أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - سيمون خوري - مطلوب دولة حضارية .. تستقبل / اللاجئين الفلسطينيين من لبنان - العربي - .















المزيد.....

مطلوب دولة حضارية .. تستقبل / اللاجئين الفلسطينيين من لبنان - العربي - .


سيمون خوري

الحوار المتمدن-العدد: 3054 - 2010 / 7 / 5 - 14:16
المحور: كتابات ساخرة
    


مطلوب دولة حضارية .. تستقبل
اللاجئين الفلسطينيين من لبنان " العربي " ..؟

في ستينات القرن الماضي ،وعلى الطريق الساحلي الممتد بين مدينة صيدا اللبنانية ومدينة صور الجنوبية ، أوقفت نقطة تفتيش للدرك اللبناني ، حافلة ركاب مدنية . مزارعاً فلسطينياً عجوزاً ، شاء حظه التعيس ، أن يكون أحد ركاب الحافلة . وخلال عملية التفتيش وجد الدركي بحوزة العجوز " بنطلونين " ..؟ فوجئ رجل الأمن اللبناني بذلك ، وصرخ قائلاً : ولك فلسطيني ومعك بنطلونين " ..؟ أجاب العجوز الفلسطيني بهدوء ، هذا بنطلون العمل .. عندها جرى إقتياد العجوز الى مركز الدرك للتحقيق معه لأنه يعمل خارج حدود مخيمه ، وثانيا، لأنه إخترق القانون المدني اللبناني الذي لا يسمح بعمل اللاجئين الفلسطينيين في لبنان . وإعتبر المشرع الرسمي للنظام السياسي اللبناني عمل الفلسطيني جريمة . وفعلاً تمت مصادرة بنطلون واحد ، بعد أن قضى العجوز أسبوعاً في السجن وخرج بكفالة مالية .
هذه الحادثة ليست حكاية ساخرة ، أو مجرد نكته سياسية .. بل هي حادثة حقيقية يعرفها كافة أبناء الجنوب اللبناني سواء أكانوا فلسطينيين ، أو مواطنين جنوبيين مهمشين تاريخياً بسبب نظام المحاصصة الطائفي الهش وتركيبته السياسية العائلاتية .
ورغم كل المحبة التي يكنها المرء للشعب اللبناني وتضحياته دفاعاً عن القضية الفلسطينية. بيد أن لبنان النظام السياسي في واد ، والشعب في واد آخر . شأنه في ذلك شأن كافة سكان بلدان الشرق الأوسط المدعوة بلدان " عربية " .
وبما أن الدولة اللبنانية لا تسمح قوانينها خاصة لللاجئين الفلسطينين بحق العمل أو التملك . حيث هناك أكثر من ستين مهنة لا يجوز للعامل الفلسطيني العمل بها . بينما يسمح للعامل الفلبيني أو البغلادشي أو المصري بالعمل بها . بحجة أن الحقوق المدنية تتعارض مع مبدأ حق العودة ..؟ فلا أدري ما هو سبب تمسك اللاجئ الفلسطيني ببقاءه في لبنان . .؟ هل لأنها دولة جوار يسهل منها العودة الى الأهل والديار ..؟ لكن طالما أن قوانينها لا تمنحه حق الحياة . .؟ وبما أن لبنان كنظام سياسي ، ليس عضواً في الأمم المتحدة ، ولا في الجامعة العربية العظيمة ، كما أنه ليس عضواً في منظمة المؤتمر الإسلامي ، ولا في منظمات حقوق الإنسان .. كما أن عائلات الأقطاع الديني - السياسي " الخليل ، واليافي ، وسرسق ، والخوري ..والبستاني الخ ليسوا هم من باع أراضي الحولة والجليل والمثلث وصفد ،بحكم ملكيتهم الإقطاعية لتلك الأراضي كوراثة عثمانية . وبما أن الرئيس الأسبق " امين الجميل " ليس هو المسؤول عن شطب 30 الف فلسطيني من سجلات مديرية شؤون اللاجئين حتى العام 1999 . وبما أن أي دولة لا تلزمها أية تبعات أخلاقية وإنسانية إتجاه لاجئيها .. هي ليست دولة .. ربما أي شئ أخر .. فلا أدري للحقيقة سبب تمسك بعض الفلسطينيين ببقائهم في أرض غيرهم من " العرب " ..؟ شئ محير . حتى وقبل أن يصيح ديك فرنسا بأن لبنان للبنانيين . نقول بصوت جهوري ومرتفع ، إمنحوا اللاجئ الفلسطيني في لبنان جواز سفر وتأشيرة خروج فقط .. بعدها لن يبقى أحد في مخيمات علب السردين ومجاري القمامة ، والموت جوعاً .. فلا أحد يطالب بالتوطين ..
ربما من سوء حظ اللاجئين الفلسطينيين الى لبنان أنهم لم يهاجروا مع إخوانهم اللبنانيين الى بلدان ساحل العاج وأبيدجان ، وجنوب أفريقيا ، والى زائير بلد الالماس ، أو الى كندا وإستراليا ، أو الى أم العرب الحنونة باريس ، لو انهم هاجروا من ذاك الحين لما واجه اللاجئ الفلسطيني مشكلة في حقوقه المدنية . بل وحمل جنسية تلك البلدان . وهذا لا يعني أن الحصول على جنسية بلد أخر هي إسقاط للحق الطبيعي للإنسان في العودة الى موطنه الأصلي ..
نلعن في السر والعلن إسرائيل ، بيد أن المواطن الفلسطيني – الذي يحمل الجنسية الإسرائيلية الأن لا يمنعة احد من العمل .. بل أن عدد كبيراً من العمال الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة كان يعمل في دولة الإحتلال بكامل حقوقهم المدنية كعمال . بل أن بعض الفلسطينيين نواباً في البرلمان الإسرائيلي وهو مواطن بنظر القانون . ورغم كافة ممارسات الإحتلال التي لو قورنت بممارسات النظام العربي ليس فقط ضد اللاجئين الفلسطينيين بل وضد مواطنيه ، فإن هذه الأنظمة أكثر قمعاً ومصادرة لحقوق الإنسان الطبيعية من أية دول أخرى في العالم . يكفي الإطلاع على سجلات منظمة حقوق الإنسان الدولية لكي يتعرف القارئ أي حقوق للإنسان في البلدان العربية هذه .
لدى دراسة طبيعة الإنتهاكات لحقوق الإنسان في البلدان العربية خاصة فيما يتعلق بالمهاجرين واللاجئين سواء أكانوا فلسطينيين أو عرباً من جنسيات أخرى وحتى مواطنيها يصل المرء الى إستنتاج وحيد لا ثان له أن عضوية هذه البلدان التي تطلق على نفسها إسم " بلدان عربية " في المنظمات الدولية نوع من العهر السياسي والممارسة اللاإنسانية بحق الإنسان . وهناك من الشواهد والأدلة ليست فقط في حالة الفلسطيني ، بل وشقيقه الكوردي أو من أبناء الطوائف الأخرى المقموعة التي يسمونها أقليات . وهي تسمية عنصرية الطابع والمضمون .
للحقيقة مطلوب دولة حضارية تحترم حقوق اللاجئين المدنية .. وعلى اللاجئين الفلسطينيين في لبنان مغادرة هذا البلد العربي .. هناك بلدان حضارية أخرى تمنح اللاجئ حق الحياة ، ولا تطلق علية رصاصة الجوع ..
إنها دعوة لكافة اللاجئين الفلسطينيين لمغادرة لبنان الى دولة أخرى تحترم الحقوق المدنية للاجئين السياسيين . فالفلسطيني ليس لاجئاً إقتصادياً ولا إنسانياً بل هو لاجئ سياسي . مصيبته أن هذه الأمة العظيمة من المحيط الى الخليج تحكمت بقراره السياسي بما فيها النظام اللبناني . ووظفت بعض الفلسطينيين كخدم لها ثم جرت محاولة تصفية حساباتها مع هذه الفئة بتعميم فاتورة الدفع على الجميع . كما حصل في علاقة البعض مع صدام ، او في حرب الكويت ، أو أؤلئك المرتزقة الذين إستاجرهم النظام العربي لتصفية معارضية ..لقد أخطأ بعضنا كثيراً بحق البعض ، لكن هذا لا علاقة له بموضوع الحقوق المدنية نحن لسنا شعباً من الملائكة ، لدينا أمراضنا الذاتية وحملنا وجرى تحميلنا أمراض غيرنا حتى ناءت الأكتاف .. ووصلت بنا الحال الى إمارة غزة وسلطنة رام الله . .. ؟
على كل حال لا يسع المرء سوى شكر الشعب اللبناني على ما تحمله نتيجة إستضافة اللاجئين الفلسطينيين على أرضه ، وشكره أيضاً على دوره في الدفاع عن قضيته الوطنية .
كما أن علينا تهنئة القديس مار مارون لهجرته من بلاد الشام الى متصرفية جبل لبنان المستقطعة بحكم الإتفاقيات الدولية ، وحصولة على كافة حقوقة المدنية .. في تلك الأوقات العصيبة من تاريخ هذه الأمة المجيدة من البحر والى البحر .
كل البحور تتنفس أوكسجيناً ما عدا بحر العرب فإنه يتنفس زبده ،ويقتات جسد غيره .. من الطوائف والقوميات الأخرى والقليل من اللاجئين منكودي الحظ . ومع ذلك نبقى نحب ونحترم مخائيل نعيمة ، وجبران خليل جبران ، وحتى سعيد عقل الفنيقي الجميل .



#سيمون_خوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الطبيعة الا أخلاقية / لإسطورة الخلق الميثولوجية ..؟
- إنه.. زمن التثاؤب..؟
- العالم العربي .. وظاهرة إزدواجية السلطة مع الأصولية
- من إسطورة نوح الى المسيح المنتظر / الى سوبرمان العصر القادم ...
- بلدان للبيع .. أو للإيجار ..؟
- التكنولوجيا.. آلهة العالم الجديد / من مبدع لها الى عبد لها
- التكنولوجيا ... آلهة العالم المعاصر .؟ / من مبدع لها الى عبد ...
- البحث عن نموذج جديد للعدالة
- إرهاصات ماقبل التغيير القادم ..؟/ اليونان نموذجاً
- مسيرة المليون / شهود على ما حدث في أثينا
- مارغريتا .. آه ..يا مارغريتا
- مشاعية - الجنة الفردوسية - / حرية جنسية - مساواة إجتماعية - ...
- من هي - المومس - المجتمع .. أم بائعة الهوى ..؟
- عندما - يتغوط - العقل / تصاب - المؤخرة - بالصداع ..؟
- إذا كان ( الإله) ليس وهماً.. / فهو ملحد ؟
- قبيلة - الماساي - الأفريقية/ ومعابد - الإلهه- في مالاوي
- عندما يتحول الدين الى / فلكلور للفرح والمحبة
- لماذا إختفى مفهوم الرجعية / من أدبيات اليسار ..؟
- من إسراطين ..الى نيجيريا / حوار هادئ مع الأخ العقيد القذافي
- ما بين أحفاد السيدة - ماكبث -/ وبقايا ماري إنطوانيت ..؟


المزيد.....




- قبل إيطاليا بقرون.. الفوكاتشا تقليد خبز قديم يعود لبلاد الهل ...
- ميركل: بوتين يجيد اللغة الألمانية أكثر مما أجيد أنا الروسية ...
- حفل توقيع جماعي لكتاب بصريين
- عبجي : ألبوم -كارنيه دي فوياج- رحلة موسيقية مستوحاة من أسفار ...
- قصص البطولة والمقاومة: شعراء ومحاربون من برقة في مواجهة الاح ...
- الخبز في كشمير.. إرث طهوي يُعيد صياغة هوية منطقة متنازع عليه ...
- تعرف على مصطلحات السينما المختلفة في -مراجعات ريتا-
- مكتبة متنقلة تجوب شوارع الموصل العراقية للتشجيع على القراءة ...
- دونيتسك تحتضن مسابقة -جمال دونباس-2024- (صور)
- وفاة الروائية البريطانية باربرا تايلور برادفورد عن 91 عاما


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - سيمون خوري - مطلوب دولة حضارية .. تستقبل / اللاجئين الفلسطينيين من لبنان - العربي - .