|
ما يجب ولا يجب في الخطة الخمسية للتنمية . ملكية الشعب العراقي لا تخضع لتمليك ومشاركة الأجنبي !
عبد علي عوض
الحوار المتمدن-العدد: 3056 - 2010 / 7 / 7 - 02:23
المحور:
الادارة و الاقتصاد
إحتُفِلَ قبل يومين بالبدء في تنفيذ الخطة الخمسية للتنمية 2010 - 2014، بعد أن مَرَّ الاقتصاد العراقي بفترة مخاض عصيبة وتحوله الى حقل تجارب ، بسبب تسليم الملف الاقتصادي لأشخاص جهلاء طفيليين ، لايمتلكون أية خلفية في مجال البناء والتنمية الاقتصادية ، جميعهم كانوا متفقون على هدف واحد ، هو بيع مؤسسات الدولة الاقتصادية ( التي هي ملك الشعب العراقي ) بسعر التراب ، أشاعوا الفوضى الاقتصادية ، بحيث حلَّت محل مبدأ التخطيط العلمي في إعداد الخطط الخمسية ، وقد نجحوا في مخططهم التدميري هذا ، الذي أثمرَ عن ظهور طبقة المافيا الاقتصادية السياسية المرتبطة ببعض الاحزاب المتنفذة في السلطة ! ونتيجة لتلك السياسة التخريبية ، تمَّ تهريب مئات المليارات من العملة الصعبة عن طريق بنوك القطاع الخاص وبموافقة ومباركة البنك المركزي ، وهذا ما كشفه وصرّح به وزير التخطيط ( د . علي بابان ) . لقد تناسى أولائك العابثون بالاقتصاد العراقي ، أنّ المستثمر الاجنبي لا يحمل معياراً أخلاقياً في نشاطه الاستثماري ، وإنما هدفه الحصول على أقصى الارباح ،يعني لايهمّه طرد نصف المنتسبين للمؤسسة الصناعية ، التي يرغب بشرائها ، من أجل تقليل تكاليف الانتاج . إنّ الدول التي تفتح أبواب الاستثمار للمستثمرين الاجانب بلا شروط أو قيود ، هي تلك الدول التي تعاني من انفجار سكاني وشحة الموارد المالية وإنعدام الثروات الطبيعية ، وهذا ما هو موجود في مصر وسوريا والأردن ، لذا على المعنيين بملف الاقتصاد العراقي ، ألاّ يأخذوا تلك الدول كنموذج يُقتدى به . إنَّ الاعلان عن المبلغ المعتمد للخطة الخمسية 186 مليار دولار يبعث على الأمل ، وأنه مخصص الى 2700 مشروع ، لكن يجب الأخذ بالنقاط التالية ، لربما غير واردة في ذهنية الذين أعدوا الخطة :- 1- يجب أن تأخذ قطاعات العلوم والتربية والثقافة حصة الاسد من تلك التخصيصات ، لأنها الأساس في النهوض بالبناء الاجتماعي والاقتصادي والخدمي . 2- يجب منع إقامة ( المناطق التجارية الحرة ) ، لأنها تقف حائلاً دون تحول الاقتصاد العراقي من إستهلاكي الى إنتاجي ، وهدفها إغراق السوق العراقية بالمنتوج الأجنبي . 3- يجب عدم السماح للراسمال الاهلي وخاصةً الأجنبي بالمشاركة والتغلغل في تكوين الرأسمال التأسيسي لبنوك القطاع العام ، لأنّ تلك البنوك هي ملك الشعب العراقي ، ورؤوس أموالها متأتية من عوائد النفط ، وهي الضامن الوحيد لمدَّخرات وإيداعات المواطنين ، لأنها لاتتعرض للافلاس ، بحكم ان الدولة تقف وراءها ، وبعكس بنوك القطاع الخاص ، فيما إذا تعرضت للانهيار والافلاس ، فأنّ ودائع المواطنين ستحترق وتنتهي ، وهذا ما حصل مع المودعين في الولايات المتحدة وبعض دول اوربا الغربية . للأسف تسرَّب خبر بيع 70% من أسهم البنك التجاري العراقي ( الحكومي ) الى بنك بحريني ! . أن أي بنك يطرح أسهمه للبيع عندما يعاني من أزمة مالية ، وتتزعزع ثقة البنوك والمؤسسات المالية الخارجية به ، بينما هذا البنك ( التجاري ) يتمتع بثقة عالية مع المؤسسات الاجنبية ، ومن خلاله تؤدي الحكومة العراقية التزاماتها المالية الخارجية ، لذا يجب عدم السماح لأية جهة خارجية المشاركة في رأسماله وأن يبقى مصرف عراقي خالص تابع للحكومة العراقية والشعب العراقي ، وبالامكان فسح المجال للبنوك الخارجية بالمشاركة مع بنوك القطاع الخاص العراقية . 4- يجب تطوير قطاع السياحة وعدم الاقتصار على السياحة الدينية ، السياحة الصحية العلاجية لربما بعد عدة سنوات ستنتعش لأنها ترتبط بتطور الواقع الصحي والبيئي ، لكن السياحة الترفيهية يمكن أن تنهض من خلال إقامة المهرجانات الدولية الفنية والرياضية ، وكمثال لا الحصر ستُقام دورة كأس الخليج 21 في البصرة ، والخليجيون القادمون لمشاهدة المونديال الخليجي ، سوف لا يكتفون بالحضور الى ملعب كرة القدم وإنما يرغبون بزيارة المسارح ودور السينما وتناول الأكلات العراقية و المشروبات بكل أنواعها بما فيها المشروبات الكحولية ،فما العمل إذاجعلَ مجلس محافظة البصرة تلك المدينة ( ثغر العراق الباكي للأسف ) وحوَّلها الى مسجد ؟ أعتقد أنَّ على اللجنة الاولمبية العراقية والاتحاد المركزي العراقي لكرة القدم أن ينسقا سويةً من أجل إبلاغ شعوب الخليج بعدم إمكانية توفرمستلزمات الراحة لهم ، لأنها تعتبر من المحظورات ، بناءً على أوامر مجلس محافظة البصرة ، ( واللي مايعجبه يطبَّه مَرض ) يا للمهزلة !!!!!!!
#عبد_علي_عوض (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
أين وما هو موقف ودور المجلس الأعلى للثقافة مما يجري ؟
-
مؤتمر الدول العشرين وكوابح التنمية الاقتصادية العالمية
-
إبن آدم هدِّدَه بالموت يرضه بالصخونة
-
أنتم المشكلة يا أهل الجنوب
-
وقفة لحظية مع مسودة مشروع د . كاظم حبيب ( برنامج مدني ووطني
...
-
خللي الويلاد يتهنون ... الفلوس فلوسهم بفضل قانون الرواتب الف
...
-
ظاهرة الترييف أسبابها سياسية - إقتصادية ... بقاؤها لمصلحة مَ
...
-
خبر صغير لكنه كبيرالمعنى
-
أسباب ومقدمات إنهيار الاقتصاد اليوناني ...درس وإفادة
-
لا تتفاءلوا ! ... سيكون البرلمان القادم كسابقه
-
رياح الطائفية السياسية السوداء تُطفيء شموع الديمقراطية
-
التبعات الاقتصادية والنفسية والصحية لقرار مجلس محافظة واسط
-
العراق ومنظمة التجارة العالمية
-
لامجال أمام المالكي سوى التحالف مع القوى الوطنية الديمقراطية
...
-
التستر بقناع ( الوطنية ) هو أحد أساليب التشبث بالسلطة
-
قانون الاستثمار وحق تمليك الأجانب و تبعاته
-
تعقيب مقتضب على مقالة د . كاظم حبيب ( نقاش إقتصادي مفتوح ...
...
-
توقف يا وزير النقل ...كفى إستخفافاً بآراء الأكاديميين المتخص
...
-
لا بدائل للتنمية في ظل الفساد والفوضى الإقتصادية
-
ماراثون المالكي بين تعميق وترسيخ دولة المؤسسات وقرب إنتهاء و
...
المزيد.....
-
المغرب يعلن عن إجراء لتحفيز الاستثمار في قطاع الهيدروجين الأ
...
-
إقبال جماهيري كبير على فعاليات مهرجان ليوا للرطب في أبو ظبي
...
-
نقص الألبسة يدفع الغزيين لإنتاجها
-
إلزام المغرب بدفع 150 مليون دولار لكورال القابضة في قضية لاس
...
-
تسلا وشركات الأسلحة تستفيد من محاولة اغتيال ترامب
-
الكرملين يعلق على مسألة قيام الرياض -ببيع سندات أوروبية- في
...
-
انخفاض أسعار النفط إثر مخاوف حيال الصين
-
الصومال تدشن بطاقات دفع مسبق لمساعدة الجهود الإنسانية
-
قدم وانت مطمن.. تنسيق مدارس البترول بعد الاعدادية 2024-2025
...
-
بوتين يفتتح شريان نقل يقلص مدة السفر بين العاصمتين (فيديو)
المزيد.....
-
الإشكالات التكوينية في برامج صندوق النقد المصرية.. قراءة اقت
...
/ مجدى عبد الهادى
-
ثمن الاستبداد.. في الاقتصاد السياسي لانهيار الجنيه المصري
/ مجدى عبد الهادى
-
تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر
...
/ محمد امين حسن عثمان
-
إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية
...
/ مجدى عبد الهادى
-
التنمية العربية الممنوعة_علي القادري، ترجمة مجدي عبد الهادي
/ مجدى عبد الهادى
-
نظرية القيمة في عصر الرأسمالية الاحتكارية_سمير أمين، ترجمة م
...
/ مجدى عبد الهادى
-
دور ادارة الموارد البشرية في تعزيز اسس المواطنة التنظيمية في
...
/ سمية سعيد صديق جبارة
-
الطبقات الهيكلية للتضخم في اقتصاد ريعي تابع.. إيران أنموذجًا
/ مجدى عبد الهادى
-
جذور التبعية الاقتصادية وعلاقتها بشروط صندوق النقد والبنك ال
...
/ الهادي هبَّاني
-
الاقتصاد السياسي للجيوش الإقليمية والصناعات العسكرية
/ دلير زنكنة
المزيد.....
|