أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ساطع راجي - ذكرى هادئة وانسحاب منسي














المزيد.....

ذكرى هادئة وانسحاب منسي


ساطع راجي

الحوار المتمدن-العدد: 3058 - 2010 / 7 / 9 - 13:26
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مرت قبل بضعة ايام وبهدوء منقطع النظير الذكرى الاولى لانسحاب القوات الامريكية من المدن والقصبات العراقية وهو هدوء غريب ومستغرب في بلد صاخب بكل ملفاته، لكن يبدو ان بعض الصخب وتحديدا صخب تشكيل الحكومة الجديدة قد غطى على الذكرى.
وصف مرور ذكرى الانسحاب بالهدوء هو تقليل من حجم الصمت الذي جوبهت به المناسبة رغم اهميتها والاهتمام المتوقع بالذكرى لا يشير الى الاحتفالات التقليدية بالمناسبات او الى الخطب الرنانة التي تشيد بالاداء الذي قدمته الاجهزة الامنية العراقية، بل كان من المتوقع ان تثير الذكرى رغبة رسمية وشعبية بتقييم التجربة الامنية خلال العام المنصرم وكذلك تقييم مستوى الالتزام باتفاقية الانسحاب الموقعة بين العراق والولايات المتحدة ومدى الالتزام بها وكذلك تقييم طبيعة الاحتياجات الامنية للعراق بحكم تجربة العام الماضي وتحديد العلاقة بين انسحاب القوات الامريكية وحدوث بعض الخروقات الامنية الكبيرة خلال العام الماضي، وكذلك تحديد مستوى الحاجة العراقية الى الدعم الامريكي وفيما اذا كان العراق قد اضطر الى طلب الدعم من القوات الامريكية خلال العام المنصرم وأين ولماذا برزت الحاجة وكيف كانت الاستجابة الامريكية وهل هناك امكانية لإنهاء تلك الحاجة ام ان الوضع مستقبلا سيحتاج الى طلب المساعدة؟.
هذه بعض الاسئلة التي كان يجب ان تثار وهناك غيرها الكثير من الاسئلة الاخرى التي كان يفترض بالاجهزة الامنية والقيادات السياسية طرحها وكان على من رفض الاتفاقية الامنية بين العراق والولايات المتحدة ان يهتم بالبحث عن اجابات لهذه الاسئلة حتى لا يفسر التاريخ تلك المعارضة بانها كانت لضرورات اعلامية ونتاج لعقل شعبوي حشدي وربما بتأثير خارجي او انعكاس لمراهقة سياسية، فربما كانت بعض الانتقادات التي وجهت للاتفاقية صحيحة او ان التنفيذ قاد الى صعوبات واخطاء او ان معارضة الاتفاقية كان خطأ وعلى الذين قاموا به دين الاعتذار للعراقيين الذين أيدوا توقيع الاتفاقية عما اتهموا به من تهم شنيعة وما تعرضوا له من استهزاء وتسفيه لآرائهم، لكن الذكرى كانت هادئة والانسحاب كان منسيا!!!.
تناسي ذكرى الانسحاب واحدة من غرائب العراق الكثيرة فبعد طويل انتظار وكثير من الجدل وانقسام البرلمان والشارع العراقيين واحتدام النقاش بين القوى العراقية مرت ذكرى اهم حدث على المستوى الامني والسياسي دون اهتمام وهذه اللامبالاة والآنية في التفكير السياسي تكشف ان الحراك السياسي العراقي هو في مجمله صراع على السلطة لا يأبه كثيرا ببناء واستحقاقات الدولة ولا بهموم وحاجات المواطن ولذلك عندما بردت قضية الاتفاقية الامنية لم يبرز اي اهتمام بها او بخطوات تنفيذها وتلاشت تلك الاصوات العالية المنتقدة او المؤيدة وانشغلت بغيرها من مزايدات السياسة وصراعات السلطة بينما قد تكون عشرات او حتى مئات الانفس قد ازهقت بسبب خروقات ناجمة عن تنفيذ الانسحاب الامريكي مثلا وهو اقتراح على سبيل النقاش وليس التبني فمن يعلم ما هو حجم الخلل الذي نجم عن انسحاب القوات، كما لم يتعرض احد من الساسة او القوى بالنقاش لعملية خفض القوات الامريكية الجارية وتداعياتها المستقبلية على العراق وبالتالي لم يتطرق احد للمخططات الاقليمية التي تهمس احيانا وتضج حينا عن ملء الفراغ العراقي بعد الانسحاب الامريكي، ويبدو ان الاسئلة الجدية عن حاضر العراق ومستقبله تطرح في عواصم قريبة وبعيدة اكثر مما تطرح في العراق نفسه، وذلك يحدث ليس فقط بسبب رغبة الساسة العراقيين في التفرغ لمشاريع السلطة وترك مشروع الدولة ولكن حالة عدم الاهتمام واللامبالاة هذه ناجمة اساسا عن فقر العقل السياسي العراقي وفشله ومحدوديته، فهذا العقل الذي لم ينجح في انجاز تشكيل حكومة على مدار اربعة اشهر ونسى ان يقيم خطوة امنية كبيرة من أين له ان يطرح اسئلة بناء دولة؟!.



#ساطع_راجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قمة ومئة مليون دولار
- ألعاب تفاوضية
- هل انطلق قطار القيود؟
- ملف الغضب
- نسيان أمريكي
- جليد في بغداد
- عندما يضيع الأثر
- ملفات الصحافة في عيدها
- في القراءة الطائفية
- الامن..تحسن أم استقرار؟
- حكومة مصيدة
- عندما لايحدث شيء..جلسة مفتوحة
- واجب وطني وشرعي
- مؤتمرات البعثيين
- خط مستقيم أو صراع ديكة
- الاتراك قادمون
- انسحاب واشنطن سياسيا من العراق
- الانهماك الشعبي بالسياسة
- رئيس وزراء تسوية
- لاخطوط حمر ولا استثناء لأحد


المزيد.....




- -ضربته بالعصا ووضعته بصندوق وغطت وجه-.. الداخلية السعودية تع ...
- كيف يعيش النازحون في غزة في ظل درجات الحرارة المرتفعة؟
- فانس: في حال فوزه سيبحث ترامب تسوية الأزمة الأوكرانية مع روس ...
- 3 قتلى بغارة إسرائيلية على بنت جبيل (فيديو)
- -يمكن تناولها ليلا-.. أطعمة مثالية لا تسبب زيادة الوزن
- Honor تكشف عن هاتف متطور قابل للطي (فيديو)
- العلماء يكشفون عن زيادة في طول النهار ويطرحون الأسباب
- لماذا نبدو أكثر جاذبية في المرآة مقارنة بصور كاميرا الهاتف؟ ...
- العراق.. انفجارات وتطاير ألعاب نارية في بغداد (فيديو)
- مصر.. محافظ الدقهلية الجديد يثير جدلا بعد مصادرته أكياس خبز ...


المزيد.....

- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ساطع راجي - ذكرى هادئة وانسحاب منسي