نعيم عبد مهلهل
الحوار المتمدن-العدد: 3055 - 2010 / 7 / 6 - 21:07
المحور:
الادب والفن
لم انتبه إلى ما حدث للقاص والروائي العراقي جاسم عاصي إلا من خلال مقالة الصديق على عبد النبي الزيدي حول محنته مع اتحاد أدباء كربلاء الذي يشعر انه خذله في موقف كان عليه فيه أن يكون معه ومنصفا له.
راجعت خلفية الأمر فقرات ما كتب عنه الصديق القاص خضير فليح الزيدي ،وقرأت مقالة القاص جاسم عاصي ، والحق أنني قرأتها مرتين لشعوري أنها تخفي غصة لا تتضح في القراءة الأولى وفيها شكوى خجولة وغامضة لو كنت أنا من تعرض لمثل ما تعرض فيه الصديق أبي سميح لما كتبتها في هذا الشكل الذي بدا فيه ألمه يستتر وراء قلق وتردد في الأقدام على لجم من أساء أليه بقوة واخلاق مفرطة في عرض منجز وسيرة حياة متوازنة ومنتجه وحضارية يعرفها الوسط الثقافي بدراية من أحس مع جاسم عاصي المشاركة الوجدانية في النتاج الثقافي.
جاسم عاصي كتب عن الإساءة أليه بغصة قلقه وكان عليه أن يكتب بوضوح وان يضع النقاط على الحروف ويكشف بالعلن عن عقد في قلوب ورؤوس مريضة ظلت تشمم في الأزمنة مثلما يتشمم المتصيد في الماء العكر عقدة ما فيه ليلبسُها على غيره... لهذا اختاروا المكان والمنبر الذي صار اليوم وبعد 2003 منبرا للتشهير بالآخرين والنيل منهم عندما لا يقدرون الوصول على علو ما أنجزوه وحققوه ،واقصد استخدام المناسبات التي تتم فيها انتخابات الهيئات الإدارية كما حدث في انتخابات الصحفيين المركز العام وانتخابات اتحاد الأدباء المركز العام وحتى في انتخابات اتحاد البصرة وربما يتكرر هذا المشهد وتكرر في انتخابات الكثير من منظمات المجتمع المدني ، فالماضي ( بحق أو بدونه ) صار طلقة رحمة وكاتم صوت لمن لا نريده أن يكون ندا لنا ..!
وربما الصديق جاسم عاصي تعرض لمثل هذا مما دفعه ليستقيل من اتحاد اختاره فيه أعضاءه ليكون ممثلا لهم وفي قناعة أقلامهم انه يصلح لذلك ولكن ألسنتهم توقفت في النطق عندما تعرض من انتخبوه إلى ظلم وحيف وتطاول من أحدهم .وهو حتما وأنا لا اعرفه شخصيا صديق وزميل لجاسم عاصي ، ولكن في زمن ترتبك في موازين الإنسانية والتسامح والنخوة والرؤى علينا أن نحذر من الاقربين قبل الابعدين ، وكان على كربلاء التي هاجر أليها جاسم عاصي من ( ناصريته ) الأم في سبعينيات القرن الماضي واحسها في كل نصوصه الذاكرة التي صنعت معه قناع النص المثقل برؤى التاريخ المستباح بين دهشة الأساطير ومراثي دموع واقعة الطف أن تقف معه وتنصفه وتدين في بيان مكتوب ما تعرض له..!
أنا لا استاء من موقف كهذا لأنني لا أغير في موازين الضمائر شيئا بسبب هذا الارتباك الأتي من ما بعد 2003 ولكن ولي في كربلاء أصدقاء كثر من أدباء الكلمة والشوق والحلم ارثي هكذا صمت واحزن لهكذا موقف ، وليس لي سوى أن اهدي جاسم عاصي محداً لسيفه ليكون أقوى في وجه من يسيء له ولتراثه الأدبي وحياته التي عاشها مبدعا ومعوزاً من كفاف الرغيف ونبيلا.!
المانيا في 6 تموز 2010
#نعيم_عبد_مهلهل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟