أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم حبيب - الزيارات المليونية والموت في العراق!














المزيد.....

الزيارات المليونية والموت في العراق!


كاظم حبيب
(Kadhim Habib)


الحوار المتمدن-العدد: 3057 - 2010 / 7 / 8 - 09:30
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حين يصاب شعب ما أو فئة ما من شعب بوعي مزيف, لا يستطيع تقدير أفعاله ولا العواقب التي تترتب عنها أو عليها. وهذا ما يشاهد اليوم في العراق. فنسبة مهمة من السكان من أتباع المذهب الشيعي المتدينة مصابة بوعي ديني ومذهبي مزيف وخطير غذته ولا تزال تغذيه الأحزاب الإسلامية السياسية الطائفية التي سعت إلى تعميق الطائفية والصراع الطائفي في المجتمع بأمل الحصول على أكثر الأصوات في الانتخابات العامة وعلى أكثر المقاعد في المجلس النيابي ومجالس المحافظات من أجل الاحتفاظ بسلطة طائفية مهيمنة على الحكومة رغم مشاركة قوى طائفية أخرى وقومية في الحكم. وهذه الأحزاب السياسية الإسلامية الشيعية غذت ولا تزال تواصل تغذية وعي ديني ومذهبي مزيف يدعي أن زيارات مراقد أئمة الشيعة يعتبر تحدياً مذهبياً ضرورياً لتأكيد التزام هؤلاء الناس بالمذهب الشيعي والتصاقهم بالأحزاب التي تنادي وتدعو إلى ممارسة تلك الطقوس المغالية التي لم تكن في السابق موجودة ومنها السير على الأقدام من مناطق بعيدة جداً صوب كربلاء أو النجف أو الكاظمية أو سامراء على سبيل المثال لا الحصر. ولكن لهذه اللوحه جانبها الآخر الذي يغذي الكراهية ضد السنة كما يحصل في الكثير قراءات الروزخونية وكأن السنة مسؤولون عن دم الحسين وبقية صحبه.
لا شك في أن الأحزاب الإسلامية السياسية تتخذ من الدين ومن الطقوس المذهبية وصلاة الجمعة, سواء أكانت شيعية أم سنية, أداة للتأثير في الناس وكسبها إليها ولا تبالي إن كانت هذه الأساليب تقود إلى الموت, إذ أن الموت في نظرها قضاءً وقدرً من جهة, ومفيد لتشديد الاصطفاف والاستقطاب الطائفي الذي يساعد على بقاء فجوة للكراهية بين الشيعة والسنة في المجتمع من جهة ثانية. وهي الإساءة الكبرى التي تمارسها هذه القوى بحق المجتمع ونسيجه الوطني ووحدته الضرورية. ليس غريباً أن تمارس هذه الأحزاب ذلك, فهي قائمة أساساً على قاعدة طائفية تميز بين الناس على أساس الدين والمذهب والفكر.
إذا كانت ممارسة هذه "الأداة الغلط" والخطرة مفهومة من جانب الأحزاب الإسلامية السياسية, رغم إدانتها من قبل المجتمع ومن كل الوثائق الدولية الخاصة بحقوق الإنسان, فأن موقف المرجعيات الدينية المحرض أو الساكت عن هذه الممارسات من جانب قوى الإسلام السياسية, يعتبر موقفاً خطيراً وانتهازياً ومسيئاً للدين ويتسبب في موت الكثير من البشر, كما إنه فرصة مناسبة للإرهابيين على توجيه كراهيتهم للإنسان وحقدهم عليه بتفجيرات انتحارية تأخذ معها إلى القبر المزيد من الناس الأبرياء وجرحى ومعوقين غالباً ما يخرجون من دائرة العمل أو المشاركة في النشاط الاقتصادي.
وفي كل من هذه المناسبات "الشيعية" السابقة والمصطنعة والجارية إلى يومنا هذا سقط الكثير من البشر (1000 إنسان دفعة واحدة حين كان الجعفري رئيساً للوزراء). وكان المسؤول عن دماء هؤلاء ليس القتلة الجبناء فحسب, بل وأولئك الذين شجعوا وسمحوا على تنظيم هذه المسيرات والذين لم يقفوا ضدها أو يمنعوها.
من هنا يصعب على الإنسان أن يقتنع بأن المرجعيات غير طائفية ولا تميز بين الناس ولا تقبل بالبدع كالضرب على الصدر (اللطم) والضرب بالسلاسل ذات السكاكين الحادة على الظهر (الزنجيل) أو فج الرأس بالسيف (التطبير), بمن فيهم الرضع والأطفال الصغار, أو السير على الأقدام لمسافات طويلة للحصول على ثواب يتطاير به قبل ذاك جسم الإنسان بشظايا القتلة.
ايها السادة, يا من تديرون أحزاباً إسلامية سياسية مذهبية, يا من تمارسون السياسات الطائفية في الحكم وخارجه, يا من تفرحون لموت إنسان عراقي لأن هذا الموت يساهم في تشديد وتعميق الكراهية والحقد الطائفي لدى الناس البسطاء من ذوي الوعي الديني والمذهبي والسياسي والاجتماعي المزيف, يا من ترعبون حتى المرجعيات على قول الحق ومنع هذه الممارسات, ويا من تتاجرون باسم الدين لكسب أصوات الناس, كفوا عن هذه السياسة الغبية واللعينة التي تقود الناس إلى حتفهم وتجعل من العراق ساحة مقيتة يموت فيها يومياً الكثير من الناس, كفوا عن سياسة التجهيل والعدمية, كفوا عن تزييف وعي الإنسان بخرافات وبدع لا يقبلها عقل الإنسان السوي والمتنور.
إن وجودكم في السلطة سيتقلص يوماً بعد يوم بالقطع بحكم ممارساتكم المنافية للإنسان وحقه في الحياة والتي لا يرضى بها حتى الخالق الذي تؤمنون به, أن وجودكم في السلطة سيتقلص لأن الإنسان لا يمكن أن يبقى مشدود العينين ومغلق العقل والفؤاد طويلاً وهو يرى كل الفساد المالي والإداري وكل التمييز ضد الإنسان وكل الموت اليومي وكل البعد عن أداء الدولة لدورها في توفير الخدمات, كالكهرباء في حر الصيف اللافح, وإعادة عجلة الحياة الاقتصادية السليمة إلى العمل والإنتاج ومكافحة البطالة والفقر المدقع والفجوة المتسعة بين الفقراء والأغنياء.
إن موت 40 إنساناً من زوار مرقد الجوادين وجرح وتعويق أكثر من 60 إنساناً في يوم واحد لا يمنح الشرعية لحكومة لا تحترم حياة أبنائها ولا تتخذ الخطوات الفعلية لمواجهة هذا الإجرام المتصاعد ومنع تلك التحركات الجماهيرية الواسعة وغير المطلوبة ولا الملزمة ضمن فروض العبادة لدى المسلمات والمسلمين عموماً ولا هي ملزمة للشيعة أيضاً.
إن من يُفترض أن يحاكم ليس القاتل الجماعي وحده, بل من وفر له وسهل عليه سبيل ممارسة القتل الفردي والجماعي. إن عدم منع هذه الزيارات تدخل ضمن توفير وتسهيل مهمة الإرهابيين في قتل الناس بدم بارد. ولكن الذي سهل ذلك هو الآخر يمارس اللعبة بدم بارد ولا يهمه موت الناس بل يهمه إبقاء راية الطائفية المقيتة مرتفعة وراية المحاصصة مرفرفة والبقاء في السلطة,



#كاظم_حبيب (هاشتاغ)       Kadhim_Habib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تقرير عن احتفالية اليوبيل الماسي لصديق الكورد البروفيسور كاظ ...
- خلوة مع النفس .. الصداقة كنز.. وخيانة الأمانة والصداقة رجس ش ...
- لنعمل من أجل بناء الديمقراطية الغائبة في العراق؟
- كاظم حبيب: الاعلام الكردي لا يزال ضعيفا وبحاجة إلى موضوعية
- هل من علاقة جدلية بين النضال المطلبي للشعب والنضال في سبيل ا ...
- ثورة العشرين (1920) في العراق
- إسرائيل ... إلى أين؟
- هل ينفع حكام إيران ترحيل مشكلاتهم الداخلية صوب الخارج؟
- كلمة كاظم حبيب في احتفالية تكريمه في أربيل
- إيران تواصل سياستها العدوانية إزاء العراق!
- متى يمكن تطبيق مبدأ التداول الديمقراطي للسلطة في العراق؟
- خلوة مع النفس: هل القسوة وعدم التسامح يشكلان جزءاً من سلوكنا ...
- حول صياغة مشروع مدني ووطني ديمقراطي حديث للعراق الاتحادي
- العراق والسرقة الأدبية... !
- في الذكرى العاشرة لوفاة عامر عبد الله / عامر عبد الله الكاتب ...
- مات صديقنا العزيز أبو عشتار ... مات عبد الرحمن الجابري..
- أصوات الشهداء تتصاعد من مقابرنا الجماعية, فهل نحن صاغون لها؟
- جريمتان ترتكبان في العراق , فما هما؟
- هل ناضلنا حقاً من أجل هذا الواقع التعليمي المزري في العراق؟
- اتساع الفجوة الاجتماعية بين الأغنياء والفقراء في العالم الرأ ...


المزيد.....




- -عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
- خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
- الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
- 71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل ...
- 20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على ...
- الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية ...
- روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر ...
- هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
- عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم حبيب - الزيارات المليونية والموت في العراق!