أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حسن مدبولى - الارهاب المسيحى الغربى ,والدولة المدنية














المزيد.....

الارهاب المسيحى الغربى ,والدولة المدنية


حسن مدبولى

الحوار المتمدن-العدد: 3058 - 2010 / 7 / 9 - 17:41
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


بالتأكيد لا خلاف على مدنية الدولة سواء فى مصر ام فى أى بقعة اخرى على وجه البسيطة , انتهت منذ وقت طويل مرحلة الاستبداد والحكم المباشر باسم الحق الالهى, تلك المرحلة التى اقتصرت فى تجاربها المؤلمة على العالم المسيحى وحده , فلم يشهد التاريخ الاممى كوارث دموية باسم الالهة مثلما شهده العالم على يد الكنيسة الغربية ما قبل عصر النهضة, , فالارهاب الدموى بدأ على يد الحضارة المسيحية الغربية خصوصا, لم يعرف العالم مذابح الهية حتى فى ظل و فى أوج التطرف الكهانى فى عصورالفراعنة ,ولا فى ظل سيادة الثقافة اليونانية الاغريقية, ولا تحت سيطرة النهج الاسلامى ,لم نرى مذابح ولا احداث حرق ولا جرائم ابادة ,,كما شاهدنا وعايشنا فى عصور الظلام الاوروبى , ولكن بالرغم من تلك الحقيقة المثبتة كونيا فانه يمكننا التأكيد ايضا بان عصر النهضة فى اوروبا الذى انهى سيطرة الحكم الارهابى باسم الالهة المسيحية ,قام فقط لانقاذ الشعوب الاوروبية ,ولم تمنع تلك النهضة من استمرار الاستبداد وعمليات الارهاب والتطرف الدينى وتنفيذ مشيئة الرب ,ولكن ضد اخرين خارج القارة وخارج النطاق المسيحى,وبعناوين اخرى متنوعة , و بمعنى محدد نجد ان الارهاب باسم الالهة والذى اوجدته الحضارة المسيحية فى هذا العالم,والذى لم يؤمن به نهج حضارى اخر على وجه الكون , ولم يرتكب جرائمه سوى هؤلاء الذين اقاموه وحدهم فى غفلة من التاريخ ,وبالتالى فقد انتهى وانعدم ذلك الارهاب الدينى ,كونيا , وقت ان قامت عصور مابعد الظلام الكنسى فى اوروبا, ولم يتبقى من تلك الممارسات الفاحشة, سوى محاولات الحضارة الغربية من فرض سيطرتها وسطوتها على الاخر ولو باستخدام نفس الاساليب الدموية القهرية الحارقة تحت عناوين مدنية جديدة , بديلا عن العناوين الكنسية السابقة, وايضا يتبقى من ذلك الارهاب الدموى ايضا ما يحدث من ردود افعال على المستوى الاسلامى ,تجاه ذلك الارهاب الغربى المتمدن فى الظاهر .

هذه المقدمة الطويلة نسبيا كان لا بد منها كى نذكر اولئك السادة الذين لا يزالو يتحفوننا بعناوين عصرية مقيتة تتقلب فيها الحقائق ,لكى يثبتون ان الارهاب يقتصر على الدين الاسلامى , تلك العناوين التى تردد ترديدا ببغاويا,على انغام احداث هنا وهناك كلها تأتى كردود افعال لا أكثر , فالارهاب فى العراق اتى كرد فعل على الارهاب الغربى المسيحى المتمدن ,والارهاب فى باكستان وافغانستان لا يخرج عن كونه محاولات بائسة لدرأ اعتداءات فاشية دموية اتية من حضارة من انتهت لديهم السيطرة الكنسية فى الظاهر فقط , و حتى ما يسمى بالارهاب الوهابى فى العالم العربى,اتى ايضا كرد فعل على الهيمنة الغربية على مقدرات العالم العربى لصالح الشعوب الغربية ,واتى ايضا كرد فعل على استمرار الجريمة الانسانية فى فلسطين التى لم يخجل داعموها الغربيون المتمدنون من اخفاء دوافعها الدينية المقدسة.

الارهاب المسيحى الغربى وغير الغربى,.يريد الصاق تهمة الارهاب بالاسلام والمسلمين , تبريرا وتمكينا ودعما لمحاولات السيطرة الكنسية على مقدرات العالم بأسره,وفى مقدمتها محاولات السيطرة على البلدان العربية ,مستخدمين فى ذلك جرائم دموية ارهابية ابادية , او جرائم استبدادية ديكتاتورية اقصائية مسفهة لثقافة الاخر, ومنكرة لها ,ووضع بديل اوحد هو البديل الغربى كعلاج ناجع للخروج من النفق المصمت فولاذيا .

الارهاب الغربى يستخدم ادواته العسكرية الدموية ,ويستخدم ادواته الفكرية الاقصائية العنصرية ,ضد من يريد الهيمنة عليهم , وبالتالى فليست صدفة ان تجد فى خضم الجرائم العسكرية الدموية الفاشية الغربية ضدنا ,من يتحدث عن رقى الحضارة الغربية ذات المرجعية المسيحية ,ومن يتحدث عن وهابية الدولة المصرية وضرورة الغاء المادة الثانية من الدستور,ومع ان ابسط الحقوق الديموقراطية التى من المفترض انها حقوق بديهية فى هذا العصر ,هى ترك الشعوب تختار من يحكمها ,وتختار مرجعيتها الاساسية ,وان تحترم خصوصية الاقلية ,فى الوقت الذى تحتم فيه تلك الديموقراطية على الاقليات ايضا احترام خيار الاغلبية ,مع سيادة مبدأ التداول والتغيير وقت ان ترى وترغب الغالبية فى ذلك ,ووفقا لمصالحها المعلنة والمعلومة ووفقا لنتائج اللعبة التصويتية النظيفة ,لا وفقا لاجندات ورغبات الاجنبى التى تتوافق مع من يدعون بأنهم يمثلون اقلية ترفض خيارات اغلبية فى الوقت التى تقدس تلك الاقلية نصوصها الدينية تقديسا مطلقا ,تزدرى فيه حتى احكام المحاكم المدنية ؟



#حسن_مدبولى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النكش والنخربة والخلط المتعمد ,,لارضاء اولياء النعم
- حقوق المرأة المصرية المنسحقة
- هيلين توماس,, وفضيحة حرية التعبير,, وحرية المرأة
- الطائفية والتمييز ضد الاخر فى مصر-حالة الزمالك والاسماعيلى
- الارهاب الغربى واضح, وعلى المروجين له ان يخرسوا
- حل المعضلات السياسية والاقتصادية فى مصر ,, هل هو امر مستحيل؟ ...
- الفجور والتجنى الطائفى وصل الى التبرير- للسرقة العلمية- وتجا ...
- تضحيات شهداء مصر ,عمال وفلاحين وجنود وقادة شرفاء
- نعم انها- معركة -ضد الاقلية -الارثوذوكسية- الحاكمة فى اثيوبي ...
- دول حوض النيل تهدد مصر, يادى الخيبة
- المسيحيون والحداثيون وقضايا التحرش بالاطفال بالكنائس
- شوية تعصب وهيافة وعلمانية كروية دينية
- كابتن حسام حسن لا تهاجر وتتركنا للشيخ والقديس
- برسم هؤلاء -لا علمانية ولا حتى مشهلاتية
- التنوير بمعنى ان تكون بوقا للامبريالية الغربية
- وفاء سلطان -اشرف عبد القادر ,, نماذج تنويرية ساطعة ؟؟؟
- اين امين اسكندر وجورج اسحق؟ هل صحيح ان ماما امريكا وماما اسر ...
- الاعلام الصيفى البطيخى
- بين اسلمة - كرة القدم - والتطبيع بكرة القدم
- التغيير بالبراشوت فى مصر


المزيد.....




- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
- إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حسن مدبولى - الارهاب المسيحى الغربى ,والدولة المدنية