أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - سعيد الكحل - هل اقتنع الفيزازي بالمراجعة أم هي المكيدة والمناورة ؟(1)















المزيد.....

هل اقتنع الفيزازي بالمراجعة أم هي المكيدة والمناورة ؟(1)


سعيد الكحل

الحوار المتمدن-العدد: 3058 - 2010 / 7 / 9 - 01:41
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


تناولت بعض وسائل الإعلام خبر الرسالتين اللتين وقعهما الفيزازي في مناسبتين مختلفتين :
ــ الأولى تهم الجالية المسلمة في أوربا ، وخاصة ألمانيا ، حيث كان الفيزازي إماما بمسجد القدس الموجود في مدينة هامبورغ شمال ألمانيا ؛ وتولى ، خلال شهر رمضان من سنة 2000 ، إلقاء دروس رمضانية لفائدة الجالية المسلمة والإجابة عن تساؤلات الحاضرين واستفساراتهم المختلفة. وكان الفيزازي يحث على الجهاد وقتال الكفار في كل العالم بما في ذلك ألمانيا التي احتضنته . وأظهرت التسجيلات التي قام بها أحد المترددين على المسجد الذي دأب على تصوير دروس الفيزازي بواسطة كاميرا هواة وإعدادها للبيع في محيط المسجد، أظهرت وجود بعض منفذي عمليات أحداث 11 شتنبر 2001 الإرهابية في مسجد القدس من بين المستفيدين من دروس الفيزازي. مما يدل على تشبعهم بفقه التكفير وثقافة القتل وسفك الدماء التي كان ينشرها الفيزازي ويحرض عليها . لكن الرسالة التي وجهها إلى الجالية المسلمة في 21 يوليوز 2009 عبر فيها عن تراجعه عن دعواته التكفيرية بإزالة الكفار من الحكم ، ودعا أبناء الجالية المسلمة هناك إلى نبذ العنف والتطرف . وقال معترفا : "اتخذنا منعطفا خاطئا و تجاوزنا الهدف." بل غيّر موقفه من القتال في ألمانيا التي قال عنها في رسالته "ألمانيا ليست ساحة معركة... كل مهاجر لديه عقد مع الدولة الألمانية التي يجب التقيد بها،ألمانيا ، لديها حرية الدين التي لا وجود لها في العديد من البلدان الإسلامية".
ــ الرسالة الثانية تتعلق بالموقف من الخروج على ولي الأمر وقتاله . والرسالة ، في جوهرها ، نقد لبعض المضامين التي جاءت بها مبادرة "أنصفونا" التي وقعها أبو حفص وبعض نظرائه من شيوخ التطرف من داخل السجن . إذ كانت للفزيزازي الجرأة في وصف الأفكار التي يحملها هؤلاء الشيوخ بأنها تشكل "أرضية خصبة للعنف والتطرف." وهذا موقف صريح يواجه شيوخ التطرف بحقيقة أفكارهم ويحمّلها مسئولية إنتاج العنف والتطرف والتشجيع عليهما . وإذا كان من خلاصات أولية يمكن التنبيه إليها ، فهي كالتالي :
أ ـ إقرار الفيزازي بأن دعواته إلى قتال الكفار في الغرب والحكام في بلاد المسلمين ، هي دعوات "خاطئة" جعلته يتجاوز "الهدف" . ولعله يقصد الهدف الذي ينبغي للداعية والعالم أن يلتزما به في الدعوة والإرشاد .
ب ـ الإقرار بأن العقائد التي يحملها نظراؤه من شيوخ التطرف هي مصدر العنف والتطرف . وهذا إقرار ضمني بأن من يحمل هذه الأفكار والعقائد هو شريك فيما يترتب عنها من تطرف وأعمال عنف .
ج ـ باعتبار العنف والتطرف هما نتيجة مباشرة للعقائد والأفكار التي يحملها وينشرها شيوخ التطرف المعتقلين على خلفية الأحداث الإرهابية ، فإن الفيزازي يقر ضمنا بأن الدولة لم تظلم الشيوخ حملة هذه الأفكار والعقائد التي هي "أرضية خصبة للعنف والتطرف" حين اعتقلتهم . وبالتالي فالاعتقال والمحاكمة لهما ما يبررهما . وهذا رد مباشر وصريح على مبادرة "أنصفونا" التي أراد بها أبو حفص وبعض زملائه من شيوخ التطرف أن يضغطوا على الدولة من أجل إطلاق سراحهم وهم يحملون نفس العقائد والأفكار . مما يُبقي على مزاعم هؤلاء الشيوخ بأنهم مظلمون حين اعتقالهم ، ولا يُرفع عنهم هذا "الظلم" إلا بإطلاق سراحهم مشفوعا باعتذار الدولة وجبر الضرر الذي لحقهم . فالمبادرة لا تقر بالخطأ كما لا تعلن التراجع عنه . بل تكرسه انطلاقا من العنوان "أنصفونا" .والإنصاف لا يكون إلا لفائدة المظلوم . وكون الفيزازي يعلن صراحة خطأ الأفكار التي تتضمنها مبادرة أبو حفص وزملائه ، فهو يقر بإدانة أصحابها وينفي عنهم كل مظلومية يدّعونها . فما مدى مصداقية المواقف الجديدة التي عبر عنها الفيزازي واتخذها ؟ طبعا لا ننطلق من التشكيك فيها وفي نوايا صاحبها ، بقدر ما نتمنى بكل صدق أن يكون الفيزازي قد أدرك حقا خطأ العقائد التي تشبع بها ونشرها وحرض عليها ، وليس فقط خطأ الأسلوب الذي اتبعه أو الأهداف التي رسمها . لأن خطأ الأسلوب أهون من خطأ العقائد . وتصحيح أخطاء الأسلوب لا يؤدي بالضرورة إلى تصحيح خطأ العقائد . فعمليات القتل والتدمير التي ارتكبها المتطرفون في كثير من دول العالم ، لم تكن ناتجة عن خطأ الأسلوب أو الهدف . فالعنف هو عنف بأي أسلوب ارتكبه الشخص المتطرف . والاقتصار على نقد الأسلوب لا يعني وقف العنف أو محاصرته . لهذا وجب التركيز على نقد العقائد والأفكار التي تحمل بذور العنف وتُشجع عليه . وهذا هو النهج الذي اختاره رموز التطرف في مصر وليبيا مثلا لما بادروا إلى مراجعات تمس العقائد التكفيرية والجهادية التي تأسست عليها التنظيمات المتطرفة والجماعات المقاتلة . وخير نموذج في هذا ما قام به الدكتور فضل في مصر وقادة الجماعة الليبية المقاتلة . لهذا يمكن إبداء الملاحظات التالية بخصوص ما عبر عنه الفيزازي من مواقف في الرسالتين معا :
1 ــ إن الفيزازي لم يحدد موقفه من العنف باسم "الجهاد" في بلاد الإسلام الذي تمارسه التنظيمات الجهادية بما فيها تنظيم القاعدة . فقد دعا المسلمين في أوربا إلى نبذ العنف في بلاد الغرب التي اعتبرها بلاد التسامح وحرية الاعتقاد ، لكنه لم يصدر عنه ما يفيد هذه الدعوة في بلاد المسلمين . وإن كان الفيزازي حقا يدرك أخطاء الأفكار والعقائد التي تنتج العنف وتشجع عليه ، فعليه الإعلان عن رفضه لهذه الأفكار وممارستها داخل بلاد المسلمين . ويترتب عن هذا أن الفيزازي مطالب بمراجعة مواقفه والأفكار التي أنتج وروج ضد المواطنين المغاربة الذين ينتمون للأحزاب اليسارية ، وعموم الديمقراطيين الذين ظل يكفرهم ويدعو إلى قتلهم بتهمة "الردة" كما في قوله وفتواه ( ما يجري على الساحة المغربية اليوم إنما هو صراع مبادئ أولا وأخيرا، طرفاه الأساسيان ليست الحكومة والسلفية، بل التيارات الملحدة على رأسها اليسار المغربي على لسان محاور الشر "الاتحاد الاشتراكي" أو الاشتراكي و"الأخباث المغربية" و"ليبراسيون"؛ فالصراع إذن بين أيديولوجية الزندقة والإلحاد والردة من جهة وبين عقيدة الإسلام عقيدة أهل المغرب وعقيدة المسلمين في أنحاء العالم من جهة ثانية.) . وعقيدة التكفير هذه التي يؤمن بها الفيزازي هي التي شرعنت له تكفير الحكومة المغربية في جوابه أحد السائلين كالتالي :
+ السؤال ؛ سيدي الشيخ، إذا كانت القضية بين تيار الكفر والزندقة والإلحاد.. فهل أنتم تكفرون الحكومة الحالية؟
+ الجواب ؛ نعم.) . ويؤسس الفيزازي حكم التكفير هذا ضد الحكومة على التالي ( والحكومة المغربية ككل حكومة لا تحكم بما أنزل الله قال الله فيها: "ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون" و"ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الظالمون" و"ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الفاسقون".) . للحديث بقية .



#سعيد_الكحل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل غدا -الجهاد- ضد الشعب المغربي مقدما عن الجهاد ضد الاحتلال ...
- النقاب الدخيل والنقاب الأصيل !
- هل سينفذ تنظيم القاعدة تهديده ضد المونديال ؟
- هل تحترم الجمعية حقوق الإنسان حتى تدافع عنها ؟
- التطرف عقائد واحدة غايتها فرض الوصاية على المجتمع (6) .
- الحوار الذي لم ينشره موقع إسلام أون لاين حول جماعة العدل وال ...
- الغلو والتطرف دوائر تتكامل في الأهداف والوسائل (5) .
- حوار لفائدة جريدة المنعطف
- بعد سبع سنوات عن الأحداث الإرهابية ، أين المغرب من خطر الإره ...
- التطرف ثقافة ومواجهته فرض عين وليس فرض كفاية(4) .
- التجديد ولعبة وضع السم في العسل؟(3)
- متى يدرك المثقفون مثل الأستاذ الساسي غلو التجديد وتطرف أصحاب ...
- وأخيرا أدرك الساسي غلو التجديد وتطرف أصحابها !!(1)
- الفساد واللاعقاب يقودان حتما إلى الكارثة أو الفتنة .
- مبادرة -أنصفونا- تخلو من عناصر الاتزان والإنصاف والمصداقية.
- مبادرة -أنصفونا- بحاجة إلى الوضوح والإقرار وليس الغموض والإن ...
- مبادرة -أنصفونا- صرخة إنكار وليست مراجعة واعتذار .
- جماعة العدل والإحسان بين تكتيك الدولة وارتباك القضاء .
- المرأة بين حركية الواقع وتحجر الفقه .
- ماذا لو تحولت فاجعة مكناس إلى بداية حقيقية لعهد الحساب والعق ...


المزيد.....




- تفجير جسم مشبوه بالقرب من السفارة الأمريكية في لندن.. ماذا ي ...
- الرئيس الصيني يزور المغرب: خطوة جديدة لتعميق العلاقات الثنائ ...
- بين الالتزام والرفض والتردد.. كيف تفاعلت أوروبا مع مذكرة توق ...
- مأساة في لاوس: وفاة 6 سياح بعد تناول مشروبات ملوثة بالميثانو ...
- ألمانيا: ندرس قرار -الجنائية الدولية- ولا تغير في موقف تسليم ...
- إعلام إسرائيلي: دوي انفجارات في حيفا ونهاريا وانطلاق صفارات ...
- هل تنهي مذكرة توقيف الجنائية الدولية مسيرة نتنياهو السياسية ...
- مواجهة متصاعدة ومفتوحة بين إسرائيل وحزب الله.. ما مصير مفاوض ...
- ألمانيا ضد إيطاليا وفرنسا تواجه كرواتيا... مواجهات من العيار ...
- العنف ضد المرأة: -ابتزها رقميا فحاولت الانتحار-


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - سعيد الكحل - هل اقتنع الفيزازي بالمراجعة أم هي المكيدة والمناورة ؟(1)