أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - امين يونس - بافرو !














المزيد.....


بافرو !


امين يونس

الحوار المتمدن-العدد: 3052 - 2010 / 7 / 3 - 12:56
المحور: كتابات ساخرة
    


كُلّما كان يدورُ حديثٌ في الديوان ، عن ذكريات ايام " الثورة " والكفاح المُسّلح ، يرويهِ عادةً أحد المُشاركين الفعليين او احد الشهود ، كان يتدخل ويقول : صحيح ، انا ايضاً كنتُ موجوداً ! . فلنُسمي صاحبنا هذا " بافرو " ، لم يكن مُهماً عن أي السنين يدور الحديث او المعركة التي حدثتْ او المكان الذي جرتْ فيه ، ف بافرو كان موجوداً بل يُزيد في التفاصيل ويُضيف الرتوش . بحيث انه أصبحَ معروفاً للقاصي والداني وأصبحَ مصدر تفكه . وفي احد الايام إتفقَ القوم على إحراجهِ والنيل منه ، لعّله يترك هذه العادة السيئة . فلما إكتَضَ الديوان ، بدأ أحدهم في الحديث عن معركةٍ شرسة [ وهمية للإيقاع ببافرو ] جرتْ قبل حوالي الثلاثين سنة بين بضعة افراد من الثوار وبين قطعات من الجيش الحكومي في منطقةٍ جبلية ، فقال : كُنا ثمانية ثوار ... فقاطعهُ بافرو قائلاً : كلا انت متوهم ، بل كنا عشرة وانا من ضمنهم ! ، فتوقف المتحدث مُتفكراً واجاب : صحيح ما تقول كنا عشرة . ثم اضاف : وجرتْ معركة حامية الوطيس قتلنا الكثير من عناصر الجيش والمرتزقة ، فقاطعهُ بافرو وقال : انا وحدي قتلت في ذلك اليوم سبعة عسكريين تَبّين ان اثنين منهم ضباط احدهم برتبة ملازم اول لا زُلتُ احتفظ ب " نجومهِ " التي إنتزعتها من بدلتهِ العسكرية .. يا لتلك الايام الرائعة ، انها لا تُنسى ! . فاستطرد المتحدث : وبعد ان كنا منتصرين في البداية ، فوجئنا بثلاثة مروحيات تحوم فوق رؤوسنا وتصلينا بنارٍ كثيفة استشهد على أثرها احد رفاقنا وإضطررنا نحن البقية الى الاستسلام بعد ان أنزلتْ المروحيات القوات الخاصة التي كانتْ على متنها ... فقال بافرو مرتبكاً : أيه ..أتذكر جيداً تلك اللحظات التي نفذتْ فيها ذخيرتي فإستسلمتُ وانا مرفوع الرأس ! . أكملَ المتحدث وقال : إذا نسيتُ أي شيء فلن أنسى طيلة حياتي ذلك الموقف المُهين الذي أجْبَرَنا فيه الضابط المسؤول على خلع جميع ملابسنا ، وأمرَ الجنود بإدخال مقدمة البندقية في .....تنا ! ، هل تذكر ذلك يا بافرو ؟ إنتفض الاخ بافرو قائلاً : كلا ، لا أتذكر ، ونهض مغادراً الديوان وسط ضحكات وإستهزاء الجميع !
معظم الثوار الحقيقيين ، قّدموا أغلى ماعندهم : أرواحهم ورحلوا ، العديد من رفاقهم الذين بقوا على قيد الحياة ، اُصيبوا بالصدمة والإحباط ، فالواقع يُظهِر ان آلاف من نوعية " بافرو " من المتملقين وماسحي الأجواخ والمُرتزقة هم اليوم الذين يتسيدون الدواوين ويحصلون على الإمتيازات والمكاسب .



#امين_يونس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكرد في المشهد السياسي العراقي
- مظاهرات البصرة ..بداية الإنتفاضة
- - ألا يُسبب ضرراً للغنم ؟!-
- دُمىً مطاطية لقادة العراق ، لتخفيف الغضب !
- كرة القدم في العراق !
- العدوان التركي الايراني على إقليم كردستان
- الادباء الليبيون يرفضون الجلوس مع العراقيين !
- الرئيس الألماني قال - الحقيقة - !
- لا بُدّ من التفاهم بين الكُرد و -العراقية-
- .. حتى يأكل الرز باللبن !
- - المقارنة - مَصدر كل المشاكل !
- ساعة في الفضائيات العراقية : بارقة أمل
- محافظة دهوك : ضُعف الحِراك السياسي
- إستقالة الساعدي ، هل بدأتْ الإنشقاقات ؟
- حسن العَلوي يأكلُ من كَتفَين
- ألحقيقة
- انقذ العراق يا عمرو موسى !
- حُكامُ الكويت يلعبونَ بالنار !
- إنهم لايشترونَ الشعبَ بِعُقبِ سيجارة !
- المُطلك يحلمُ بصوتٍ عالي !


المزيد.....




- دراسة تحليلية لتحديات -العمل الشعبي الفلسطيني في أوروبا- في ...
- مكانة اللغة العربية وفرص العمل بها في العالم..
- اختيار فيلم فلسطيني بالقائمة الطويلة لترشيحات جوائز الأوسكار ...
- كيف تحافظ العائلات المغتربة على اللغة العربية لأبنائها في بل ...
- -الهوية الوطنية الإماراتية: بين ثوابت الماضي ومعايير الحاضر- ...
- الإبداع القصصي بين كتابة الواقع، وواقع الكتابة، نماذج قصصية ...
- بعد سقوط الأسد.. نقابة الفنانين السوريين تعيد -الزملاء المفص ...
- عــرض مسلسل البراعم الحمراء الحلقة 31 مترجمة قصة عشق
- بالتزامن مع اختيار بغداد عاصمة للسياحة العربية.. العراق يقرر ...
- كيف غيّر التيك توك شكل السينما في العالم؟ ريتا تجيب


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - امين يونس - بافرو !