|
الحاله الفلسطينيه المستعصيه ... إلا بإنتفاضه جديده
فيصل البيطار
الحوار المتمدن-العدد: 3056 - 2010 / 7 / 7 - 19:02
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
من المفترض أن ينتهي قرار تجميد الإستيطان في الضفه الغربيه في 26 ايلول القادم، القرار إتخذته الحكومة الإسرائيليه نهاية العام المنصرم بعد ضغوضات أمريكيه وإشتراطات فلسطينيه لإنخراطهم مجددا في مفاوضات جديده غير مباشره هذه المره لم تحقق أي تقدم بعد حوالي ثلاثة أشهر من بدءها على صعيد القضايا السبع التي تناولتها، وهي ( القدس والحدود، الأمن، اللاجئين، المستوطنات، المياه، الإفراج عن الأسرى، تعويض الشعب الفلسطيني عن الاحتلال )، ورغم قرار التجميد المعلن، إلا أن إسرائيل لم توقف عمليا نشاطاتها الإستيطانيه في الضفه الغربيه، فقد إستمرت عمليات التحضير والبناء الفعلي دون توقف وبلا أية ضجة إعلاميه أو سياسيه كما في مستوطنات كريات أربع ومعاليه أدوميم وكيدار وغيرها،ولم تتوقف عن مصادرة الأراضي بهدف إستكمال بناء جدارها العنصري .
ومع إنتهاء مدة العشرة أشهر التي حددها القرار، فإن إسرائيل وتناغما مع توجهات الإئتلاف اليميني الحاكم وقرار مركز الليكود في 24/6 ستعمد إلى بناء آلاف الوحدات السكنيه مع مرافقها الخدميه كالمدارس والمستشفيات وغيرها، لإستيعاب المزيد من المستوطنين الذين يبلغ عددهم الآن نصف مليون إسرائيلي يحتلون 42% من أراضي الضفة الغربيه حسب منظمة (بتسليم ) الإسرائيليه المعنيه بحقوق الإنسان، وكبدايه، فإن هناك مشاريع جاهزه لبناء 2700 وحده إستيطانيه في الضفه الغربيه مباشرة بعد 26 أيلول، سيتلوها مشاريع أخرى يجري الإعداد لها بالفعل، حيث تعمل مجالس المستوطنات بجهد فوق العاده لإعداد الخرائط الهيكليه الجديده لوحدات أخرى وإنهاء الإجراءات القانونيه المتعلقه بها، وهذا لايشمل بالطبع مشاريع البناء والتوسع الإسرائيلي في محافظة القدس التي لم يشملها قرار التجميد بإعتبارها جزءا من دولة إسرئيل حسب التصور الإسرائيلي .
وحسب القناة العاشره الإسرائيليه، فإن الرئيس الأمريكي لن يطلب من نتانياهو تمديد فترة إيقاف الإستيطان في الإجتماع المزمع عقده بينهما تجنبا لإحراج الأخير ومحاولة لردم الهوة بينهما رغم أن أوباما لا يرتاح كثيرا لنتانياهو . وربما أيضا لمعرفة الرئيس الأميركي بإستحالة التقيد الإسرائيلي بهكذا طلب في ظل تشكيلة حكوميه يمينيه والإحتمال القوي في إدارة اسرائيل ظهرها لهكذا مطلب ومن ثم إظهار أوباما بمظهر العاجز عن فرض موقف ما بعد وعوده الواضحه والمحدده بداية ولايته بحل عادل قائم على أساس الدولتين، وأيضا بسبب قرب الإنتخابات الأمريكيه التشريعيه الجزئيه المقرره خريف هذا العام وإحتمال أن تؤدي إلى خسارة الديموقراطيين لبعض مقاعدهم مع ضغوضات مراكز التأثير الأمريكيه المؤيده بقوه لإسرائيل ومشاريعها التوسعيه في القدس والضفة الغربيه .
المؤتمر الصحفي لأوباما مع شريكه رئيس الوزراء الإسرائيلي وكما توقعت القناة العاشره، لم يتناول قضايا الإستيطان ولم يدعو لوقفه كشرط لمباحثات إسرائيليه – فلسطينيه، بل جاء بتأكيد الرئيس الأمريكي هذه المره، على ضرورة الذهاب إلى مفاوضات مباشره بين الطرفين لم يضع سقفا زمنيا لها ولم يشر فيه إلى حل الدولتين وتحديد مرجعيه واضحه للحل النهائي، دون أي إعتبار للمطالب الفلسطينيه ووعوده السابقه، وإذا ما تم إسقاط الشرط الفلسطيني بوقف الإستيطان وضرورة العوده للمفاوضات من حيث إنتهت في ديسمبر 2008 وهو الذي حصل بالفعل، فإن ذهاب الفلسطينيين لمائدة الحوار المباشر أوغير المباشر تبدو عبثيه ولا من نتائج فعليه لها ضمن تصوراتهم للحل العادل والدائم، وهي بالفعل كذلك حتى بدون إستمرار الإستيطان مع حكومة نتانياهو اليمنيه .
وقد أثبتت تجربة الشهور الماضيه في المفاوضات غير المباشره وحسب تصريحات القاده الفلسطينيون المعنيون بها، أنها لم تحقق أي تقدم، وأنهم لم يتسلموا أي رد من الراعي الأمريكي حول ملاحظاتهم بشأن الحدود والأمن والقضايا المتعلقه بالحل النهائي، كما لم يتسلموا ردودا حول القضايا السبع مدار المفاوضات غير المباشره، مما يعني أن الشريك الإسرائيلي غير جاد في التوصل لسلام عادل ودائم، وكل ما يريده، هو مفاوضات مراوغه وطويله الأمد يجري أثناءها إستكمال المخططات الإسرائيليه في الإستيلاء على أراض الضفه الغربيه دون شوشره سياسيه وإعلاميه وبغطاء فلسطيني هذه المره وكما كان يحصل سابقا .
وتكاد تجمع الأطراف الفلسطينيه بما فيها قيادات في حركة فتح، على أن حكومة اليمين الإسرائيلي غير جاده وليست معنيه بالسلام وفق قرارات الشرعيه الدوليه وحل الدولتين، وأن الإدارة الأمريكيه قد تراجعت عن الوعود التي أطلقها الرئيس الجديد أوباما بداية ولايته وعلى الأخص تلك التي جاءت في خطابه في جامعة القاهره، ولم يبق أمامهم سوى إيجاد الحلول بعيدا عن المفاوضات والضغوضات الأمريكيه على طرف واحد هو الفلسطيني لا غيره، أما الوعود التي قطعها أوباما للرئيس الفلسطيني في زيارته الأخيره، فلم يتحقق منها شيئا ولم يعد أبو مازن من زيارته تلك، إلا بمنحه ماليه بلغت 400 مليون دولار، وجاء إجتماع اوباما مع نتانياهو ليؤكد أن الطرف الفلسطيني – العربي هو الأضعف، وغير القادر على التأثير بمجرى الأحداث على العكس تماما من الشريك الإسرائيلي الذي تمكن من إنتزاع المزيد من التفهم والتضامن معه بعيدا عما جاء في ورقة أبو مازن والتي أبدى أوباما إرتياحا لها في حينه .
أمام الموقف الإسرائيلي المدعوم أمريكيا، لايملك أصحاب القرار الفلسطيني سوى اللجوء إلى الحليف العربي والإحتماء به . فقد طالبت فلسطين جامعة الدول العربيه بعقد إجتماع على مستوى وزراء الخارجيه للجنه الخاصه بمتابعة مبادرة السلام العربيه، وهناك دعوات فلسطينيه لنقل الموضوع إلى الأمم المتحده لإنتزاع قرار من مجلس الأمن بالإعتراف بدولة فلسطين حسب قرار عربي سابق، على إستحالة إنتزاع هكذا قرار مع الموقف الأمريكي الساند بقوه للحكومة الإسرائيليه اليمنيه في المنظمه الدوليه، وبكلمه أخرى فإن الفلسطينيين أنفسهم ، يساهمون في إضاعة الوقت الثمين ويقدمون الخدمات المجانيه للإحتلال الإسرائيلي بإعطائه مثل هذا الهديه لإستكمال مشاريعه في إلتهام إجزاء أخرى جديده من أراض الضفه الغربيه وإستكمال بناءه للجدار العنصري العازل .
آن لأصحاب القرار الفلسطيني أن يدركوا، أن الحقوق الوطنيه المشروعه، لن يتم فقط بمزيد من المفاوضات المباشره أو غير المباشره، والذهاب لمجلس الأمن أو التواصل السياسي والدبلوماسي مع الأمريكان والإتحاد الأوربي وروسيا والرباعيه الدوليه، نعم كل هذا يمثل شكلا من أشكال النضال الوطني الفلسطيني، لكنه يبقى دون تأثير ونتائج فعليه ضاغطه على الطرف الإسرائيلي ما لم يصاحبه تحرك على الأرض الفلسطينيه ذاتها والإحتكام هذه المره للشارع الفلسطيني نفسه المتضرر من الإحتلال بمصادرة أراضيه وبناء المستوطنات فوقها مع كم هائل من أشكال المعاناة اليوميه التي فرضها الإسرائيليون بإحتلالهم وقوانينهم الجائره . التحرك على الأرض، بتوظيف طاقة الجماهير الهائله والمجربه وإستنباط وسائل نضاليه فاعله وغير ضاره بالمجتمع الفلسطيني هو الذي من شأنه أن يعزز ويعطي قيما جديده منتجه ومؤثره للتحرك السياسي والدبلوماسي على الصعيد الدولي، وهو ما يجب أن تلتفت له المنظمات الفلسطينيه وخصوصا اليساريه منها قبل فوات الأوان .
#فيصل_البيطار (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
برمجة الجماهير ودور الأحزاب الدينيه
-
رسائل المرمره التركيه ودرسها المستفاد
-
لِمَ نكتب ولمن وأين ؟ الأخير .
-
لِمَ نكتب ولمن وأين ؟ تابع ثان .
-
لِمَ نكتب ولمن وأين ؟ تابع أول .
-
لِمَ نكتب ولمن وأين ؟
-
الزنزانه رقم 62
-
فاتنات وشهيرات وعشاق
-
الإستراتيجي والراهن في الشأن العراقي
-
تفجيرات اليوم واللجان المناطقيه من جديد .
-
شهادات الزمن الأغبر .....
-
تكتل أم قائمه عراقيه .. لايهم .
-
محمد علي علوه جي ... وداعا
-
اللجان الشعبيه المناطقيه هي الحل .
-
هذه هي العصا ...
-
اللهو والطرب في حياة العرب (2) .
-
غطاء الرأس ... تاريخ ودين
-
ما بعد الإنتخابات ... واقع الحال
-
ماذا وراء إدعاءات التزوير في الإنتخابات العراقيه .
-
يا لأيامكِ المجيده يا إمرأه .
المزيد.....
-
الصحة الفلسطينية تكشف موعد إعادة فتح معبر رفح لإجلاء المرضى
...
-
إسبانيا: القبض على -عصابة إجرامية- سرقت 10 ملايين يورو من من
...
-
العثور على الصندوق الأسود لطائرة الخطوط الجوية الأمريكية الم
...
-
ابتكار لفحص الهرمونات بالهاتف المحمول
-
لبنان.. شخص يقتحم موكب تشييع قتيل في -حزب الله- ويصدم عددا م
...
-
المغرب يعلن رفضه دعم إيران للحوثيين
-
رئيسة الوزراء الدنماركية: ما زلنا لا نعرف من أين سنحصل على ا
...
-
مصادر أوروبية: سيسمح لـ50 جريحا فلسطينيا بمغادرة غزة في السا
...
-
التساقط الكثيف للشعر قد يكون مؤشرا لأمراض مزمنة
-
أردوغان: تركيا متمسّكة بالقضاء على جميع التنظيمات الإرهابية
...
المزيد.....
-
الخروج للنهار (كتاب الموتى)
/ شريف الصيفي
-
قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا
...
/ صلاح محمد عبد العاطي
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
المزيد.....
|