أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سامر الصالح - ناجي العلي..... صوت الحقيقة الذي لا ينهزم














المزيد.....

ناجي العلي..... صوت الحقيقة الذي لا ينهزم


سامر الصالح

الحوار المتمدن-العدد: 929 - 2004 / 8 / 18 - 13:22
المحور: الادب والفن
    


في الثاني والعشرين من شهر تموز عام 1987في مدينة لندن تعرض رأس ناجي العلي لطلقة غادرة، لم تمهله كثيراً فرحل في التاسع والعشرين من شهر آب بعد ثمانية وثلاثين يوماً من إصابته .

ريشة وورقة وعقل صاف وقضية والتزام وعين ثاقبة هذه أدوات ناجي العلي التي أبدعت الآلاف من الرسوم التي نراها طازجة دائماً، فكم من النبوءات التي امتلأت بها رسوماته والتي تحققت كنبوءته بالانتفاضة الفلسطينية الأولى التي اندلعت بعد أشهر من استشهاده.

فنان صنعته تجربة المنافي وأحزان وأوحال المخيم فبقي أميناً لأحلام أولاد المخيمات في وطن حر كريم، مقاتل بكل شراسة كل ما يبعده ويبعد أبناء المخيمات عن حلم العودة للوطن، من هنا يمكن لنا أن نفهم تلك القسوة التي اكتسبتها ريشته وتعليقاته الصادرة من القلب مباشرة دون أي تهذيب أو تجميل.

أتقن ناجي لعبة الأبيض والأسود في خطوط رسومه فقسم شخصياته والمواقف التي تعبر عنها إلى هذه الألوان فلم يستسغ أو يعترف أبداً باللون الرمادي في لوحاته أو في المواقف.

ثنائية الأسود والأبيض التي تظهر في أعمال ناجي تحيلنا إلى ثنائية القبح والجمال التي يعبر عنها من خلال اهتمامه برسم شخصياته، فنلحظ أن شخصياته الايجابية / الجميلة تتحلى بقامة رشيقة وملامح واضحة على الرغم من فقرها الواضح وتعبها البادي للعين تشعرها حية تضج حركة وحيوية كأنها ستقفز بعد قليل من اللوحة لتقف إلى جانبنا، بالمقابل ترى الشخصيات السلبية / القبيحة تلك الأكوام المترهلة من شحم وبلادة ورضوخ وخنوع لا تظهر ملامحها بوضوح تقف ببلاهة واضحة للعين..

حنظلة، فاطمة، مريم، أصحاب الكروش أسماء أبدعها ناجي العلي في رسوماته والتي لا تزال طازجة إلى الآن، هذه الشخوص تمتلك الحياة الأبدية تعيش بيننا نراها كل يوم، تحمل أحلامنا وتدافع عنها نرى فيها ذاتنا، تحمل انكساراتنا الكبيرة، وشخوصا تساهم في انكساراتنا وسرقة أحلامنا.

حنظلة / الشاهد علامة ناجي العلي: صغير، ضئيل، حافي القدمين، فقير، غائب الوجه في معظم الأحيان، متأملاً الناس، يراقب بصمت الواقع الفلسطيني والعربي المأساوي .... وعندما يتحدث ويعلّق في مراته القليلة تنطلق النار لتحاصرنا ولتكشف مدى عجزنا... وبعفوية جارحة يعبر عن ضمائرنا.

كان ناجي ينطلق من الشعب والقضية التي ينتمي إليها لتكون معياراً وذريعة لموقف ناجي ليرسم موقفاً وطنياً وقومياً وإنسانيا بسيطاً كالماء واضحاً كطلقة مسدس، ففلسطين بالنسبة لناجي ليست تلك الرقعة الجغرافية الصغيرة وإنما تمتد معه من المحيط إلى الخليج كان يراها في رغيف الخبز للفقراء وفي هدية للصغار وفي حقوق الإنسان والديمقراطية في بيت لائق إنها باختصار حلم بوطن عربي سعيد واحد يؤمن لأبنائه كل ما يحلمون به.

كان ناجي يرى فن الكاريكاتير وسيلة لتوصيل الفكرة / الغاية لذلك كان مسكوناً بهاجس توصيل الفكرة التي يعبر عنها إلى عامة الناس إلى أوسع ما يمكن لذلك نراه يستخدم الكلمة والتعليق في رسوماته لتصل فكرته إلى كل الناس.

لقد قدم ناجي في حياته كما في مماته صورة لمثقف مبدع قاتل بفنه ضد كل القبح الكامن في الواقع الفلسطيني والعربي فكان شاهداً وشهيداً على كل ما في عصره من قبح وجمال.

شاهداً على المأساة الفلسطينية والعربية فاضحاً كل من يبعده عن حلمه بفلسطينه وبوطنه العربي الخالي من الاستبداد والرقابة والقمع والأعلام الأمريكية .

لم تقو البلدان العربية على احتمال حرية ناجي الذي كان مطارداً ومطروداً من عين الحلوة في لبنان إلى الكويت وصولاً إلى مكان استشهاده في لندن، لكن صوته بقي مدوياً رغم بعده ألاف الأمتار عن الوطن العربي الكبير .. الصغير الذي لم يتسع لحرية ناجي العلي.

ناجي العلي في ذكرى استشهاده السابعة عشرة .... سلام عليك يا صوت الحقيقة الذي لم يهزم ولن ينهزم.



#سامر_الصالح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النكبة و النكسة معاصرتان في نقد أسباب استمرار النكبة في واقع ...
- أهالي مخيم «حندرات» ـ حلب: لا أهلاً ولا سهلاً بالسفيرة الأمر ...


المزيد.....




- -ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سامر الصالح - ناجي العلي..... صوت الحقيقة الذي لا ينهزم