أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ساطع راجي - قمة ومئة مليون دولار














المزيد.....

قمة ومئة مليون دولار


ساطع راجي

الحوار المتمدن-العدد: 3053 - 2010 / 7 / 4 - 13:37
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


وفقا للنظام الدوري في تحديد مكان انعقاد القمة العربية وحسب الحروف الابجدية جاء دور العراق لكي يستضيف القمة العربية في آذار 2011 وقد اعلنت الحكومة العراقية وعبر مختلف مستوياتها عن تمسكها بحق استضافة القمة العربية واعتبرت هذا الحق مسألة شرف واحترام للذات رغم ما ابدته الوفود التي حضرت القمة السابقة التي عقدت آذار الماضي في مدينة سرت الليبية، من شكوك حيال نجاح قمة عربية تعقد في بغداد واقترحت اماكن بديلة.
الحكومة العراقية سارعت وبحزم للاعلان اكثر من مرة عن تمسكها بعقد القمة غير آبهة بالتخوفات الامنية التي اعلنت عنها بعض الحكومات العربية ولا العقد السياسية المستحكمة في العلاقات العراقية العربية، وتتغاضى الحكومة العراقية والقيادات السياسية عن التناقضات العراقية الداخلية حول السياسة الخارجية للدولة التي بلغت مرحلة التقاطع بين الفرقاء العراقيين في بعض الاحيان، واذا كانت كل القضايا لأي بلد ديمقراطي عرضة للاختلافات فان السياسة الخارجية والامن الوطني (وهما غالبا ملف واحد) لايتحملان الخلافات وخاصة في الفعاليات الدبلوماسية مثل القمة.
لا احد يعرف كيف ستتعامل الحكومة العراقية مع بعض الزعماء العرب الذين يعلنون في كل مناسبة عن رفضهم للنظام السياسي الجديد في العراق ومن بينهم من يصف العملية السياسية الجارية بأشد الاوصاف قسوة وخاصة زعماء الدول التي ترفض فتح سفاراتها في بغداد بشتى الذرائع ولا تتوانى عن استقبال رجالات النظام السابق واحتضان مؤتمراتهم السياسية والاعلامية واستقبال الجماعات المتهمة عراقيا بممارسة العنف وقتل العراقيين.
لقد سارعت الحكومة العراقية الى اثبات جديتها بانعقاد القمة العربية في بغداد عبر تخصيص مئة مليون دولار لإستضافة الزعماء العرب او من يمثلهم وهو مبلغ يبدو ضئيلا مع احتياجات العاصمة العراقية من مرافق وخدمات لتكون قادرة على احتضان هكذا حدث لكن هذا المبلغ سيكون ذا اثر كبير في العديد من الملفات العراقية الخدمية المهمة والتي يحتاج بعضها الى جزء من هذا المبلغ وينتظره منذ سنوات، واول المخاوف التي تتبادر الى الذهن هي ان يقتطع الفاسدون جزءا من هذا المبلغ لإبتلاعه عبر عمليات ترميم غير متقنة للمرافق الخدمية المتهرئة في العاصمة، والتخوف الثاني هو ان تصرف هذه الاموال ثم لا يحظر الزعماء او يعلنون اعتذارهم في اللحظة الاخيرة وهو امر يحدث باستمرار في القمم العربية بغض النظر عن مكان اقامتها فالزعماء العرب مزاجيون وكثيرا ما يتعاملون مع القضايا السياسية وحتى الدبلوماسية بشخصانية عالية.
الساسة العراقيون يعتبرون انعقاد القمة العربية في بغداد فرصة سياسية لإثبات انتماء العراق الى محيطه وهي فرصة ايضا اقتصادية لإعلان قدرة بغداد الامنية والخدمية على استقبال الفعاليات الكبرى وبما يسمح بادخال بغداد الى خارطة الاستثمار الدولي الواسع، كما ان استقبال القمة العربية سيكون فرصة اعلامية ونفسية لترميم الصورة عن الداخل العراقي الممزق وفقا لما يطرحه الاعلام العربي والعالمي، وفرصة لتغيير الصورة عن بغداد التي حظيت بأوصاف مؤذية لأي مدينة من ناحية مستوى المعيشة والخدمات والامن والتلوث وهي اوصاف ليست بعيدة عن الواقع للأسف، لكن كل هذه الفرص يجب ان توضع في مواجهة المخاطر المحتملة التي قد ترافق انعقاد القمة العربية سواء الامنية منها او السياسية او حتى الاعلامية حيث ستكون هناك كثير من العيون التي ستأتي الى بغداد بحثا عن العيوب والاخطاء وهي اصلا متوفرة بكثرة في عاصمتنا الحبيبة ولا تحتاج الى عيون مدققة غير ان حبل الغسيل الذي ستنشر عليه آنذاك سيكون بلا نهاية.
لا توجد قمة عربية واحدة ناجحة سياسيا هذه حقيقة يعرفها الجميع ومنذ سنوات أخذ عدد الزعماء العرب الذين يحظرون القمم يتناقص بشتى الاعذار ويعلل الساسة العرب والجامعة العربية والمراقبون السياسيون ذلك الفشل بشتى العلل ولكن ليس من بينها المدينة التي تحتضن القمة لكن القمة التي ستعقد في العراق سيكون البلد المضيف هو سبب فشلها (وهي ستفشل حتما) في التأويلات الاعلامية حتى لو كان الفشل هو من ضمن التاريخ المألوف للقمم العربية وحتى لو كان الفشل سياسيا وليس اداريا او تنظيميا، كما ان العراق سيتعرض لسلسلة من الابتزاز الاعلامي والسياسي لإقناع حكومات الدول العربية بقدرة العراق على تنظيم القمة.
المشاكل الامنية والخدمية في بغداد ليس من السهل معالجتها خلال الوقت المتبقي حتى انعقاد القمة رغم اللهفة الواضحة من بعض الدوائر للإسراع في انفاق المئة مليون دولار وهي لهفة معروفة الدوافع في العراق، ومع ذلك يمكن حل هذه المشاكل او الجزء الاكبر منها عبر نقل مكان القمة من بغداد الى مدينة اخرى ولتكن اربيل مثلا التي سبق ان احتضنت فعاليات بهذا المستوى، فليس من الحتمي ان تعقد القمم العربية في العواصم فالقمة العربية الاخيرة عقدت في مدينة سرت الليبية وليس في العاصمة طرابلس، كما عقدت قمم في جدة والدار البيضاء وشرم الشيخ وكلها ليست عواصم، ومع ذلك يبقى الخوف من اهدار المئة مليون دولار بغير طائل يعتصر قلوب العراقيين، وهو خوف لا يدانيه حتى الخوف من الانكشاف المباشر للتمزق السياسي العراقي تحت اعين الساسة العرب والاعلام العربي.



#ساطع_راجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ألعاب تفاوضية
- هل انطلق قطار القيود؟
- ملف الغضب
- نسيان أمريكي
- جليد في بغداد
- عندما يضيع الأثر
- ملفات الصحافة في عيدها
- في القراءة الطائفية
- الامن..تحسن أم استقرار؟
- حكومة مصيدة
- عندما لايحدث شيء..جلسة مفتوحة
- واجب وطني وشرعي
- مؤتمرات البعثيين
- خط مستقيم أو صراع ديكة
- الاتراك قادمون
- انسحاب واشنطن سياسيا من العراق
- الانهماك الشعبي بالسياسة
- رئيس وزراء تسوية
- لاخطوط حمر ولا استثناء لأحد
- لقاء السحاب المستعصي


المزيد.....




- رئيس وزراء إسرائيل السابق: السبيل الوحيد لحماية إسرائيل هو ا ...
- قطر تستضيف مفاوضات جديدة حول غزة وألمانيا تدعو للتوصل لاتفاق ...
- البيت الأبيض: على مادورو الاعتراف بفوز منافسه زعيم المعارضة ...
- حميميم: طيران التحالف الدولي بقيادة واشنطن انتهك قواعد أمن ا ...
- رجل أعمال ألماني يؤكد أن روسيا ستستحوذ مستقبلا على جميع الأس ...
- منسق العمل السري: الضربات على ميناء أوديسا استهدفت ترسانة لل ...
- ليبيا تعلن حالة الطوارئ الصحية لمواجهة جدري القردة عقب تفشيه ...
- روسيا تهدد.. عمق أوكرانيا مقابل كورسك
- -القسام- تنشر مشاهد استهداف جنود إسرائيليين متحصنين داخل الم ...
- رئيس الأركان الإسرائيلي: جاهزون لقرار القيادة السياسية سواء ...


المزيد.....

- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ساطع راجي - قمة ومئة مليون دولار