أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - فرح عبد الإله - التواصل داخلة الأسرة المغربية














المزيد.....

التواصل داخلة الأسرة المغربية


فرح عبد الإله

الحوار المتمدن-العدد: 3053 - 2010 / 7 / 4 - 16:46
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


تعد الأسرة نواة أي مجتمع نظرا لما تقوم به من أدوار صعبة تتمثل في نقل وترسيخ قيم المجتمع عن طريق التواصل الأسري، حيث يعد إشكال التواصل داخل الأسرة من الإشكاليات التي اهتم بها العديد من التخصصات كعلم الاجتماع وعلم النفس والأنثروبولوجيا والقانون وغيرها. من هنا يتبادر لنا السؤال التالي: ماذا نقصد بالتواصل؟ وما دور التواصل داخل الأسرة المغربية؟ هذا ما سوف نحاول الإجابة عليه انطلاقا من عرضنا التالي:
لكي نقترب أكثر إلى الدور الذي يلعبه التواصل داخل الأسرة علينا أن نحدد مفهومه، فالتواصل بصفة عامة هو عملية قصد نوعي تصدر بواسطتها إثارة استجابة نوعية لدى مستقبل نوعي، ونعني بالتواصل داخل الأسرة ذلك التوحد بين الأفراد والتفاعل حتى يصبحوا أصحاب لغة واحدة ومفاهيم موحدة، أو على الأقل مفاهيم متقاربة.
إن التواصل يعد من أهم المقومات الأساسية لما لها من قوة في التأثير على الآخر لبناء العلاقات الاجتماعية باعتبارها أهم قوة دينامية في التحول الاجتماعي، غير أننا أصبحنا نشاهد في الآونة الأخيرة وما تنقله لنا وسائل الإعلام حول التواصل داخل الأسرة ما نسميه بالاغتراب الأسري نتيجة لغياب التواصل داخل الأسرة خصوصا الأسرة المغربية، وذلك للتحولات الاجتماعية التي عرفتها الأسرة خصوصا في بنيتها مثل الانتقال من الأسرة الممتدة التي تتكون من جد وجدة وأبناء وأحفاد إلى ما يطلق عليه المختصين أو الباحثين سوسيولوجيين بالأسرة النووية والتي تتكون من أبوين وإبن أو عدة أبناء، وللإشارة فهذا النوع من الأسر أصبح يشكل اليوم أكثر من % 60 من مجموع الأسر المغربية (حسب الإسقاطات الديمغرافية التي يقوم بها مركز الدراسات والأبحاث الديمغرافية، فقد بلغ عدد الأسر على المستوى الوطني 6239 ألف أسرة سنة 2008، بينما لم تكن تشكل سوى % 51.1 سنة 1982).
إلى جانب هذا التحول نجد تحول آخر يتمثل في سلطة الأب حيث أصبحت هيمنة الرجل على مؤسسة الأسرة متزعزعة تتجه لصالح المرأة أو من يتوفر على المال لإعالة الأسرة أو السلط الأخروية كسلطة وسائل الإعلام وسلطة الشارع...إلخ.
لقد غدا التواصل داخل الأسرة خصوصا بين الأب والإبن مشكلة حقيقية، وكثيرا ما يعزوه البعض على الأباء بينما يعزوه البعض إلى الأبناء، فهل يعاني الأباء في تنشئة أبنائهم؟
لقد أثبتت معظم الدراسات أن الآباء الذين ينتمون إلى مستوى ثقافي متدني أو متوسطي لا يتواصلون مع أبنائهم، حيث نجدهم يكتفون فقط بإلقاء النهي والنصيحة والحديث عن المدرسة باعتبار أن الطفل أو الإبن لم يصل إلى مستوى النضج أو الوعي الفكري، على عكس ما نلاحظه في الأسر التي تنتمي إلى سوسيواقتصادي عالي ومستوى ثقافتهم العالية، بحيث أن علاقة التواصل بين هذه الفئة تكون دائمة وهذا ينعكس إيجابا على الأبناء.
كما أن الأب ليس له الوقت الكافي للحديث مع إبنه، بسبب ظروف العمل من أجل توفير المعيشة المناسبة للأسرة هذا من جهة.
من جهة ثانية نجد أن عامل فارق السن بين الأباء والأبناء يساهم أيضا في انعدام التواصل، فالأب يتعامل مع الإبن بنظرة علوية والإبن يكون عادة في موضوع المحكوم والتابع، وبالتالي تقل فرص التفاهم وتبادل جهات النظر وتعاطي الأفكار بينهما.
ونلاحظ أيضا في الأسر المغربية أن الأبناء يفضلون استشارة أمهاتهم على استشارة أبائهم، لأن الأب حسب منظورهم الخاص هو أب قاسي سلطوي يتصف بالضغط والإكراه، أي أنه غير قابل للنقاش.
وخلاصة القول وانطلاقا من الدراسات سوسيولوجية المتعلقة بالأسر المغربية أن إشكالية التواصل داخلة الأسرة أصبحت تتجه إلى انعدامها، مما سيؤدي إلى تفكك الأسرة، وهذا سينعكس بشكل سلبي على وظائف الأسرة داخلة المجتمع في انعدام التوازن وزعزعة المجتمع.



#فرح_عبد_الإله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحداثة
- الكوجيطو الديكارتي
- نظرة إلى العولمة
- سوق الأربعاء الأسبوعي بجماعة المناصرة
- المخدرات آفة المجتمع


المزيد.....




- -حماس- تُعلن رسميا مقتل يحيى السنوار: ننعى قائد معركة -طوفان ...
- أفراد من القوات الأوكرانية يفرون من منطقة كورسك تحت ضربات ال ...
- شيرين عبدالوهاب تحسم جدل لقب -صوت مصر- بعد مقارنتها بأنغام
- أول تعليق من حماس على مقتل السنوار
- كيف يؤثر انقطاع الطمث على دماغ المرأة؟
- غداة اعترافه بمقتل 5 جنود بمعارك مع حزب الله.. الجيش الإسرائ ...
- حماس تنعى رئيس المكتب السياسي للحركة يحيى السنوار
- منفذا عملية البحر الميت.. من هما وما هي وصيتهما؟ (فيديوهات) ...
- المشاركون في اجتماع صيغة -3+3- يدعون إلى وقف التصعيد في الشر ...
- البرلمان الإيراني يفند تصريحات رئيسه التي أثارت غضب لبنان


المزيد.....

- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج
- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - فرح عبد الإله - التواصل داخلة الأسرة المغربية