|
نحن نخلق آلهتنا ( 9 ) - الله يكون حافظا ً وعليما ً وعادلا ً .
سامى لبيب
الحوار المتمدن-العدد: 3053 - 2010 / 7 / 4 - 02:36
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
فى مقال سابق تناولت رؤية هذا المقال..وإسمحوا لى أن أضمها إلى هذه السلسلة من " نحن نخلق ألهتنا" حتى تنال حظا ً أوفر فى البحث علاوة على ما ستمثله من تدعيم للفكرة المحورية وهى اننا نخلق آلهتنا وفقا ً لإحتياجاتنا ورغباتنا النفسية.
*** هل الله حافظا ً وعارفاً وعادلا ً .
يحفل التراث الدينى بالكثير من الفرضيات والغيبيات التى لا تجد لها طريقا ً على أرض الواقع ..فبالرغم من وجود قصص عن الشياطين والجن والعفاريت والملائكة إلى فرضية وجود عالم أخروى خالد من الجحيم والجنه ..فلا يوجد أى دليل يثبت هذه المقولات الكبيرة بالرغم من الميديا الهائلة المروجة لها سوى إدعاء أصحابها .
ولكن قد تصل الأمور إلى إلقاء إدعاءات كبيرة والإلحاح عليها ومحاولة تمريرها كحقيقة بدون أى سند يعضدها سوى أن مدعيها ذكروها هكذا تحت وطأة لحظتهم التاريخية , وتجد الغرابة واضحة عندما يستقبل التابعون هذا الإدعاء كمسلمة دون ان يضعوها تحت منظار العقل الناقد ..ولكن ستتبدد دهشتنا عندما نعلم أن العقل الناقد قد تم تخديره أو قتله على عتبات الإيمان .
ولكن هناك إدعاءات تكون من الفجاجة والتناقض فتقوض نفسها بنفسها !!..فمن الأمور المثيرة للدهشة إدعاء الإسلام بأن التوارة والأنجيل قد إعتراهم التحريف والتبديل بينما بقى القرأن محفوظاً من كل عبث . لست هنا فى معرض الدفاع عن التوراة والإنجيل فهما فى البداية والنهاية نصوص بشرية وإبداعات إنسانية من الممكن أن يعتريها التحريف والتبديل والإضافة والإلغاء بحكم خضوعهما إلى عوامل إجتماعية وسياسية وتاريخية ساهمت فى تعديل النص وفقاً لإحتياجها .
ولكن هى محاولة لإثبات أن الفكر الدينى يحمل فى أحشائه التناقضات التى تنال من المنظومة الدينية واللاهوتية نفسها .!! فبالرغم من أن رمى التوارة والأنجيل بالتحريف والتبديل هو إتهام خطير بلا دليل يثبت هذا الأمر سوى إدعاء قائله .!! ..إلا أن المصيبة الكبرى أن إدعاء التحريف يطعن فى الذات الإلهية نفسها ويشوه صورتها ويحط من قدرها .!!
فعندما يقال ان هناك وعداً إلهياً بحفظ القرآن : "إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون"...فهنا نحن أمام صفة إلهية جديرة بالإعتبار وهى حفظ كلامه من أى عبث وتحريف ..فالله يكون حافظا ً بجوار قائمة صفاته الكثيرة .
بالطبع تكون صفة الله الحافظ هى صفة غير مستحدثة بفضل الإسلام ..بل هى صفة لصيقة بالله ذاته غير منتقصة ولا قابلة للزيادة والإضافة كما هى غير مستحدثة أيضا ..ولكن هذا الأمر سيلقى بظلال داكنة وتساؤلات كبيرة حول عدم قدرة الله على حفظ كلامه فى التوراة والإنجيل .
الله يكون عارفا ً وعالما ً وملما ً بكل الأحداث الحاضرة والمستقبلية ليكون بالضرورة مدركا ً لمحاولات التحريف والعبث بكلامه قبل وقوع الحدث ..لتسأل حينها هل الله لم يكن يعلم بمحاولات أحبار اليهود وكهنة النصارى فى تحريف كلامه ..فهنا إما يكون لا يعلم وأنه فوجئ بالحدث فتتقوض هنا صفة المعرفة والعلم الإلهى ..وإما أنه يعلم بهذه المحاولات قبلها وليس فى يده شيئا ً يحول دون التحريف فيعجز بالتالى عن الحفظ والصيانة وحينها لا يمكن أن نعتبره حافظا ً وقادرا ً. وإما أن يكون القرآن هو كلامه المحبوب بينما التوراة والإنجيل هما كلام البطة السوداء .!!
ولمزيد من التوضيح سنمر سريعا ً على هذا المسلسل من التحريف الذى لم يترك كتابا ً إلا وناله التحريف لتصبح صفة الله الحافظ فى مهب كل ريح ..فعندما يذكر الإسلام بأن الله أنزل كتابه التوارة ثم قام أحبار اليهود فى وقت لاحق بالعبث والتحريف , فهنا نكون أمام إشكالية كبيرة وهى أن الله لا يعى ولا يمتلك من أمره شيئاً !!..بل أن الصفات الإلهية كالقدرة والمعرفة والحفظ إما كانت معطلة أو لم تكن موجودة .! فهل فوجئ الله بعملية التحريف ولم يكن لديه إدراك قبلها بحكم معرفته المسبقة المفترضة بهذه الخطوة التى أقدم عليها هؤلاء اليهود الملاعين ..وتكتمل المآساة بعدم قدرته على الحفاظ على كتابه بعدها لتنهار صفتى القدرة والحفظ أمام عينيه وأمام هؤلاء النفر من اليهود .!!
وبدلاً من أن يحفظ الله نسخته الأصلية ويصونها رغما ً عن أنف أحبار اليهود ..فكر وتدبر وقال سأنزل كتاب جديد فى الاسواق ... فقرر أن ينزل بالإنجيل . ينزل الإنجيل فى السوق ولكن كهنة النصارى فى وقت لاحق يعبثون فى الأناجيل ويحرفون فيه .!! ويقع الله فى نفس الإشكالية وفقا ً لهذا السيناريو ..فإما تعطلت قدرته عن إدراك هذا الحدث قبل وقوعه بحكم معرفتة المسبقة ..أو لم تتفعل قدرته على صيانة نصوصه من العبث ليشل ويحرق أيدى هؤلاء النصارى العابثون , ولنجد إنهيارا ً لصفتى القدرة والحفظ لثانى مرة على التوالى .!! المصيبة الكبرى فى تحريف الإنجيل أن الله لم يأخذ باله أو يدير حاله على قول أخوتنا الشوام فى هذه المرة أيضاً !..أو يمكن القول بأن الله للأسف لا يستفيد من التاريخ ويقع فى الخطأ تلو الأخر .!
يقرر الله أن ينزل بالقرآن ولكن يتعهد بحفظه ولا تعرف لمن يكون التعهد ؟ هل له أم لنا ؟ بالطبع ليس للإنسان فهو سيُوضع هنا فى مجال المحاسبة والمراقبة والمقارنة والمعادلة والإدانة بالنسبة للإله ..وإما أن يكون تعهد الإله هو لذاته !! ..فهل هو فى حاجة إلى التعهد والإلتزام والتذكير أم هى إصباغ رؤية إنسانية على الإله .!!
المهم التالتة تابتة كما يقولون !! ينزل القرأن على نبى الإسلام ..ولكنه لم يدونه بخط يده ..بل تم تحفيظ أصحابه وأنصاره آيات الله ..ليكون كلام القرأن مرهوناً بمجموعة من العرب البدو ذوى ثقافات وقدرات محددة , وهم ليسوا هم بأنبياء فى النهاية .! يستمر هذا الوضع كما هو حتى يأتى عثمان بن عفان فيتولى عملية جمع القرأن ..ولكن كما ذكرنا بأن بقاء الأيات متداولة على ألسنة عدة جعل هناك عدة مصاحف مما أضطر عثمان لحرق مصاحف عدة والإحتفاظ بنسحة واحدة هى التى تم إعتمادها .!!!
إذن كلام وأيات الله وجدت طريقها للتنوع بدليل تعدد المصاحف , وهذا ما يجعل أى منصف يضع علامات إستفهام كبيرة أمام عثمان نفسه فهو ليس بنبى فى النهاية بل إنسان قابل للخطأ والسهو .
ولكن هل إنتهت الأمورعند هذا الحد وأصبح كلام الله محفوظاً ومصاناً من كل عبث أو تحريف أو زيادة أو نقصان . تتواصل فصول قصة التحريف والتبديل والحذف للمرة الثالثة على التوالى فى هذا العرض المثير من المسلسل عندما نجد أن هناك آيات وردت إشارة لها فى الأحاديث ولم ترد فى القرآن مثل آيتا الرجم ورضاع الكبير .!!! ..فأين ذهبت ؟
بل أن الشيعة يؤمنون بوجود سورتين كاملتين وهما سورة النورين وسورة الولاية ,ويدعون أن أهل السنه قد حجبوا هاتين السورتين ..لنجد ملايين من البشر لا يعلموا شيئا ً عن هاتين السورتين وملايين أخرى تقر بوجودهما .!!..وليصبح هناك مؤمنون وكفرة بالضرورة . http://www.ansar.org/arabic/t11.htm
إذن نحن أمام كتاب إما ناقص هنا أو زائد هناك ..أمام من يؤمنون بالكتاب كاملاً أو ناقصاً ..!! نحن أمام عبث بكلمات الله للمرة الثالثة على التوالى .!!! فهل ضاعت القدرات الإلهية فى القدرة والمعرفة والحفظ والصيانة و ذهب تعهده الشهير بتولي الحفظ .؟!!
هناك نقطة أخرى تجعل المرء يندهش من المفارقة الصارخة فى معطياتها لتقف حائرا ً أمامها .!!!! فكل الحضارات القديمة والتى سبقت الأديان الإيراهيمية تركت لنا أثارا ً عظيمة تشهد عليها ..كتبوا أفكارهم وأساطيرهم وتاريخهم وشرائعهم وحكمتهم على أورلق من البردى وعلى حوائط جدران معابدهم ...بل أن الحضارة السومرية القديمة كتبت أساطيرها على ألواح من الطين ..أعيد وأكرر ألواح من الطين .!! هم كتبوا ونقشوا وحفروا معتقداتهم الوثنية ولم ينسوا أدابهم وفنونهم ليتركوا لنا ثروة هائلة من الأثار التى تحكى عنهم وتخوض فى أدق أمور حياتهم. الغريب والمثير للدهشة أن الله العزيز القدير الحافظ لم يهدينا للعثور على كتبه الأصلية بعد مسلسل التحريف الشهير هذا ..فلم يجد فلاح بسيط نسخة للتوارة الأصلية أو عثر عامل متواضع على نسخة الإنجيل الحقيقية حتى ولو بإلهام من الله .!!! سنجد أثار لمعتقدات وثنية على ألواح من الطين أو محفورة على جدران معابد ولن نجد كلام الله الأصلى قبل أن يحرفه اليهود والنصارى .!!! هذا يعطينا إنطباع بضعف وهشاشة فكرة التحريف أو يدين فكرة الله ذاته بإهماله إظهار كلامه الحقيقى الذى من المفروض بأن كل حرف فيه أكثر أهمية ورفعة من قصص الحضارات الوثنية القديمة .!!
إن أهمية ظهور النسخ الأصلية للتوراة والإنجيل لا تكون لمصداقية الله ذاته فى حفظ كلماته وبقائها رغم أنف المحرفون ولكن هى حجة سيحاكم بها اليهود والنصارى .
فإدعاء التحريف ينال من صفة أخرى من صفات الله وهى العدل ..فكيف له أن يستقبل المليارات من النصارى واليهود فى جحيمه عقابا ً لهم على كفرهم وإيمانهم المنحرف والضال ولم يتيح لهم فى الوقت ذاته رؤية نسخته الأصلية . ألف باء عدل أن أسمح لك بوجود النسخة الحقيقية والمنزهه عن الغش والتدليس بجوار النسخ المحرفة ..فإذا إخترت أن تمضى فى إتجاه الإنحراف والضلال فيحق هنا أن أشويك فى الجحيم وأمرر السيخ المحمى فى صرصور ودنك وأصب الرصاص فى جوفك ..أما أن يترك اليهود والنصارى هكذا بدون حجة تؤخذ عليهم فيكون هو الظلم والعبث بعينه .!!
هذه هى الإشكاليات المنطقية التى يقع فيها من يردد مقولة تحريف التوراة والإنجيل ...ولكن هل الأمور هكذا ؟..أم أنها نصوص وإبداعات بشرية تغيرت وتبدلت وفقاً لتطور الإنسان ووجدت سبيلها على يد كتبة عبروا عن توازنات عصرهم وإرادة ورؤية قوى إجتماعية محددة ..وليس هناك ما يدعونا للحديث عن الأصل والمزيف لأن الأمور فى كل الأحوال هى بشرية الأصل والهوى والهوية .
دعونا نضع الفكرة فى مسارها الطبيعى بعيدا ً عن هذه الإدعاءات ..فالإنسان توسم فى إلهه أن يحفظه من كل شر وألم ..تأمل أن يصونه من قوى الطبيعة القاسية وسلطوية الإنسان الآخر وأطماعه ..توسم أن يحفظه من لحظة مستقبلية قادمة حُبلى بكل الغموض والخوف ولا تخفى توجسه وقلقه ..فمن هنا هو يبحث عن معين وسند قادر على حفظه وحمايته فأطلق على إلهه صفة الحفظ والرعاية . ولكن إشكالية الصفات الإلهية أنها مطلقة وتمد هيمنتها على كل الوجود فمن هنا جاءت الإشكالية بالضرورة عندما تخوض فى نقاط تثير التناقض مع صفات إلهية أخرى مفترضة .
هذه رؤية لرافعي رايات التحريف ولكن من يهوى منهم إعتبار الكلام التاريخى والمرسل فكراً وإرادة إلهية أن يجاوبنا عن نقاطنا المثارة حول الله ومسلسل التحريف .
#سامى_لبيب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
تأملات فى الإنسان والإله والتراث ( 1 ) - الصلاة كثقافة للبرم
...
-
لماذا يؤمنون .. وكيف يعتقدون ( 4 ) - كيف تربح المليون دولار
...
-
أنا والله ويدى اليسرى .
-
نحن نخلق ألهتنا ( 8 ) - الله خالقا ً للوجود فى ستة أيام .
-
الدين عندما ينتهك إنسانيتنا ( 10 ) _ همجيتهم وهمجيتنا .. ياق
...
-
الدين عندما ينتهك إنسانيتنا ( 10 ) _ همجيتهم وهمجيتنا .. ياق
...
-
نحن نخلق آلهتنا ( 7 ) - الله مُجيبا ً للدعاء .
-
تديين السياسة أم تسييس الدين ( 4 )- حد الردة رغبة سياسى أم ر
...
-
الدين عندما ينتهك إنسانيتنا ( 9 ) - الخلوة الغيرالشرعية بين
...
-
لماذا يؤمنون .. وكيف يعتقدون ( 3 ) _ الدنيا ريشة فى هوا .
-
من داخل دهاليز الموت إشتقت لحضن أمى .
-
إشكاليات التراث ومتطلبات العصر وأين يكون حرثنا فى الأرض أم ف
...
-
لماذا يؤمنون ..وكيف يعتقدون ( 2 ) - لا تسأل ولا تعرف .
-
الدين عندما ينتهك إنسانيتنا ( 8 ) _ أشياء مطلوب الإعتذار عنه
...
-
تديين السياسة أم تسييس الدين ( 3 ) - الجنه تحت أقدام المقاتل
...
-
تأملات سريعة فى الله والدين والإنسان ( 5 ) .
-
تديين السياسة أم تسييس الدين (2) - الناسخ والمنسوخ تردد إلهى
...
-
إلى هذا الحد وصلنا لحالة من الشلل والتسطيح والتهميش .
-
تديين السياسة أم تسييس الدين ( 1 )- اليهودية نموذجا ً .
-
ثقافة المراجعة والإعتذار المفقودة .
المزيد.....
-
طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال
...
-
آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
-
دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه
...
-
في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا
...
-
المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه
...
-
عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
-
مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال
...
-
الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي
...
-
ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات
...
-
الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
المزيد.....
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
المزيد.....
|