|
الفنان - محمد صبحي- ومسلسل - الحكومة العراقية القادمة-..!!
مها عبد الكريم
الحوار المتمدن-العدد: 3056 - 2010 / 7 / 7 - 21:12
المحور:
كتابات ساخرة
قبل عدة سنوات من الان تم انتاج مسلسل مصري بعنوان " فارس بلا جواد" كان من بطولة النجم المصري المعروف محمد صبحي، المسلسل انتج ليعرض في شهر رمضان لذلك العام لكن قبل العرض حدثت ضجة اعلامية كبيرة حوله سببها كما اعلن وقتها ان اسرائيل طالبت مصر بعدم عرضه على اعتبار ان المسلسل يحرض على العداء ضدها من خلال التطرق الى كتاب "بروتوكولات صهيون " وكان للضجة الاعلامية التي اثيرت قبل العرض دور كبير جدا في جذب انتباه المشاهدين وحتى استعجال حلول شهر رمضان لمشاهدته ! في وقت انتاج وعرض المسلسل لم يكن في العراق قنوات فضائية وستلايت مع هذا نقل تلفزيون العراق اخبار الضجة الاعلامية حول المسلسل ووعدنا بعرض المسلسل خلال شهر رمضان كما عرض مجموعة من اللقاءات الصحفية والفنية مع كادر عمل المسلسل وممثليه ومخرجه ومؤلفه وكان الجميع يعترض بشدة ويرفض مطالب اسرائيل حول المسلسل...!، لكن ما بقي في ذاكرتي حتى الان لقاء مع نجمه محمد صحبي ابتدئة بالاعتذار للمشاهد العربي عن مسلسله الجديد لانه لن يجد فيه ما اضفته الضجة الاعلامية على المسلسل من اهمية وعظمة وان محمد صبحي في المسلسل لن يكون البطل الشجاع الذي يدافع عن قضية العرب الاولى فلسطين.. واقر ان تلك الضجة بقدر ما ستجذب انتباه الجمهور العربي لمتابعة المسلسل وهو امر مفرح بالنسبة له الا انها ستكون سيئة التأثير عندما لا يجد المشاهد ما يأمله في ابطاله او قصته ولذلك هو يشعر بالخجل او الاسف لانه لم يقدم ذلك العمل الذي يتعطش له الجمهور وان الضجة الاعلامية كانت اكبر كثيرا من حجم المسلسل. وبالفعل عرض المسلسل وكانت قصته تدور حول مصري ولد في اواخر ايام الدولة العثمانية وتربى في ظروف غريبة في بيت عائلة تركية هي عائلة والدته التي توفيت بعد ولادته وكبر ليتحول الى ثائر ضد الاحتلال الانكليزي لمصر تعتمد مقاومته تلك على القيام بمغامرات عجيبة تشبه مغامرات "زورو " فيتنقل من سطح الى اخر برشاقة بينما يطاره الجنود الانكليز ويقوم بتغيير هيئته وشكله عدة مرات يساعده في ذلك ارتدائه لاقنعة مطاطية لم تكن موجودة اساسا وقت احداث المسلسل في مطلع القرن العشرين!!.. اما موقع ":بروتوكولات صهيون" من المسلسل فلم يكن الا مجرد اشارة عابرة للكتاب اثناء حديث بطل المسلسل مع احدى بطلاته وملخص ذلك الحوار الذي لم تتجاوز مدته الخمس دقائق كان ان البطل يخبر البطله انه قرأ ذلك الكتاب واطّلع كثائر مهتم بقضايا بلده وامته على مخططات الصهونية العالمية ...! ومع ان المسلسل كان هزيلا الا اني احترمت شجاعة الفنان محمد صبحي واحساسة العالي بالمسؤولية تجاه جمهوره وهذا جعله يقر ان المسلسل ليس عظيما واعتذر للجمهور مقدما لانه كفنان حصل على الاهتمام الذي يرجوه لكنه لن يقدم لهم ما يرجون !!... تذكرت كل ذلك وانا اتابع الضجة اليومية حول من سيتسلم منصب رئاسة الوزراء خصوصا ان هذه الضجة اصبحت تتصاعد بعد تصريحات الائتلاف ووصول بايدن الى بغداد وتصريحات العراقية ودعوات من هنا وهناك تطالب المالكي مرة بقبول شروط الائتلاف واخرى تدعوه للائتلاف مع العراقية و و و ...ومن لا يعرف ما يدور في العراق سيعتقد ان ما يخلف هذه الضجة حكومة ستحقق المستحيل او كما يقولون في مصر "ان تحت القبة شيخ" ! لابد ان ينتهي هذا الجدل بتولي احد المرشحين للمنصب لكننا مع هذا لا نتوقع من اياً منهما ان يدلي لنا بعد توليه بتصريح شجاع على شاكلة تصريح " محمد صبحي " يخبرنا فيه ان مسلسل الحكومة القادمة هو مسلسل هزيل وان قصته ستكون مكررة ومملة وان كل هذه الضجة ستنتهي على ( فاشوش)، لاسباب عديدة منها ان المقدمة العظيمة للحكومة القادمة صارت تقنعنا يوما بعد اخر ان النتيجة ستكون ذاتها او اسوء وان الحكومة القادمة بغض النظر عمن سيشكلها ستستمر في تقديم الوعود وتعليق عدم تنفيذها على شمّاعات الارهاب والمحاصصة والفساد، وان نموذج مجادلات تشكيل الحكومة سينتقل بعد ذلك الى البرلمان القادم وعندها سنشبع جدال وازمات !!، وسبب اخر ان المُتَنافسان سبق لهما تولي المنصب وقد قدما لنا خلال فترة توليهما تلك اسوء مثال عن عهد الديمقراطية وكانت الحصيلة منها ازمات لا تنتهي وفقر وبطالة وازدياد معدلات الفساد ومآس تزداد يوما بعد اخر.. ولماذا يصرحون او يعتذرون ونحن نعلم - وهم يعلمون اننا نعلم- يقيناً انهم يتصارعون من اجل مصالحهم الخاصة لا من اجلنا وكل ما عدا ذلك مجرد تهويل ليبدو خلافهما عميقا وذو ابعاد ايديولوجية او سياسية او حول برنامج الحكومة القادمة ..." انهم يكدرون مياههم ليهموا الناس بالعمق" ! لكن اسوء ما في الموضوع هو قيام هذه الضجة الكبيرة كلها على خيارين، المالكي او علاوي وفي احسن الاحوال احد المقربين لهما وعادة ما يكون على نفس الشاكلة، وكأنه مكتوب على العراق والعراقيين ان تنحصر فرص خلاصهم بالمفاضلة بين سيء واسوء !! لم يكن الفنان " محمد صبحي " مضطرا للاعتذار من جمهوره فمسلسله احتوى على الاقل على بعض المشاهد الكوميدية الخفيفة، وحتى لو لم يكن بمستوى الضجة كان بامكان الجمهور وبكل بساطة ان يغيروا القناة الفضائية التي تعرضه ليشاهدوا غيرها وحتى نحن في العراق ومع اقتصار الخيارت عندنا في ذلك الوقت على قناتين كان بأمكاننا التحول الى القناة الثانية او اغلاق التلفزيون كَحل اعتدنا عليه .. لكن بربكم ماذا يمكننا ان نفعل الان والمسلسل الكئيب والممل والطويل على الابواب وليس امامنا اي مهرب منه ؟؟!!
#مها_عبد_الكريم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ذاكرة الاخضلال والهشيم
-
خواطر... انتخابية !
-
-القاتل الخفي- مازال يفتك بسكان حي الانصار في النجف
-
فلم -بابل- .. الاختلاف وهاجس الارهاب
-
قناة الشرقية والاستمرار في تشويه صورة الفن العراقي
-
هوامش من ذاكرة لا تحفظ الأسباب
-
من هوامش ذاكرة لا تحفظ الأسباب
-
ارتجال..
-
اليوم السادس.. اليوم الحاسم
-
أزمة الكهرباء الوطنية ومزنة الانتخابات ..!
-
حتى رئة بغداد لم تسلم ....!!
-
سجل الزوار ..-قصة قصيرة-
-
احتجاج
-
انتظريني..
-
انتظريني ..
-
وسط شعب تخلى عن وطنيته , مستقبل العراق على كتف متسول محتال و
...
-
على ضفة الانتظار ..على حافة الانتحار !
-
الحُجب
-
فصل جديد في قضية مستمرة
-
(تخيلها حدثت هكذا !!)مسرحية من فصل واحد
المزيد.....
-
جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس
...
-
أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
-
طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
-
ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف
...
-
24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات
...
-
معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
-
بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
-
بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في
...
-
-الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
-
حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش
...
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|