارات الصوت فأعلن الآذان!
#مختار_العربي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
فيدل كاسترو - نموذج للإنسان العالمي..
-
الحوار من منظور إسلامي - والإسلام السياسي كعقيدة جديدة!
-
اكتشاف الذات! - ذلك الهم الوجودي
-
ستالين - رجل الطبيعة النبيل!!
-
المرأة ومهمة الجنس التعبدي!!
-
المعرفة الهادئة - قراءة في الخطاب التاريخي الإسلامي1
-
التخبط وممارسات التجهيل – حسن بن محمد بن بزرجميد - نموذجاً
-
المرأة من منظور جاهلي / إسلامي (أزمة النص الديني) (3)
-
نظرة لواقع العبودية في مجتمع الجاهلية والإسلام 2
-
الرق في الإسلام - نظرة موضوعية 2)
-
العبودية في الإسلام - نظرة موضوعية
-
لغة القهر وشرعية الأماكن!!
-
في مفهوم الاضظهاد - دهشة الخوف
-
دعوة للثورة على الوهم - المرأة من منظور جاهلي إسلامي 2/1
-
الخروج من قوقعة الذات - فلسفة غياب الوعي في الإنسان العالمي
...
-
المرأة من منظور جاهلي / إسلامي - أنواع النكاح
-
(علاقة معرفة بالدم (جورج أوريل ينتقد العالم ويوشي بالماركسية
-
نظرة موضوعية - الرق في الإسلام
-
الاعتذارات الجريئة
-
كيف تستنفذ أيروتيكياً وتبقي عفيفاً؟؟؟؟
المزيد.....
-
مش هتقدر تغمض عينيك “تردد قناة روتانا سينما الجديد 2025” ..
...
-
مش هتقدر تبطل ضحك “تردد قناة ميلودي أفلام 2025” .. تعرض أفلا
...
-
وفاة الأديب الجنوب أفريقي بريتنباخ المناهض لنظام الفصل العنص
...
-
شاهد إضاءة شجرة عيد الميلاد العملاقة في لشبونة ومليونا مصباح
...
-
فيينا تضيف معرض مشترك للفنانين سعدون والعزاوي
-
قدّم -دقوا على الخشب- وعمل مع سيد مكاوي.. رحيل الفنان السوري
...
-
افتُتح بـ-شظية-.. ليبيا تنظم أول دورة لمهرجان الفيلم الأوروب
...
-
تونس.. التراث العثماني تاريخ مشترك في المغرب العربي
-
حبس المخرج عمر زهران احتياطيا بتهمة سرقة مجوهرات زوجة خالد ي
...
-
تيك توك تعقد ورشة عمل في العراق لتعزيز الوعي الرقمي والثقافة
...
المزيد.....
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
-
السيد حافظ أيقونة دراما الطفل
/ د. أحمد محمود أحمد سعيد
-
اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ
/ صبرينة نصري نجود نصري
المزيد.....
|