|
ميتولوجيا الحكاية في رواية -عايشة القديسة- لمصطفى لغتيري.
سعيد بوعيطة
الحوار المتمدن-العدد: 3058 - 2010 / 7 / 9 - 17:03
المحور:
الادب والفن
ميتولوجيا الحكاية في رواية "عايشة القديسة" لمصطفى لغتيري.
* سعيد بوعيطة.
عرف الخطاب الروائي العربي تطورا هاما، أدى بدوره الى نضج بنائي وتجريب تحديثي. حرره من تقليد الخطاب الروائي الغربي على حد تعبير الناقدة يمنى العيد(1).تجلى ذلك عند روائيين من قبيل – صنع الله ابراهيم. عبد الرحمان منيف. ابراهيم الكوني. مبارك ربيع. الميلودي شغموم.الخ...- لكن الروائي العربي( في هذا الاطار).لم يقف عند الجانب التقني.لكون هذا الاخير لا يعدو ان يكون تقنيات بكماء وبنية هيكلية فارغة. بل حاول تطويع ذلك وفق معطياته الخاصة . ليخلق نمطا سرديا خاصا. يتميز بمرجعية / متن حكائي خاصة. ومبنى حكائي/ خطاب ذا ابعاد دلالية واسلوبية.هكذا عملت الروايةالعربية/ المغربيةعلى الانفلات من تاثير الرواية الغربية.و العودة الى الاشكال السردية و التخييلية المحلية قصد تجديد بنائها و الانغراس في الضمير العربي بكل تجلياته. هذه الخاصية جعلت بعض الروائيين العرب/ المغاربة ينطلقون من معطيات محلية/ خاصة قصد بناء نصوصهم السردية. اذ نجدهم يوظفون المعطيات التاريخية وينبشون في الذاكرة الفردية و الجماعية.
عملت مجموعة من الاعمال الروائية على توظيف الاسطورة باعتبارها متنا حكائيا .نذكر منها-ابراهيم الكوني خاصة في ( نزيف الحجر- الدمية.). - فساد الامكنة- لصبري موسى. – الزويل- لجمال الغيطاني.- اغونشيش- لمحمد خير الدين. وقد ارتبط هدا البعد الاسطوري بالمكان والزمان و كذا الشخصيات الاخ...ان الرواية التي بين يدينا- عائشة القديسة- للروائي مصطفى لغتيري.توظف الاسطورة من جانب الشخصية. لكن حين نقول شخصية ذات طبيعة اسطورية. يعمل الكاتب على بنائها بطريقة خاصة. بحيث تصبح ذات ابعاد رمزية و دلالية . تتحول الاحداث على اثرها الى احداث ذات طبيعة اسطورية ( 2).
لكن الروائي مصطفى لغتيري لم يعمل على بناء هذه الشخصية الاسطورية . في وقت كان افق انتظار القاريء موجها نحو هذه الشخصية الاسطورية انطلاقا من العنوان- عائشة القديسة-. وهي المعروفة في الثقافة الشعبية المغربية ب- عائشة قنديشة- يقول السارد ( على ظهر غلاف الرواية)." عايشة قنديشة تحضر بكل قوة...كان كل ذلك حلما ...الخدر.يعود من جديد..). تتمحور الرواية حول اربعة شخصيات . احمد( الممرض). يحي( الموظف بالبلدية). العربي( الموظف بالجمارك).و سعد( المعلم).جمعتهم ظروف عملهم بتلك القرية المنعزلة.وقصد الاحتماء ضد الغريب كما يقول السارد.( جعلتهم يرتبطون فيما بينهم بشكل حميمي.). لكن على الرغم من ذلك فان شخصية – سعد – المعلم هي المحورية. ليس بالمفهوم التقليدي. لكن من خلالها ينسج السرد الروائي خيوطه. ويدفع بالبنية السردية الى الامام. كما انها( شخصية سعد) ارتبطت ذهنيا بالشخصية الاسطورية( عائشة القديسة / عايشة قنديشة ). هذه الاخيرة التي اعطت بعا ميتولوجيا للحكاية. لقد وظف الروائيون عامة البعد الاسطوري على مستويات عدة اهمها. ( اسطرة اللغة- اسطرة المكان- اسطرة الشخصية- الخ...). ان الرواية التي بين يدينا تعرف هيمنة اسطرة الشخصية واسطرة المكان لكن هذا لا يعني نفي المستويات الاخرى . لكنها تبقى جزئية. 1-اسطرة الشخصية. تختلف اساليب بناء الشخصية الروائية بحسب اختلاف الروائيين.ورؤاهم الفنية و الابداعية. لقد عملت الرواية الجديدة ( الجديد على مستوى الزمن) على طمس معالم الشخصية الروائية. بالمقارنة مع ما عرفته الرواية التقليدية.ان الحديث عن شخصية اسطورية يعني ان الكاتب يعمل على بنائها بطريقة غير مالوفة. بحيث تخرج عن اطارها الواقعي المالوف و المحدود بزمان ومكان معينين.لتصبح شخصية ذات ابعاد رمزية و اشارية . تتحول الاحداث تبعا لذلك الى احداث ذات طبيعة رمزية و اسطورية.واضحة (3) ان الشحصية التي لها ترتبط في لا وعيها بالشخصية الاسطورية ترتبط اساسا بشخصية – سعد- المعلم. بحيث استحودت عليه شخصية – عائشة قنديشة-. على الرغم من كونه يعتبرها مجرد اوهام . يقول السارد في الصفحة.14( - الا تخاف ان تطلع لك ليلة ما " عائشة قنديشة " ...؟ ابتسم المعلم مبديا عدم اهتمامه بمخاوف الجمركي. ثم قال بلهجة واثقة : مجرد اوهام . راى الممرض ان الوقت مناسب للتدخل فقال بتهكم . - انتم معشر المعلمين تملؤون رؤوسكم بالاوهام الحقيقية . اعرف اكثر من شخص اكد لي انه راى
" عايشة قنديشة" وانت لا تصدق ذلك ...) . هذه الصورة الذهنية التي يقدمها السارد عن الشخصية الاسطورية – عائشة قنديشة- قد لازمت شخصية – المعلم سعد- في حواراته و جلساته مع الشخصيات الاخرى( الجمركي- الممرض- الموظف بالبلدية.) حتى اصبحت جزء من تفكيره و هواجسه. لان البعد الاسطوري لهذه المراة مليء بالرغبة والرهبة في الوقت نفسه. رغبة ملاقاة هذه المراة الاسطورية الجميلة. والرهبة الكامنة في موت كل من التقى بها . فعلى الرغم من كون شخصية – سعد- تعتبر هذه الشخصية مجرد اسطورة. فانها ( عائشة قنديشة) تسيطر على وجدانه ولا وعيه. خاصة اثناء الليل. فخلال رحلته الليلية الى الصيد كانت هواجش هذه المراة الاسطورية . غبر مجموعة من التخيلات و الخوف الذي سيطر على شخصية – سعد- يقول السارد ص.30( تمددت في ذهنه صورة الطفل و هو ينام في حضنها . ترى ماذا يحدث له لو اصيب بمكروه .التفكير في هذا الامرضاعف من الهم في قلبه . .و
" عايشة قنديشة " هل حقا خرافة ؟ ماذا سيكون مصيره لو انبتقت له من العدم . .) ص. 30. هذه الهواجس على مستوى الوعي ستتحول الى الاوعي حين ستقع لشخصية – سعد- حادثة اثناء رحلته الليلية الى الصيد.يقول السارد .في الصفحة.31( كل شيء مر بسرعة فائقة...ارتجت الدراجة ..فقد توازنه ’ تهاوى على الارض بكل كيانه..ارتمت الدراجة على حاشية الحقل ..اختفت عجلاتها الامامية بين النباتات ..فيما كان جسده قد تمدد في الجهة المقابلة على بعد خطوات من الدراجة النارية...اصطدم راسه بحجارة صلبة كانت الى جانب الطريق .. الدماء تنزف.). اثر هذه الحادثة فقدت شخصية- سعد- الوعي. فغدت تلك المراة / الاسطورة ( عائشة قنديشة) تهيمن على وعيه بشكل اكبر. تمتد هذه الحالة من الصفحة 35 الى الصفحة 76. وهي المدة التي قضتها شخصية سعد- في المستشفى.فاصبحت في اغلب الاحيان فاقدة لوعيها. حيث ازداد ت توجساتها وارتباطا اللاواعية بهذه المراة /الاسطورة.بتجلياتها الغريبة و المختلفة.ومما لا شك فيه ان هذه التجليات المختلفة قد اضفت على الرواية ( الجانب الحكائي) طابعا اسطوريا واضحا. وانتقل المعنى من المستوى الواقعي / الممكن الى المستوى الرمزي و الاسطوري. لكن هذه الجدلية بين الواقعي و الاسطوري( بين الممكن و المحتمل) تحولت في مرحلة اللاوعي لشخصية- سعد- الى جدلية بين البعد الاسطوري و الحلم ( المرتبط غالبا باللاوعي.). يقول السارد في الصفحة. 70( التفت خلفي فرايت المراة التي تطاردني تحلق في الاجواء ’ و خلفها عدد كبير من تلك الطيور القبيحة. ). لكن في الحلم اصبحت هذه المراة/ الاسطورة تتراءى للحالم ( شخصية سعد) وقد تقمصت شخصيات عدة. خاصة زوجته عائشة ( كانت صورة امراة اخرى في الضفة المقابلة تتحدد ملامحها ..انها صورة زوجتي.تحمل بين يديها طفلا.) ص. 70. مما يجعل هذه الشخصية الاسطورية( عائشة قنديشة) تتجسد في كل امراة . ويجيدها السارد في هذه الرواية من خلال الاحلام و الكوابيس التي كانت تعيشها شخصية- سعد- من وقت لاخر. سواء في حالات الوعي او حالات اللاوعي. يبدو الحس الاسطوري بارزا في رواية - عائشة القديسة- من خلال رسم ملامح الشخصية/ عائشة. ومن خلال اللغة ووصف السارد للامكنة وتداخل الازمنة .لكون هذه الشخصية تشكل جزءا من الذاكرة الجماعية المغربية. حيث تحولت هذه الشخصية الاسطورية من رمز للنضال والنبل الى
رمز للموت و الرعب .وهنا تكمن المفارقة في توظيف هذا البعد الاسطوري لشخصية عائشة قنديشة.
2- اسطرة المكان. لقد اصبحت للمكان اهمية قصوى في بناء الرواية الحديثة . فقداصبح للمكان الروائي دور حيوي في تفسير الاحداث و تجسيدها في الوقت نفسه(4). في الرواية التي بين ايدينا نلاحظ بان ملامح المكان الاسطوري ارتبطت بالشخصيةالاسطورية على الرغم من المساحة النصية التي ارتبط بها المكان جاءت اقل من التي ارتبطت بالشخصية . لان هذه الاخيرة هي المحور في هذا البعد الاسطوري في الرواية. تمتد هذه المساحة النصية من الصفحة 69 الى الصفحة 76. حيث يقدم السارد هذا المكان بشكل غرائبي/ فنطاستي. يقول السارد في الصفحة. 69.( طريق موحل يتمدد امامي .. رصود تقصف بعنف.. البرق يلمع بين الفينة و الاخرى..التفت يمينا و يسارا رياح قوية تكاد تقتلع كل ما حولي. لا معالم محددة يمكن ان توجهني .) مكان غريب طافح بمخلوقات غريبة( الطيور القبيحة. ص.72.- كائنات تحمل حرابا. ص .72.- كائنات غريبة جامدة في مكانها. ص. 73. الخ....). كما ان المعجم الدلالي الذي يعمل الروائي مصطفي لغتيري على توظيفه يوحي بهذا البعد الاسطوري . بحيث نجد ما يلي ( الطيور القبيحة . راس طائر قبيح. نفق طويل. كائنات بعين واحدة. عالم الجن. الخ...). هكذا يزخر هذا الجزء من الرواية بكثير من الاوصاف و الامكنة و الرموز التي تخرج الرواية من بعدها الواقعي الى اخر اسطوري . مطلق وغير محدد. مكان ينطوي على الكثير من الاسرار و الرموز الغامضة. 1- الصفحة. 69.( طريق موحل يمتد امامي.) 2- الصفحة. 69( اجد نفسي في مواجهة نفق طويل.) 3- الصفحة.70( فاذا بي في مواجهة نهر كبير...) 4- الصفحة. 70( المراة التي تطاردني تحلق في الاجواء...). 5- الصفحة. 74( عادت المراة نحو السور الشاهق...). لكن هذا البعد الاسطوري في رواية - عائشة القديسة- له ارتباط وثيق بالحلم ( اللاوعي عند شخصية – سعد- .).واذا كانت الاسطورة تتجاوز الواقع لتخلق عالما غرائبيا . فالحلم كذلك يتجاوز الواقع ليخلق عالمه الخاص. وفي هذا الاطار تلتقي الاسطورة و الحلم. يصبح للمكان على
اثرذلك طبيعة خاصة . ليلها لا يشبه الليل المعروف. و سماؤها وارضها وكل ما فيها لا يمت الى الواقع المالوف الذي يعرفه القاريء بصلة. لان السارد عمل على تغريب المكان. ونزع الصفة الواقعية/ المالوفة عنه. ليبدو مكانا غرائبيا اسطوريا. وبهذا التوظيف استطاع الروائيون المعاصرون الانعتاق من سطوة المكان في بعده التقليدي. وهو تجديد على مستوى الرواية في مجملها وفي كل مكوناتها السردية. ان توظيف رواية - عائشة القديسة- للاسطورة. سواء على مستوى الشخصية ا و المكان( كما اشرنا سلفا.). قد اكسبتها طابعا رمزيا و ايحائيا في الوقت نفسه. مما يدل على ان الاسطورة كما يشير الناقد وجيه يعقوب السيد ما تزال رافد من روافد الابداع وان كانت في حاجة الى مزيد من استثمار الطاقة الايحائية الهائلة الموجودة فيها(5). واذا كان هذا البعد الاسطوري هو ذلك العنصر المهيمن في رواية- عائشة القديسة- اذا استعرنا العبارة من الناقد رومان جاكبسون/ . .. . فان هذا البعد الغرائبي ( وان لم يصل الى مستوى الاسطورة) قد لمسناه كذلك فيR.jakobson رواية - رجال وكلاب- للروائي مصطفى لغتيري.لان المتتبع لاعمال هذا الاخير قد يلاحظ بانه في سعي ذؤوب الى التجدد و بحث مستمر عن اساليب سردية جديدة . وهو سعي ينم على ان الروائي مصطفى لغتيري يعيش نوعا من التجريب الكتابي على المستوى الحكائي وكذا على مستوى باقي مكونات العملية السردية الاخرى. ان رواية - عائشة القديسة- تبرز بشكل جلي هذا التحول الكتابي( التجريب.) وتوظف عن وعي ( وعي جمالي ووعي سردي) هذا البعد الميتولوجي. الذي قد يشكل خاصية وفرادة للرواية المغربية. *الهوامش. *الصفحات المشار اليها ماخودة من.
- مصطفى لغتيري. عائشة القديسة. ( رواية). ط1. دار الناية. دمشق( سوريا). .2008 يمنى العيد . دلالات النمط السردي في الخطاب الروائي. مجلة- الطريق- العدد.الرابع. غشت 1995. لبنان. ص. 215.
-6-
الدكتور وجيه يقوب السيد . توظيف الاسطورة في الرواية العربية المعاصرة. حوليات الاداب و العلوم الاجتماعية. العدد .287. ديسمبر 2008. ص. 16.
توظيف الاسطورة في الرواية العربية المعاصرة ( مرجع سابق). ص. 48.
توظيف الاسطورة في الرواية العربية المعاصرة . ( مرجع سابق). ص.59.
-6- سيزا قاسم . بناء الرواية. ط1. دار التنوير.بيروت. 1985.ص.102.
توظيف الاسطورة في الرواية العربية المعاصرة ( مرجع سابق).ص.78.
#سعيد_بوعيطة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
حوار مع القاص و الروائي مصطفى لغتيري.
المزيد.....
-
دائرة الثقافة والإعلام المركزي لحزب الوحدة الشعبية تنظم ندوة
...
-
Yal? Capk?n?.. مسلسل الطائر الرفراف الحلقة 88 مترجمة قصة عشق
...
-
الشاعر الأوزبكي شمشاد عبد اللهيف.. كيف قاوم الاستعمار الثقاف
...
-
نقط تحت الصفر
-
غزة.. الموسيقى لمواجهة الحرب والنزوح
-
يَدٌ.. بخُطوطٍ ضَالة
-
انطباعاتٌ بروليتارية عن أغانٍ أرستقراطية
-
مدينة حلب تنفض ركام الحرب عن تراثها العريق
-
الأكاديمي والشاعر المغربي حسن الأمراني: أنا ولوع بالبحث في ا
...
-
-الحريفة 2: الريمونتادا-.. فيلم يعبر عن الجيل -زد- ولا عزاء
...
المزيد.....
-
تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين
/ محمد دوير
-
مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب-
/ جلال نعيم
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
المزيد.....
|