أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - راتب حمد - محطات على رواية النزوح نحو القمر














المزيد.....

محطات على رواية النزوح نحو القمر


راتب حمد

الحوار المتمدن-العدد: 3053 - 2010 / 7 / 4 - 17:50
المحور: الادب والفن
    


محطات على رواية النزوح نحو القمر
للكاتب عيسى قواسمي

بقلم: راتب حمد

صدرت مؤخراً رواية النزوح نحو القمر لعيسى قواسمي، وهي الثالثة من سلسلة روايات أتحفنا بها الكاتب الذي لم يعد "مفاجأة" على ساحة الأدباء بوطننا الحبيب وخاصةً القدس، وقد انتقل الكاتب نقلة نوعية تظهر حُسن اختياره الحدثَ ونقله للقراء بطريقة رائعة لافتاً النظر بتطور أدواته الكتابية بشكل جليّ وواضح ومميز عن الروايتين السابقتين.

طُبعت الرواية على نفقة الكاتب الخاصة، ولم يظهر بها لا اسم دار نشر ولا مطبعة لتقديم هذا العمل. فقد اقتصر الأمر على عبارة "القدس- 2010". وقد تجاوز الكاتب الروايتين السابقتين بالإهداء إلى زوجته ليعانق بصدق الأمل الذي يعيشه أبناء المخيمات خاصة أنّه عاش التجربة مع أبناء شعبه بالمخيمات في رحلته الأخيرة إلى سوريا.



تتكون الرواية من أربعة وعشرين فصلاً، تناول فيها الكاتبُ همومَ أبناء الوطن بجراءة متناهية، يذوّبُ فيها الواقع الأليم الذي يعيشه الكثير من الناس ممن غُلب على أمرهم، ولكنهم صمتوا وسكتوا، أمّا كاتبا فإنه يتحدث ويطلق العنان لنفسه بالتحدي بإرادة صامتة صارخة لما يدور في أروقة السلطة الفلسطينية على لسان سليم ابن المخيمات بالشتات والذي يحلم بالعودة، ويضحي بالغالي والرخيص ليعود للوطن حتى يكون أحد أعمدة البناء. ولكنه يفاجأ بالواقع المرير ومن أقرب الناس إليه ابن عمه علي الضابط المسؤول في الأجهزة الأمنية ليصل الحد بحرق بيته ليتخلص منه. وبين كلوديا الحبيبة الغائبة القريبة البعيدة والتي تعشعش في كيانه حاضرة في فلسفته وحزنه وألمه. يظهر ذلك من خلال الحوار الدافئ المزركش بمعاني الفلسفة التي ينهم منها الكثير خلال دراسته في تشيلي، وبين سامية الفتاة التي تدرس اللغات في جامعة بيرزيت، وتعشقه من أول لقاء في مطعم برام الله مصادفةً لما يتمتع به من ثقافة ومعرفة كاد يسحرها بها، وهي ما زالت تحاول معه مرة ومرات.

تكثر الصور المتلاحقة والتشبيهات الرائعة خلال السرد القصصي والتي يحسنها عيسى قواسمى كنثر شعري، ولكن الملاحظ هنا أن الكاتب يأخذ على عاتقه بالتحدث عن سليم (الشخصية المحورية بالرواية)، أما عندما يتحدث عن قراره بالعودة للوطن يقول في صفحة 47 "لقد كنت حقاً بحاجة لقرار واحد ووحيد وحطة واضحة لأن السفن التي تغادر لا يمكنها أن تترك ظلها في الميناء". لقد أخذ قراره تجاه أشياء كثيرة أهمها الوطن وكلوديا وكان صادقاً شفافاً قوياً دافع عن إيمانه القاطع بكل ما يفعل فكان ما كان ليعيش الغربة الحقيقية داخل الوطن وليكون مشرداً في وطنه أكثر مما كان خارجه.

وهنا أيضاً تظهر قدرة الكاتب على تقمص شخصية سليم وبيان حقيقة المشاعر والنظرة إلى الأشياء بالمفهوم الخاص وفتح مساحات وآفاق كثيرة للتحليل. وهذا يحسب للكاتب المبدع الذي طوّر أدوات الكتابة بشكل واضح وجلي واستفاد استفادةً كبيرة من تجاربه السابقة.



رغم كل المفاجآت التي حلّت على شخص سليم إلاّ أنه بقي صامداً واضحاً متماسكاً بجميع مفاهيمه وآرائه وجعلها عقيدة في حياته يدافع عنها وما زال، لأن الكاتب خبرها وعرفها ودرسها وحللها وتألم لها وهو ما زال كذلك مع ملاحظة التردد والقلق والضعف الذي يواكب شخصية سليم مع مواجهة بعض الأمور.

لم يغب عن بال الكاتب أن يظهر طيبة وصدق مشاعر الناس العاديين اتجاه سليم والوقوف بجانبه في كل ما تعرض له، بالوقت الذي يتحدث سليم عن ذلك بفلسفته وسلوكه وضمه لتوفيق العوض ليعملا سوياً ضمن جمعية حمورابي للاجئين، والتي أراد من خلالها تثبيت حق العودة وعدم التنازل عن ذلك أبداً في الوقت الذي تنازلت عنه السلطة عندما وضعت الاستمارات في أروقة الدولة.

لم يغب عن بال الكاتب أن يظهر الصراع القائم بين القادمين الجدد والمنتفعين وبين أناس كثيرين هنا يعيشون ألم الحصرة على هؤلاء الذين قدموا ليأخذوا كل شيء ولم يعد لهم غير الفتات.

راتب حمد

ندوة اليوم السابع في المسرح الوطني الفلسطيني في القدس

حزيران 2010



#راتب_حمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295


المزيد.....




- إبراهيم نصر الله: عمر الرجال أطول من الإمبراطوريات
- الفلسطينية لينا خلف تفاحة تفوز بجائزة الكتاب الوطني للشعر
- يفوز بيرسيفال إيفرت بجائزة الكتاب الوطني للرواية
- معروف الدواليبي.. الشيخ الأحمر الذي لا يحب العسكر ولا يحبه ا ...
- نائب أوكراني يكشف مسرحية زيلينسكي الفاشلة أمام البرلمان بعد ...
- مايكروسوفت تطلق تطبيقا جديدا للترجمة الفورية
- مصر.. اقتحام مكتب المخرج الشهير خالد يوسف ومطالبته بفيلم عن ...
- محامي -الطلياني- يؤكد القبض عليه في مصر بسبب أفلام إباحية
- فنان مصري ينفعل على منظمي مهرجان -القاهرة السينمائي- لمنعه م ...
- ختام فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي بتكريم الأفلام الفلسطي ...


المزيد.....

- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - راتب حمد - محطات على رواية النزوح نحو القمر