|
إن لم يكن هذا ارهابا وتخلفا .. فماذا يكون؟
عمرو اسماعيل
الحوار المتمدن-العدد: 3053 - 2010 / 7 / 4 - 17:24
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
يقول أحد المعلقين علي مقال الدكتور كامل النجار لماذا يزداد تخلفنا: ”اما الردة عن الاسلام فعقابها الاعدام مالم يتراجع المسلم بعد البيان ويتوب ويجدد ايمانه واسلامه وذلك لحماية المجتمع من المتلاعبين بالعقيدة الذين يؤمنون اول النهار ثم يكفرون اخره ليصنعوا بلبلة في اواسط المسلمين لكل مجتمع ثوابته ويجب احترامها من يريد ان يرتد فليرتد بينه وبين ربه اما ان يشرح صدره ويهجو دينه القديم كما يفعل المرتدون في مصر بكل وقاحة وخسة وينضمون الى المعسكر المعادي الصليبي او الالحادي فان علاج هذا يكون في حش الرقبة غير مأسوف عليهم ".. للأسف يمثل هذا التعليق السبب الحقيقي لتخلفنا وازدياده وهو تعليق يمثل وجهة نظر كل متطرفي الاسلام وخاصة الاصدار الصحراوي الحديث المسلح بالبترودولار .. بعد اصدار الخوارج الصحراوي في بدايته .. بل ويجب ان يخضع صاحبه الي المسائلة القانونية كمحرض علي العنف. هذا التعليق هو السبب الحقيقي لكل القتلي الذين يتساقطون يوميا في باكستان والعراق والصومال .. من بين الشيعة و اصحاب المذاهب الاسلامية التي تختلف عن المذهب الذي يمثله من يؤمن بهذا التعليق المتخلف الارهابي والمتطرف .. مثل قتلي القاديانية في باكستان والذي وصل العشرات والمثات من الجرحي وقتلي تفجير مسجد صوفي بالأمس القريب وقتلي كل مخالف لتفس الفكر في الصومال حتي ممن يتابعون كأس العالم .. الإكراه في الدين أي دين .. يخلق منافقين وليس مؤمنين .. ويؤدي الي انتشار ثقافة النفاق والكيل بمكيالين في المجتمع .. وهذه الثقافة هي المسئولة عن انتشار التخلف الحضاري الذي نعاني منه .. الاسلام وبعد الاعلان العالمي لحقوق الانسان وتزايد موجات الهجرة الي الغرب والشرق حظي بأكبر فرصة في تاريخه أن ينتشر وأن يدعو أتباعه اليه سلميا عبر مراكز الدعوة في كل بقاع الارض .. فهل استفدنا من هذه الفرصة .. هل نجحنا في الدعوة الي الاسلام بطريقة سلمية وهادئة .. للأسف وعبر تطرف قلة من المسلمين .. نجحنا في أن نظهر الاسلام كدين تعصب وعنف .. نجح بن لادن ورفاقه ومشجعيه من شيوخ التطرف .. في القضاء علي مجهود الملايين من المسلمين المعتدلين في الغرب والذين عبر العمل واحترام القانون في البلاد التي هاجروا اليها وعبر التمسك والالتزام بقيم الاسلام المعتدل والوسطي في نفس الوقت نجحوا في أن يكونوا قدوة حسنة ونموذجا جيدا للمسلم والاسلام .. كما نجحت الدول الاسلامية والعربية عبر نظم الحكم المستبدة والفاسدة فيها أن تضرب نموذجا غير حضاري للإسلام .. عبر تحويل شعوبها ومجتمعاتها الي نموذج طقوسي للإسلام ... نموذج يتمسك بالمظهر دون الجوهر ..و يشارك في الحضارة الإنسانية كمستهلك وليس منتج .. رغم أنني لا استطيع الاجابة علي السؤال الصعب من خلق الأخر الله ام الانسان .. فانني اومن بحاجتي الي الله .. ولأنني ولدت مسلما فانا وقت الحاجة اتقرب الي الله بالطريقة التي اعرفها ولكن في نفس الوقت موقن ان من حق اي انسان ان يتقرب الي تلك القوة المعنوية التي يحتاجها أغلب البشر والتي اصطلح علي تسميتها الله او God بالطريقة التي تريحه دون قهر .. للأسف إن نقد الاسلام كدين يدفع الي التخلف الحضاري اصبح مسوغا بل ويبدو ضروريا كما يفعل الدكتور كامل النجار منذ حيلة رفع المصاحف علي أسنة الرماح طلبا للتحكيم وهروبا من الهزيمة العسكرية التي كانت وشيكة لمعسكر معاوية ابن أبي سفيان .. هذه الحيلة التي هي في الأصل حيلة سياسية ابتدعها داهية العرب السياسي عمرو بن العاص .. أخذ الأمر منحي آخر .. ومنذ هذه اللحظة بدأت فكرة التكفير نتيجة اختلاف المواقف السياسية تظهر ويزداد تأثيرها السيء في عالمنا.. لقد سقط الخوارج مع من أخرجهم من جماعة المسلمين في مشكلة النظر للسياسة من منظار الدين. فتحول الانتماء الحزبي إلى انتماء ديني، والخطأ السياسي إلى خلل في العقيدة والمعارضة إلى شق عصا الطاعة والتأييد إلى سنة وجماعة. منذ هذه اللحظة بدأ الخلط بين ماهو سياسي وماهو ديني ولهذا تحول الخليفة إلى ظل لله في الأرض، وأضحت طاعته جزآ لا يتجزأ من الدين وعصيانه خروجا قد يقتضي الحد الشرعي بقتل من يفكر في ذلك .. كما تحولت أحزاب كثيرة إلى أحزاب إسلامية ترفع شعار الحل الإسلامي، وترفع شعار السيفين مع كلمة أعدوا في وجه خصومهم السياسيين رغم كونهم مسلمين أو مؤمنين حتي لو كانوا غير مسلمين .. لقد اعتبرت هذه الجماعات .. جماعات الاسلام السياسي وعلي راسها جماعة الإخوان المسلمين .. منافسيها من الأحزاب الأخري في عملية سياسية سلمية ,, وكأنهم أعداء الله .. كما تؤكد الآية التي أخذوا منها كلمة واحدة مع شعار السيفين " وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ورباط الخبل ترهبون به عدو الله وعدوكم " وهو منحي ينذر بعواقب وخيمة تؤدي الي انتشار العنف بأبشع صوره .. لقد نجحت جماعات الاسلام السياسي برفعها شعارات دينية في معارك سياسية بحته .. تصوير الأمر علي أنه صراع ديني .. من ليس معها .. أو من يصوت ضدها .. وكأنه خرج عن الدين وعن الملة .. هو عدو الله وعدو المسلمين .. كما يؤكد شعار الجماعة الرسمي .. تماما كما أدت حيلة رفع المصاحف علي أسنة الرماح ألي آثار مازلنا نعاني منها الي الآن .. وتماما كما أدي شعار الخوارج " وما الحكم إلا لله " الي سفك دماء المعارضين بدم بارد رغم إجماع المسلمين علي ورعهم وتقواهم وعلي رأس هؤلاء سيدنا علي ابن أبي طالب .. إمام المتقين ..فهل يجوز أن يدعي إنسان أو جماعة أو حزب أنه يتحدث باسم الله، وهل من المنطق أو العقل أو الدين أن نصف أفكارا انطلقت من الدين على أنها الدين نفسه أو من النص على أنها النص ذاته. ولقد حدث نفس الشيء في الأديان الأخري في العصور الوسطي.. المشكلة أن العالم كله انتبه الي هذه المشكلة وتأثيرها الضار علي المجتمعات وتطورها،، بينما نحن كمجتمعات وليس أفراد لم ننتبه الي خطورة الأمر.. ألم تجند الكنيسة في تلك العصور آلافا مؤلفة من البسطاء وشحنتهم بعقائد القتل وسفك الدماء، فعانت منهم الإنسانية نفس معاناتنا من الإرهاب الآن ؟ ما الذي جعل الشاب المسيحي في العصور الصليبية يقطع القفار مغامرا بحياته؟ إنه المفهوم الخاطيء للدين والعقيدة التي إذا رسخت في قلب ميت وعقل فارغ دمرت صاحبها وما حوله.،، أنه نفس الأمر الذي يجعل شاب في مقتبل عمره يفجر نفسه في سيارة مفخخة فيقتل نفسه ومعه العشرات ممن قد لايكون لهم أي ذنب أو علاقه بالقضيه التي يعتقد هذا الشاب أنه يدافع عنها.. إن تسييس الدين وإفراغه من قيمه الروحية والإنسانية وتحويله إلى رصيد رمزي للدعاية السياسية أدي إلي تحول الفكر الإسلامي إلى مجرد شعارات جوفاء يغيب فيها العلم وينكمش الفكر الخلاق، و حتي الآن لم تستطع الحركات السياسية الإسلامية إبداع فكر أوسع مدى من فكر أجدادنا العظام من المعتزلة ، وإبداع فكر يضاهي في عقلانيته الفكر السياسي الغربي الحديث، حتي نتخلص من الاصدارين الصحراوين للاسلام ونرجع به الي دين روحي لايتعارض مع الاعلان العالمي لحقوق الانسان فسيستمر نقد الاسلام كدين اكثر من باقي الاديان التي تقول عن نفسها سماوية او الاديان الارضية بوذية كانت او هندوسية لان اتباعها لا يقولون ما قاله المسمي خالد المصري في تعليقه .. لقد احتوي تعليقي علي ماقاله خالد المصري فقرات من مقالات سابقة لي لأوضح وجهة نظري .. وأتمني أن أكون نجحت في ذلك .. إن حرية العقيدة حق انساني اصيل .. ونقد اي دين أو ايدلوجية هو حق انساني اصيل مثل الدعوة السلمية لهما .. أما العنف او التحريض عليه فيجب أن يخضع صاحبهما لطائلة القانون .. وهذا للأسف ما لايفهمه غالبية المسلمين ونحن في القرن الواحد والعشرين.
#عمرو_اسماعيل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
هل الخنوع في مصر تراثا قبطيا ؟
-
الدولة المدنية وقضية الزواج الثاني للاقباط
-
فلسفة الحضارة و فلسفة التخلف
-
مصر التي أحلم بها و تستحق النضال من أجلها ..
-
الاسلام هل هو الحل.. أم هو المشكلة؟
-
الإستبداد السياسي والاستبداد الاجتماعي
-
سميكا لايشف واسعا لايصف
-
سؤال افتراضي .. هل نحتاج عودة الأنبياء من تقاعدهم ؟
-
لن يمكن القضاء علي الإرهاب .. إلا بالقضاء علي الإخوان .. رسا
...
-
لا تقبلواالعدل احسانآ .. مرة أخرى
-
لماذا منع التعليقات
-
.. نظرة براجماتية للعلاقة بين الاسلام والعلمانية
-
العلمانية والاصدار الثاني من الاسلام الصحراوي .. المضحك المب
...
-
متي استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا .. العلمانية وا
...
-
الحل الذي نصر ألا نراه ..
-
الإعجاز الحقيقي للقرآن .. وجهة نظر مسلم علماني
-
ردا علي احمد صبحي منصور .. من يقول عن نفسه مسلما .. يجب أن ي
...
-
المرحلة الشرجية في تطور الشخصية العربية ..
-
المحظورة .. هل هي فعلا محظورة؟
-
إيران ومنظومة طز في مصر ..
المزيد.....
-
“فرحة أطفالنا مضمونة” ثبت الآن أحدث تردد لقناة الأطفال طيور
...
-
المقاومة الإسلامية تواصل ضرب تجمعات العدو ومستوطناته
-
القائد العام لحرس الثورة الاسلامية: قطعا سننتقم من -إسرائيل-
...
-
مقتل 42 شخصا في أحد أعنف الاعتداءات الطائفية في باكستان
-
ماما جابت بيبي..استقبل الآن تردد قناة طيور الجنة بيبي وتابعو
...
-
المقاومة الإسلامية في العراق تعلن مهاجتمها جنوب الأراضي المح
...
-
أغاني للأطفال 24 ساعة .. عبر تردد قناة طيور الجنة الجديد 202
...
-
طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال
...
-
آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
-
دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه
...
المزيد.....
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
المزيد.....
|