منع توزيع جريدة اتحاد الشعب عام 1960 صفحة مظلمة فى تاريخ ثورة 14

على عجيل منهل

الحوار المتمدن-العدد: 3058 - 2010 / 7 / 9 - 14:23
المحور: الصحافة والاعلام
    

هنالك محطات مظلمة فى تاريخ ثورة 14 تموز الخالدة,, التى نحتفل بعد ايام بذكرى قيامها ,والتى حققت للشعب مكاسب كبيرة فى اربعة سنوات, غيرت الواقع الاجتماعى والاقتصادى للبلاد وحسنت مستوى المعيشة للسكان وقدمت خدمات كبيرة فى مجال الصحة والتعيلم والسكن ,وساهم الاب الروحى للثورة الزعيم عبد الكريم قاسم مساهمة مهمةو كبيرة فى هذه التغيرات,, وكما ساهم الدكتور ابراهيم كبة الاب االروحى للتغيرات الاجتماعية والاقتصادية التى جرت فى البلاد .وقد ازدهرت الصحافة فى العراق فى هذه الفترة وخاصة صحف الحزب الشيوعى العراقى وجريدة الاهالى للحزب الوطنى الديمقراطى وفضحت العناصر الرجعية والاستعمارية وكانت لهما وخاصة اتحاد الشعب الدور التنويرى للسكان وخصوصا العمال والفلاحيين . ومن الطبيعى يتم محاربة هذه الجريدة الرائدة. وفى عام 1960 اتخذ السيد قائد الفرقة الاولى- المعسكرة فى لواء الديوانية- اللواء الركن سيد حميد السيد حسين الملقب حميد الحصونة قرارا خطير بمنع توزيع الجريدة فى الولايات التى يشرف عليها باعتباره ممثل الحاكم العسكرى العام اللواء الركن احمد صالح العبدى.
وبعد صدور فتوى السيد محسن الحكيم:_(الشيوعية كفر والحاد) قام السيد حميد الحصونه بغلق كافة مقرات الحزب الشيوعي في المحافظات التي تحت امرته وهذا ما اكده الكاتب د.عدنان الظاهر في مذكراته تحت عنوان (تأريخ الحلة السياسي_انتخابات نقابة المعلمين في الحلة عام 1961) وقد جاء فيها:_
(أنَّ منطقة الفرات الأوسط وجنوب العراق كافّة كانت تحت سيطرة قيادة الفرقة الأولى للجيش العراقي. وأنَّ قائد هذه الفرقة الزعيم سيد حميد الحصونة كان من ألد أعداء قائمتنا ومؤازريها وأنصارها وإنه هو من أصدر الأمر -- بإغلاق مقرات الحزب الشيوعي ومحلات بيع جريدة إتحاد الشعب--- في المحافظات السبع التابعة للفرقة الأولى يومذاك ( البصرة والعمارة والكوت والناصرية والديوانية والحلة وكربلاء ) رافق ذلك عمليات إغلاق المقاهي التي كان يرتادها الشيوعيون وأنصارهم وأصدقاؤهم المستقلون.
ثم قام السيد اللواء حميد الحصونه بمنع تداول الجريدة المتحدثة بأسم الحزب الشيوعي- اتحاد الشعب -وهذا ما اكده السيد عزيز سباهي في كتابه الموسوم( تأريخ الحزب الشيوعي العراقي)وقد جاء فيها:_(( في عام 1960، أقدم اللواء السيد حميد السيد حسين (الملقب بحميد الحصونة وكان قائد الفرقة الأولى في الديوانية والحاكم العسكري للمنطقة الجنوبية التي كانت تشمل سبعة ألوية) على منع جريدة الحزب العلنية واليومية من الدخول إلى هذه الألوية السبعة بدعوى أن الجريدة تشجع الفلاحين على تأليف الجمعيات الفلاحية وتحث على مكافحة الأمية في الريف، ورفع الحصونة شعاره الشهير: ---"أمي مخلص خير من مثقف هدام" ---. وراح يطارد باعة الجريدة وموزعيها, ويمنع من تداولها بين الناس .
وفى حديث للسيد حميد الحصونة مع السيد احمد الحبوبى يقول--
ان رئيس محكمة الفرقة شكي إلية ان جريدة(اتحاد الشعب)تهجمت علية وهاجمته فأبرقت للحاكم العسكري ان يؤدبها...وبعد يومين هاجمت الصحيفة قائد الفرقة نفسه (اي هاجمتني) فأصدرت أمرا بمنع دخول وتوزيع الجريدة في منطقة الفرقة الأولى وتشمل سبع محافظات ، فقامت قيامة(الحزب الشيوعى) بإرسال الاحتجاجات وراحت محطة الإذاعة في بغداد الجديدة واسمها (صوت الشعب) تهاجم الفرقة الأولى وقائدها وتؤلب عليه... وعزز موقفه ما أفتاه السيد محسن الحكيم
و قال:كان واجبي الوظيفي والانسانى هو الحافز لى والمشجع على ما قمت به أو ما اتخذت من قرارات أو من مواقف رغم ان الجو العام كان ملبدا بالغيوم واليسار مسيطر على الشارع ويتحكم به...لذا لم يعد --عبد الكريم قاسم- يثق بي بعدما شاهده منى ولمسة لمس اليد في اجتماعات مجلس الدفاع -- ثم زادت علية الضغوط من اجل إقصائي وإبعادي عن قيادة الفرقة الأولى خاصة بعد ان منعت جريدة (اتحاد الشعب) من التوزيع في سبعة (محافظات) كما منعت المظاهرات والمسيرات،فاستجاب عبد الكريم قاسم لهاتيك الضغوط فأصدر أمره بتعييني متصرفا (محافظا)-- للواء ديالى ... فلم استجب للأمر ثم أخذت راحة مرضية قضيتها خارج العراق على أمل عدم تنفيذ الأمر...ثم قبلت إستقالتى الأخيرة ... ووجد السيد حصونة نفسه عاطلا ولدية فراغ فدخل إلى كلية الحقوق وأكمل الدراسة وحاز على شهادتها وسجل في نقابة المحامين وبدأ حياة بعيدا عن السلك العسكرى .
ويبدو لنا ان االسيد حميد الحصونه هو نفسن كان معاديا للشيوعية ولو اطلعنا على الرسالة الى ارسلها الى السيدة وزيرة البلديات الدكتورة نزيهة الدليمى سكرتيرة رابطة المرأة العراقية والمنشورة فى 16 تموز عام 1960-- جريدة الوادى-- وهى رسالة ذات مغزى- وكانت الدكتورة الدليمى ارسلت له رسالة حول مشروع مكافحة الامية وارسل لها رسالة هاجم الحزب وشعاره-- احمر علمنا بى منجل وجاكوج - وعنونها الى ابنتى العزيزة سكرتيرة رابطة المرأة العراقية-- اننى من احرص الناس على رفع كابوس الجهل والامية من وطنى... ولكن ثقى ياابنتى ان الثقافة التى ينشدها بعض اخوانك والتى -- احمر علمنا بى منجل وجاكوج - وقلت له لاتجعل القرويين حزبين - ويقصد الفلاحيين- وهدد ان - انه مسؤول عن ارواح واموال وامن المواطنين يستطيع ارسال ثلة من الجنود فى كل قرية لحماية هؤلاء لان المواطنين لايمكن ان يتقبلوهم لان اخوانك الذين يخرجون للقرى لم يخرجوا لمكافحة الامية بل مكافحة الوطنية وترويج الاممية ---ويسألها هل تقبلين بذلك ؟ هؤلاء ليقنعوا اخوانهم المواطنين ليوافقوا على ان يقدموا هذا الوطن العزيز الى الاممية .--- التوقيع سيد حميد سيد حسين قائد الفرقة الاولى.... وهذا القائد الذى يقول فى رسالته انى اعتبر الخدمة فى هذه الفترة هى امانة الوطن والاجيال القادمة وضعها زعيم البلاد فى رقبتى ويجب ان اتهيأ لاداء الحساب فى اية لحظة --صفحة 7--- لم يتردد بتسليم نفسة للقادة الجدد بعد 8 شباط 14 رمضان عام 1963 ولم يدافع عن زعيمة.

#على_عجيل_منهل (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات